صرخه حياه
بعترف بيها اتغاضيت اني ادور علي أهلك او أبلغ كأن صابتني حالة امتلاك مرضية انك تفضل معايا.. في نفس الفترة دي ابني توفيق كان شغال معايا في نفس البلد وكان فقد جنينه الأول وهو مراته حالتهم النفسية متدمرة فكرت اكتبك علي اسمهم ويربوك بدال اللي راح خصوصا ان حمل إلهام كان عزيز ومش سهل و وارد ماتخلفش تاني..قلت يمكن ربنا كتبلك حياة عشان تكون في وسطينا وتعوضنا.. إلهام رفضت وابني كمان ماحبش الفكرة..قلت يبقي الحل الوحيد اكتبك علي أسمي أنا هما اعترضوا بشدة وبعد جدال مني وتصميمي اني مش هتخلي عنك لأني حبيتك.. وافق توفيق ومراته يكتبوك باسمهم.. وبعد سنتين يشاء ربنا ان إلهام تحمل تاني رغم ان طبيا ده كان يكاد يكون مستحيل.. وطبعا أصبح وجودك عبء عليهم خصوصا إلهام اللي نفرت منك وقالتها صريحة انها مش هتتحمل مسؤليتك وكفاية اوي انها وافقت تتكتب باسمها..ساعتها مكانش في غير حل واحد..اني اخدك وننزل مصر لأن في كل الأحوال انا كنت مش حابب اتغرب اكتر من كده ولا ينفع اسيبك مع حد مش مستعد يتحمل مسؤليتك.. وفعلا نزلت بيك واتوليت رعايتك من كل النواحي.. لما بقيت خلاص حتة مني مش بتفارقني ولا افارقك.. كل يوم كنت تكبر قصادي كنت بحبك أكتر واحس انك بتاعي لوحدي وكل اما ضميري ينغزني اني ادور على أهلك اسكته اقنع نفسي اني هدور علي أبرة في كوم قش.. عارف انك أكيد بتلومني في القرار ده.. بس ده لأنك بقيت بالنسبالي زي النفس اللي بيخرج مني.. قلت ربنا حطك في طريقي تعوضني وحدتي ..أما توفيق ومراته. خلفوا رائف وبقوا ينزلوا علي فترات وكل مرة يأجلوا استقرارهم في مصر.. ده غير ان ألهام كل اما تنزل وتشوفك كانت تعمل مشاكل كنت بداريها عنك وتوفيق يرجع بيها عشان مايعكرش حياتي اللي استقرت معاك..
الأول اللي فرحت بيه
ودخل قلبي من أول ما ضميته لصدري..
ثم قبل جبينه بحنان ومازالت عين جسار جامدة زجاجية ولا تعكس جحيمه المستعار داخله شفاهه مطبقة كأنه فقد النطق سامحني ان كنت قصرت في حقك زمان وأوعي تتخلي عني أو تكرهني ياجسار انا مقدرش استغنى عنك..وصدقني أنا لو كنت حتي دورت ماكنتش هلاقي خيط يوصلني بأهلك وقتها..
ساعدني الاقي أهلي يا...
وقفت الكلمة بحلق جسار بعد أن كاد يناديه كما تعود.
هل يحق له الآن منادات بهذا اللقب الآن
لن يعد ينتمي لها بأي شكل.
ليجد من يقبض على كتفيه ويهزه بقوة صائحا باڼهيار مخلوط برجاء إياك تبطل تقولهالي..أنا جدك ياجسار معقولة خلاص كرهتني ومش قادر تقولها
مبقاش من حقي..
لأ حقك وحقي عليكأنا اللي حبيبتك وربيتك وكبرتك لو هطلب منك
مقابل اللي عملته المقابل الوحيد هو انك تفضل تقولهالي وماتفارقنيش.
رغم كل شيء ألمه توسل جده و تلك الدمعة من عيناه فأحاط جسار خصره وغمس رأسه بصدر الجد يبكي بكاء مكتوم.. رغم ما علمه مازال يحبه.. هو من رباه و راعاه وكساه..هو من أطعمه و دواه..أنفق عليه بغير حساب.. لا يذكر مرة واحدة قسي عليه..سيظل جده وحبيبه مهما جرفته المقادير بعيدا عنه ..
رد بلهفة حانية عيون جدك يا جسار.
لازم أبعد عشان استوعب اللي عرفته واعيد ترتيب حياتي من تاني بس عايزك تعرف حاجة واحدة برغم اللي حصل وحتي لو لقيت أهلي هتفضل جدي الغالي اللي رباني وكبرني وعلمني ازاي اعيش وغيابي من بيتك مش معناه إن مفيش مكان هيجمعنا تاني.
قالها العجوز بعتاب باكي وخوف واستنكار فغمغم له هسيبك عشان الاقي نفسي ياجدي هحاول ادور علي اهلي يمكن الاقيهم..
بس مفيش أي وسيلة توصلك ليهم بعد السنين دي.
هحاول لو فشلت يبقي اسمي اني دورت عليهم.
ثم نهض بتثاقل والجد يتشبث بيده بكل ما أوتي من قوة ليربت جسار علي ظهر كفه ثم رفعه ولثمه وقال أوعدك مش هنساك ولا هبعد عنك.. محتاج بس مساحة ابعد واشوف هعيش ازاي ..
انهمرت عين جده بسبب من دموع كفكها له جسار بكف مرتجف ولثم جبينه ثم رحل عنه.
لعل حياة أخرى تنتظره.
حياة يعرف بها نفسه
حياة لا يشعر فيها بالضياع الذي كابده طيلة حياته
وصل لمكتبه وقت السحر يترنح دلف مغلقا الباب خلفه واستند على ظهره بوهن وسريعا ما انزلق جسده أرضا..الصمت حوله يناقض الصخب داخله..حياته الماضية قامت على أعمدة من سراب تهاوت تحت قدميه وأصبحت مجرد حطام.. يشعر أنه جسد جريح مدفون تحت أنقاض لا يجد غيثا من أحد..ېصرخ.. الصړخة تزلزل روحه..ولا يسمع له أحدا صوت سرادق عزاء نصبت في قلبه بعد أن علم بمۏت والدته..خاطر ما يستصرخه لېحطم كل ما حوله راح يقذف كل ما يطاله صورته علي الجدار أسمه المزيف المنحوت فوق مجسم فخم أفلامه باهظة الثمن كتبه المتراصة على الأرفف بعثر كل شيء لتشبه بعثرة روحه تماما ثم جثى يلهث متلحفا بثوب حداد أسود غطيس کسى روحه وعادت الأسئلة تتراقص في عقله..في أي أرض نبتت جذوره.. هل أبيه حيا يرزق له أشقاء وشقيقات له عائلة من هو من
علامات استفهام تتصارع داخله گ سيوف تتقاتل لتجد إجابة واضحة..سيوف لن تغمد في حسامها قبل أن تنتصر إحداهم على الأخرى.
أنعكست أشعة الشمس من شق النافذة فبدأ يستعيد وعيه مشرعا عيناه ببطء ودار بها في محيطه لينتبه أنه في مكتبه وقد أيقن أنه ظل على جلسته حتى غفى دون أن يشعر.. ليحصد ألما في عنقه الملتوي بوضع
خاطيء ومضات من أحداث ليلته الفائتة برقت في عقله فاستعاد بؤسه كاملا ومكث ساكنا لا يسمع غير أنفاسه.. التقط هاتفه من جيب بنطاله وضغط رقم سكرتيرته ثم قال باقتضاب المكتب أجازة كام يوم.. مفيش داعي تيجي لحد ما اطلبك..
أغلق دون أن يعطي لدهشتها فرصة الثرثرة لينتقل لرقم أخر مكتفيا برسالة نصية بذات المعني أشرف المكتب هيتقفل كام يوم وهقفل تليفوني واتواصل معاك بعدين.. محتاج أكون لوحدي شوية
وأرسل أخري لسارة وأدم ثم أغلق هاتفه لينال تلك الخلوة التي يطوق إليها ليستوعب ويفكر كيف ستمضي حياته بعد ما علمه..
فوجيء عند استيقاظه برسالته الغريبة لإغلاق المكتب مؤقتا وتوصيته بمتابعة القضايا بالنيابة عنه..والأكثر غرابة هاتفه المغلق.. ماذا حدث مع رفيقه يا تري..لم يتردد بالاتصال علي