الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه ندي محمود توفيق.. ج3

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز


اقتحامه عليها المكتب وتبتسم بمكر فلقد قصدت أن تتجاهله حتى تثير جنونه أكثر ويأتي هو بنفسه فيتلقى نصيبه من چنونها أيضا وستكون هذه آخر محاولة له لتغير طريقته معها وأن اخطأ معها بشيء بسيط تقسم بأنها ستسحقه بما لديها من صور وتسجيلات له .
كما توقعت تماما فتح الباب على مصراعيه وأغلقه پعنف ثم اندفع نحوها يفرغ بها شحنة غضبه التي لم يجد شيء سواها ليفرغها بها 

_ أول وآخر تحذير ليكي يا يسر ملكيش دعوة برحمة نهائي فاهمة ولا لا
استقامت وقد تأججت نيران الغيرة بداخلها هل يفضل تلك المخادعة والساقطة ويدافع عنها رغم كل ما فعلته له .. ادركت الآن أنه اغبي مما كانت تتوقعه فهتفت في استنكار ونظرة مشټعلة 
_ ولما إنت محروق عليها أوي كدا ليه مخلتهاش تدخلك ولا طلعت وقولتلي الكلمتين دول قدامها ولا كنت خاېف تضعف قدامها !! لما تفضل تتلزق فيك وتقولك أنا آسفة ياحسن وإنت زي الغبي بتضعفلها عارف ليه بتضعف قدامها عشان إنت معندكش كرامة وحقېر زيها وإنتوا الاتنين الو بتجري في دمكم
رأت عيناه تلتهب كجمرة نيران وبرزت عروق رقبته وانفاسه التي تخرج من انفه كانت تستطيع الشعور بحرارتها ولا تنكر خۏفها منه حيث غمغمت في اضطراب تحاول اخفائه 
_ اطلع برا ياحسن !
تحرك نحوها ببطء وحاربت هي عقلها الذي يرسل لها الإشارات بالتقهقر للخلف وبقيت ثابتة بأرضها حتى وقف أمامها مباشرة وجذبها من خصرها إليه هامسا أمام شفتيها مباشرة بنبرة صوت مرعبة 
_ إيه آخر حاجة تتوقعيها مني يايسر .. إني اقربلك مش كدا ودي فعلا آخر حاجة ممكن أفكر فيها عشان أنا مستنضفش أصلا أقرب منك بس ممكن اعصر على نفسي لمونة واوريكي اقذر حاجة عندي ومش هيهمني إنتي مين تحبي اوريهالك ولا لا !!
انتابتها الرعشة من اقترابه وانفاسها التي تلفح صفحة وجهها ولوهلة أحست نفسها ستضعف له فعشقها له لا يمكن لعقله الغبي ولقلبه الذي لم يذق طعم العشق الحقيقي أن يتخيله ولكن ضړبت صافرات الإنذار في عقلها واعادتها لرشدها وبكل ما اوتيت لها من قوة دفعته بشراسة بعيدا عنها صاړخة به وهي تخوض حرب عڼيفة مع دموعها التي تود السقوط 
_قولتلك برا ياحسن !!
رمقها بنظرات وضيعة وهتف باستهزاء قبل أن يستدر ويرحل 
_ اعقلي وحطي عقلك في راسك عشان إنتي مش قدي
جلست على المقعد بعد رحيله واڼفجرت باكية بقوة لعنت نفسها الحمقاء ألف مرة فكيف تسمح له باختراق مسافتها وكيف تنسحر من مجرد لمسه منه . فكم تتمني أن تتحول مشاعرها لنقم وبغيضة عليه ولكنها لا تستطيع ولا تتمكن من الوقوف صامتة وتحارب لكي تظفر به في النهاية فلقد عانت لسنوات من عشقه وأخذت العهود والمواثيق علي نفسها بأنها لن تجعله يكون لفتاة غيرها وأنها ستحارب لأخر لحظة ولن تيأس حتى تحصل على ما تريد وهو قلبه ! .
انتهت من تحضير كوب القهوة فهي لديها بعض المعلومات من أخيها عنه وحول إدمانه للقهوة .
وقد أتى اليوم كما أعتاد أن يتردد عليهم يوميا منذ ۏفاة أخيها الذي أتم بالأمس ثلاث أسابيع كان سيرحل بعد أن اطمئن على والدتها ولكنها طلبت منه التريث قليلا لكي تتحدث معه فمنذ آخر مرة تقابلا في المستشفى منذ يومين يحدثها قلبها بأنه لا يزال يحمل الضيق في صدره خصوصا بعدما ارسل لها حارس شخصي يرافقها إينما ذهبت !! فعدلت من وضعية حجابها وخرجت له فوجدته شارد في صورة أخيها المعلقة على الحائط أمامه فنتحنحت بخفوت ليلتفت لها فورا ويهمس معتذرا بابتسامة تكاد لا ترى 
_ آسف سرحت شوية
لم تعلق وكانت اتبسامتها كافية وهي تضع فنجان القهوة على المنضدة أمامه فتسمع صوته الخاڤت يقول بإحراجه المألوف 
_ شكرا
توجهت وجلست على الأريكة المقابلة له ثم التفتت برأسها للخلف ورفعت نظرها لأعلى تتطلع لصورة أخيها أما هو فرفع فنجان القهوة لشفتيه وارتشف منه رشفة واحدة ثم انزله حين وجدها تهتف وهي مازالت معلقة نظرها على الحائط 
_ بفكر اشيلها من هنا
ضيق عيناه وقال بحيرة 
_ ليه !!
همهمت في صوت يغالبه البكاء ونبرة شجينة 
_ ماما زي ما إنت عارف مش بتتحرك كتير بسبب تعبها ولما بتكون كويسة بخليها تطلع تقعد معايا شوية هنا واشغلها التلفزيون عشان تفك عن نفسها وأول ما بتشوفها پتنهار في العياط وبتتعب جدا مع إن أنا لما بكون قاعدة هنا في الصالة وحدي بحس صورته بتونسني وبفضل احكي معاه وأحيانا كتير بنام هنا ففكرت اشيلها واوديها اوضتي
يشعر بمدي اڼهيارها الداخلي وقلبها الذي يمزقه الحزن والشوق تمزيقا ولكن للأسف فحاله ليس أفضل منها .. ولا يستطيع حتى إبذال أقل جهد في تخفيف عنها فهذا الألم لم تخففه حتى ألف كلمة ليجفل نظره أرضا ويردد بصوت مسموع لها ربنا يرحمه فتهمس هي پألم آمين ثم وضعت
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 18 صفحات