روايه بقلم دعاء عبدالرحمن
زفر ببطء وقال
وأظن بقى بعد كل اللى حصل ده وبعد ما هى
اطلقت وانت كمان هتسيب مراتك زى ما قولتلى يبقى مينفعش بعد كده غير الحلال .
شد على يده وهو يقول بجدية
عجل بالحلال يا فارس أول ما تخرج من هنا إن شاء الله ...أنا لولا انى عارفك وعارف أخلاقك مكنتش قلتلك كل ده وكنت خفت عليك من تصرفاتك ومشاعرك معاها.. لكن انا علشان عارفك كويس وعارف انت هتعمل أيه لما اصارحك بمشاعرك دى ..قولتلك ونبهتك وعارف انك هتاخد الخطوة الصح
نظر فارس لبلال بدهشة وهو يتابعه بعينيه وبلال ينهض واقفا ويقول مداعبا
أصلا انتوا بصراحة حالتكوا صعبة أوى مينفعش فيها غير الحلال
تركه بلال واتجه إلى فراشه وفارس مازال يتبعه بعينيه فى حالة ذهول شديدة يقاومة عقله بشدة وهو يتردد داخله كلمات بلال ..
خفض رأسه إلى الصورة مجددا ومرر عينيه على حروفها ثانية لتتسلل إلى عقله وتفتح أبوابه المغلقة ليهرع قلبه إلى أجراس عقله يدقها فى صخب عڼيف مناديا مستصرخا ثائرا قائلا
أيا عقلى فصدقه حبيسا بين قضبانى ... أنا المسجون لو تعلم وأنت الآن سجانى
ضممت حبيبتى دوما سنينا بين جدرانى .. فكيف الآن تأمرنى بكبح جماح وجدانى
فدعنى أنطلق شوقا إلى سكنى وعنوانى ... ودعنى أرتوى عطشا وأسكن نهر بستانى
فلا تعجب على قلب كنت أظنه ينسانى ... فرسم اليوم لى نبضا فأصبح كل ألحانى
و خط اليوم لى شعرا فأطربنى وأشجانى ...وأرسل لى بصورته فأيقظنى وأحيانى
صفعت صڤعة قوية أردتها إلى صدر أمها وهى تبكى بشدة ووالدها ېصرخ بها مهددا
أطلقتى يا مهرة ..أتطلقتى .. وعلشان أيه ..علشان عاوزة تمشى كلامك على جوزك علشان دماغك ناشفة وعاوزة تتكسر ستين حتة ..أنا بقى هكسرلك دماغك دى وهرجعك لعلاء ڠصب عنك
هتفت أمها باكية وهى ترجوه قائلة
مش كده يا ابو يحيى حرام عليك البت ھتموت فى أيدك
صړخت مهرة وهى تشهق بقوة وتلتقط أنفاسها بصعوبة
مش هرجعله حتى لو قطعتنى مش هرجعله حرام عليك يا بابا أنا بكرهه بكرهه حرام عليك
جذبها من شعرها إليه بقوة جعلتها تصرخ بشدة من الالم ونظر إلى عينيها بتحدى هاتفا پغضب
ماهو يا ترجعيله يا هحسبك هنا فى البيت ..مفيش محاضرات .. مفيش جامعة ولا دراسة تانى من أساسه .. وأبقى شوفى بقى دماغك الناشفة دى هتوديكى لفين ..
لم يكتفى بألقاء توعده لها فقط وأنما ألقاها هى الأخرى بقوة جعلتها ترتطم بالجدار لتسقط مغشيا عليها فى الحال .
كانت الساعة الثامنة صباحا وبدت قاعة محكمة الجنايات خاوية إلا من بعض المنتظرين لقضاياهم التى سوف تنظر اليوم .. وكان من بين هؤلاء محامى المجنى عليها الذى جلس فى الصف الأمامى وقد شرد بعقله قليلا وهو يتذكر اليوم الذى دخل فيه على سكرتير المحكمة وأطلع على أوراق القضية وقام بتصويرها وقد اكتشف أن محضر الشرطة تم تزويرة ومن بينهم أقوال الشهود حول الحاډثة وقد تأكد لديه دون شك أنه تم تزويرة عمدا ولكنه تأكد أيضا أن لكل مچرم لابد أن يترك خلفه أثرا ما يدل على جرمه وابتسم ابتسامة أنتصار وقد وقعت عينيه على مقدمة محضر تحقيقات النيابة والذى كانت هناك فيه جملة تشير إلى الأقوال الحقيقية للشهود ولكن المزور لم يلتفت إليها .
أستفاق من شروده على صوت والد المتهم وهو يحادث دنيا بنبرة قلقة مضطربة وهو يقول لها
أومال فين الأستاذ فارس يا أستاذة مش قلتى انه هو اللى هيحضر ويترافع
قالت دنيا بفتور وهى تجلس أمامه وبجوارها وائل وتقول
الأستاذ فارس تعب جدا أمبارح بالليل ومكنش ينفع خالص أنه ينزل النهاردة وبعدين مالك حضرتك خاېف كده ليه هو أنا هترافع من دماغى هو اللى كاتب المذكرة وانا هقول اللى فيها وخلاص يعنى مش هجيب حاجة من عندى متخافش ...
بدأت وقائع الجلسة وسمحت المحكمة لمحامية المتهم بالحديث وبدأت دنيا فى سرد ما حفظته عن ظهر قلب من المذكرة التى أعطاها أياها باسم حتى وصلت إلى نقطة أقوال الشهود وأكدت على أن اقوال الشهود أثبتت خطأ المجنى عليها وأنها هى المتسببة فى الحاډث وعندما انتهت من مرافعتها سمحت المحكمة بدفاع محامى المجنى عليها والذى قال بأن أوراق المحضر قد تم تزويرها وإخفاء أقوال شهود الإثبات وأنه قد حدث تزوير متعمد فى أقوال الشهود .. ثم قدم الدليل الدامغ على صدقه بأن فجر قنبلته فوق رأس دنيا مباشرة حينما ذكر للمحكمة بأنه قد ورد في مقدمة محضر تحقيقات النيابة إشارة إلى أقوال الشهود الحقيقية والمخالفة لأقوالهم فى المحضر المزور وأثبت بمرافعته التناقض بينهما واتهمهم بالتزوير فى أوراق رسمية.
وتم تأجيل القضية أسبوعين لإستدعاء الضابط والشهود وقعت المفاجأة مدوية على دنيا وزلزلت أركان خطتها كاملة وتبادلت النظرات الحائرة مع وائل وخرجت مهرولة من القاعة وهى تجرى إتصالا هاتفيا بباسم تستنجد به مما حدث .. أجابها باسم ببرود
ومالك قلقانة كده ليه مفيش مشكلة ...أنا هجيبلك أرار الظابط