روايه بقلم دعاء عبدالرحمن
ده هو والشهود وهبعت وائل يتفاوض معاهم زى ما حصل قبل كده .
هتفت به وهى تتلفت حولها قلقا
ونفرض بقى الظابط ولا حد من الشهود مرديش يغير كلامه ... أنت شكلك كده حاطط إيدك فى المية الباردة علشان اسمك بعيد عن كل حاجة
قال بثقة
اللى ميرضاش بالذوق هيرضى بالعافية ..أنت باين عليكى لسه متعرفنيش كويس .. بكره هبعتلهم وائل يخلص معاهم هما التلاتة علشان نعرف مين معانا ومين ضدنا ونتصرف على الأساس ده
شعرت بالتوتر الشديد والخۏف وهى تقول بإضطراب
يعنى أيه اللى ميرضاش بالذوق يرضا بالعافية دى فهمهالى
صمت قليلا ثم قال بجمود أرعبها
هو بالظبط اللى أنت فهمتيه ده مالهاش معنى تانى .. يا أما يحضروا ويقولوا اللى أحنا عايزينه يا اما تتقدم شهادات وفاتهم للقاضى .
وضعت عزة رأسها على صدر زوجها وقالت بحزن
يا عمرو أنا مصدقت انك رجتعلى بالسلامة.. تقوم تسيبنى وتسافر تانى
مسح على شعرها بحب وقال
مش سفر زى ما انت فاكرة يا حبيبتى.. ده انا هاجى يومين فى الأسبوع وبعدين كلها كام شهر والفندق يخلص ونطلع بمبلغ كويس نبدأ بيه حياتنا
رفعت رأسها من على صدره ونظرت إليه وقالت بغيرة واضحة
طب واشمعنى بقى صاحبة الشركة مهتمية بيك انت بالذات بالشكل ده
نظر إليها وقال بحذر
تقصدى أيه
رفعت كتفيها وهى تقول بتبرم
قصدى أنها سألت عليك ولما عرفت اللى حصلك فضلت ورا الموضوع لحد ما طلعتك وطلعتك لوحدك كمان.. وبعدين قالتلك أن دنيا هى اللى بلغت عنكم وبعدين تديك شغل مهم وفيه فلوس كتيرة كده ..كل ده ليه !
مسح على وجنتها بظهر يده وهو يقول بمرح
أنت بتغير ولا أيه يا جميل
أمسكت بيده بين راحتيها وقالت بخفوت
أه طبعا بغير ..مالها مهتمية بيك كده
ضحك ضحكة هادئة ونظر إلى عينيها وقال
أنت عارفة اللى بتغيرى منها دى عندها كام سنه ! وبعدين انت عارفة كويس أوى أن محدش بيملى عينى غيرك ..صح
ولا لاء
نظرت إليه بشك وهى تقول
مش عارفة يا عمرو.. هدوءك ده مش مطمنى خالص
ضحك مرة أخرى وظهر عليه الاستمتاع بالحديث وهو يقول
ليه بس يا حبيبى
أستندت إلى ظهر الأريكة وعقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت
أصل انت من عوايدك يعنى انى لما بقولك حاجة غلط بيبان عليك انك مضايق وبتقعد تدافع عن نفسك .. لكن دلوقتى هادى كده زى ما تكون بتأكدلى أحساسى
ضړب كفا بكف وهو يحرك رأسه متعجبا منها وقال
والله انت مچنونة يا حبيبتى
نظرت إليه بدهشة فأومأ برأسه مؤكدا وهو يقول بمرح
اه والله مچنونة صدقينى .. يعنى انا أتعصب تقوليلى أنت عصبى وبتتخانق ..أبقى هادى تقوليلى هدوءك مش مريحنى ..أعمل فيكى أيه دلوقتى
نظرت إليه وقالت بجدية
شفت بقى أنت بتوهنى ازاى وبتهرب من الكلام
لف ذراعه حول كتفها وجذبها إليه وقال
طيب أنا هريحك .. أولا الست دى أكبر منى بكتير جدا ومتجوزة راجل أعمال و ملياردير ومديها الشركة دى تديرها .. وانا واحد من مئات المهندسين اللى شغالين عندها زيى زى غيرى ..كل اللى يميزنى أنها عارفة أنى أهم الدكتور حمدى أخوها علشان كده لما الأستاذ صلاح سأل عنى لما غبت وده طبيعى طبعا أى موظف يغيب لازم يعرفوا غايب ليه ... وعرف منك اللى حصلى قالها وهى علشان عارفه انى أهم الدكتور حمدى أدخلت فى الموضوع بمعارفها الكتير.. وطبعا كده ولا كده كانت هتعرف بموضوع دنيا والست كتر خيرها قالتلنا علشان ناخد بالنا منها ...أما بقى موضوع الشغل فترشيحها ليا للسفر فدى حاجة تشكر عليها ..هى عارفة انى فى بداية حياتى وعاوزه تخدمنى علشان خاطر أخوها برضة .. ها أقتنعتى ولا لسه ..
نظرت إليه بعيون غير مطمئنة ولكنها لم تجد ما تقوله .. أستطاع أن يسكتها ولكنه لم يستطع أن يقنع نفسه بما قال دارت الشكوك برأسه مرة أخرى ولكنه نفضها جميعا عندما سمعها تقول
عمرو أنا بجد متشكرة أوى
الټفت إليها متعجبا وهو يقول
متشكره على ايه
قالت بابتسامة رقيقة
علشان وافقت انى اروح الدكتورة واشوف موضوع الحمل ده اللى اتأخر .
نظر أمامه بشرود ثم قال
أنا كنت غلطان يا عزة .. أنا كنت بفكر فى نفسى وراحتى وبس ..مفكرتش فى مشاعرك انت ورغبتك فى انك تبقى أم زيك زى أختك تمام .. نفسك يبقى عندك ولاد كده زيها تربيهم وتهتمى بيهم وتشبعى غريزة الأمومة فيهم ...لكن الحمد لله انى انتبهت لخطأى ده بدرى ..اللى شوفته فى المعټقل ده خلانى اراجع أمورى فحاجات كتير أوى فى حياتى واحس انى تافه وأنانى ومبفكرش غير فى نفسى
لاحظت عزة الوجوم الذى ظهر على قسمات وجهه واحتلها بضراوة مما غير ملامحه كثيرا .. شعر بأناملها تعبث بوجنته وهى تقول هامسة
أنا بحبك فى كل حالاتك
أبتسم وهو يلتفت إليها وقد عادت إليه روحه المرحة وقال
وبعدين الحمل متأخرش ولا حاجة.. أنا اللى مكنتش هنا !
جلست أم فارس بجوار مهرة على طرف فراشها وأخذتها بين أحضانها ومسحت على شعرها بحنان ثم نظرت إلى والدها