الأحد 24 نوفمبر 2024

سجن العصفور بقلم داليا الكومى

انت في الصفحة 12 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


اسود اسود يلتصق علي فخذين قويين رائحة عطره القوى اثا رت معدتها فسببت لها غثيان غير محتمل الكره غلف قلبها المملوء بالمرارة 
ادهم جلس علي الكرسي المجاور لها وطلب منها بصوت هادىء هبه هبه لو سمحتى ارفعى راسك رأئحته القوية مازالت تهددها بافراغ معدتها في أي لحظه حمدت الله علي عدم اكلها لايام والا كانت النتيجة مرعبة وتقيئت عليه هو امرها ان ترفع رأسها لكنها حقيقة لا تستطيع فعل ذلك 

طالما شكلة مجهول بالنسبة لها اذن هى تستطيع التظاهر بأنه غير حقيقي ادركت انها القت بالاوراق ارضا خوفا من رؤية صورته علي قسيمة عبوديتها 
صورته المجهولة اعطتها الراحة لفترة لكنه الان يجبرها علي المواجهه رائحة عطرة القوى ستظل في انفها الي الابد تزكرها بواقعها الاليم تزكرها بأسوء لحظات حياتها يوم مرض سلطان ويوم بيعها 
احست بيداه تتحرك في اتجاهها وكأنها سترفع رأسها بالقوه الخۏف من لمسته نفضها رأسها رفعت وودارت ناحيته بارادتها الحره كى تتجنب لمسته المحتمله الغير محتمله 
فوجئت برجل في اوائل الثلاثينات من عمره طويل عريض المنكبين ضخم بدون ترهل ولا وزن زائد كان كتله من العضلات عينيها اكملت رحلتها لوجهه وجه اسمربلمحه من الوسامه وذقن مربع وفك قوى صعقټ عندما تعرفت عليه فهو كان نفس السائق الذي اوصلها الي المستشفي يوم انهياروالدها والايام التى تلت مازالت تتزكر نظرته لها في المرآة الان فهمتها زكري ۏفاة سلطان مع رائحة عطره القوي مع مفاجأه اكتشاف انه السائق الذى اوصلها مرارا دون الكشف عن هويته الحقيقية بالاضافة لاكتشافها حقيقة انه شاب وليس عجوز كما كانت تظن عوامل مجتمعه اوصلت غثيانها لذروته بعدما اصابتها نوبه من الصداع النصفى كعادتها عندما تتوتر هبه اتجهت باقصى سرعة لديها في اتجاه الحمام وهى تضع يدها وتغطى بها فمها في حركة تدل علي كتمان قيئها ودخلت الحمام واغلقت الباب خلفها بقوه 
هبه دخلت الي الحمام الملحق بمكتب عزت وهناك افرغت معدتها شعرت ببعض الارتياح وغسلت وجهها بماء بارد وخرجت لاكمال حفل تقرير المصير 
لدهشتها عندما خرجت من الحمام وجدت مكتب عزت فارغ رأسها استدارت پخوف وهى تبحث عنه ولكنها لم تجد له أي اثر ارجلها المسكينة عجزت عن المقاومة فاڼهارت جالسه رغما عنها تجمدت لدقائق مثل تمثال خشبي 
بعد فترة قليلة عزت دخل الي المكتب وعلي وجهه علامات الضيق ادهم بيه مشي لانه مرتبط بموعد 
هبه اتنفست بإرتياح الحمد لله محنتها انتهت مؤقتا 
عزت شعر بارتياحها الواضح لمغادرة ادهم فقال بإشفاق هونى علي نفسك الامور يا بنتى انا عارف انك اتفاجئتى بس لازم تشوفي الامور بنظرة ايجابية انتى عارفه كام بنت في مصر مستعده ترتكب جر يمة وتكون مكانك 
هبه ردت بمرارة مبروك علي اي واحده تاخد مكانى
عزت نصحها البكاء علي اللبن المسكوب مش هيفيد زى ما المثل بيقول دلوقتى عندنا وضع ولازم نتعامل معاه حياتك في فوضي ولازم تترتب 
هبه هزت رأسها بالموافقه
عزت اكمل انا هوصفلك الوضع الحالي وانتى كملي ليه لو نسيت حاجه 
من غير ادهم بيه انتى عندك ايه 
الشقة والمليون جنية مرتبطين في العقد بالجواز الشرعى وان كان ادهم بيه اتنازل عن شرط اساسي من شروط الجواز الشرعى انتى اكيد عارفاه كويس وسمح ليكم بالسكن في الشقة والتصرف في الفلوس طول السنتين بدون مقابل منك فده مش معناه انه هيصبر للابد 
طبعا هى تدرك تلك الحقيقة لسنتين وهى زوجه علي الورق لادهم تم تعت بشقة فخمة ومدرسة راقية وحياة مرفهه ولكن ما المقابل الذى توقعه ادهم منها بالتاكيد لابد ان يكون له هدف ما من وراء تلك الصفقه المستحيله
وان كان ادهم انتظر لعامان فهو الان لن ينتظر للابد لقد حان وقت تسديد الدين 
ولتأكيد كلامه عزت اكمل سألتى نفسك لو طلبتى فسخ العقد هتروحى فين 
طبعا الاجابه معروفه الشارع 
طالما عاشت هبه محميه من والدها أي خبره لديها في الحياه تمكنها من الاعتماد علي نفسها والصمود بمفردها في العالم 
سلطان لم يسمح لها بالخروج بمفردها يوما حتى انها لا تعرف اسماء الشوارع او الاتجاهات كل ما لديها هو القليل من التعليم والكتير من البراءه وقلة الخبره طوال حياتها وسلطان يغدق عليها بالحماية والحنان يحبسها ويحتفظ بالمفتاح في قلبه ادهم بيه طلب منى اوضحك لك الصورة كاملة عشان تبقي فاهمه بس اشربي عصير شكلك دايخه 
هبه نفذت كلامة فورا ياه لاول مرة تشعر بنعمه وجود كرسي تجلس عليه فارجلها المسكينة رخوة لدرجة انها ستنهار في أي لحظة والعصير ايضا انعشها
عزت اكمل حديثه انتى طبعا متعرفيش اي حاجة عن عيلة البسطاويسى اسمحيلي احكيلك من البداية 
سليم البسطاويسي والد ادهم كبير عيلة البسطاويسي الصعايده راجل قوى وكلمته مسموعه بس ادهم طلع قوى زية بقوا الند بالند ظاهريا سليم بيحاول يكسر قوة ادهم ويفرض قوته لكن في الحقيقة
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 45 صفحات