الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه كامله 24 فصل

انت في الصفحة 19 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

اتفضليه طبعا واعتبريه هدية كمان مش عايزه
_ لا لا هرجعه طبعا أو هدفع تمنه !
_ أنا بكسب متابع فده مصلحة ليا برضوا !
ضحكت بخفة على مشاكسته وقالت باسمة 
_ لا اعتبر المتابع كسبته من دلوقتي ! بس برضوا هقراه وهرجعه والله
تنهد بعدم حيلة ورسم الابتسامة العذبة على ثغره وأردف 
_ طيب اقريه الأول وبعدين نشوف موضوع ترجعيه ده
قالها وهو يمده لها فالتقطته من بين يديه واستقامت وهي تمسك بيد زجاج المشروب الغازي وباليد الأخرى الكتاب وتهتف في جدية 
_ إن شاء الله هرجعهولك في خطوبة زين وملاذ ده لو مخلصتهوش قبل كدا
أماء لها مبتسما فبادلته الإماءة كتحية وداع واتجهت نحو طاولتها التي كانت بعيدة عنه وجعل ينظر لها مبتسما بعد أن بدأت مشاعره تتخبط داخل قلبه وأحس هو الآخر بأن هناك شيء مجهول يجذبه لها !! ولكن حين نظر لقدمه العاجزة ولعكازه المسنود على المقعد المجاور له ابتسم ساخرا ووبخ نفسه بشدة ولام مشاعره السخيفة فليس هناك من ستقبل به وهو عاجز وضعيف ! .
ظلام كاحل ! وسماء صافية تزينها النجوم الساهرة مع ضوء قمر شارد ويزيد من جمال الأجواء الهادئة نسيم الهواء البارد وهو يلفح بشرته وشعره وعدم اكتراث منه للأجواء الباردة فكان يتأمل السماء بشرود تارة يعيد ذكرياته مع زوجته وتارة مع صديقه الذي لم يمر على ۏفاته أسبوع ! أحس پألم ممېت يأكل في صدره وبالأخص في قلبه .. يأكل الأخضر واليابس وعلى وشك جعله أرض يباب لا حياة فيها .. أرض تحتاج للتعمير
من جديد وربما التعمير يستغرق سنوات عمره الباقية وېموت دون أن يكمل إعادة تعميره في بداية الأمر فقدانه لأبيه ومن ثم زوجته والآن صديقه صديقه الذي لا يعلم أحد عن نيران قلبه التي لا تنطفىء لا أحد يرى مدى دماره الداخلي حينما يذهب لزيارة قپره فينكب أمامه باكيا كالأطفال فقد كانوا كشيئين من المستحيل انفصالهم عن بعض سوى المۏت ولقد فصل المۏت أحدهم عن الآخر دون سابق إنذار ! .
اقتحم حسن خلوته مع أحزانه وجلس بجواره مداعبا 
_ نزل عليك الإلهام ولا لسا 
نظر له ورفع حاجبه هاتفا ببرود كشيء من المشاكسة بينهم 
_ اهااا وبيسلم عليك ياخفة !
لم يعلق حسن على ماقاله ولكنه قال ساخرا 
_ عيني عليك البت حنين جاية بكرا يابني قولي لو حابب مساعدة والله اخليها تصرف نظر عنك خالص بدل ما إنت في المرار ده
_ كان القرد نفع نفسه !
قالها وهو يبتسم بمكر فالتزم الصمت للحظات حتى قال وقد تبدلت ملامح وجهه للحقد 
_ لا يسر دي عايزة حاجة تظبطها بجد
_ إن جيت للحق أنا اتخنقت من حنين ومبقتش عارف اعملها إيه دي لزقة ياعم دي نافص تدخل ورايا الحمام مكان ما اروح الاقيها في ديلي !
قهقه بصوته المرتفع وغمغم بمكر 
_ ما أنت غلبان وعلى قد نياتك وهي عارفة إنك بتتكثف ومش هتكسفها بس أنا صايع سيبهالي بكرا وأنا هظبطهالك
ابدا كرم الجدية وهتف 
_ طيب بمناسبة الصياعة مش ناوي تلم نفسك ياحسن أنا كنت متوقع إن أخرك صحاب والكلام بس شكله الموضوع تخطى الحجات دي
_ كرم أنا مش صغير وعارف كويس أوي بعمل إيه أكيد مش هتوصل بيا للي في دماغك ومتحاولش تفهمني إنك إنت وحضرة الشيخ زين كنتوا قمة في البراءة
عاد لابتسامته وهو يداعبه ولكن بطريقة رزينة 
_ إنت عارف كويس إني مليش في مواضيع البنات دي أصلا وببذل مجهود عشان اتعامل مع أي بنت أما زين فلو كان ليه في الكلام ده كان زي أي شاب طايش وده بعد اللي كان بيحصله فزين وضعه مختلف وكان بيعمل حجات وهو مش في وعيه ودلوقتي الحمدلله ربنا هداه فاعقل كدا ياحسن احنا لينا سمعتنا ومعروفين ومش ناقصين فضايح وأمك لو عرفت بعمايلك دي هيجرالها حاجة
تأفف پعنف وهتف في ضجر شديد وانزعاج 
_ وفر نصايحك لنفسك ياكرم أنا عارف كل ده كويس ومش محتاج حد يفكرني بيه
_ لا مش عارف يا أستاذ .. ومتفتكرش إني عبيط أنا عارف كل المخاريب اللي بتروحها وبتسهر فين ورغم كل ده بقول إنك هتعقل بس مفيش فايدة واضح إنت مش مدرك عظمة الذنب اللي بترتكبه وأنا بحاول ابعد زين عنك بقدر الإمكان لأني عارف إنكم مش بتتفاهموا مع بعض وفي كل مرة بتتخانقوا بس كفاية اعقل كدا وبطل القرف ده أنا خاېف على مصلحتك
هب واقفا ورمقه بخنق وامتعاض كدليل على عدم اقتناعه بما حاول نصحه به أخيه ثم استدار وانصرف فأصدر كرم زفيرا بنفاذ صبر ويأس ....
كان زين مستغرق في النوم وكذلك في الأحلام لكنها أحلام مفزعة باتت تسبب له حالة نفسيه وتذهب بعقله ! .
كان بؤبؤي عيناه يتحرك پعنف تحت جفنيه وانفاسه سريعة وغير منتظمة وكأنه يجاهد في الفرار من شيء .. شيء مرعب كأشباح أو ما إلى ذلك ! ولكن ياليته شبح ! .. فهو صديقه الذي رحل عنه بسببه هو من أطاح به لحافة المۏت فقط من أجل شعور باللذة سيدوم لساعات ولكن الأمر لم يدم لساعات بل للأبد فذهب هو لرب كريم واستمر هو في مسيرة حياته تطيح به الحياة تارة من هنا وتارة من هنا ويتخبط في أزماتها مقاوما دوماتها فيذهب ويأتي للحياة مرات عديدة والآن هدأت الحياة من سهماها التي تطلقها عليه متتابعة ولكن ضميره لم يهدأ وسيظل يعاني من الآم الضمير في كثير من ذنوبه ولن تتركه كوابيسه المزعجة مطلقا حتى يتصالح مع نفسه ! .
فتح عيناه دفعة واحدة مڤزوعا وهو يلهث من الهلع وهب جالسا على فراش ثم أنزل قدماه في الأرض وډفن وجهه بين راحتي كفيه ويستغفر ربه مرارا وتكرارا محاربا شعور يمزقه ويضغط على انفاسه التي تخرج متقطعة فعجز عن مقاومة دموعه التي تصرخ مطالبة بالنزول فسمح لها بالسقوط واجهش بالبكاء في صوت شبه مرتفع مرددا من بين بكائه وصوته المبحوح 
_ سامحني يا وائل .. سامحني !!
نفضه في مكانه طرق الباب فجفف دموعه فورا وسمح للطارق بالدخول وكان الطارق كرم حيث دخل واغلق الباب هاتفا 
_ هو في حد بينام دلوقتي يابني !!!
حاول جاهدا إظهار صوته طبيعيا وهو يزيح بعيناه عنه ويتمتم 
_ ما أنت كنت معايا في الشركة وشوفت كان الشغل إزاي النهردا كتير ومتعب
تقدم ناحية الأريكة الصغيرة وجلس عليها بإرياحية مغمغما في جدية ونبرة حازمة 
طيب أنا ظبطت كل حاجة عشان البضاعة جاية بكرا قبل ما تستلمها يازين تتأكد كويس إن كل حاجة مظبوطة مش عايزين يحصل زي المرة اللي فاتت
_ متقلقش !!
دقق كرم النظر في وجهه متفحصا ملامحه فتوقع أن كوابيسه قد عادت تطارده من جديد أو مازالت ! .. ليصدر تنهيدة حارة قبل أن يسأله باهتمام 
_ إنت لسا بتحلم بوائل !
ابتسم بمرارة وأجابه بخفوت وعجز عن مقاومة أي شيء فهو كطائر مكسور الأجنحة ينتظر حتفه 
_ وأنا من إمتى ارتحت أنا في العڈاب ده من عشر سنين ياكرم لا أنا قادر اسامح نفسي ولا هو
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 20 صفحات