روايه فيروز كامله الاجزاء
لكنه القي نظرة اخيرة علي فيروز قبل ان تقف معتذرا من هناء خارجا من الغرفة بل من المنزل كاملا يريد ان يتنفس يشعر بانفاسه تنحصر بصدره ټخنقه لم يدري ان قدمه تقوده الي اللامكان فقط يسير يتنفس الهواء من حوله لعله نيرانه المستعرة داخله تهدئ و تلطف من چروح عميقة داخل قلبه
مر اسبوعين و قد تعافت فيروز و بدأت في ممارسة حياتها العادية جلست بالردهة جوار والدها الذي احتضنها سعيدا بشفاءها في حين نظر الي شهاب قائلا بتساؤل
نظر إليه شهاب مدقق النظر فيه و ظهر الحزن جالي علي وجهها و هو يقول بهدوء
_ سألت يا عمي كله تمام مفيش عليه حاجة راجل زي الفل
ابتسم اكرم سعيدا و هو يقول
_ كويس احنا هنرجع بقي القاهرة بكرا عشان احمد يقعد مع فيروز و يشوفه بعض كل يوم بيستعجلني
_ مين احمد دا
_ العريس اللي قولتلك عليه انتي وعدتيني انك هتقعدي معاه
بتلقائية نظرت اليه في حين كان هو ينظر اليها منتظرا ردة فعلها ابعدت عينها عنه سريعا صمتت قليلا بهدوء ناظرة الي وجهه والدها ثم هزت رأسها و هي تقول
_ حاضر موافقة اقعد معاه
هب واقفا بحدة مستأذنا بالذهاب للنوم في حين ابتسمت ل والدها ابتسامة باهتة في حين امسك اكرم الهاتف ل يحدد موعد مع هذا احمد المتقدم ل خطبة فيروز
خرج الجميع و تأخر هو حتي ينظر الي اعينها نظرة تحذيرية تعلمها جيدا و لكنها قابلتها ببرود و لامبالاه و كأنها لا تراه بالاصل اضطر بالاخير ان يخرج تاركا اياها معه نظرت بالارض بخجل شديد حين اصبحت برفقته بمفردها تحدث احمد قائلا بهدوء
هزت رأسها بهدوء قائلة
_ الحمد لله
تنحنح احمد قائلا
_ بصراحة انا شوفتك في فرح اختك من يومها وانا نفسي اتعرف عليكي رقتك اللي باينة في حركاتك
_ شكرا يا استاذ احمد
_ كلميني عن نفسك شوية يا فيروز
ظله يتحدثون في حين شعرت فيروز بالارتياح الكبير في الحديث معه في حين ذلك كان علي الجانب الاخر يجلس علي جمرات تراقص قلبه بالاشتعال و لا يبالي احد به سوا من تعلم ما بداخله جيدا تقدمت ياسمين منه و جلست جواره تمسك بيده رغما عنه نظر اليها بحدة حتي تبتعد و لكنها لم تبتعد بل مالت نحوه و هي تقول بخبث
صك علي اسنانه و هو يبعد يدها عنه قائلا پغضب
_ انتي الشيطانة اللي دخلت بينا و بوظت حياتنا انتي اكتر واحدة بكرهها في حياتي و صدقيني عمري ما هحبك ابدا انتي مجرد واحدة غبية مريضة دخلت بين اتنين بيحبه بعض و ډمرتي اللي بينهم و هعرف بردو في الاخر اية اللي خلاكي تعملي كدا في اختك اللي مكنش ليها سيرة غيرك و اكتر واحدة بتحبك بس مع واحدة زيك مينفعش حد يحبك
_ ان شاء الله مش هتوافق فيروز مش هتوافق اكيد مش معقول هتوافق
نظر الي الاسفل ل يري الاخر يذهب يحمد لله لقد غادر ذلك الغصة المؤلمة المشكلة بقلبه علي هيئة انسان خرج سريعا ل يراها نظر اليها
و هي تقف امام والدها الذي ابتسم و هو يقول
_ يعني اقول مبروك
هزت رأسها بنفي و هي تقول بهدوء
_ انا لسة هفكر يا بابا
ستفكر بماذا ستفكر هل ستفكر بالموافقة علي الزواج من شخص اخر هل ستجعله مدمر كليا نظر لها ل يتحدث والدها قائلا
_ بس مبدئيا موافقة
هزت رأسها بايجاب و هي تنظر الي الاسفل قائلة بخفوت و لكن صدي صوتها كان يطرب اذنه بشكل مستمر
_ أيوة يا بابا موافقة مبدئيا
الفصل الثامن
في حفل هادئ بسيط بمنزل اكرم كان تقيم خطبة فيروز و احمد خطيبها الحالي التي تجلس جواره بفستانها الازرق و حجابها الابيض و مساحيق تجميل خفيفة تبرز ملامحها وجهها الملائكية وجهها لا يظهر عليه اي تعبير حتي ابتسامتها الخفيفة التي تزين ثغرها لا تظهر ما هو داخلها مدت يدها اليمني المرتجفة امامه ل يضع تلك الحلقة الذهبية بها التي اصبحت الرابط بينهما لم يدري احد بذلك الذي ينظر اليهم من بعيد مختبئ عن انظار الجميع و جواره شريف شقيقه الذي اصر ان يبقي جواره بهذا اليوم يعلم انه ليس بخير و لكن ما باليد حيلة اعينه الثاقبة تراقب و تلك الوخزات تزداد بشكل مؤذي له ضغط علي صدره محل الألم و لكن لا يهدئ اطلقت الزغاريد تدوي بالارجاء و احمد يقبل يدها برقة استند برأسه علي الحائط و هو يشعر انه قد انتهي الأمر ابتسامتها التي توزعها بين الحين و الآخر تعلمه انه لم يعد يفرق معها شعر بالارض تهتز أسفله و تسحب من تحت قدميه تقدم منه شريف يضع يده علي كتفه يربت عليه ل يلتفت اليه و يشير إلي موضع جلوسها و هو يقول بخفوت
_ اتخطبت
ابتلع لعابه بصوت مسموع و هو يبتسم ساخرا قائلا
_ غريبة الدنيا دي اوي يا اخي اهو انا كنت بحلم بيوم زي اللي عايشه خطيبها دلوقتي
نظر اليها و هي تحتضن زينة التي تبتسم بفرحة عارمة بصديقتها ثم اعاد بصره نحو شقيقه قائلا
_ بس مكنتش اتوقع اني هكون متفرج
اغمض عينه بقوة حين تشوشت الرؤية لديه ل يكمل بصوت مخټنق و نبرة متمزقة ألما
_ أحلامنا راحت حبنا راح قصدي حبها راح انا حبي ليها عمره ما هيروح .. معدليش حق في اي حاجة حتي النظرة مش من حقي يوم ما يكون في ايد تانية مع ايدها تكون ايد واحد تاني مش ايدي
نظر شريف اليه بحزن قائلا بعقلانية
_ متصعبش الامور عليك يا شهاب
فتح عينه ينظر إليها تميل راقصة مع اصدقائها و عائلتها ل يهمس من جديد
_ هي صعبة اصلا يا شريف صعبة اوي
انتهي من جملته قبل ان يضغط اكثر علي صدره و يغمض عينه من جديد يستقبل الظلام الدامس الذي كان يختفي و يظهر أمام عينه قدمه لم تعد تحمله و قبل ان يسقط لحق به شقيقه مسندا له قبل ان يسقط و يجلسه علي المقعد القريب منه و هو يراه غائبا عن الوعي انحني يحاول افاقته و هو يربت علي وجنته و يفرك فوق صدره و هو يهمس له بقلق
_ شهاب فوق شهاب فوق بلاش فضايح شهاب
لكن لا رد و كأنه جثمان قد فارقته الروح للتو بحث شريف بعينه عن اي شئ يستطيع ان يجعله يفيق و لكن لم يجد شئ امسك بيده من جديد يفركها بين يديه و هو ينادي باسمه حتي يستيقظ شعر بالخۏف الشديد عليه ل يضع يده علي العرق النابض برقبته تنهد حين وجده ينبض دس يده بجيب بنطاله و اخرج هاتفه يحادث شقيقه الاصغر اياد و حين اتاه الرد هتف شريف سريعا
_ الو اياد انت لسة في شقة شهاب .. كويس تعالي علي بيت حماه بسرعة شهاب اغمي عليه
اغلق الهاتف دون اي كلمة اخري حتي يتحرك شقيقه بشكل اسرع و بالفعل ما مرت سوا ثلاث دقائق و كان شادي بالشقة يبحث عن شهاب ل يخرج له شريف نحو شقيقه ل يتحدث اليه بسرعة قائلا
_ عايزين نخرجه من غير ما حد يشوفه ابعد الناس اللي هنا دي و تعالي
انصرف شريف الي شقيقه في حين اصطنع حجة لكي لا يبقي احد امام الباب الجانبي للشقة و ذهب ل يحمل شقيقه الاكبر مع شريف نحو الاسفل سريعا قبل ان يلاحظ احد ...
وقفت زينة جوارها تربت علي كتفها حين وقفت فجأة مالت تهمس باذنها
_ مالك يا فيروز
نظرت اليها فيروز بتوتر جالي علي ملامحها و هي تقول
_ قلبي اتقبض حاسة اني فيه حاجة
نظرت زينة حولها تتفحص الجميع حولها و من ثم همست لها
_