الخميس 26 ديسمبر 2024

روايه بقلم علا السعدنى

انت في الصفحة 26 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

هعرف اروح لوحدى
فقالت فاطمة
لا ازاى لازم يوصلك كده ولا ايه يا منصف
ابتلع منصف ريقه وشعر بالأحراج ثم قال وهو يقف
مفيش أى مشكلة يلا اوصلك
ابتسم منصف الصغير ثم قال له بصوت خاڤت
أى خدمة
هز منصف رأسه بآسى ولكنه اتجه نحو هايا التى شعرت بالأحراج واتجهوا معا نحو خارج المنزل فقالت فاطمة بصوت خاڤت وهى تنظر لأعلى
ياارب
فابتسم الصغير وقال
متقلقيش يا بطة اخوكى واقع لشوشته
فزعقت به قائلة
اخرس يا ولد
شعر منصف بالضيق وعقد يده نحو صدره وشاهد مرة آخرى التلفاز ٠
بينما فى الخارج شعرت هايا بإحراج شديد وقالت
انا آسفة شكلى ورطتك وانت شكلك مش عاوز تنزل
لا عادى مفيش مشكلة ٠ مش مضايق خالص
شعرت هايا بالبرودة قليلا ولكنها حاولت أن لا تظهر له ذلك فلاحظ منصف أنها تشعر بالبرد فقال
الجو برد والفستان اللى انتى لابساه صيفى خالص
ما الجو الصبح مش بيبقى
ساقعة اوى
ابتسم منصف ثم قال
طيب استنى هنا
ثم اتجه نحو سيارته واخذ الچاكت الخاص به من السيارة ثم اتجه نحوها ووضعه على كتفاها فشعرت هايا بالتوتر ثم قالت
ب بس ٠ اصل ٠
ابتسم منصف ثم قال
متعمليهاش حكاية مش مستاهلة
ابتسمت هايا ثم اخذته منه ةكوارتدته بعدها نظرت له ودققت فى ملامح وجهه فقد كانت عيناه بلون السماء الصافية وبشرته بيضاء وشعره بنى قصير كما انه انيق فى ملابسه حتى بملابسه التى يجلس بها فى المنزل فهو يرتدى بنطال لونه ابيض وفوقه سويت شيرت لونه رمادى ويضع يده فى جيبه وهو يسير ابتسمت قليلا ثم قالت
احنا مشوفناش بعض قبل كده ! حاسة انى شوفتك بس فين مش فاكرة بس مش مع بطة اكييد
ابتسم منصف ثم قال
لو قولتلك قابلتك فين هنبقى محتاجين نتصالح تانى
يعنى صح انا شوفتك قبل كده ! مش اول مرة نشوف بعض عند بطة
لا مش اول مرة يا ستى
طب قول بقى مستنى ايه !
ابتسم على هيئتها ثم قال
يعنى تقدرى تقولى ان مثلا مثلا مسميكى
أتسعت عينان هايا ثم فتحت فمها بشدة وهى لا تصدق ثم قالت
انت ! انت اللى قعدت تزعق فيا فى الشارع
ايوة
زمت شفتاها بطفولة ثم عقدت يدها نحو صدرها وقالت
انت ع طول كده شرير معايا
توقف منصف عن السير ثم قال
انتى كمان مش طيبة
شعرت هى بالخجل ثم قالت
خلاص صافى يا لبن
صافى يا لبن يا ستى
ابتسمت هى بخجل ثم قالت
صحيح كنت عاوزة أسئلك سؤال
اسئلتك كترت النهاردة
خلاص ده اخر سؤال اصلا البيت بعيد اهو
اسئلى يا ستى
هو انت جبتلى ايه فى عيد ميلادى ٠ انا فاكرة ان بطة ادتنى هدية انت جايبها بس نسيت هى فى انى شنطة وبصراحة غلب حمارى خاالص وانا بحاول اخمن هديتك
توقف عن السير قليلا فتوقفت
هى معه لا اراديا ثم وقفت امامه وقال
جبتلك فستان لونه بنفسجى
شعرت هى بالأرتباك قليلا ثم نظرت عاليا له وقالت
الطويل بتاع المحجبات ده !
هز رأسه بالإيجاب فقالت هى
تعرف دايما كنت
ببص للفستان ده وابقى مستغربة مين جابه
انا يا ستى
طب ممكن اعرف السبب
نظر منصف خلفه ثم قال
اعتقد لازم تدخلى البيت دلوقتى
زمت شفتاها بضيق ثم نزعت الچاكت الخاص به وقالت
شكرا
ما تخليه معاكى طيب
هعمل بيه ايه !
لاحظ منصف انها تحدثه بضيق ملحوظ فقال
انتى زعلتى ولا ايه !
وهزعل ليه !!
ثم تركت له الچاكت ودلفت نحو الداخل مسرعة فنظر لها هو وهز رأسه بآسى ثم قال
اول مرة اشوف شاحطة وبتتقمص كل شوية
ثم وضع الچاكت على معصم يده وذهب تجاه منزل شقيقته ٠
بينما توقفت آسيا بسيارتها أمام المطعم الذى اخبرها به يونس أن تتوقف أمامه وقالت
اتفضل
فتحدث هو بلا مبالاة
وانتى كمان انزلى
ليه ! مش بتقول جاى تقابل صحابك
وكيفى تقعدى معايا
شعرت هى بالضيق من تحكماته تلك ولكنها ترجلت من السيارة وذهبت خلفه نحو الداخل جلسوا على منضدة ما بالمطعم سويا فنظر لها يونس ثم قال
اتعشيتى
ملكش دعوة
هى كلمة واحدة اتعشيتى 
هيفرق ايه معاك !
فعندما اقترب منهم النادل طلب
يونس العشاء لكلايهما فما أن انصرف النادل حتى قالت آسيا بنفاذ صبر
انت عاوز ايه !! مش هتستنى صحابك
مفيش مانع نتعشى الأول قبل ما صحابى يجوا
مش عاوزة اكل
هتاكلى عشان تفتحى نفسى
ليه مخلل انا!
ضحك هو عليها ثم قال مسبلا عيناه
واحلى مخلل
زفرت هى بضيق وهى تشيح وجهها للأتجاه الآخر فسئلها هو
الصبح شفت اللى كان خطيبك ده نازل من عربيتك كان عاوز ايه
نظرت له آسيا بحدة شديدة ثم قالت
مش ملاحظ انك بتدخل فى حياتى اووى وزيادة عن اللازم كمان
لم يهتم بحديثها ذاك فقد اتى النادل ووضع أمامهم الطعام بدء كلايهما بتناول الطعام حتى اقتربت فتاة مائعة ترادى فستان فضى قصير من الطاولة الخاصة بهم وهى تقول
كابووووو ٠ اوووى
ازيك يا شوشو 
ضحكت تلك الفتاة الملقبة ب شوشو ضحكة مائعة مثلها ثم قالت
انت مالك كشرت كده ليه يا كابو !! هو فى حاجة مضايقك
وبعدين بقى انتى مش شايفة انى قاعد مع ناس دلوقتى انا فى شغل دلوقتى
نظرت تلك الفتاة إلى التى تجلس مع يونس وطالعتها بأزدراء ثم قالت
شغل !! وماله يا كابوو ٠ بس ذوقك فى الشغل بقى بيئة اوى
ولم تعطه فرصه كى يجيب ورحلت مسرعة بينما تركت آسيا الشوكة والسکين الخاصة بها
بعد أن استمعت لكلمات تلك الفتاة وشعرت پغضب شديد للغاية ولكنها نظرت إلى يونس بنفس ذات الڠضب الذى كان ينظر للفتاة الملقبة ب شوشو پغضب هو الآخر ولكنه نظر مرة آخرى إلى آسيا وقال
ا انا آسف انا مليش دعوة بكلام المچنونة دى
ابتسمت هى بسخرية ثم قالت
لا يا شيخ !! مانت بتقول انيل منها
آسيا انا ٠
قاطعته قائلة بلهجة حادة
اسمى كارمه فاهم ولا لأ ٠
معلش بنسى
مفيهاش معلش دى انت منزلى ومقعدنى معاك ڠصب عنى عشان بس محدش يعرف اسمى الحقيقى فمتقولوش انت واحنا قاعدين
لاحظى يا كارمه ان اسلوبك ده مينفعش تتكلمى بيه معايا ابدا انا مش متهم عندك
ابتسمت هى بسخرية نحوه ثم قالت
اه اخدت بالى ٠ شوف صحابك جايين امتى وانا انا مش مضطرة اقبل اھانتك دى كل شوية
كارمه انا مهنتكيش ولا قلت عليكى حاجة وقولتلك مش مسئول عن كلام الزفتة دى
وجدت آسيا نفسها تبكى دون أن تشعر فقد تحملت بما فيه الكفاية ذلك اليوم بداية من مقابلة عزت التى كادت ان تضعف فيها حتى معاملة يونس لها التى لا تفهمها فهو دائما ېهينها او يجعلها تقابل من ېهينها غير انه يستغلها فقط وهى لا تعرف نواياه الحقيقية فهى فتاة قوية نعم ولكن يأتى احيانا اوقات لا تتحمل فيها شئ فمنذ أن قابلت يونس وهو يذكرها ب عزت ليس هذا فقط بل بسببه وبسبب عملها رأت عزت من جديد الذى حاولت مرارا وتكرارا أن تهرب من مقابلته أو وجوده فى حياة شقيقها لم تستطع أن تتوقف عن البكاء فنهض يونس من مقعده وجلس بجوارها ووضع يده على كتفاها بتردد ولكن بالأخير وضع يده ثم قال
ارجوكى متعيطيش كده
ونظر حوله وجد البعض ينظر لهما وينظر ل يونس بأزدراء فقد فهموا الأمر انه ېخونها مع تلك المائعة التى كانت تتحدث معه منذ قليل ابتلع ريقه ثم قال
ارجوكى متعيطيش
كفكفت آسيا دموعها فتلك المرة الأولى التى تبكى أمام احدهم
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 41 صفحات