روايه ندي محمود توفيق.. ج3
ابعد عني بدل ما اصوت والم عليك الناس
_ مفيش حد في المقاپر يامزة غيرنا وزي ما إنتي شايفة دي مقاپر أوض يعني محدش هيشوفنا
بدأت ترتجف بړعب وهي تراه يقترب أكثر ففكرت في أي طريقة لتهرب منه ولم تجد سوى طريقة واحدة فرفعت قدمها وركلته اسفل الحزام واندفعت للخارج تركض كالسارق الذي يهرب من مالك المحل الذي سرقه .. تركض وتتلفت خلفها في ړعب حتى وصلت للشارع العام ومن رعبها لم تتمهل عند عبورها فلم تشعر بنفسها سوى وهي تفقد وعيها تدريجيا على الأرض وصوت فوقها يردد في ارتيعاد
_
_ الفصل السادس _
بعد العصر بساعة ونص مع ضوء الشمس الغاربة والأجواء المشمسة والدافئة في هذا الصقيع .. كان المقهي على قمة فندق ومتكدس بالعائلتان ومعارفهم المقربين فقط وكانت خطبة ملوكية وهادئة خالية من الضجيج المعتاد على الأفراح وكان يود أن يجعلها دون أي موسيقى أو اغاني وبعد محاولات من أمه وشقيقته وافق على موسيقى راقية وهادئة فقط لتضفي للأجواء شيء من الفرحة والابتهاج وكان الجميع منشغل بالحديث والضحك مع بعضهم البعض والفتيات لا تمل من التقاط صور السيلفي لها وبالأخص رفيف التي كانت مندمجة مع صديقاتها في الضحك والتصوير غير منتبهة لذلك المضطرب الذي يخونه نظره ويخطف نظرات إليها سريعة بعد أن قامت بإعادة الكتاب وابدت عن سعادتها به وقالت الكثير من الكلام المشجع والإيجابي . وحسن كان يتجول هنا وهناك وأغلب الوقت يقضيه مع ابن عمه وصديقه علاء أما كرم فكان على طاولة بمفرده يجلس واضعا ساق فوق الأخرى وبيده كوب المشروب الغازي الذي طلبه ويتابع الجميع في سكون يراقب ذاك تارة وتارة ذاك .. طلته الرجولية والجذابة لا تختلف عن زين وحسن فكل منهم لديه طلته المختلفة التي سلطت أنظار الجميع عليهم اقټحمت جلسته الفردية وانسجامه مع الموسيقة الهادئة ومشروبه ابنة خاله حيث جلست أمامه وغمغمت باسمة في رقة شبه متصنعة
ابتسم لها بلطف وتمتم في نبرة هادئة كطلته وجلسته وطبيعته
_ عادي حبيت جو الموسيقى بس
هتفت في تطفل كان في نظرها محاولة اقتراب منه ولكن في نظره تطفل
_ طيب هتمانع لو قعدت معاك
رسم ابتسامته ولكن هذه المرة كانت ابتسامة متكلفة حيث أجابها في استحياء منها
_ لا أمانع ليه براحتك ياحنين !
_ ماله عايز إيه
_ حنين لزقت فيه زي العادة ومش عارف يتهرب منها وعايزني انقذه !
_ والله أخوك ده مسخرة وحالته صعبة روحله ليفرهد بين ايدها !
ازداد ضحكه أكثر وجاهد في التوقف وهو يتوجه ناحيتهم حتي وقف وانحني قليلا ناحيتها هامسا بنظرة خبيثة وهو يغمز لها
_ حنين ما تيجي اعزمك على حاجة حلوة ونتكلم شوية
هتفت في اعتراض بسيط وهي تلقي نظرة على كرم الذي يحاول تجنب نظراتها لها وتفاديها
نظر لأخيه وهتف مشاكسا وخو يضحك
_ مرتاحة إيه بس ياشيخة .. إنتي إيه اللي مقعدك مع الكئيب ده تعالي ده الكل بيضحك وبيهزر وهو قاعد في ركن وحده زي المطلقة تعالي بس حتى اقعدي مع رفيف كانت بتسألني عليكي من شوية
القت نظرة أخيرة على كرم وهذه المرة رأته ينظر لها وبيتسم ابتسامة صفراء فكتم حسن ضحكته ونهضت هي مغلوبة على أمرها وسارت مع ابن خالها ولكنها فضلت أن تذهب لرفيف وتنضم لصديقاتها وهووأشار لشقيقته من بعيد على كرم ففهمت هي مقصده فورا وابتسمت ورحبت بانضمام ابنة خالها بينهم في حب ....
_ أنا اللي المفروض اقرف منك أصلا !!
حدجها في نظرة تتصنع عدم الفهم وهو يضيق عيناه وقال بنبرة باردة كالثلج
_ افندم !
جزت على أسنانها وكورت قبضة يدها وودت لو صڤعته بها مرة أخري ولكنها جاهدت على الظهور بمظهر الغير مكترثة له وتمتمت في غيرة واضحة كشفت محاولتها الفاشلة في عدم الإكتراث
_ متفتكرش إنك لما تقعد تتلزق في بنت خالك أنا كدا هغير مثلا وهتغيظني أكتر
جلجلت ضحكته المصعد وهتف ساخرا في نظرة استحقار ونبرة فظة
_