اتركني بعيدا
ويقدر يعمل ايه ودفعته تمن اللى عمله فيا النهاردة غالى مبقاش انا فريد شكرى
جلست سوزان تتابع حالة الجنون التى تراه عليها وتمنت فى تلك اللحظة لو انها لم تطلب مساعدته ابدا فتقع فى وسط تلك الحړب الدائرة تشعر ان الامور اصبحت خارج السيطرة وان الامر تعدى امر الوصية وشروطها بمراحل
نزلت الدرج صباحا تقدم قدم وتأخر اخرى لا تدرى كيف ستقوم باستقباله صباحا وهل تظل على ڠضبها منه او تنسى ماحدث خاصا وانها تعلم انها اخطئت امس لكنه خطأ لايستحق منه كل هذا التعنيف امام الجميع
لحظة واحدة لكن ما يقلقها انها عنداستيقاظها
صباحا فلم تجده بجوارها كما كانت تتوقع وتأمل فادركت انه مازال غاضبا منها لذا دخلت الى غرفة الطعام تسير بخطوات
مترددة.......
فى الوقت ذاته كانت سهيلة تجلس فى المقعد المجاور لرائف تحدثه برجاء بينما هو يجلس بتصلب تحيط يديه بفنجان قهوته ينظر اليه بوجوم
الټفت اليها رائف پعنف عينيه تنطق برايه فيما تقول دون ان ينطق به لكن لم يوقفها هذا بل اسرعت ترسم الاسى والدموع فى عينيها قائلة
عارفة انه ليك حق متصدقش كلامى بس ادينى فرصة اعرفك اللى حصل ايامها ووقتها
انا حاولت اشرحلك اكتر من مرة بس انت مش عاوز تسمعنى
ايه اللى جد يخليكى تفتكرى انى هسمعلك دلوقت اه يكون مثلا لانك بعتى فريدوسلمتيه ليا
رسمت الالم فوق وجهها كما لو تحطمت من كلماته لها تهمس بضعف
كده يا رائف بتقولى كده بعد اللى عملته علشانك انا كنت عارفة ان لو فريد عرف ان انا اللى عملت كده ھيموتنى ومهمنيش غير انى احذرك حتى لو كانت حياتى التمن
ارجوك يا رائف ادينى فرصة واحدة اسمعنى فيها وصدقنى بعدها انا هرضى باى حكم منك و اى كلام انت هتقوله بعدها
هنا دخلت زينة تلقى بتحية الصباح بهدوء غافلة عن الجو المتوتر داخل الغرفة فاسرعت سهيلة بالاعتدال فى مقعدها تنظر امامها بارتباك تجيب بتحيتها اما رائف فلم يتغير شيئ فى تعبيرات وجهه الجامدة بل رفع فنجانه يرتشف منه بهدوء دون ان يجيبها ثم نهض واقفا يتجه ناحية الباب مارا بها قائلا دون ان يتوقف او حتى يلتفت لها
حاولت زينة ايقافه لكن كان قد خرج من الغرفة بخطواته السريعة لتناديه بقوة فتوقف مكانه لكن دون ان يلتفت لها
لم تدرى ماذا تقول ماالذى حدث ليجعله على هذه الحال لذا قالت بصوت ضعيف
ممكن تخلينى هنا النهاردة علشان سهيلة متكنش لوحدها فى البيت
الټفت اليها بوجه متصلب وعينين غاضبة يهم برد لاذع عليها علمت به قبل نطقه له لكن لصډمتها تغير كل هذا فورا بعد زفر بقوة قائلا بلا اكتراث
تحرك مغادرا دون ان يضيف حرف اخر فوقفت تتابعه بحيرة وقلق حتى اختفى عن انظارها حتى حدثتها سهيلة برقة تدعى التعاطف معها
متزعليش ياحبيبتى انتى عارفة بعد كل اللى حصل اكيد اعصابنا كلنا مشدودة
ثم زفرت بأسف قائلة بندم حاولت رسمه جيدا على ملامحها
انا اسفة يا زينة انى جيت ولخبطت الدنيا ليكم بس ڠصب عنى ملقتش حل ادامى غير رائف ولا زاى ما شوفتى فريد واللى ممكن فيا لو وجود رائف
وقفت زينة تتابع
حديثها تظهرفوق ملامحها الشفقة والتعاطف كلما استمرت سهيلة فى حديثها لتهتف بها فور انتهائها تؤكد
لااا ابدا متقوليش كده انتى فى بيتك واكيد رائف مش هسيبك ابدا خصوصا بعد اللى عملتيه علشانه
شكرا يا حبيبتى بجد مش عارفة اقولك ايه
ابتسمت زينة لها قائلة
متقوليش حاجة ابدا وتعالى يلا بينا نفطر سوا
هزت سهيلة راسها تترك زينة تتقدمها الى داخل الغرفة تتابعها بابتسامة صفراء وعينين تلتمع غلا وحقد قبل ان تلحق بها
فتح الباب الخارجى يدلف الى الداخل فيرى جميع الاضواء مغلقة فيتقدم بحذر وخطوات هادئة يعلم من الحالة الهدوء السائدة فى المكان ان الجميع قد خلد الى النوم فشعر بالاحباط يتسلل اليه فينهر نفسه بقسۏة هامسا
ايه كنت مستني تكون سهرانة مستنياك بعد اللى عملته معاها النهاردة
ليزفر بحنق حين تذكر معاملته وحديثه الجاف معها صباحا عندما حاولت التحدث معه والاطمئنان عليه بصوتها الرقيق الذى ما ان وصل الى مسامعه حتى شعر بالحرارة تسرى فى جميع عروقه متمنيا لو كانت امامه الان ليدسها بين ضلوعه يحتضنها اليه بقوة لكن اتى صوت عقله لينهر على شعوره هذا يذكره بقسۏة بما حدث امس ولحظة ضعفه وعدم قدرته على النوم بعيدا عنها وهو يعلم انها لاتبعد عنه الا خطوات قليلة فيظل يتقلب طوال ساعتين فوق فراشه كانه اصبح من جمر حتى استسلم اخيرا لهوى نفسه