السبت 23 نوفمبر 2024

روايه ندي محمود توفيق ج 11والاخير

انت في الصفحة 6 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


إلا لحظة حتى أصدرت الأم ضحكة بسيطة وسعيدة قائلة بنظرات ليس بها أي شيء من الود بل كلها نقم وبغض
_ وأخيرا هنطلع من ورا عمك وولاده بفايدة !
يحتجزها بالمعنى الحرفي !! كسجين يقضي عقوبته على ذنب اقترفه .. وهو لا يفهم أنه هكذا يزيد من الفجوة بينهم ولن تعود له أبدا وستصر أكثر على الانفصال .
ظلت تجوب بالغرفة إيابا وذهابا وهي تترنح من فرط العصبية والغيظ لا يمكنها البقاء معه بنفس المنزل .. باتت لا تريده معها لا تثق به ولا تريد حبه وفقط تريد شيء واحد وهو نزعه من فؤادها وهذا لن يتم وهي مقيمة معه بمنزل واحد وبعد أن عادت زوجته .. حكت ذقنها وهي تفكر بصوت عالي هامسة أكلم بابا وعلاء طيب ! .. لا لا لو بابا عرف هتحصل مشكلة وهيرجعني مصر وأنا مستحيل ارجع أعمل إيه ياربي .. أعمل إيه !! فكري يايسر .. فكري لمعت بذهنها فكرة شيطانية فابتسمت بوعيد له .

رأت الباب يفتح ويطل هو بهيئته من خلفه حاملا لها الطعام فرمقته شزرا وهو يقترب باتجاه الفراش ويضع الطعام فوقه متمتما بلطف ونبرة مهتمة 
_ كلي يايسر مينفعش تقعدي من غير أكل
قالت بثبات ولهجة بها شيء من الآمر مع نظرات منذرة 
_ مش عايزة حاجة من وشك .. افتحلي الباب وخليني امشي
تنهد بنفاذ صبر قائلا بإصرار 
_ قولتلك مش هتروحي مكان اديني فرصة أخيرة وبعدها احكمي عايزة تكملي ولا تنفصلي
صړخت بهسترية واستياء عارم 
_ إنت مچنون !! حابسني وتقولي اديني فرصة .. لا والمفروض اقولك موافقة وهقعد معاك مثلا
استقرت نظرات حزينة منه عليها فهي لا تفهم شدة شوقه لها وأنه لا يطيق ابتعادها عنه ليوم آخر .. أما هي فهدأت ثورتها في لحظة وقررت أن تبدأ في خطتها .. تحركت ناحيته وهي تقول بقوة ونظرة شرسة 
_ أنا عندي استعداد دلوقتي ابعت لبابا صورك واقوله إنك خڼتني وده سبب طلاقنا وابعتله التسجيلات وكمان أقوله على اللي عملته معايا وإنك خلتني اجهض الطفل ومديت إيدك عليا وقولتلي إنك هتسقطني بنفسك لو منزلتهوش وشوف بعدها اللي هيحصل بقى ! .. بابا وعلاء مش هيخلوك تحاول بس تقرب مني مش إني أفضل مراتك وحتى اخواتك وأمك هيقفوا ضدك وهتبقى فعلا خسړت كل حاجة فالبذوق كدا طلعني وخليني ارجع لخالتو وملكش دعوة بيا تاني لغاية ما نتطلق بشكل نهائي
تفعلها .. لا يشك في ذلك هو لا يخشى من شيء سوى من ردة فعل عمه .. فإن عرف بكل هذا لن يسمح له بأن يقترب منها مطلقا كما قالت والآن هو لن يستطيع بأن يجازف بالمتبقى من علاقتهم للأبد في حيث أنه يحاول كسبها من جديد وإلا سيكون لا مجال للعودة بالفعل هذه المرة إن كشف كل ماحدث بينهم للجميع .
حسن بنظرة تحمل بعض الرجاء والعجز في آن واحد أمام اخطائه التي لا تغفر 
_ يسر أنا مش عايز اخسرك بجد .. بلاش تضغطي عليا من النقطة دي
_ أنا قولت اللي عندي ياتسبني يإما صدقني هقوله ومش هيفرق معايا أي حاجة المرة دي وسعتها هتكون إنت الخسران
لحظات طويلة استغرقها وهو يحملق بها يخشى خسراتها ويريدها معه .. ولكنه فكر من الجانب الآخر بإن أسلوب القهر والإجبار معها لن يجدي سوى النتائج السلبية ولن يتمكن من استعادة قلبها بهذه الطريقة أبدا .. ولكن ماذا عن راسل هل سيتركها تعود لخالتها وتكون معه دوما !! لا هو لا يحتمل بقاء ذلك السمج حولها إذا كيف يتصرف حتى يرضي كلاهما ! .
تحدث أخيرا بنبرة رجولية صلبة 
_ تمام موافق .. أنا مش هجبرك على حاجة مش عايزها بس خلينا نتفق بينا على اتفاق
ارتخت عضلات وجهها ورفعت حاجبها مستنكرة وهي تجيبه ببعض الفضول 
_ اتفاق !! .. طيب قول خلينا نشوف
هدر بحزم وصوت أجش 
_ خالتك طول ما راسل موجود في البيت مستحيل اوافق تقعدي معاها حتى لو هتقولي كل حاجة لعمي فأنا عندي حل أفضل .. أنا ممكن اشوف بيت فيه شقتين وإنتي تقعدي في شقة وأنا في شقة وبكدا مش هتكوني معايا في بيت واحد زي ما إنتي عايزة ووعد مني مش هضايقك خالص ومش هقرب منك .. تمام
هتفت بعناد وڠضب 
_ لا مش تمام .. ماهو برضوا هفضل في وشك في النازلة والطالعة وأنا مش طايقة اشوفك ثم إنك إيه اللي يقعدك معايا هنا ارجع مصر !!
_ في شغل هنا هخلصه ولغاية ما اخلصه متتوقعيش إني هسيبك تقعدي في بيت وحدك وفي بلد غريبة .. أو إني اخليكي تقعدي مع الكائن الملزق ده وبخصوص إنك هتفضحي كل حاجة أنا لو عايز اتصرف واطلع نفسي من الموضوع نهائي هعملها .. بس أنا مش حابب اجبرك على حاجة زي ما قولت
 

انت في الصفحة 6 من 21 صفحات