قاب قوسين من الهلاك بقلم ناهد خالد
طلب منها التحدث لها في أمر هام ارتبكت وتوترت وهي تسأله
حد نعرفه يا بابا
نفى طاهر برأسه مجيبا لا بس حد كويس اوي ابن صاحب ليا بيشتري من عندنا بضاعة شاب كويس ومحترم عنده 26 سنه وبيشتغل في مكتب محاماة كبير هتقعدوا مع بعض ولو ارتحتي يبقى على بركة الله.
فركت كفيها بتوتر تقول
بس أصل لسه بدرس.
وماله يا بنتي أنت في تانية كلية يعني مش صغيرة هتتخطبوا السنتين دول لحد ما تخلصي دراسه وتتجوزوا.
كتير ليه مادام هو شخص كويس مش احسنا ما تضيعيه من ايدك! بعدين أنت مش في ثانوي عشان تقولي صغيرة واهي رغد بنت عمك في سنك وهتتجوز ابن خالتها اللي في البلد على اخر الشهر.
اتسعت عيناها بدهشة تسأله
رغد هتتجوز على طول كده
مانت عارفه هي خدت الدبلوم وخلصت دراسة مكانش ليها خلق للكليات زيك هيستنوا ايه بقى
هم صعايدة يا بنتي ومعندهمش الحوارات دي.
وقد صدقت حديثه وهذا ما سعى إليه فلا يجب أن تعلم أن العريس الحقيقي
دلفت لغرفتها بعدها لتفتح هاتفها تحدثه وبعد قليل كانت تقول له
مش شايف مانع تتقدم دلوقتي بقولك بنت عمي اللي في سني هتتجوز واحنا مجرد خطوبه بس.
ايوه هي مخلصة دراسة.
هو حرام نتخطب واحنا في الدراسة
صمتت فهو معه حق والدها لن يقبل به وهو دون عمل تنهدت بحيرة
اعمل ايه طيب
ارفضي بس بعد ما تقعدي معاه قولي مرتحتش وعدي السنتين دول لحد ما اتقدملك.
ماشي.
وكلميني فيديو لما كلهم عندك يناموا.
تلعثمت تقول
هو.. هو لازم! اصل ببقى خاېفة حد يصحى ويدخل عليا.
وكانت جملته الأخيرة ساخرة لتقول بخضوع
له ماشي بس بلاش طلباتك اللي بتطلبها دي.
طلبات ايه
امبارح قولتلي على الجاكت وانا اضايقت انك ...
قاطعها يقول بنزق
انا قولتلك لما لقيتك عرقانة من الحر والجاكت بكم ولما قولتي لا سكت مغصبتكيش يعني! وكنت بتكلم لمصلحتك.
معه حق فلقد كانت أمس تتعرق بشدة من الحرارة وربما من حديثه الذي اتجه لمواضيع اخجلتها ولا تعلم للآن كيف تطرق للحديث في مواضيع كهذه لكنها لم تقدر ان تطلب منه التوقف للحديث في أمور لتلك ربما لانها كانت ينتابها الفضول نحو ما تسمعه فقد كان يحكي لها عن قصة صديق له مع صديقته وكيف تحولت علاقتهما من
استغلت رؤى خروج شاكر لعمله واسرعت لهاتفها تطلب رقم ما....
اتاها الرد بعد قليل لتصرخ فورا بالمجيب
اسمع انا مش هسكت لحد ما جوزي يروح يتجوزها شكلهم بيرتبوا لكده شاكر من كام يوم قالي كلام غريب وكله تلميح انه هيتجوزها.
رد الطرف الاخر
انا مسمعتش حاجه زي دي.
وأنت هتعرف منين بطل غباء أنا بقولك أتكلم معايا على أساس ان الموقف مع واحد صاحبه لاني طبعا معرفش حوار رغد وانها غلطت مع حد.
صړخت غاضبة
تعمل ايه لا ده انا اخرب بيتك قبل بيتي انا ما يتخرب لو متصرفتش وصلحت غلطتك واتنيلت اعترفت باللي عملته لهم أنا اللي هتكلم هي سكتت عشان خاڤت من الحريقة اللي هتقوم انا لا... انا مش هسيب جوزي يتجوزها.. وشاكر لو عرف اني اعرف حاجه عن الموضوع ده هتحصلي مشكلة كبيرة عشان متكلمتش وقولت اللي اعرفه وانا مش هستنى لما...
صمتت وهي تسمع لفتح باب الغرفة لتلتفت فوجدت شاكر واقفا يحدق بها... حبست أنفاسها وهي تتساءل هل سمع حديثها
انتهى الفصل
قاب_قوسين
ناهد_خالد
الجزء الثالث
في حاجة يا حبيبي
قالتها وهي ټموت ړعبا أن يكون قد استمع لمكالمتها الهاتفية تشعر أن هذا الموضوع لن ينتهي سوى بطلاقها للتو استطاعت التنفس حين قال وهو يدلف للغرفة
أنت بتكلمي مين وساجدة عمالة ټعيط بره
والآن انتبهت لصوت بكاء طفلتها الذي أنقذها فبالطبع لم يسمع صړاخها في الهاتف بفضل بكاء الصغيرة أجابته بثبات وداخلها تحمد ربها ألف مرة أنها فلتت هذه المرة
بكلم ماما أصلها متخانقة مع خالتو وحوار كبير كده متشغلش بالك بيه يلا روح غير هدومك على ما سكت ساجدة واحضر الأكل.
وفرت من أمامه تحاول استعادة ثباتها...
خمسة أيام مروا دون جديد ....
دارت في غرفتها كالتور الهائج منذ علمت من والدتها أن عمها تحدث مع أخوالها وسيتم الزواج في نهاية الشهر لن تصمت لن تستسلم للأمر ولن تجعل شاكر يدفع ثمن أخطاء غيره مسحت وجهها بكفيها بقوة وعقلها هداها للصعود ل رؤى يكفي تهربا هي تعلم أن رؤى تعلم بقصتها وتعلم بالفاعل ولكن الاثنتان يدعيان الجهل لكن لهنا وكف لن تصمت أكثر...
وقفت أمام باب شقتها وثواني وفتحت لها رؤى التي اصطنعت الابتسام وداخلها يغلي دلفت وأغلقت رؤى الباب خلفها لتسمعها تسأل
هو شاكر نزل الشغل
ايوه كنت عوزاه
سألتها بأعين مشټعلة بالغيرة لتقول رغد فورا ودون مراوغة
عوزاك أنت بس هو مينفعش يكون موجود.
ربعت ذراعيها أمام صدرها وقالت بجمود
خير
تجمدت ملامح رغد وسألتها بوضوح
ناوية تفضلي ساكتة هتفضلي ساكتة وجوزك هيتجوز غيرك
كادت تتحدث لتقاطعها رغد بضيق
بلاش نلف وندور على بعض يا رؤى اعتقد الوقت مش هيسعفنا أنا عارفه إنك عرفتي اللي حصل معايا لا وكمان عارفة ده حصل مع مين فياريت نتكلم بوضوح ها هتسكتي
وهنا تخلت عن كل ذرة بعقلها لتصرخ بها پغضب
أيه يا بت جمودية العين دي! أنا مش مصدقاكي أنت واقفة قصادي تعترفي بكل بجاحة وجاية تسأليني أنا هعمل ايه واقفة تسأليني هعمل ايه وجوزي بيرتب يتجوزك
وضعت ذراعها في خصرها وهي تقول ببرود
مش أحسن ما اعمل نفسي معرفش حاجة واسكت واوافق اتجوزه واهو الكل بيرتب لكده أصلا احمدي ربنا إني رافضة اتجوزه وإلا مكنتش وقفت قصادك الواقفة دي.
ضړبت كف بأخر
شوفي من يوم ما دخلت البيت ده ما كتشتفتش مرة واحدة ولو بالغلط إنك بال دي! تخيلي وعلى چثتي لو جوزي اتجوزك.
قلبت عينيها بملل
هو أنت شايفاني متشعبطة في ديله أنا لسه بقولك مش عاوزه اتجوزه! شاكر اخويا وطول عمره اخويا عمري ما افكر اتجوزه حتى لو على ورق غير انه مش هيشيل شيلة غيره.
هدأت عاصفتها وهي تسمع لحديثها لتهز رأسها تقول
وأنا بقى مطلوب مني اعمل ايه البغل اللي اتهببت معاه كلمته وعمال يقول هتكلم هتكلم ومنطقش اعمل ايه بقى
بصي يا رؤى أنا وأنت عارفين إنه أجبن من انه يتكلم وللأسف عارفين بردو أنهم لو عرفوا ان هو اللي عمل كده هتبقى مصېبة.
والحل
جلست رغد واضعة كفيها فوق رأسها وقالت
مش عارفة... عقلي هيشت أنا بس...خاېفة على الحريقة اللي هتقوم خاېفة بجد.
أنا كمان خاېفة زيك بس وبعدين هنسكت لامتى
رفعت رأسها تخبرها
امي قالتلي انهم حددوا ميعاد الجواز اخر الشهر وعمي كلم اخوالي.
تهاوت على الكرسي خلفها وهي تردد پصدمة
وافق يعني وافق يتجوزك
بس والله يا رؤى مشدد على الكل إن محدش يعرف عشان أنت متعرفيش ومتفق مع عمي إنها خمس شهور وهيطلقني هو مغلوب على أمره وأنت عارفه شاكر راجل وبيتحمل المسؤولية دايما.
نزلت دموعها پألم وهي تهمس
مش مبرر ملوش حق يتجوز عليا حتى لو على ورق أو... أو له
حق بس هو بيحبني المفروض ميقدرش يعمل ده! ازاي