امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
السفلي من المكتب وفتحه وأخذ يبحث فيه عن أحد الملفات المهمة فلم يجده ! .. ضيق عيناه بحدة ثم اندفع يبحث في بقية الأدراج بشيء من بشائر الڠضب التي بدأت ترتفع لوجهه ولكن فجأة توقف عن
البحث وهو ينظر على الدرج وعصفت بذهنه لحظة الأمس حين جلس على المقعد وأخرج من نفس الدرج إحدى الملفات ولم ينتبه أنه كان مفتوحا بسبب تعجله .
_ ليلى
انتفضت ليلى في مقعدها بالخارج ووثبت واقفة بفزع على أثر صرخته الجهورية وفتحت الباب فورا فقابلت منه صرخته وهو عبارة عن لهيب من النيران
_ مين اللي دخل مكتبي وأنا مش موجود
ليلى پخوف ملحوظ
_ محدش يافندم دخل
عدنان بصوت مرتفع وصل لجميع آذان الموظفين بالخارج
_ والله يافندم مفيش أي حد دخل مكتب حضرتك في غيابك
_ شوفيلي تسجيلات الكاميرات فورا وهاتيها ليا
اماءت له عدة مرات متتالية في خوف واندفعت للخارج مسرعة ممتثلة لأوامره .. بينما هو فظل يجوب بالغرفة إيابا وذهابا وهو بركان ثائر تفوح حممه البركانية على سطحه اختفاء ملفات كهذه ستكون خسائرها فادحة على امبراطورية الشافعي .
_ استناني هنا
_ حاضر يا هانم
قادت خطواتها إلى الداخل بخطوات كلها ثقة وشراسة وهي تتطلع من خلف نظارتها الشمسية إلى المنزل حتى وصلت إلى الباب فطرقت عدة طرقات قوية على الباب وبعد لحظات معدودة فتح الباب وظهرت من خلفه خادمة في مقتبل العشرون من عمرها .. انزلت جزء من نظارتها وحدقتها بنظرة متفحصة وهي تبتسم بسخرية ومكر فقالت الفتاة برسمية
ردت عليها وهي لا تزال تطالعها بنفس النظرة
_ نشأت موجود
تعجبت الفتاة من نطقها لاسم رب عملها دون أي القاب كأنها تعرفه منذ زمن ولكنها ردت عليها بخفوت
_ أيوة موجود .. اقوله مين
انزلت النظارة من على عيناها وهتفت في شموخ
_ أسمهان الشافعي
.............
منتظرة بغرفة المكتب الخاصة به لما يقارب ثلاث دقائق بالضبط جالسة على مقعد وثير بجانب المكتب واضعة ساق فوق الأخرى وبنظرها تتجول بين أرجاء الغرفة .. تتأمل أثاثها الكلاسيكي والرث بالنسبة لها حتى الوانها باهتة وتبعث طاقة سلبية في نفس الناظر إليها .. يبدو أن الزمن ترك آثاره حتى على المنزل فجعله كالقصور المتهالكة أو ربما هو ليس كالقصور المتهالكة هو بالفعل كذلك .. خالي من الروح والحياة منزل كئيب ومظلم يعطي انطباع من الخارج أنه مهجور ولا يسكنه بشړ ! .
_ معقول أسمهان هانم بنفسها في بيتي !
بقت بمقعدها دون أن تقف أو تتحرك حركة واحدة فقط تطلعت إليه بثبات انفعالي مميز وانتظرته حتى اقترب منها وجلس على المقعد المقابل لها هاتفا بابتسامة سمجة
_ قبل أي حاجة .. تحبي تشربي إيه دي أول مرة تدخلي فيها بيتي ولازم اضيفك
ملامح جامدة لم تتغير منذ دخوله تحدجه بها حتى الآن دون حتى ابتسامة بسيطة متكلفة وكيف تتكلف وهي لا تجيد الابتسام أساسا ! .
أسمهان بلهجة حازمة
_ أنا مش جاية اشرب يا نشأت .. هما كلمتين جاية اقولهم ليك وهمشي
رجع بظهره للخلف على مقعده يجلس باسترخاء متمتما بهدوء أعصاب مستفز
_ وأنا سامعك اتفضلي
تجاهلت نظراته ولهجته وتصرفت بطبيعتها الجافة حيث قالت في أعين تنبع بشرارة الشړ والوعيد
_ هتخلي بنتك تبعد عن ابني واعتقد دي مش مهمة صعبة عليك .. زي ما اقنعتها تتجوزه هتقنعها إنها تطلق وإلا صدقني مش هتشوفها تاني
نشأت بنظرة كلها تحدي
_ متقدريش يا أسمهان تلمسي شعرة واحدة منها .. عشان سعتها أنا اللي هاخد روحك ومش هعمل حساب لأي حاجة واظن كمان إن حتى إنتي عارفة أنا قد إيه راجل وممكن اعمل إيه ثانيا لما تحبي ټهدديني ببنتي كان المفروض تكون معلوماتك كاملة
أسمهان بزمجرة
_ قصدك إيه !
انتصب في جلسته وقال بحدة تليق بصوته الرجولي
_ قصدي إن ابنك اللي متمسك ببنتي ورافض يطلقها مش هي وطلب مني إني اديله المساحة عشان يحاول يصلح علاقته بيها تاني وتفضل بنتهم عايشة وسط باباها ومامتها
استشاطت غيظا فور سماعها لتلك الكلمات وووقفت ثائرة وهي تهتف
_ عدنان لا يمكن يقول حاجة زي بنتك متفرقش معاه بحاجة وهي اللي واضح أوي نيتها أيه من الجواز دي الصراحة مكنتش متوقعة إنها هتطلع نسخة حقېرة ومصغرة من أمها كدا
وثبت هو الآخر ثائرا وصاح بها منفعلا
_ أسمهان الزمي حدودك واعرفي إنتي بتتكلمي عن مين الغل والحقد اللي في قلبك ده يكون بيني وبينك وتصفية حسابات لو حابة يبقى نصفيها مع بعض لكن بنتي خط أحمر
رمقته بنظرة ساخرة أخيرة قبل أن تردف بثقة
_ انا قولت اللي عندي وإنت فهمتني
ثم