السند شيماء سعيد
فين ورث بنتي هو عايز يتجوزها بس عشان تبقى تحت رجله حمدي ابن اختي مربيها على ايده وبيعشق التراب اللي بتمشي عليه..
تدخل ابن العم قائلا
_ ايه التخاريف دي يا ولية يا خرفانة بت عمي محدش ياخدها غيري..
باشارة من كف الكبير صمتت كل القاعدة ليقول هو
_ هاتي سمر بتك يا عزيزة والكلمة الأخيرة هتبقى ليا انا مش عايز صوت بعدها
_ أمرك يا كبير أمرك..
دقائق وكانت الفتاة تقف نظر لها سند لتجلس على المقعد المقابل له ثم قال بصوت وصل للجميع
_ عايزة مين فيهم يا سمر!..
تعالت دقات قلبها ونظرت لوالدتها التي بعثت لها نظرة حنان لتأخذ نفس عميق قائلة
_ ولا واحد فيهم أنا عايزة أكمل تعليمي وأبقى زي الدكتورة وعد..
_ إيه الكلام ده وابن خالتك يا قليلة الأدب..
_ أنا مش قليلة الأدب ياما حمدي على عيني ورأسي ولو يستنا لحد ما أوصل لأحلامي مش هبقي لغيره لكن لو مش قادر يبقى ربنا معاه..
قبل أن تتحدث عزيزة قال سند
_ رايك ايه يا حمدي..
رد بصوت يفوح منه العشق
_ هستنها العمر كله..
_ يبقي خلاص سمر لحمدي وأنت يا ابن زهران ورث بنت عمك يبقي عندي الليلة..
_ ممكن أتكلم معاك شوية يا كبير..
_ قول اللي عندك يا فخر..
_ هدى بنت شيخة القبيلة عايزها تبقى مراتي..
ضحك سند ثم قال بسخرية
_ مهي مراتك بقى لها شهرين وعايشة جوا دارك إيه الجديد!.. كل ده مش رافع راسنا يا خيبة أملي فيك
_ جوازنا كان الأول بأمرك وعشان احميها من أهلها لكن دلوقتي أنا عايزها مراتي بجد وهعمل لها فرح كبير..
أبتسم اليه سند قائلا
_ حبيتها.!..
_ بقت إدمان..
_ يبقى فرحك على حسابي يا فخر..
_____ شيماء سعيد _____
بحديقة المنزل..
كانت حبيبة تقرأ بعض آيات القرآن الكريم بوقت استراحتها من العمل حتى آت إليها صوت فايز أغلقت عينيها عدة لحظات مردفة لنفسها بتوتر
جلس على المقعد المقابل لها متعجبا من طريقتها كتم ابتسامته على طريقتها الطفولية في إغلاق عينيها ثم قال بجدية
_ أنت نمتي والا ايه يا بيبة..
انتفضت فهي لم تتوقع أن تأتي له الجرأة ويجلس أمامها جزت على أسنانها مردفة بغيظ
_ ايه بيبه دي إحترم نفسك لو سمحت..
_ إحنا عيلة ژبالة اوي يا بيبة ومفيش عندنا حد محترم وبعدين لو محترمتش نفسي هتعملي ايه يعني!
كانت على وشك البكاء من شدة الخجل ثم همست
_ يا أستاذ فايز عيب اللي حضرتك بتعمله ده أنت عايز مني إيه بالظبط!..
رغم بساطة الحديث الا إنه عجز بالفعل عن الإجابة ماذا يريد منها هو نفسه لا يعلم فقط يتحمس لرؤيتها رفض العودة للقاهرة ليبقى بجوارها وبجوار طفليها الذي شعر معهم بالمعنى الحقيقي لكلمة اب ابتسامتها تعطي له طاقة رهيبة ليكمل يومه بكل نشاط ليكن صادق أصبحت جزء لا يتجزأ من يومه الا إنه لا يعلم ما العنوان المناسب لتلك المشاعر أخذ نفس عميق ثم أردف
_ مش عارف عايز منك إيه بس اللي أعرفه إنك بقيتي حق ليا وولادك بقوا حاجة مقدرش أكمل يومي الا لما أشوفهم تفتكري ده إسمه إيه!..
ربما تعلم المسمى ولكنها ترفضه وبشده قامت من مكانها ثم أردفت بقوة
_ بص يا أستاذ فايز مهما كان أحساسك فده حاجة تخصك لوحدك أنا معنديش حد في الدنيا غير ولادي فاريت تحترم ده..
آت لعقله فجأة صورتها بأول مرة رأها بها تذكر ذكرها لاسم رجل وهي نائمة ومع الوقت علم إنه زوجها السابق قام من مجلسه وسحبها لتبقى بين أحضانه مردفا بقوة
_ لسه بتحبيه!..
تعجبت قائلة
_ هو مين!..
_ طليقك اللي سابك وساب ولاده عشان يتجوز واحدة تانية..
جملة واحدة جعلتها تعود لنتقطة الصفر من جديد تألم قلبها من فكرة معرفته لما مرت به من اوجاع صړخت قائلة
_ أنت قليل الذوق دي حاجة خاصة بيا..
تجمد جسدها من الذهول وظلت تفكر كيف تتصرف الي أن قال علقھا يا حمقاء إنك بداخل حالة مغزية من الاستسلام..
إنتهت القبلة وابتعد عنها متعجبا من سكوتها مردفا
_ أنت كويسة والا حصل لك إيه..
سقطت بكفها على وجهه وفرت هاربة وضع يده محل الصڤعة مرددا
_ والله لو عملتي ايه لافضل أبوسك يا بسبوسة..
على بعد أكثر من ثلاثون مترا كان يقف شادي وبيده هاتفه مصورا تلك اللقطة قائلا
_ حقك عليا يا خالي بس أنا لأزم أمشي من هنا..
____ شيماء سعيد _____
بجناح سند بعد ما طال به التفكير قرر ولأول مرة يواجه مرضه دلف ليرأها بعدما كان يهرب منها أبتسم بحنان على مشهد ضمھا لهمت ونومهما بهذا السلام المريح للاعصاب..
بخطوات هادئة أقترب منها ثم حملها بخفة لخارج الجناح ذهب بها لجناح والده ولا يعلم لما فعلها الا أنها حدثت بالفعل وضعها على الفراش ثم جلس على الاريكة يراقب تفاصيلها البسيطة أثناء نومها..
شعرت برائحة عطره بالغرفة فتحت عيناها باشتياق رغم كل شيء وجدته يتطلع بها كأنه لم يرى امرأة بحياته مثلها بلعت تلك الغصة المريرة بحلقها ساخرة من نفسها حمقاء!! قلبها الغبي يجعلها تشعر إنه يبادلها نفس الشعور..
اشاحت بوجهها بعيدا ليقف أخيرا بعدما طال صمته ثم أقترب منها بخطوات مترددة حتى جلس بجوارها على الفراش رفع وجهها إليه بأحد أصابعه ثم همس
_ وحشتك!..
نفت وقلبها ېصرخ يرفض ما تحاول إيصاله إليه ليبتسم لها بۏجع مردفا
_ بس أنت وحشتيني وجدا كمان..
رأت ضعفه لټنهار بعض حصونها قائلة بعتاب
_ أنت شوفت مني كل حاجة حلوة عشان كدة وحشتك لكن أنت للأسف مش سايب ليا ذكري واحدة حلوة توحشني بيها بالعكس كل ما أشوفك أحس قد ايه أنا كنت غبية لما وقعت في حبك
مسح على شفتيها بطرف يده وهو يقترب منها أكثر مقبلا أعلى رأسها باعتذار قائلا
_ وعد أنا مريض نفسي مريض ومن صغري بحاول أثبت العكس حتى في جوازي الكتير العيب كان فيا مش فيهم لحد ما قبلتك أنت ڠصب عندي حسيت بحاجات مكنتش عايز أحس بيها بذات معاكي يمكن عشان كدة وصلنا لهنا..
صدمت بالفعل صدمت لم تتخيل ابدأ أن يعترف بنفسه أن الخطأ به والأغرب من ذلك لمعت الندم بداخل عينه وهي تعلمها جيدا.. تود لو ټضرب بكل شيء عرض الحائط وتأخذه بين أحضانها إلا انها تحلت بالثبات وقالت
_ اشمعنا أنا اللي مش عايز تحس بالحب معايا..
قام من على الفراش صارخا
_ كنت رافض الحب من أي ست وخصوصا أنت مش عايز أبقى زي عتمان الكبير وللأسف بقيت وعد لو بتحبيني فعلا خليكي جانبي..
قامت من مكانها ووقفت أمامه رفعت كفيها لتضم وجهه إليها ثم أردفت
_ تفتكر الحب لوحده كفاية