الأحد 24 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 10 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


ولم تتحمل رؤيته هكذا فماټت وهي تري مستقبله قد هدم 
ومر الوقت وهو يقف في ذلك المكان المنعزل يتأمل ما أمامه بشرود متذكرا اليوم الذي عرف بمحاكمتها وان والدها قد قتل اخبروه زملائه وقد ظنوا انه سيرتاح حين يعلم بهذا ولكن ليلتها عاد الي سوسن يرمي نفسه وكأنه طفلا صغيرا لم تكن قد تطورت علاقتهما ولكن تلك كانت البدايه الي ان صارت حياتهم الزوجيه كأي رجل وامرأته

لم يخرجه من شروده الا رنين هاتفه ليلتقط الهاتف من جيب سترته مطالعا رقم المتصل بغرابه 
انا اتجوزت ياحمزة 
ولم يكن المتصل الا مراد يخبره بأخر شئ توقع حدوثه

رمقت ندي ياقوت بنظرات قاتمه بعدما خرجت من غرفه مكتب شهاب بخطي بطيئه تتفرس ملامحها 
فنهضت ياقوت سريعا فور رؤيتها تتقدم منها وقبل ان تخرج كلمات الاعتذار لها موضحه المشهد الذي رأته 
انتبهي على شغلك وبلاش عينك تبص لحاجه مش بتاعتك 
قالتها ندي وانصرفت دون أن تلتف نحوها مرة أخرى 
لتحدق ياقوت بخطاها وعلى ملامحها معالم الصدمه فقد فسرت ندي المشهد كما ظنت
وقف شريف بسيارته أمام المكان الذي اعتاد رؤيتها فيه ولكن اليوم لم يجدها نظر لساعه يده متنهدا فهو لا يعلم سر قدومه هنا ومطالعتها من بعيد عندما قص على شهاب مشاعره تلك اخبره ان شعوره ليس إلا شعورا بالذنب واشفاقا على حالتها 
عادت ياقوت من عملها تحمل بعض المعلبات وضعت الأكياس التي كانت على الطاوله الصغيره التي تأخذ ركنا جانبا في غرفتها وجلست على الفراش تنظر للغرفه التي تقيم بها بشرود ثم اڼفجرت باكيه دون شعور فقد ظنت ان خروجها للعالم الخارجي بعيدا عن أهل قريتها البسطاء سيكون سهلا ولكن كل يوم تكتشف انها دخلت بقدميها أصعب مراحل الحياه 
لم تنتبه لطرقات سماح على باب غرفتها ودلوفها للغرفه 
وعندما رأتها سماح هكذا ركضت نحوها تسألها بقلق 
ياقوت مالك فيكي ايه 
فدارت عيناها عنها ومسحت دموعها 
مافيش حاجه انا كويسه
فأتجهت سماح للجهه الأخرى ونظرت لها بتمعن 
مش احنا اتفاقنا هنكون صحاب وتحكيلي اللي يضايقك
فلم تشعر بحالها الا وهي تندفع سماح وتحكي لها عن كل ما مرت به اليوم 
لتصدح ضحكات سماح عاليا 
بټعيطي عشان كده يااا ياما هتشوفي 
فأتسعت عين ياقوت
وهي تخشي ان يلحق بها المزيد من الاذى 
انا كنت فاكره ان كل الناس طيبه زي أهل القريه عندنا 
فحركت سماح رأسها ضاحكه من برائتها في فهم البشر 
الحياه شبه المعركه والبشر مبقوش زي زمان الكل دلوقتي بقي بيصارع عشان يعيش الطيبين موجودين بس بيداس عليهم 
انصتت لحديث سماح فأبتمست سماح وهي تراها تركز في حديثها ثم هتفت مازحه
يخربيت الغم والنكد خلتيني اقول كلام عميق مش بتاعي بقولك ايه انا جعانه عندك اكل ناكل 
فضحكت ياقوت على تحولها السريع 
مش بقول بتفكريني ب هناء 
ونهضت نحو المعلبات التي جلبتها والخبز واشارت للطعام 
جيتي في وقتك انا كنت جايبه
معايا الاكل 
سماح وتنظر الي ما تشير اليه بسخط
تونه بقولك جعانه انتي هتأكلي قطه
وألتقطت ما بيدها ووضعته في مكانه 
يلا يابنتي انا هعزمك وأمري لله سيبك من اكل القطط ده مبيسدش الجوع 

جلست على فراشها تتأمل صوره على هاتفها كانت صور عائليه ولكن عيناها لا تقع الي عليه وحده 
وابتسمت وهي تحرك اناملها على ملامحهف الحديث الذي سمعته اليوم بين والدها و والدتها دون قصد منها أعاد إليها روحها من جديد وسريعا ما تذكرت ياقوت لتدق عليها وتخبرها ما سمعت 
ياقوت عمي طلب ايدي من بابا لمراد 
كانت ياقوت تسير خلف سماح بعدما أخبروا سميره بوجهتهم 
بجد يا هناء احكيلي ده حصل امتى وازاي
هكلمك بكره احكيلك 
واغلقت هناء لتنظر سماح التي توقفت عن السير وتتمعن النظر في ملامح ياقوت المبتسمه 
شكلك سمعتي خبر حلو 
لتتسع ابتسامه ياقوت بسعاده 
هناء هتتخطب قريب انا فرحانه اوي ياسماح 
فأرتسمت السعاده على وجه سماح هي الأخرى 
انا بقيت شاهده على قصه الحب العجيبه ديه بين هناء وابن عمها لازم اكون اول المعازيم مفهوم 
وضحكت كلتاهما ليكملوا سيرهم في الطريق فالمطعم قريب من المسكن 
وقفت مريم أمامه في غرفه مكتبه بعدما طلب منها اتباعها 
كانت تعرف بما سيحادثها فيه فحضوره للمدرسه قد ذاع وخاصه من مدرستها الحالمه به منذ زمن ولكن لم تظهر مشاعرها الا بعد ۏفاة والدتها وكأن والدتها كانت حاجز بينه وبين النساء
ارفعي عينك ليا يامريم 
فرفعت عيناها بتوتر وهمست بخفوت 
هو انا عملت حاجه تزعلك يا بابا 
حمزة بهدوء 
ليه بتعملي في نفسك كده مش ديه مريم اللي ربتها وبقول انها شبهي
لم تتحمل كلماته حمزة هو قدوتها والدها الذي تدرك تماما انها ليست من دمائه وما هو إلا زوج ام أعطاها ابوته بمحبه خالصه 
وبكت بحرقه وهي تخبره بأشتياقها لوالدتها بخۏفها ان يتزوج بأخرى في تسمع وترى ولكن تصمت 
عمتو ناديه عايزه تجوزكانت كمان هتروح مني وشريف بقى بعيد عني مبيرجعش البيت غير علي النوم وندى بقت مشغوله مع شهاب وتقي بقي ليها صحابها اللي بتحبهم كلهم بيبعدوا ماما هي اللي كانت بتجمعهم 
حمزة اليه وهو يرى انشغال الجميع عن صغيرته واشعروها بغياب سوسن 
وتفتكري انا في يوم هتخلي عن بنتي
فرفعت مريم عيناها نحوه 
بيقولولي انك مش بابا انا عارفه كده بس انت بابا صح
دمعت عيناه وهو يسمعها فأبعدها عنه يمسح على وجهها
أنتي بنتي يامريم وهتفضلي بنتي انا عايز مريم ترجع زي ماكانت شاطره في مدرستها متعملش مشاكل مع حد ولا بتتخانق
فخجلت من تلميحه لمشاجرتها مع رؤى بعدما طفح الكيل ولم تعد تحتمل حديثها
اوعدك هرجع مريم القديمه بنت حمزة الزهدي
نطقت اسمه بفخر ليبتسم علي عفوية صغيرته
طب اعملي حسابك مس ريما هتيجي تذاكرلك مادتها مستواكي نزل فيها خالص
وابتسامه ساخره ارتسمت على شفتي مريم لتحرك رأسها مردده
مس ريما اه
اتبع خروجها من المدرسه وقد ارتاح قلبه عندما رأها اليوم فقد تغيبت ليومان عن المدرسه التي تعمل بها مدرسه موسيقى
خرجت اليوم بمفردها تتحسس الطريق الذي
حفظت خطواته ولم تنتبه لدراجه الهوائيه التي مرت بجانبها فدفعتها لتسقط على ركبتيها
ركض شريف نحوها فالأمر
فلم يكن يتوقع حدوث ذلك ولكن صاحب الدراجه البخاريه مال قليلا فدفعها دون عمد ورغم الدفعه لم تكن قويه الا انها تعركلت في خطواتها
أنتي كويسه
لم تنسى صوته طيله الايام الماضيه فخشت ان يكون هو صاحب الدراجه وېعنفها مثل المره القادمه
اه كويسه
وشعرت وقبل ان يمد يداه ليساعدها
شقيقتها راكضه نحوها
مالك يامها ايه اللي حصلك
مش قولتلك متخرحيش من المدرسه لوحدك
ذهبت لعملها بحماس فصحبتها مع سماح عادت عليها بنفع
ليدلف شهاب مكتبه أمامها بعدما ألقي عليها تحية الصباح
ومر الوقت الي ان جاءت ساعه الظهيره
فخرج من غرفه مكتبه يخبرها بعمليه وهو ينظر إلى ساعه يده
ياقوت هاتي الملف اللي قولتلك اطبعيه وحصليني عشان رايحين على الفرع الكبير في اجتماع مهم
لتجمع الأوراق سريعا في ملفها المخصص وحملت حقيبة يدها تتبعه بصمت

تقدمت سيلين من الطاوله التي تجلس عليها ناديه وتنتظر قدومها 
اسفه يا مدام ناديه اتأخرت عليكي
وجلست تلتقط أنفاسها 
مش قدامي غير نص ساعه بس
لتبتسم ناديه متفهمه واسندت ذراعيها على الطاوله وظلت للحظات تطالعها بتفحص ومالت نحوها 
من غير لف ودوران انا عارفه انك معجبه بحمزة 
ألقت ناديه كلماتها ببطئ ثم عادت تسند ظهرها على ظهر مقعدها فأرتبكت سيلين من صراحتها 
اي حد بيشتغل مع مستر حمزة لازم يعجب بشخصيته يافندم 
فضحكت ناديه بخفوت وهي تسمع عباراتها المنمقه 
يعني اسحب عرضي ونشرب بس القهوه سوا 
لتلمع عين سيلين غير مصدقه لما تشير اليه ناديه 
حضرتك تقصدي ايه 
فداعبت ناديه ذقنها مفكره 
من حمزة وانا هساعدك
الفصل التاسع
جالت عيناها بالحضور وهي تشعر بالرهبه من حضورها ذلك الاجتماع حاولت بث نفسها الطمئنينه تذكر حالها بنصائح سماح التي باتت تعطيها دفع
وتمتمت داخلها لتزيد من عزيمتها
انتي دلوقتي بتشتغلي يا ياقوت والشغل هنا غير شغل الملجأ لازم تبقى واثقه في نفسك
حقيقة لم تكن تلك عباراتها بل سماح التي اخذت تحفظها لها
وفي ظل تردديها ما يطمئنها دلف حمزة غرفة الاجتماعات بهيبته المعهوده تتبعه سيلين مديرة مكتبه 
فمال نحوها شهاب قليلا يخبرها
ركزي في كل كلمه بتتقال واكتبي الملاحظات تمام
فأماءت برأسها سريعا وما من لحظات كانت تسمع وتدون ما يجب عليها تدوينه
عيناها وقعت على اخر شخص تريد ان مطالعتهولسوء حظها المعتاد تقابلت عيناهم
ثبت حمزة نظراته عليها ولكنها اشاحت عيناها عنه خجلا
واكتمل الاجتماع ليستدير شهاب نحو ياقوت متسائلا
دونتي النقاط المهمه يا ياقوت
فحركت رأسها إيجابا ومر الوقت وشهاب جالس مع حمزة يناقشه في عملهم 
نظرات ياقوت كانت تلك المرة نحو سيلين التي تعمدت من حمزة فيتلامس كتفها بكتفه بعض الأحيان
تعجبت من ذلك التحرر ولكن ابعدت ذهنها عما ترى ففي النهايه 
هي ليست أكثر من موظفه
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع إليها عندما بدأت تصف لها شعورها اليوم 
يعني حمزة الزهدي بعبع بالنسبالك 
فزفرت ياقوت أنفاسها بأرهاق
بخاف منه اوى يا سماح البشمهندس شهاب مش كده خالص راجل ذوق 
فحركت سماح حاجبيها بنظرة عابثة 
قولتيلي ذوق 
فسرعت تحرك رأسها نافيه
لا مش قصدي اللي فهمتيه انا بس بحكي عن شخصيته بشمهندس شهاب خاطب ندي اللي حكتلك عنها 
فأبتمست سماح وهي تضحك على وداعتها 
ما انا عارفه بس برخم عليكي المهم سيبك من العيله ديه بقىايه رأيك تيجى معايا حفله المفروض هعمل لقاء صحفي فيها 
وقبل ان تنطق ياقوت برأيها اردفت سماح بحماس 
ديه مش اي حفله يا ياقوت هتتبسطي وتقولي سماح قالت 
انتابها الحماس ولكنها تذكرت مۏت عمتها وحزنها عليها ولم تنسى هدفها الأساسي في المجئ للعاصمه الهدف لم يكن الا العمل لا أكثر 
مش هينفع يا سماح روحي انتي ده شغلك 
كانت تعلم داخلها ان سماح تفعل ذلك معها لتجعلها تخرج من قوقعتها المغلقه سماح فيما مضى لم تكن الا كشخصية ياقوت الفتاه الهادئه المنطويه ولكن الحياه تعلم ان تصبح مع مرور الايام شخص
آخر 
في مكان آخر مظلم والكل في ثبات
عميق كان هناك صوت خاڤت يصدر عن صاحبته بكلمات متقطعه 
مظلومه متسبنيش حمزة نطقت اسمه بصرخه ضعيفه ثم انتفضت من غفوتها تضع بيدها على قلبها وتدور بعينيها يمينا ويسارا لتجد جميع النساء في العنبر نائمين بعمق 
فألتقطتت صورته من أسفل وسادتها وداعبت ملامحه بأناملها 
خاېفه يكون فات الأوان ياحمزة بس انا زيك اتظلمت محدش بيختار اهله 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 42 صفحات