الأحد 24 نوفمبر 2024

عشق مهدور سعاد محمد سلامه

انت في الصفحة 17 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز


بفتحها ودخل إليهانظر الى تلك الأجهزه الرياضيه الموجودة بالغرفهشعر پغضب يزداد فى قلبه خلع عنه سترته الثقيله وخلفها باقى ثيابه ظل فقط بسروال حول خصرهوتوجه ناحيه ذلك الكيس الرملي المعلق جذب قفازين للملاكمه وضعهم بيديه ثم بدأ بلكم ذالك الكيس الرملي لكمات تزداد عنفوان وقوه مع الوقت يشعر برغبه أقوي للتنفيس عن مكنون قلبه الغاضب ظل لوقت يلكم الكيس الرملي حتى شعر ببوادر إرهاق ترك اللكم وجلس على أحد المقاعد بالغرفه يلهث يتصبب العرق بكامل جسده وبغزارة أقوى فوق جبهته يسيل على عينيه اللتان تحجرتا ربما يود البكاء عل ذالك الشعور القاسى فى قلبه يهدأ لكن مقلتيه كآنهن أصبحن من صخر أغمض عيناه يعتصر ذالك العرق الذى وصل لأهدابهجالت أمام عيناه صورة سهيله وآخر لقاء بينهم تذكر حديثهاللحظه شعر كآن هذا اللقاء كان مثل لقاء الوداع بينهم 

تذكر بقية حديثها الحاد معها ذلك اليوم 
فلاشباك
ألقت سهيله تلك الفتافيت من العيش على طول يديها فوق مياه البحيرةتبسمت على صراع تلك الطيور التى تهبط للمياة تلتقط تلك الفتافيتتهكم آصف على تلك الطيور قائلا_
مش عارف بيتخانقوا على أيه دى فتافيت عيش.
عادت سهيله بنظرها له وقالت له_
بالنسبه لك فتافيت عيشبس بالنسبه للطيور دى مش حاجه ضئيله دى كنز هتسد جوعهم لحد بكرهبعدين مجاوبتش على سؤالي.
نهض يقف جوارها وضع يده فوق يدها الموضوعه على صاري بالمركب قائلا بإدعاء التذكر_
سؤال أيه مش فاكر.
نظرت له سهيله بضيق وسحبت يدها من أسفل يده وضيقت عينيها تعلم أنه يتخابث عليها وقالت بتكرار_
مع إنى متأكده إنت فاكر كويس أوى سؤالى بس مفيش مانع أسأله تانى...ليه إختارت تبقى قاضي فى المحكمه.
فى البدايه شعر آصف بضيق من سحبها يدهالكن نظر لها ببسمه عيناه تنضخ عشقا لها مجاوب_
بس أنا جاوبتك وقولت لك إن مكنش قدامى غير التدريس فى الجامعهوده مكنش من أهدافيأنا مش بحب التدريسكان المتاح قدامى آخد سلك القضاءوده كمان الأفضل ليابغض النظر عن التنقلات فى أماكن كتيربسبب طبيعة وظيفة القاضيده غير مشاكلهاأخرها إنى كنت معرض للإغتيال والدليل قدامك أهو إيدي المرفوعة على صدري فى قلب حامل طبي.
نظرت له وفكرت قليلاثم قالت_
بس معتقدش ده السبب الوحيد إنك أختارت تبقى قاضيعندى يقين فى سبب تاني.
أزاح آصف يده التى كانت على الصاريومدها ناحية وجهها كى يقون بإزاحة طرف وشاح رأسها الذى تطاير بسبب هواء البحر يخفى وجهها قائلا بمغزى_
يمكن التواصل العاطفي بينا خلاك تفهميني أكتر من نفسي.
تراجعت بوجهها للخلف بعيدا عن يده ورفعت طرف وشاح رأسها عن وجهها وقالت له_ 
مغرور بس هقولك سبب إختيارك للقضاء السبب هو 
السلطة
إنت بتحب السلطه يا آصف 
بتحب يكون لك آمر واجب النفاذ على غيرك.
ضحك آصف وهو يعود للجلوس بينما إستطردت سهيله الحديث بتوضيح_
بس فى رأيي إنت إختارت الطريق الأصعبيا سيادة القاضىالحكم على الناس مش سهل زى ما أنت فاكر.
تبسم آصف قائلا_
وأيه الصعبانا بحكم بالأدله والبراهين والمعطيات اللى قدامي.
تسألت سهيله_
كل ده مش عملية حسابيه مضمون نتيجتها 
وفين روح القانون أوقات الادله والبراهين والمعطيات مش بيبقوا كفايه عشان تحكم بيهمسمعت مره جدتي آسميه بتقول مثل شعبي 
كدب مساوى أحسن من صدق منعفش.
ضحك آصف قائلا_ 
مش فاهم معنى المثل ده أيه وأيه ډخله فى القضاء.
فسرت سهيله له المثل_ 
يعنى أوقات الكداب بيعرف يسبك كدبه كويس يخلى اللى قدامه يصدقه وهو مقتنع أنه صادقوالصادق لانه على نياته معرفش يبقى يسبك كلامه كويس فيبان أنه مهزوز أو مش صادق...
أوقات بنشوف حقايق بشكل غلطحاذر يا آصف تتعمي عينيك عن الحقيقه وغشاوة الكدب تخدعك.
ضحك آصف 
قائلا_
لاء إطمني أنا منتبه كويس 
وبمناسبة إنك قولتىع الآمر النافذ اللى أنا بحبهأمتى هتوافقي إنى أتقدملك ونتجوز وتبقى ليا ومعايا طول الوقت ومتتحججيش إنك هتتأخريأو تبعدي عني.
نظرت له بتفكير ثم قالت بهدوء_
بعد ما أخد الماستر يعنى قدامك سنه عالأقل تفكر فيها كويس يا سيادة المستشار.
إندهش آصف قائلا_ 
سنه بحالها لاء أنا هستخدم سلطتي ك قاضى وهصدر قرار ملزم التنفيذ إننا نتجوز فى الأجازة القضائيه فى الصيف الجاي وإبقى كملى الماستر وإنت مراتى.
هزت رأسها بنفي.
تبسم لها قائلا بتحدي_ 
هتشوفي قبل السنه ما تخلص هتكونى حرم 
سيادة المستشار آصف شعيب.
تهكمت سهيله بمرح وكررت كلمة آصف بإستهزاء_ 
حرم... الكلمه دى قديمه أوى بقت أولد فاشون بتتقال للناس العواحيز.
تبسم لها آصف قائلا_ 
طب بلاش حرم أظن كلمة مدام أفضل بكتير.
شعرت سهيله بالخجل وإحمرت وجنتيها وأخفضت وجهها بحياء.
تبسم آصف على حيائها الذى فتنه وهام أكثر بها ود لو كان معها وحدهم فقط فوق ذالك المركب ربما وقتها كان قبلها وما إهتم برد فعلها بعد ذالك حتى لو صڤعته على وجهه لكن وجود المراكبي منعه من تحقيق أمنيته...
أدار دفة الحديث لناحيه أخرى يستمتع بالحديث معها سألا_
طب وإنت ليه إختارتي تبقى دكتورة أطفال.
جلست سهيله قريبه من آصف وأجابته وهى تنظر ناحية مياة البحيرةتشعر كآن آلم تلك الفتره عادت تشعر به يضرب بطنها.
أنا لما كنت صغيرة كنت بحب شغل الديكور وكان نفسى أبقى مهندسة ديكور بس فى أولى ثانوي إتغيرت أمنيتي.
إستغرب آصف سألا_ 
وأيه سبب تغير
أمنيتك من مهندسة ل دكتورة أطفال بالذات.
شعرت بآلم وأجابته_ 
تعرف إنى كمان كان نفسى أدرس طب نفسي جنب دراسة طب الأطفال.
تبسم آصف قائلا_ 
فعلا منكرش تنفعى دكتورة نفسيه بتعرفي تحللي طبيعة الشخصيات بس أيه السبب اللى خلاك تغيرى أمنيتك.
تنهدت سهيله تشعر بنغزه فى قلبها قائله_
لما كنت فى أولى ثانوي كان جالى حالة ټسمم بسبب جرعة دوا زيادة أو كانت علاج غلط من الأساسوآثر عليا جامد وقتهاوكنت تقريبا بمۏت بس كان فى دكتور أطفال فى المستشفى هو اللى عرف سبب سوء حالتي وقتها وهو اللى إتعامل مع حالتي لحد ما عديت مرحلة الخطړ وشبه خفيتبصراحه أنا وقتها أعجبت بالدكتور ده جدا وإتحولت أمنية حياتي من مهندسة ديكور ل دكتورة أطفال عشان أبقى زميله له فى يوم من الايام وأقول له إنى كنت ومازالت معجبة بيه وكنت....
قاطعها آصف يشعر بغيره قائلا بحدة_
وكنت أيه كمان نفسك تتجوزيه.
تبسمت سهيله بإيماءة رأسها بمعنى يا ريت.
ود آصف لو صفعها لكن حاول التحكم فى غضبه وغيرته سائلا_
والدكتور ده فين دلوقتى.
تنهدت سهيله بآسى_
للآسف الدكتور توفى من سنتين يعنى قبل ما أتخرج من كلية الطببس تعرف إن إبن الدكتور ده دلوقتي بقى دكتور نفسي معروف غير إنه أستاذ فى الجامعهوأعتقد انه ممكن يكون من ضمن اللجنه اللى هتناقش معايا الماستر.
تنهد آصف بضجر قائلا_ 
مش عارف ليه مستعجله على الماستر إنت لسه صغيرة يعنى سامر زميلك ومش بيفكر فى الماستر.
ردت سهيله_
على فكره سامر أكبر منى بسنه هو عاد سنه فى الإعدادي.
تبسم آصف قائلا_
فعلابسبب وقت الإمتحانات كان وقع من على سلم السرايا وكان عنده الناحيه اليمين من جسمه كل ضلوعها مكسوره تقريبا ومحضرش الإمتحانات وعاد السنهمع إن كان سهل يحضر وقتها الإمتحانات بس ماما رفضتوقالت مجتش من سنه تتعوض.
تهكمت سهيله قائله_
طنط الحجه شكران بدلعكم أوىوممكن الدلع ده يفسد سامر متهيألى إنه محتاج شوية يعتمد على نفسهويختار طريقهيحس إنه مسؤول عن حياته ويصلح من نفسه شويه قبل فوات الآوانيجيب لكم مصېبه.
إستغرب آصف من حديث سهيله وكاد يسألهالكن المراكبي إقترب منهم قائلا_
حمدالله عالسلامه وصلنا الشط.
نهضت سهيله واقفه وتوجهت نحو سلم المركبسار خلفها يشعر بفضول أن تكمل بقية حديثها معه عن سامر لكن إنتهى آخر لقاء بينهم بعد أن أصرت كالعادة أن تعود للقريه وحدهابينما هو تغافل ولم يضع الآمر برأسه إلا الآن 
عودة 
ظل للحظات يفكر فى معنى حديث سهيله لماذا لمحت بذالك ماذا كانت تقصد 
هل تحرش بها سامر حقا لا سامر كان يعتبرها زميله فقطرأى جلوسهم معا سابقا كان بحدودإذن مستحيل 
هكذا جاوبه عقله. 
وضع أنامله حول جبهته يفركها بضيق يشعر بصداع يفتك برأسه يكاد عقلة يشت لما إدعت سهيله بالكذب على سامر لديه يقين أن سهيله كذبت حين قالت أنه حاول الإعتداء عليها إزداد تحجر عيناه وتحجر معها قلبه يشعر أنه كتله منصهره ټحرق فؤاده ليتها قټلته هو وما كان عاش يشعر بكل هذا الآلم الذى ينهش كيانه بالكامل.
بإحدى غرف السرايا
تمددت شهيرة فوق الفراش الناعم الوثير رغم ذالك تشعر بضجر تود العوده للقاهرة والبقاء هناك تشعر بحريتها عن البقاء هنا بين حوائط تلك السرايا القديمهكذالك تبتعد عن ذلك البؤس والحزن المسيطر على السرايا ومن فيهاجذبت هاتفها تتصفح بعض الرسائل الخاصه المرسله لها من أصدقائهالكن رأت تلك الرساله القديمه التى مازالت تحتفظ بها 
فتحت الرساله ورأت تلك الصور التى كانت مرسله لها...صور تجمع آصف مع تلك الفتاة المتهمه پقتل سامرتبسمت بإنشراح وهى ترى نظرات عين آصف لتلك الفتاة تبدوا بوضوح نظرات عاشقتنهدت بسعادةآصف يعشق قاټلة أخيه
هو الآن مشتت بحرب ضاريه بين حبيبة قلبة وبين أخيه الذى قټلته تلك الفتاةهدرت قلبه مع دماء أخيهبالتأكيد يشعر بآلم جم فى قلبهواضح على ملامحه وتصرفاته العصبيه دائما.
ألقت شهيرة الهاتف على الفراش وإتكئت بجسدها فوق الفراش تتمطئ بحريه وراحه نفسيه رغم ضجرها من البقاء هنالكن رؤيتها 
ل آصف بهذا التشتت خفف من ذلك الضجر...إنتبهت لصوت فتح باب الغرفهنظرت بإتجاهه رأت دخول آسعد الذى دلف وجلس على طرف الفراش يتنهد بآلمنهضت تجلس على رسغى قدميها خلف آسعد وضعت يديها فوق كتفيه تقوم بتدليكم بخفه قائله_
إطمنت عالحجه شكران.
تنهد آسعد بآسى قائلا_
أيوه آيسر طلع ينام سيبت معاها صفوانه هتفضل معاها بنفس الاوضه.
رغم تلك البسمه التى فوق شفاه شهيرة ولم يراها أسعد لكن إدعت الحديث بنبرة حزن_
ربنا يرآف بقلبها مش سهله عليها أنا لو مكانها كنت روحت السچن للمجرمه دى وقطعتها بأسنانى لاء وكمان المجرمه عشان تطلع نفسها من الچريمه بتدعي عالمرحوم سامر أنه كان هيعتدي عليها.
تعصب آسعد بشده وإنتفض جسده.
شعرت شهيرة بإنتفاضة جسد أسعد أسفل يديها تبسمت وإزدادت فى صب غضبه_ 
المفروض تتصرف مع البنت دى كده ممكن تنفد من العقاپ اللى تستحقه.
تنهد آسعد قائلا_ 
أنا فعلا كنت هدخل وهعرف البت دى قيمتها كويس بس آصف قالى هو اللى هيتولى أمر سير التحقيقات.
تسألت شهيرة بفضول_ 
يعنى أيه آصف هو اللى هيتابع سير التحقيقات إنت اللى قلبك مكسور على مۏت إبنك وآصف...
قاطع آسعد شهيرة قائلا_ 
ناسيه آصف قاضي وأكيد عارف طريقة سير التحقيقات دى وكمان مش عاوز ينتشر فى البلد إنى بفتري عالبت دى بسبب سلطت كنائب مجلس الشعبسايبها تجيب آخرها...لآنى لو تدخلت فى الآمر مش هيكفينى مۏتها.
تهكمت شهيرة بين نفسهاآسعد ترك القضيه ل آصف العاشق المتيم ألم ينتبه أنها حين آتت بسيرتها بسوء أمامه دافع عنهالكن
لن تهتم آصف يستحق ذلك العڈاب الذى يعيشه 
ډم أخيه على يد حبيبته.

مع سطوع نهار جديد 
فى حوالى العاشرة صباح
بالمشفى التى كانت تعمل فيها سهيله 
دلفت بين إثتين من العساكر
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 95 صفحات