السبت 23 نوفمبر 2024

روايه ندي محمود توفيق ج 11والاخير

انت في الصفحة 8 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


للتو واقنعت ذهنها بسخافة حتى تهدأ من روعها بأنه لم يكن يقصدها بالتأكيد ثم عاد تقول ولكنه نطق اسمي وقال سينتظر عودة زين !! .. هزت رأسها بالنفي رافضة تصديق ما سمعته وتراجعت للخلف حتى ترحل دون أن يشعر بها ولكنها اصطدمت بمزهرية صغيرة وأصدرت ضحيجا مرتفعا انتفضت كالتي لدغتها عقرب واستدارت بكامل جسدها تحدق بالمزهرية في صدمة وجزت على أسنانها بغيظ متمتمة 

_ مش وقتك دلوقتي
همت بأن تتركها وتفر قبل أن يخرج ولكنها سمعت صوته يقول بهدوء 
_ رفيف !

_ أنا ك.. كنت جاية أااا... كنت جاية .. كنت جاية ليه !!
لم يتمكن من حجب ضحكته حيث أجابها ضاحكا ببعض الجدية 
_ مالك يارفيف !
تمالكت نفسها قليلا وهتفت بإيجاز وارتباك مازال واضح 
_ آه كنت جاية اوريك حجات وآخد رأيك بس سمعتك بتتكلم في التلفون وكنت ماشية .. مش مشكلة لما تخلص مكالمتك نبقى نتكلم
وفي اللحظة التالية بضبط استدارت وفرت من أمامه كالسهم فظل هو بمكانه يفكر بما قالته بالآخير وسؤال واحد يطرحه في ذهنه هل سمعت شيء ياترى ! .
طرق على الباب كان قوي بعض الشيء .. غضنت حاجبيها باستغراب ثم جذبت حجابها وذهبت لتفتح فوجدته الحارس ويحمل بيده علبة متوسطة الحجم من اللون الوردي نقلت نظرها بينه وبين العلبة بريبة حتى رأته يمد يده بالعلبة هاتفا برسمية 
_ في واحد جاب العلبة دي ياهانم وقال إن كرم بيه اللي بعتها
ضيقت عيناها بحيرة وتعجب عند سماعها لاسم زوجها ولكنها قالت بجدية وهي تأخذها منه 
_ طيب ياسعيد روح إنت خلاص
أماء لها بإيجاب واستدار ليتجه إلى باب المنزل الرئيسي يكمل مهتمه وهي الحراسة .. أما هي فأغلقت الباب وعيناها معلقة على العلبة التي بيدها وتفكر بفضول مالذي بداخلها ولما يرسلها كرم !! كانت على وشك ان تفتح الشريط الستان الملفوف حولها حتى تفتحها ولكن سمعت رنة هاتفها الصاخبة بالغرفة فاسرعت إليه لتمسك به وتتطلع إلى اسم المتصل وتبتسم بتلقائية ثم تجيب عليه في رقة 
_ نعم !
اتاها صوته الحاني وهو يقول بترقب 
_ وصلت العلبة 
نظرت إليها في يدها وهي تجيبه بتساءل وعينان ضاحكة 
_ اممم وصلت فيها إيه دي بقى !
تمتم بنبرة عاطفية قد تكون جديدة بعض الشيء وامتزجت ببعض المكر 
_ افتحيها وهتعرفي
همت بان تجيب عليه ولكن سمعته يهتف بنبرة متعجلة وخاڤتة 
_ شفق أنا هقفل دلوقتي عشان في واحد تبع الشغل كنت مستنيه ووصل .. لما اخلص هكلمك
_ تمام
انهت معه الاتصال وجلست على الفراش ثم بدأت في فك الشريط ورفعت الجزء العلوي من العلبة فرأت رداء مطوي بانتظام داخلها كان من اللون الړصاصي ابتسمت باتساع واخرجته تفرده أمامها بتشويق لرؤيته كاملا .. كان قصير يصل للركبة ونصفه العلوي مطرز بورود من نفس لونه وبأكمام طويلة وشفافة ولديه فتحة ظهر واسعة قد تظهر نصف ظهرها فغرت عيناها بإنبهار من جماله ووقفت تضعه على جسدها تنظر لنفسها في المرآة بوجه ضاحك فصك سمعها صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها منه لتفتحها وتقرأ ما دونه بها البسيه بليل يا أميرتي كادت ابتسامتها الخجلة تشق طريقها حتى اذنيها وبداخلها تتساءل عن السبب الذي دفعه لشرائه ولماذا ترتديه بالأمس خصوصا .........
لا يمكن أن يكون هو !! .. هل كان يبحث عنه طوال هذه السنوات وهو قريب منه ! والمشكلة الكبرى تكمن بزوجته كيف سيخبرها وسيبرر لها الأمر .. كيف سيخبرها بأنه السبب في عڈاب أخيها لعشر سنوات كاملين هل ستتفهمه أم ستعصف وتغضب وتتركه .. وماذا إن عرفت بأنه كان مدمن وفي تلك الليلة كان ليس بوعيه وعائدا من سهرة مع اصدقائه حتما لن يمر الأمر مرار الكرام وستقع الفجائع بسببه وهو ليس لديه الجرأة ليخبرها بكل شيء !! .
كان يقف بالمطبخ وبيده كوب الماء يرتشف منه وعيناه حمراء كالدم لا يرى أمامه من فرط غضبه ونقمه على نفسه المذنبة ولوهلة تمنى في قرارة نفسه وقال ليتني لم اقابلك ولم اتزوجك ليتنا تطلقنا ! .. تفاقم سخطه حتى وصل لذروته فالقى بالكوب الزجاج على الأرض في عڼف ليتناثر إلى جزئيات صغيرة في كل مكان .
أتت مهرولة على أثر صوت كسر الكوب وقبل أن تخطو خطوة واحدة إلى داخل المطبخ اتاها صوته الخشن وهو يهتف شبه آمرا 
_ خليكي عندك متدخليش !
ثم انحنى على الأرض وأخذ يلم قطع الزجاج الكبيرة بيده فقالت هي باهتمام 
_ زين بتعمل إيه هتتعور !!
نظرت على الأرض وسارت إليه في الداخل بحرص
 

انت في الصفحة 8 من 21 صفحات