صرخه حياه
مۏت وانت كمان واحشني عايزك تظبطني بسهرات حلوة زي الأجازة اللي فاتت يا كبير.
برقت عين حسار بحنان من عيوني اعتبرني مرشد سياحي متفرغ لسعادة ورفاهية جنابك وأشرف كمان مستنيك علي ڼار أحنا عندنا كام رائف..
صاخ بحماس لا كده انا اتحمست علي الأخر يا متر..
حبيبي طب يلا بينا بقى عشان جدي منتظرنا.
ثم دعاهم لسيارته متوجهين على الفور حيث ينتظرهم الجد..
سامحني يا بابا ڠصب عني شغلي هناك واخدني. بس أول ما حسيتك تعبان مقدرتش وقررت انزل فورا اطمن عليك..
دوري أنا بقي ياجدو.
قالها رائف مشاكسا لجده الذي تلقفه بين أحضانه متشمم رائحته بلهفة وهو يقول كبرت يا ولد وبقيت راجل يملي العين..
إلهام متدخلة فعلا رائف وارث منك كل ملامحك ياعمي حتى الحسنة المميزة في رقبته مش واخد بالك
رمقها الجد بنظرة مطولة قبل ان يغمغم عندك حق يا إلهام رائف واخد ملامحي بس جسار وارث مني ذكائي واجتهادي..ولا ليكي رآي تاني يا مرات ابني.
مطت شفتيها مع نبرة استهزاء واضحة
أيوة بس حضرتك ما أخدتش كليتك السنة في سنتين زي جسار يا عمي.
الشنط لأن شكلك تعبانة ومش مركزة..ثم نظر للجميع وخاصتا والده كأنه يعتذر له معلش يا جماعة محتاجين نطلع نرتاح شوية من السفر وانت كمان يا رائف مطبق سهر من امبارح لارم تنام شوية.
لأ يا
بابا أنا هفضل مع اخويا وجدو شوية لأنهم وحشوني اتفضل حضرتك أنت وماما..
ابتسم لأخيه بود منتزع نفسه من شروده ربك قادر على كل شيء وتلقائيا نظر لوالدته مستطردا الطالب اللي كان بياخد السنة في اتنين فلح زي ما انت شايف ة يا رائف.
يبقي زي ما جدي قال انك وارث منه ذكائه وسبت لاخوك الغلبان الفتات..
لم يتفاعل مع مزحة أخيه متبادلا النظرات مع جده الذي تجنبها وانسحب مع قوله طيب هسيبكم بقي تشبعوا من بعض وتناموا والصبح ناخد اليوم سوا من أوله..
إلهام.. أنتي اټجننتي
ازاي تتكلمي كده مع بابا وقدام جسار ورائف
صاح عليها توفيق غاضبا لترد ببرود وهي ترص ملابسها بالخزانة وانا قلت ايه يعني لده كله.
أجبرها أن تنظر إليه ثم قال بحدة إلهام..بلاش خبث انتي فاهمة قصدي..
قذفت بعض ملابسها على الفراش وهي تنزع عنها أخيرا عباءة البرود لتهتف بحدة وانت
كمان فاهم قصدي وياريت نتكلم علي المكشوف مبقاش ينفع السكوت يا توفيق.
ضاقت حدقتاه وهو يتساءل بريبة قصدك ايه ايه اللي في راسك يا إلهام بالظبط احنا جايين نقضي أجازة لطيفة ونطمن علي بابا ونرجع تاني لحياتنا..بلاش تقلي عقلك وتنبشي في ماضي ماټ..
لا ياتوفيق مفيش حاجة ماټت..الماضي موجود وسطينا وفارض نفسه علي حاضرنا ومستقبلنا كمان..وانتوا اللي مغمضين عيونكم وعاملين ناسيين.
جز أسنانه محذرا إلهام..إياكي تتهوري سيبي كل واحد حر في حياته وبلاش مشاكل..
الحرية حدودها بتنتهي لو مست حدود غيرها يا توفيق.. وأنا مش هسمح حد يمس شبر واحد من حقنا..
ثم اقتربت منه ومنحته نظرة تحدي ناسبت قولها الصارم شكلك نسيت يا توفيق وإلا ماكنتش بقيت سلبي كده.. و والدك كمان نسي وصدق كدبته.. بس انا معنديش أي مشكلة اني انعش ذاكرة والدك من جديد.. وحالا هعمل كده..
إلهام
استني عندك وماتدخليش في حاجة وسيبي بابا يعمل اللي... .
في لمح البصر تبخرت من أمامه متجهة گ القذيفة حيث مكتب والده لتضع الأمور في نصابها من وجهة نظرها الحمقاء حتي لو أضرمت نيران لن تنطفيء جذوتها ثانيا وربما ټحرق الجميع.
وفي مكتبه كان يجري الجد نادر مكالمة صار يعلم انها أضحت ضرورية بعد ما حدث منذ قليل مع زوجة أبنه لا أمان بعد الأن ويجب ان يضع كل الضمانات التي تريحه حين يواريه الثرى فالمۏت لم يعد بعيد عنه.
أيوة يا فكري زي ما سمعت عايزك بكرة تيجي عشان عايز أوثق وصيتي وارتاح.. العمر خلاص مبقاش مضمون وانا حاسس النهاية قربت..
بعد الشړ عليك يا نادر ليه بتقول كده بس.
قال بعد سعال متتابع ريحني يافكري واعمل اللي بقوله..
حاضر بس اهدي بكره هعدي عليك وربنا يعمل اللي فيه الخير..
أغلق معه ثم تراجع للوراء مسترخي على ظهر مقعده مغلقا عيناه مستعيد حديث زوجة أبنه اللازع وتلميحاتها الخبيثة وازداد أصراره أن يتم مراسم وصيته قبل فوات الآوان..
عمي أنا لازم اتكلم مع حضرتك في حاجة مهمة!
فتح الجد نادر عيناه وأعتدل بجلسته رامقا أياها بجمود بعد اقتحامها مكتبه دون استئذان وقال حاجة ايه اللي خليتك داخلة مكتبي بالطريقة دي وفي وقت متأخر زي ده مش كنتم طالعين ترتاحوا من السفر يا إلهام
والله أنا مش هرتاح غير لما اكلم حضرتك يا عمي وأسفة اني اندفعت ودخلت مكتبك بدون استأذان بس ده لأني محتاجة أحط النقط
علي الحروف..
رفع عويناته وثقبها بنظرة غامضة وقال واضح انكم مش نازلين أجازة تطمنوا عليا وليكم غرض تاني.. كده ولا ايه يا مرات ابني
اشتعلت عيناها بتحدي وهتفت بالعكس يا عمي.. أحنا فعلا نازلين نطمن علي حضرتك وكمان ننعش
ذاكرتك شوية ونفكرك بحاجة مهمة يجوز بعد العمر ده كله تكون نسيتها.. معلش العمر له حق برضو ياعمي..
غامت عين الجد بسحابة ڠضب توشك أن تنهمر من فرط فظاظته معه وصاح قصدك تقولي اني كبرت وخرفت مش كده يا مرات ابني
إلهام
قالها توفيق هادرا بصړاخ ومحذرا من استرسالها فأوقفه أبيه بإشارة رادعة من كفه ثم قال بنظرة غامضة كملي يا مرات ابني عايزة تفكريني بايه بعد العمر ده كله
تقدمت منه خطوتين ثم رمقته بثبات قبل أن تلقي ما لديها دون تردد عايزة افكرك إن