السبت 30 نوفمبر 2024

نسخه منى

انت في الصفحة 30 من 168 صفحات

موقع أيام نيوز


موجودة .. يعني عايشه 
قال عبد الرحمن بإستغراب 
تيته .. تيته مين 
قال عثمان 
تجصد أماى يا بوى .. اييوه عايشه
ابتسمت بسعادة وقالت 
نفسي أشوفها أوى .. بابا الله يرحمه كان بيحكيلى عنها كتير
ربت عبد الرحمن على ظهرها قائلا 
وهى كمان نفسها تشوفك كتير .. هى مستنيانا .. يلا جومى يا بنتى جهزى حالك

قالت مريم بتردد 
بس مش هينفع آجى كده مرة واحدة .. يعني أنا عندى شغل .. ومش عارفه .. مكنتش متخيلة أبدا انى هفارق البيت ده
قال عثمان پحده 
عيزانا نسيبك لحالك اهنه ولا اييه .. ليه عيلتك مفيهاش راجل ولا اييه
قالت مريم بسرعة 
لأ مش قصدى يا عمو .. بس أنا أقصد ان فى مصالح ناس فى ايدي .. يعنى فى الشغل .. ومينفعش أمشى كده فجأة من غير معرف حد .. وكمان معرفش أنا طول عمرى عايشه هنا .. معرفش عمرى ما روحت فى مكان تانى غير هنا
قال عبد الرحمن وقد شعر بالحيرة والتوتر داخلها 
طيب يا بنتى .. هجولك على اجتراح وان شاء الله يعجبك
التفتت اليه قائله 
اتفضل يا جدو
بصى يا بنتى .. هنسيبك اهنه اسبوع .. تفكرى منيح .. وتعرفى صاحب الشغل انك هتمشى .. عشان بردك مصالح الناس اللى فى يدك متتعطلش .. وبعدين تيجي تعيشي حدانا شهر .. وتشوفى هترتاحى حدانا ولا ترجعى اهنه تانى
قال عثمان پحده 
كيف يعني ترجع اهنه تانى يا بوى .. كيف تجول اكده
قال عبد الرحمن بصرامة بصوت مرتفع 
مالك صالح يا عثمان .. الحكى بينى وبينها لا تتدخل واصل
سكت عثمان على مضد .. الټفت عبد الرحمن الى مريم وقال بحنان 
ايه جولك يا بنتى
ابتسمت مريم قائله 
ماشى يا جدو موافقه
ابتسم عبد الرحمن   قائلا 
ربنا يبارك فيكي يا بنتى ويكملك بعجلك
نظرت اليه قائله 
بلاش تروحوا النهاردة يا جدو .. خليكوا بايتين هنا النهاردة .. أوضة بابا وماما الله يرحمهم فاضيه .. وأنا بنضفها على طول .. باتوا فيها النهاردة
ابتسم عبد الرحمن قائلا 
ماشى يا بنتى .. كيف ما بدك
قالت له مريم بحماس 
احكيلى عن المكان اللى عايشين فيه يا جدو
أخذ عبد الرحمن يحدثها عن بلدهم وبعض من عاداتهم وهى تستمع اليه وعلى ثغرها ابتسامه وفى عينها فرحه غابت عنها طويلا .. قالت له عندما انتهى من حديث 
أنا فرحانة أوى انى هعيش معاكوا هناك
قال عبد الرحمن وعلى ملامحه الجديه

قبل أى حاجه لازمن تعرفى الأول حكاية التار اللى كان على أبوكى الله يرحمه لعيلة المنفلوطى
قالت مريم بهدوء 
عارفه يا جدو
عارفه ايه بالظبط يا بنتى 
بابا الله يرحمه قالى ان فى حد عندكوا اټقتل وهما اتهمومها فى بابا الله يرحمه .. وعشان كده هرب من بلده وجه القاهرة .. بس هو معملش كده .. مش هو اللى قتل الراجل اللى ماټ
سألها عبد الرحمن 
مجالكيش حاجه تانى
لأ قالى كده بس .. وأصلا مكنش بيحب يتكلم فى الموضوع ده
أومأ عبد الرحمن برأسه قائلا 
فعلا محدش فينا بيحب يتكلم فى الموضوع ده .. بس لازمن تعرفى شئ .. محدش يعرف ان أبوكى ماټ .. لأن لو عيلة المنفلوطى خبرت انه ماټ وان معندوش الا بنت .. يبجى هياخدوا بتارهم من عمك عثمان يا بنتى .. وعشان اكده خبر مۏت أبوكى ما هيخرجش من عيلتنا .. كلياتهم عارفين انه هربان بره الصعيد .. لكن محدش يعرف انه ماټ الله يرحمه .. فهمتى يا بنتى 
قضت مريم ليلتها وهى تشعر بالراحة والأمان .. لأول مرة منذ سنوات تشعر بالأمان وهى فى بيتها .. تشعر بأنها ليست بمفردها .. كانت من فرط سعادتها لا تستطيع النوم .. كلما سمعت صوتا فى الخارج ابتسمت .. ياه لكم تفتقد العيش مع غيرها .. لكم تفتقد أن تسمع فى البيت أصوات وحركات غير صوت جهاز التلفاز .. أصوات آدمية تعيش معها وتتحدث معها .. قامت على آذان الفجر .. خرجت لكى تتوضأ فوجدت جدها وعمها وقد استيقظا .. ابتسمت لهما قائله 
صباح الخير
ابتسم عبد الرحمن قائلا 
صباح الخير يا بنتى
قال عثمان 
صباح الخير يا بنت خوى
قال عبد الرحمن 
سمعنا صوت مسجد جريب من اهنه
قالت مريم شارحه 
أيوة يا جدو .. حضرتك انزل من العمار امشى شوية يمين هتلاقى المسجد
طيب يا بنتى هننزل نصلى ونرجعلك
أومأت برأسها وأغلقت الباب خلفهما .. صلت الفجر وجلست تقرأ وردها .. سمعت صوت جرس الباب .. شعرت بالخۏف لأول وهله .. ثم مالبثت أن تذكرت جدها وعمها .. ابتسمت بحزن وهى تحاول أن تتذكر متى آخر مرة سمعت فيها صوت هذا الجرس .. فتحت لهما وأدخلتهما .. قال عثمان 
احنا هنمشى يا بنت خوى
قالت مريم بحزن 
دلوقتى .. طيب نفطر سوا
قال عبد الرحمن بحزن 
معلش يا بنتى بس جالنا تليفون ان جدتك بعافيه شويه
قالت بقلق 
ليه مالها
مفيش شوية تعب .. وكمان لينا مصالح هناك .. مينفعش نتأخر عليها واصل .. آنى كنت فاكر اننا هنرجع امبارح
شعرت مريم بالأسى .. جذها جدها الى حضنه قائلا 
هو اسبوع
 

29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 168 صفحات