للقدر حكايه بقلم سهام العدل
قلمها فوق كشكولها بعدما أنهت حل المسأله الحسابيه تعلقت عيناها بمعلمتها التي انغمست في النظر للمرآة الصغيره التي معها
ضحكت داخلها وهي تتمنى ان تخبرها ان لا تطمح للأمر ولكن قررت أن تأخذ دور المشاهد حاليا
ميس ريما ميس ريما
كررت هتافها للمرة الثانيهفأنتبهت ريما وألقت مرآتها بحقيبتها بتوتر
فمدت لها مريم كشكولها بنفاذ صبر
اتفضلي ياميساحنا كده خلصنا حصة النهارده
كانت عين ريما مسلطه على باب الغرفه التي دلف لها حمزة ولم يخرج منها الي الان
رنين باب المنزل جعل ريما تنتبه ثانية لوضعها وشرودها لذلك القابع في غرفه مكتبه ينفث دخان سيجارته بشرود ناسيا انه لا ېدخن ولكن لم يجد الا السچائر هي منفسه
حمزة بيه في ضيفه مستنياك
بره بتقول ان حضرتك مديها ميعاد
كانت ياقوت تجلس في الحجرة التي قادتها لها الخادمه من حين لآخر تشيح عيناها خجلا من نظرات الفضول الموجها إليها من مريم وريما
حقيبتها لها بتوتر وقبل ان مريم تسألها عن هويتها وسبب زيارتها عادت الخادمه لها
نهضت بأرتباك وسارت بخطي متوتره نادمه انها تدخلت في امر سماح واصبحت هي الوسيط في أداء مهمه اللقاء
طرقة خافته حطت على باب الغرفه ثم دلفت وأخذت تسعل بشده من الدخان الذي يعبئ الغرفه
أستدار بجسده نحوها في صمت
يتبع بأذن الله
الفصل الرابع عشر
عيناها لمعت ببريق خاطف مع لحظه ألتفافه نحوهاالقدر بدء يرسم خطوطه ببراعه لا قلب ولا عقل يقف أمامه إنما نحن مسيرون الي مصائرنا عيناها اخذت موضعها نحو البساط الفخم المفترشه به الغرفه حركة فطريه اعتادتها ليست ضعف او هوان انما فطره الحياء
اتأخرتي عن ميعادك
رفعت عيناها نحوه معتذرة
المكان هنا بعيد عن السكن بتاعي
حدق بها بثبات وأشار إليها بالتقدم
وقتك فاضل فيه نص ساعه تقدري تبدأي اسألتك
اماءت برأسها بتوتر
سكن ملامحها وتقدمت نحو المقعد الذي أشار اليه اخرجت دفتر صغير مسطر به اسئله سماح التي لم تقرأ محتواها بعد وقلم ثم جهاز تسجيل اخبرتها سماح كيف يتم تشغيله كل شئ أصبح مجهز أمامها
اتسعت عيناها من حديثه لم تقابل بحياتها رجلا مثله بكل ذلك الثبات والجمودرددت داخل روحها بكلمات تبث لنفسها الثقه
اثبتي يا ياقوت ده مجرد لقاء وهيعدي عشان خاطر سماح
صدح صوته الجامد الذي اصبحت معتاده على نبرته
ياريت نبدء
نظرت اليه ثم فتحت دفترها تنظر للاسئله متسعه العين
احم هشغل التسجيل وهبدء اه
شغلي وخلينا نبدء
تلك المره حاډثها مبتسما ضاحكا سؤالا بدء عن مسيره حياته ثم اعماله التي أصبحت في اتساع في آخر عامين وهو يجيب بثقه وكلمات وكأنها مرتبه
انتهى السؤال الأول والثاني وهي تركز بعيناها على السؤال القادم وترسم خطوطا عليه حرجا
حضرتك بدأت نجاحك ازاي كرجل أعمال رغم مهنتك الأولى ملهاش صله بالبيزنس
ذكريات الماضي تدفقت وكأن الماضي أراد اليوم ان يأخذه لسنوات لم تعلمه الا الصلابه والقسۏة
اجابه اجادها ببراعه
اظن ان النجاح مش مرتبط بشهادتنا كلها اقدار مكتوبه بميعاد
حركت رأسها بأنبهار فحياتنا بالفعل ماهي إلا اقدار بميعاد
وقبل ان تهتف بالسؤال الآخر نهض من فوق مقعده حاسما
الأمر
للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت وده بقى البيزنس الصح
صدمها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج فنهضت من فوق مقعدها بتوتر
بس لسا في أسئله فاضله ممكن بس وقت إضافي
طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها لتدلف الخادمه تلك اللحظه
العشا جاهز يافندم
شعرت بالحرج وهي تستمع لعبارات الخادمه
اعملي حساب انسه ياقوت في العشا معانا
هتفت بأعتراض فأشار للخادمه بأن تنصرف
ده واجب الضيافه
ثم اردف بعمليه
نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك
غادر الغرفه لتقف متعجبه لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى
راجل غريب بكل أطباعه
انحنت تلملم حاجتها تحادث حالها
اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني
أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها
ايه الرخامة ديهماكان كمل اجابه باقي الاسئله
ثم اردفت ساخرة
وقتهم ثمين اوي رجال الاعمال يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي
تأفتت سماح لتضحك ياقوت التي اعدت لها كأس شاي للتو وبدأت ترتشفه
نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده
وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه
أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه
ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ
اعمليلك واحد بقى تاني مش كفايه اتعشيتي عشا ملوكي
شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابنته
عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين
لمعت عيناها بالدموع منها سماح بقلق
مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك
انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح
لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني
سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها
في اجازتك روحي زوريهم
هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها
تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره
اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش
اظاهر جسمك مبقاش متعود ياصفا
على الحاجات ديه
واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسجن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر
وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها
فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه
نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط
ايوه ياعزيز في حاجه
سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقتله نحوها ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم
قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم
هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه
مابلاش الكلمه ديه ياعزيز انا صفا وبس
واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها
صفا خريجه السجون مش صفا بنت الباشا بتاعك
قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدما شعر خطوات من غرفه مكتبه لتفتح الباب امرأة ذو جسد ممتلئ
انت لسا صاحي ياعزيز
وقف في شرفه غرفته ينفث دخان سيجارته بشرود عقله لم يرحمه من تخيل مشهدها وهي ينتظرها ذلك الرجل الذي لم ينساه قط والان أصبح صاحب معارض سيارات ذي سيط وسمعه ولكنه يعلم مصدر تلك الأموال
ضړب على سور الشرفه بيداه بعدما دهس عقب سيجارته
لسا بتفكر فيها ازاي
تذكر حسرة والدته عليها بعد رفده من الداخليه
كان اپشع شئ يدمر رجلا مثله
الحب كلمه من حرفان ډمرت كيانه ومازال الذي بين اضلعه يحن
اغمض عيناه بقوه مازالت جميله رغم هزلانها وشحوب بشرتها
صوت أنفاسه اخذت تتعالا وفكرة لم يتخيل نفسه يوما انه سيفعلها وما كانت الفكره الا التلاعب بقلب احداهن ولم تكن الا ياقوت من وقع عليها الاختيار
لم يتبقى على انتهاء اجازتهم الا يومان وهم مازالوا بنفس النقطه طيله اليوم تستمتع هي بأجواء احد الجزر اليونانية وبالليل لا يكون منها الا الهروب او المشادة بالحديث
تأمل انبساطها وهي تأكل المثلجات وتقف امام السور المحاوط للمطعم المطل على مياه البحر
كان الهواء يداعب وجنتيها التي توردت تلقائيا بفعل الهواء قلبه أصبح عجيبا الان بدء يشتهيها ويرغبها بطريقه مهلكه
ترك فنجان قهوته وتحرك نحوها بخطي تضج بالرجولهعين احداهن ألتقطته فرفعت نظارتها تغمز له ولكن عيناه هو كانت نحو اخري نحو زوجته
الاجازه بتخلص اتمنى انك تكوني اتبسطي
هتف بمغزي فرأي تعبيرات وجهها تغيرت للسعاده
مبسوطه طبعا ياشهاب
فأحتقن وجهه من عدم شعورها بما يعتريه واسند ساعديه على السور الذي أمامه واحاطها بجسده
يعني انا بس اللي مش مبسوط
رمقت الفتاه التي لم تتخلى عن التحديق به فأرادت ان تتلاعب قليلا
ليه بس مش مبسوط اليونان طلعت تحفه عقبال كل عيد جواز ياحبيبي
ضاقت عيناه من تلاعبها فرد بصفاقة ليست جديده عليه
عيد جواز مين هو انا شوفت جواز اولاني عشان نقول عيد جواز
ضحكت من قلبها على انفعاله تعشقه لأبعد حد ولكنه هو من علمها كيف تصبح بخيلة بمشاعرها
عيب ياشهاب تخيل كده لو بنت اللي عينها هتطلع عليك سمعتك وانت بتقول كده هتغير وجهت نظارها علطول
واردفت وهي تداعب انفه بأصبعها
يامعشوق النساء
معشوق النساء عايز مراته تحن عليه وهي قمر وحلوه كده
كان متلاعب لأبعد حد بحديثه ولكنه كان بالفعل يراها تزداد جمالا وقبل ان يكمل عباراته الناعمه التي تفقدها صوابها
غمست معلقتها بكأس المثلجات خاصتها ثم دفعت بالمعلقه الممتلئه داخل فمه هاتفه بمكر
آيس كريم جميل اللى ياكل لوحده يزور ياحبيبي
ولكن سعادتها لم تدم وهي تستمع لحديث والدتها المعترض على ذهابهم لبيت شقيقه يوم وصوله
هو مين المفروض اللي يروح لمين يامهاب انا وانت عارفين ليه فؤاد عايزانا نتجمع عشان يعلن الخطوبه رسمي
هتفت سلوى حانقه من بدايه الحكايه التي لم تسلتطفها الي الان
فرت هناء هاربه وهي ترى والدتها تنهض من فوق مقعدها بعدما حسمت الحديث لينظر مهاب في اثرها ولم يتقبل حديثها الا لأقتناعه انها على حق
اغلقت غرفتها عليها وألتقطت هاتفها تبحث عن رقم ياقوت التي كانت عائده من عملها منهكهصدح رنين هاتفها الذي اخرجته للتو من حقيبتها
ارتسمت السعاده على
شفتيها وهي تجد رقم هناء يضئ على شاشته
مراد راجع بعد اسبوع من الصين يا ياقوت
كانت السعاده جالية على صوتها لتهتف ياقوت ضاحكه
مش ده مراد اللي كنتي بتقوليلي امبارح انك هتقولي لعمو مهاب مش عايزه ترتبطي بي
ضحكت هناء على حديثها
بصي هو