الأحد 24 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 11 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


الستار 

اليوم كان اسعد يوم بحياتها لم تعد تتذكر كم يوم بعمرها فرحت ولكن اليوم مختلف شقيقتها الحنونه المعطاءه سوف يتم خطبتها الغد وكل جيرانهم واصدقائهم سعداء ويجلسون يغنون ويرقصون على أصوات الموسيقى العاليه تلك عادات منطقتهم البسيطه فكل شئ يأخذ حقه على أكمل وجه الفرح فرح والحزن حزن 
الضحكات كانت تتعالا بين فتيات المنطقه لترقص معهم 

يلا يامها انتي هتفضلي قاعده كده ده انتي اخت العروسه 
اطربتها الكلمه وتمنت لو كانت مبصره لترى سعاده شقيقتها التي كانت تجلس على احد المقاعد تدندن مع الفتيات وتحرك كتفيها بدلال واحداهن تقف أمامها تنظف لها حاجبيها ووجهها
فدارت بجسدها بين الفتيات تتخبط وترقص وكل عالمها يتلخص في سمع الأصوات والضحكات حتى تعبت من الرقص والغناء 
وعادت لمكانها بصعوبه وكادت ان تجلس علي المقعد ولكن احد أطفال جيرانهم سحب المقعد لتهوي على الأرض لم يرى المشهد أحدا فنهضت سريعا من فوق الأرض تلملم شتات نفسها قبل أن ينتبه إليها الجالسين ويشفقون على وضعها الذي تقبلته بكل رضي وحمد 
واتجهت لغرفتها تتواري خلف الباب باكيه تكتم صوت شهقاتها وكأن قلبها بدء يشعر بأن القادم ليس هين 

اشاحت مريم رأسها للجها الأخرى بملل بعدما ملت من تكرار سؤال الاستاذه ريما معلمه الرياضيات الماده التي لا تتفوق فيها الا اذا تولي حمزة مذاكرتها لها 
امتى حمزة بيه هيجي يامريم 
فأطلقت مريم أنفاسها ثم هتفت بصفاقه
بابا مش بيجي دلوقتي عنده شغل مهم 
فلمعت عين ريما واخرحت تنهيده حالمه 
ده المتوقع من حد زي حمزة بيه اكيد وقته مش ملكه 
فحركت مريم رأسها بفتور وأكملت حل مسألتها بسرعه فموعد وصول حمزة قد وهي تريد رحيلها قبل قدومه وناولتها كشكولها 
انا كده خلصت يامس
وتثأبت لتشعرها بأنها بالفعل انتابها النعاس وبعد دقائق كانت تجمع ريما أوراقها ولكن ببطئ شديد للغايه 
ومريم تجلس تراقب الوقت وتنظر لمعلمتها المعجبه بوالدها الارمل 
واتسعت عين ريما عندما سمعت صوت حمزة والخادمه تحمل حقيبة عمله وترحب به 
فأنتفضت مريم من مكانها واتجهت نحوه وكأنها تريد أن تخفيه من أعين معلمتها التي وقفت تتابع المشهد بأبتسامه متسعه 
غير مصدقه انه يدللها هكذا وهو زوج امها الراحله ليس أكثر فماذا ستكون معاملته نحو أطفاله مستقبلا 
تخيلت منظر أولادها منه في تلك اللحظه ورسمت نفسها الزوجه متسائلا 
انسه ريما انتي سمعاني 
فأنتبهت ريما وادركت انه واقف أمامها منذ مده يحادثها وهي ليست معه وعدلت ريما نظارتها تهتف بحرج
ايوه معاك حضرتك كنت بتقول ايه 
فأبتسم حمزة بلطافه رغم تعجبه من امرها 
بسألك عن مستوى مريم 
فتعلقت عين ريما بمريم الواقفه بجانب حمزة ترمقها بنظرات متلاعبه
مريومه بنوته شاطرهاطمن يافندم 
فرمق صغيرته بنظرات فخورة ثم عاد ينظر نحو ريما 
اكيد انا مطمن طول ما انتي معاها 
قالها بلطف وتقديرا لها ولكنها فسرتها بطريقه أخرى فحدقت مريم ب ريما التي اتسعت ابتسامتها فور ان سمعت مديح حمزة 
ولم يقطع ذلك الحديث الا رنين هاتفه فأستأذن منها قبل أن يصعد الدرج متجها نحو غرفته ليقابل ندي على الدرج وهي تهبط لاسفل 
ندي اعرضي على مس ريما تتعشا معانا وادي خبر للسواق
يبقى جاهز عشان يوصلها 
فأماءت ندي برأسها مبتسمه وألتقت ب ريما التي كانت مريم تسرع بتوديعها 
استاذه ريما حمزة موصي انك لازم تتعشى معانا مش معقول تمشي كده 
لتهتف مريم داخلها 
تتعشا ياريتك ياندي مانزلتي
وتهللت اساريريها وهي تسمع ريما تجيب معتذرة 
شكرا ياأنسه ندي مقدرش اتأخر على البيت اكتر من كده 
ولكن داخلها كان رأي آخر 
لازم تتقلي ياريما مش معقول من اولها اقبل عزومته هو فاكرني ايه 
طب خلاص هخلي السواق يجهز عشان يوصلك ديه أوامر حمزة 
فأستاءت مريم من حديث ندي وحملت كتبها حانقه وغادرت 
تنفض رأسها من أفكارها بأن يتزوج حمزة مس ريما التي لا تطيقها
اما الأخرى غادرت بأحلام ورديه لأهتمامه بها وخوفه عليها
ولم يكن ذلك الا واجب يفعله
اغلقت ياقوت مع هناء التي ظلت لساعه تحادثها وتخبرها عن حلمها بيوم زفافها بمراد ولكن ثوب زفافها قد افسدها بقعه متسعه لا تعلم من اين أتت ولكنها افسدت مظهر ثوب زفافها 
لم تجد ياقوت الا كلمات الاطمئنان لصديقتها وانقلب الحديث الي ضحكات بعدها 
ربنا يسعدك ياهناء وتحققي حلمك وتتجوزي الإنسان اللي بتحبيه 
دعت ياقوت لصديقتها بأخلاص وانتبهت لطرقات الباب ثم دلفت سماح غرفتها بطريقه مسرحيه واتسعت عيناها پصدمه وهي ترمق ياقوت ساخطه 
أنتي هتروحي معايا الحفله بالبيجاما 
ثم أشارت نحو حذائها المنزلي 
وبالشبشب ده 
فضحكت ياقوت على ظن سماح انها وافقت على قدومها لذلك الحفل الذي لا تعرف لما تذهب اليه ف سماح صحفيه وهذا هو عملها اما هي ماذا سيكون سبب ذهابها 
عندي شغل بدري ياسماح وكمان هاجي معاكي بصفتي ايه 
فأشارت سماح نحو حالها بأعتزاز
بصفتك صاحبتي ولا ديه حاجه قليله
فصدحت ضحكات ياقوت سماح تخرجها من اي حاله هي فيها بأسلوب دعابتها المرح
روحي انتي ياسماح انا هصلي العشا وأنام 
ومع ألحاح سماح لم تذهب ياقوت لفراشها كما كانت تتخطت إنما وقفت أمام مكان الحفل متسعه العين من هيئه الوافدين للحفل 
فنظرت لهيئتها بملابسها المحتشمه ثم تعلقت عيناها نحو سماح التي انشغلت مع مصور الجريده في الحديث قبل دلوفهم الحفل 
خرجت من غرفتها تبحث عن شقيقتها بعدما أبدلت ملابسها وانتهت الخطبه على خير وقد سعد الجميع 
كانت في المقاعد التي مازالت مصطفه في شقتهم تهتف بأسم شقيقتها 
ماجده انتي فين 
لم تسمع شقيقتها صوتها فقد كانت في صراع بين اقناع خطيبها ان علاقتهما ليست الا عابره 
تركت نفسها له وقد اخمدت عقلها وعاد هتاف مها بأسمها الي ان من الغرفه لتسمع صوت تأوها ففتحت الباب بقلق وفزع 
ماجده انتي فيكي حاجه مالك
انتفضت ماجده بعيدا عن خطيبها الذي يدعي سالم تخفي بيدها ماأزاله عنها من ملابسها وتشير له ان يصمت
انتي لسا صاحيه يامها
فهتفت مها بطفوله لم تضيع من برآتها
اصل عايزه اكل من جاتوه الخطوبه مكلتش في الخطوبه خۏفت أوقع على نفسي وانا باكل قدام الناس
تألمت ماجده على شقيقتها وقد ارتدت بلوزتها سريعا 
حاضر ياحببتي تعالي ان هجبلك من التلاجه واكلك كمان 
هتفت عبارتها بأرتباك تخرجها من غرفتها وعادت للجالس على فراشها متكئ بأستمتاع وأخرج سيجارته لېدخن
انت بتعمل ايه يلا امشي من هنا بدل ما تاخد بالها
وتابعت بأرتباح 
الحمدلله انها ملاحظتش حاجه 
لترتسم السخريه على شفتي سالم 
تشوف ايه اختك عاميه يلا روحي حطلها الاكل وتعالى عشان نكمل
ألقي عبارته وهو يرمقها بنظرات خبيثه ولكنها تمالكت حالها سريعا
لا ياسالم انا مش هعمل كده تاني لما نتجوز حرام 
استاء سالم منها واخذ
يهندم من ازرار قميصه ونهض من فوق الفراش ومال برأسه نحوها 
حرام بكره انتي اللي تطلبي مني كده يابتاعت الحړام والحلال 
وانصرف بهدوء فتعلقت عيناه ب مها 
حلوه بس الحلو مبيكملش

وقفت تتأمل الحفل الصاخب الذي دعتها
اليه سماح كي تريها بعض من مظاهر العالم الخارجي ليله رائعه بكل مافيها ورغم الانبهار الذي ظهر في عينيها وهي تشاهد مظاهر الحفل الا انها لم تشعر انها ضمن هذا العالم وان الحياه ليست كما ترى الان إنما هذا مظهر من مظاهر الخدع 
كأس العصير المثلج ارتفع لشفتيها ترتشف منه بأستمتاع وتتابع بعيناها الحفل على بعد أمتار 
سماح وزميلها بالجريدة يتنقلون بين رواد الحفل يلتقطون الصور والأخبار
الحصريه
خطواتها تعثرت قليلا لتنحني نحو حذائها تحكم ربطه جيدا 
أنتي بتعملي ايه هنا 
صوته جعل ملامحها تتجمد فرفعت عيناها تتمنى ان لا يكون هو ولكن سوء حظها معه يجمعها به في اوقات عجيبه
حمزة بيه 
وادركت وضعها سريعا لتعتدل في وقفتها 
انا اصلكنت 
متفحصا هيئتها المرتبكه 
أنتي ايه 
ثم اردف وهو يرمقها ساخرا 
حتى مش عارفه تجمعي كلمتين على بعض
تهكمه جعلها تشيح عيناها عنه سريعا قبل تصرخ به ولكنها للحظه فكرت في وظيفتها ولم تجد الا الصمت 
ساعات بحس انك خرسه 
فهتفت حانقه 
بس انا مش خارسه وبتكلم عادي 
فضحك حمزة مستمتعا بزعرها منه 
لا كده عرفنا ان ليكي صوت 
وتركها وانصرف دون كلمه أخرى لتتعلق عيناها به وهي تستعجب من بغضه العجيب بها 
ياقوت انتي مالك وقفه كده ليه ومين اللي كان واقف معاكي ده 
فألتفت نحو سماح وكأنها وجدت نجدتها كي تغادر الحفل 
أنتي مقولتيش ليه أن حمزة الزهدي من ضيوف الحفل 
فأبتمست سماح وهي وضحكت مازحه
ما لازم تتوقعي حضوره هو مش من صفوة المجتمع ولا ايه
واردفت بجوع وهي تتحسس على معدتها
يلا عشان البوفيه اتفتح وده احلى اكل يابنتي بدل اكل المعلبات والشارع اللي ۏجع بطننا 
فرمقت سماح بأعين ضائقه
لا روحي انتي كلي وانا هستناكي هنا اكل المعلبات احسن عندي من الاكل اللي هنا
ولم تجادلها سماح بقرارها فأنصرفت نحو الطعام الشهي مشيرة لها 
استنيني هنا اوعي تتحركي 
تابع بعيناه مكان وقوفها بعيدا وابتعاد صديقتها عنها ثم اتجاهها نحو المكان المخصص للطعام وانهماكها في تذوق كل ما يقع تحت يدها ارتسمت السخرية على شفتيه وحرك رأسه وقد عرف سبب قدومها الحفل
ابتسم شريف وهو يجدها تجلس في مكانها وترجل من سيارته وقراره ان اليوم سيعتذر لها عن وقاحته فيما مضى
وبخطوات معدوده كان يقف بجانب مقعدها ثم جلس جانبها
انت مين
وكادت ان تنهض من جانبه
اقعدي يامها مټخافيش من
عرفت صوته كما أن رائحة عطره لم تنساها
انت عايز مني ايه انا قاعده في حالي موقفتش قدام عربيتك وعطلتك
فأبتسم وهو يسمع صوتها واعتدل في جلسته ليصبح وجهه مقابل لوجهها
انا جاي اعتذر منك علي اول لقاء بينا
وتابع وهو يجدها صامته وعيناها التي ضاع نورها تقابل عيناه
انا ملازم أول شريف نور الدين عرفتي اسمي وشغلي اه عشان مټخافيش مني 
فدارت بعيناها بعيدا عنه 
انا مش خاېفه منك ممكن تقوم بقى من جانبي 
فأرتسمت ابتسامه صادقه على شفتيه 
ولو مقومتش 
فنهضت وهي تسند يدها على ظهر المقعد الخشبي 
هقوم انا 
فنهض شريف وهو يعتذر 
خلاص تعالي اقعدي مكانك انا كنت جاي اعتذر بي منك وماشي مع اني كنت جايبلك حاجه وقعت منك يوم ما وقعتي واختك اخدتك
لتقف في مكانها تمد يدها نحوه
انت لقيت الآله بتاعتي
رأي اللهفه في عينيهافأعطاها لها متعجبا فهو يعلم انها نوع من انواع الآلات الموسيقى القديمه 
بتعرفي تعزفي عليها
فعادت تجلس علي المقعد وبدأت تعزف وكأنها وجدت نفسها معها ومع كل لحن يخرج من بين شفتيها كان يغمض عيناه مستمتعا

وقفت خلفه ت مسائله
الوقت بدء يمضي مراد
كان يعرف مغزى
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 42 صفحات