حكايه رهف
لبنتك ترضى يحصل فيها اللي حصل لغصون
ردت عليها حميدة بحدة احترمي نفسك يابنت فتحي واقفي معووجة واتكلمي عدل
أجابتها سدن أما تبقى تقولي العدل ابقى ردي عليه بالعدل ياعمتي
رد فتحي عليها بحدة عيب ياسدن ردي علي عمتك بأدب
اسكتته العمة قائلة سيبها يافتحي عيلة ومش عارفة حاجة ثم نظرت لغصون متسائلة وأنتي ناوية على إيه ياغصون
قالت تؤكد لها قصدها هتعملي إيه وتقعدي فين
تدخلت سدت مندفعة هتقعد معانا طبعا ف بيتها
أسكتتها عمتها دا كان زمان ياسدن أما دلوقتي مينفعش.. أمك ماټت وهي مش بنت فتحي عشان تعيش معاه تحت سقف واحد وهي مطلقة وكمان مرات أبوكي جاية بعد يومين ومش هترضي بكده
تلك الكلمات كان ماينقص تلك الأنثى الجريحة لكي تنهي حياتها.. تسمع تلك الكلمات بروح تحوم في المكان وكأن آخر ماسمعت صوت سدن التي تصرخ في عمتها مستحيل يكون عندك قلب
وأخيرا صدح أذان الفجر في الأرجاء بعد ليلة طويلة مرت كل دقيقة منها ټحرق روحها في ذلك المنزل الذي تيقنت أخيرا بعد مرور سبعة وعشرون عاما أن ليس لها مكان فيه ولاتنتمي إليه تلك الحقيقة التي تناستها كثيرا منذ أن عرفت بحقيقة نسبها المجهول تلك الحقيقة التي تجاهلتها مقابل أن تنعم بدفء أسرة منحتها الكثير ولكن كل تلك المنح سلبت منها في أشد الأوقات حاجة لها ولكن ماعليها سوي أن ترضخ لذلك الواقع المؤلم وذلك الوصمة التي لازمتها مدى الحياة.
أجابها متسائلا إيه ياغصون اللي موقفك كده ورايحة فين
ذلك الذي لم تحسب له بالا وهو عودة فتحي من صلاة الفجر في ذلك الوقت ولكنها رفعت عينيها فيه مجيبة ماشية ياأبا
ابتلع ريقه ببعض الحرج ورد عليها طب يابنتي النهار له عنين إيه اللي يمشيكي ف وقت زي ده
تنحنح بقدر من الحرج وقال مش عايزك تزعلي ياغصون يابنتي أنتي عارفة إنك عندي زي بنت من البنات بس الدنيا مبتفضلش على حال وأنتي ربنا يصلح حالك ارجعي لجوزك وعيشي.. الواحدة ملهاش غير بيتها
ابتلعت تلك الدموع العالقة وردت عليه پقهر متشلش همي أنت كتر خيرك ع اللي عملته معايا طول العمر.. بس خلي بالك من إخواتي ... ثم استكملت طريقها بدموع وهموم تتكدس على صدرها بثقل الجبال.
ردت جني بإقتضاب مش عايزة افطر
منها أمها بقلق تسألها أنتي تعبانة ياحبيبتي
ردت عليها بلهجة صارمة أيوة يامامي تعبانة
تحسست أمها جبينها بلهفة إيه اللي تاعبك