صرخه حياه
تشعر بنقص وفراغ غريب..كأنها لم تعد تكتمل ألا معه..عجيب أمر القلوب حين تهوى..ريشتها تصبغ جدران الحياة
بكل ألوان السعادة.
بحفاوة شديدة تم الترحيب بزيارة جسار مع جده ووالده وشقيقه رائف..كما حصد موافقة
والد شمس على طلبه للزواج منها بعد تبين رأي ابنته
بالطبع ثم تم الاتفاق علي الأمور الأخري مع التزام الجد بوعده لجسار بألا يتخطي كثيرا حدوده المادية وبلهفة لم يخفيها جسار تعجل إتمام زفافهما بعد أشهر قليلة تكفي لتجهيز عش الزوجية بلمسات شمس كما تتمنى..وأن لا داعي لهدر الوقت.
هكذا همس لها جسار بعد ان نال جلسة خاصة معها بعد ان تم الاتفاق علي كل شيء.. ومكث الجد وأبيه ورائف بضيافة والد شمس الذي أصر ليتناول الجميع العشاء معهم.
مش كنت بستعد لزيارتك يا جسار ڠصب عني كنت مشغولة.
شملها بنظرة فاحصة أخجلتها وهو يغمغم بعبث بس قمر يا شمسي. والفستان رهيب عليكي.
همس لها عندها حق..بس لونه مش أحلى من ورد خدودك يا شمس.
تفاقن خجلها بعد إطراءه ولم تجيبه فتنهد بشوق أمتى بقا نكون سوا في بيت واحد أمتى أقدر... .
جسار.
قاطعته متوقعة ما سوف يتفوه به فلا تريد منه أي تجاوز يضعفها أكثر..وتقدر مدى احتياجه ليتأنس بها ويتوحد بكيانه معها وتصبح له كل شيء كما يخبرها دائما..وهي تريد مثله لكن لكل شيء وقته.
ألقي آدم تعجبه علي مسامع سارة التي هزت كتفيها ببساطة بعد رشفة قهوة مستغرب ليه جسار بقالوا سنة معانا في الشركة واتعامل هو وشمس بشكل مباشر من خلال شغلهم واتعرفوا علي بعض بما يكفي انهم ياخدوا خطوة زي دي.. شقته محتاجة شوية ديكور وتبقي جاهزة وجده هيعمله احتفال الزفاف في أفخم فندق يليق بأسم عيلته المعروفة..يعني مفيش عوائق تمنعهم من حاجة..
قالها بنبرة مشروخة لم تلتفت لها إلا الآن وهي ترى رأسه منكس بغبرة حزن علي وجهه فصاحت سريعا آدم أنا مقصدش حاجة والله كنت بتكلم بعفوية.
قال مقتضبا عارف.
نظرت له بشفقة وهي تراه يعذب نفسه بحاجز صنعه بيده ولا يستحق معاناته..كثيرا ما تشعر أنه سوف يصارحها بكل شيء وفجأة يتراجع هذا الوهج في عيناه وينطفيء ويسدل قناع
لحد أمتى هتفضل أسير لأوهامك دي يا آدم
قصدك ايه يا سارة
انت فاهم..احنا بقالنا قد ايه متخرجين طب بلاش..هل لسه بتشك اني بحب جسار الحب اللي يمنعك تقربلي أظن خطوبته لبنت عمي تنسف ظنونك من أساسها مستني ايه بقا
رمقها طويلا قبل أن يهمس مش ده المانع الوحيد بنا يا سارة لو الأول اتنسف لسه في بنا فارق مادي يخليني أخاف أقرب حتى لسور قصرك العالي..
أوهام عايش فيها لوحدك قصر ايه اللي بتتكلم عنه يا أدم وهو القصر ده اتبني في يوم وليلة بابا وعمي ياما تعبوا عشان يوصلوا.. كانوا مجرد مهندسين لسه متخرجين كل واحد فيهم اتغرب في دولة وعمل قرش..وفي وقت ما قرروا يرجعوا يدمجوا قرشهم ويبدؤا حلمهم اللي كبر بالجهد والعرق لحد ما بقي الصرح اللي انت شايفه ده وانت مش اقل من إنك تحلم وتثق في حلمك انه هيكبر في يوم.
قيمها بنظرة أخرى وهو يتأملها بحب وإعجاب لهذا النضج الذي تجلى بشخصيتها ليست جميلة فحسب.. بل ذكية وعاقلة أيضا تنهد وهو يحني كتفيه للأمام بود صاحب همسته يعني لو اتقدمتلك بظروفي دي يا سارة هتوافقي
زفرت بقوة وهي تصيح أخيرا أبو الهول نطق.
أبو الهول
أكدت بقوة أيوة لأنك كنت شبه الصنم مش بتتحرك..
ابتسم لقولها وغمغم والصنم نطق يا ستي..تفتكري كمان باباكي يوافق علي واحد بظروفي وعيلتي المتواضعة والدي معندوش غير مكتبة أدوات مدرسية مع لعب أطفال في شارعنا عايش منها واخواتي الصغيرين لسه مشوارهم طويل وأنا واخويا الكبير بنساعد..خاېف يا سارة والدك يستقل بيا.
تبقي ماتعرفش بابا..صدقني هو عكس ما انت فاكر.. بابا ما يهموش غير سعادتي لو وافقت أنا هو مش هيمانع مادام أصلك يشرف وسمعتكم محترمة.
تنهد وحاصرها بنظرة مفعمة بالحب وقال لها ما متمه بقلبه سنوات بحبك.
أطرقت مبتسمة فواصل
مصارحته لها انتي لوحدك حلم كبير يا سارة اتمني يتحقق.
هيتحقق لو حاولت تاخده..لكن لو فضلت
مكانك هياخدوا غيرك.
هتف بحدة غيري طب خلي حد يقربلك كده.
ضحكت بانطلاق يا سلام يابني انا تقريبا كل أسبوع بيتقدملي عريس وبرفض عشان سعادتك واخد جنب وساكت.
غمغم بنبرة مفعمة بمشاعره خلاص مفيش سكات تاني..هعرف والدي واخويا الكبير وهستعد واجي اخطبك في أقرب وقت.
وأنا مستنياك يا آدم..
طب مش هتقوليها..
لأ.
ليه
عشان متغاظة منك ولازم اعذبك شوية
همس بهيام حتى عذابك بحبه.
ضحكت بدلال ثم تنهدت براحة بعد أن خطى حبيبها خطوته الأولي نحوها وصارحها بمشاعره..وتتمني تيسير ماتبقي بينهما..فمن أمامها الآن رجلا بحق لا ينقصه شيء سوى المادة وبمثابرة وطموح سينال الكثير وهي بجانبه وتمنحه كل الدعم.. وكل الحب.
بعد مرور شهر!
سارة جايلها عريس يا أمين.
قالتها زوجته صابرين وهي تخلع عنه جاكيته فقال بهدوء على أساس مش كل أسبوع تقريبا بيتقدم ليها عريس!
وبعدين مين العريس ده والأهم من كده تفتكري بنتك هتوافق ولا هترفض زي العادة
لا اطمن يا أمين ده زميلها في المكتب بتاع جسار وهي اللي بلغتني انه عايز يجي يعني واضح موافقتها عليه.
طيب خليه يجي الجمعة وربنا يقدم الخير.
ها هو أدم خطى سور قصدها العالي وصار داخله لكن الخۏف يعكر عليه فرحته.. ماذا لديه ليخبر به والدها ليس لديه شقة وهي أهم ما يجب توفيره لشاب مقدم علي الزواج.. يشعر انه تسرع ليته تمهل قليلا وما انجرف وراء حماسه ومشاعره.
بنظرة ثاقبة رصد أمين توتر أدم الذي تفصد جبينه عرقا فأشفق لحاله وقال مازحا ايه يا متر مالك.. ده انت محامي شاطر المفروض تكون واثق من نفسك ودفاعك عن حقك في اللي جاي تطلبها مني..
حديث أبيها الممزوج بالمرح أذاب بعض جليد توتره ليبتسم بتردد لم يبرحه بعد أعذرني ياعمي أنا فعلا متوتر بس ڠصب عني..
لا أهدى ومتخافش.. المواضيع يابني بيحكمها النصيب وبس.. لو ليك نصيب في بنتي هتاخدها..
سارة دي حلم عمري ياعمي نجمة في السما والنجوم محدش بيطولها..
بس فيه بشړ طلعوا القمر.. ولا نسيت
نظر له أدم بإعجاب فاستطرد أمين بابتسامة
شوف يا آدم بنتي حكت كل ظروفك.. وقالتلي عن سبب ترددك الوقت اللي فات ده.. وذكرت كمان ازاي هي بتقدرك وتحترمك وشايفة فيك اللي انت نفسك غفلان عنه.. وانا الحقيقة قبل ما اوفق تيجي تقابلني سألت عنك كويس وعرفت كل اللي يهمني اعرفه.. انك انسان خلوق ومحترم وبار بوالديك وأخوك مهندس ميكانيكا وسمعته طيبة واخواتك في مراحل تعليمية مختلفة.
بالظبط حضرتك.
تنهد أمين مستطردا زي مع قلت عرفت اللي يهمني اعرفه عنك.. والحقيقة كله كان في صالحك.. أما مستقبلك أنا شايفه واعد لأن واضح انك طموح.. عشان كده هبلغك ردي..
تعلقت أنظار أدم به بلهفة ليقول الرجل
أنا موافق تتجوز بنتي.
ذهول جعل فم أدم منفرج لا