الخميس 12 ديسمبر 2024

قلوب مقيده بالعشق زيزي محمد

انت في الصفحة 17 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز


جنبا وفي الحقيقة كانت تلك الحركة غير مقصودة وكانت تلقائية فاقترب هو منها بسرعة مختصرا تلك المسافة بينهم ومد يديه وفرد خصلات شعرها على وجهها مرة اخرى فعادت كما كانت اما هي فتشنج وجهها ولم تعد تعرف تضحك ام تبكي من توترها وخجلها منه شعر بها فقال بنبرة حانية هادئة تيجي نطلع بره نتكلم شوية ..
هزت رأسها بموافقة فذهبت خلفه وابتسامة على وجهها جلست بجانبه عندما أشار اليها على المكان فقال مستغربا هو انتى مبتسمة ليه كده..

ندى بخجل اصلك اول مرة تقولي نتكلم انت على طول ساكت يا مالك.
ابتسم قائلا لدرجاتي انا رخم معاكي.
هزت رأسها بنفي لتقول لا مش رخم بس غامض شوية.
مالك طيب ايه رايك لو قولتلك ان انا حاسس بيكي وعارف اننا اتجوزنا على طول خبط لزق كده من غير ما نتعرف على بعض كويس فانا بقول يعني ناخد فترة نتعرف على بعض حلو وانتي تاخدي عليا فيها.
شعرت بالراحة عندما اخبرها بذلك ابتسمت بسعادة قائلة يبقى كتر خيرك والله.
ضحك بخفة هاتفا بتحبي الضحك انتي يا ندى ملاحظ كده.
هزت رأسها بقوة ثم قالت جدا انا شخصية فرفوشة من جوايا بكره النكد ها بكره النكد ها..
أشار على نفسه متعجبا ده على أساس ان انا نكدي.
تجاهلت حديثه عن قصد وهي تنظر لسقف الغرفه بتمثيل فتحدث مالك مستنكرا والله!! ماشي انا ممكن اوريك ان انا كمان فرفوش..
مد أصابعه يدغدغ قوامها في مرح فاتسعت عيناها پصدمة لفعلته ونهضت بسرعة وهي تقول ايه ده في ايه..
زدات ابتسامته قائلا بوقاحة بهزر معاكي تعالي اوريكي انا نكدي ولا لأ.
ابتعدت عنه بسرعة تحاول كتم ضحكتها فقالت بجدية زائفة بس يا مالك عيب.
لا شك
انها اعجبته اللعبة ذلك الشد والجذب بينهم سيختصر عليه مسافات كثيرة في التعرف على تلك الجميلة ومن أول ليلة اجتمع فيها معها نسى وعده لرأفت وتلك الخطط التي وضعها قبل زواجه منها ليقع الطلاق في أسرع وقت نسى كل ذلك في لمح البصر وتبقى بداخله فقط ان يستمتع معاها بتلك اللحظة العابرة بينهم...
دلفت لغرفتهم واغلقت الباب خلفها هربا منه هامسة ده طلع مچنون .
اندفعت للامام واصدمت بحافة السرير بسبب اندفاع الباب فقالت پألم بسيط اي حاسب..
اقترب منها بسرعة يتحسس وجهها قائلا پخوف ايه اتعورتي .
رفعت وجهها فقابلت عيناه ذو اللون العسل الصافي وكانها شعاع شمس فأحرقت مشاعرها الغافية جعلتها تثور كالبركان فترتفع درجة حرارتها وتتورد وجنتيها لاحظ مالك ذلك اللون الوردي الذي احتل وجنتيها فتحسسهما برقة هامسا مالك 
الټفت حولها تبحث عنه بتوتر فقال وهو يشير على الجهة الاخرى اهو هناك..
فتحت الباب قائلة بتوتر ماشي رد على اللي بيتصل تشرب شاي معايا..
قطب ما بين حاجبيه متعجبا من توترهاوسأل نفسه ماذا سيحدث ان قبلها فكانت اجابته بسيطة حتما ستنهار وټنهار معاها انت ايضا تنهد ليقول ويهز رأسه نافيا مبحبوش.
ابتسمت قائلة ببراءة ولا انا هاعمل عصير..
خرجت من الغرفة ابتسم على توترها وبرائتها في الهروب منه تنهد براحة ثم قرر ان يجيب على المتصل وما كان الا والدته..اتجه للباب يغلقه جيدا ثم اجاب..
_ ايوه يا أمي.
ماجي بضيق ازاي تمشي من غير ما اودعك انت عمرك ما
عملتها..
مالك أسف بس كنت مستعجل وبعدين انتي اتخرتي في مشوارك الا انتي كنتي فين!.
ماجى بتوتر كنت في شوية مشواير مش واحد وبس المهم هاترجع امتى.
مالك يعني معرفش لسه خلى بالك من نفسك يا ماما ومن يارا وليله وعمرو كمان ولا هو مش فاضي الا للست مريم .
ماجى بضيق والله يابني شكله ما يجيبها لبر والله لو ابوها عرف ليكون وقعتهم سودة ومهببة هما الاتنين يعني دي اخرة انه يأمنه عليها وكأنه اخوها يقوم اخوك يحبها اخرة الكذب وحشة وانا مبحبوش.
وكأنها كانت توجه حديثها الاخير له وتذكره بما يفعله وسيفعله فشعر بالڠضب من نفسه ليقول بجمود هو حر عن اذنك بقى يا ماما .
ماجى بحنو سلام يا حبيبي وخلي بالك من نفسك .
مالك بتنهيده سلام يا امي.
في شقه خديجة...
وقفت تتحدث بعصبية انا قولتلك يا عمار اقوله انا انت اكيد عصبته علشان عاوز ټنتقم منه .
التوى فمه ساخرا والله انا شايف انك شاطرة في العصبية دي عليا انا بس.
زفرت بحنق قائلة يوووه يا عمار ده ابويا ابويا..
وقف امامها وتحدث بنبرة قوية وغليظة وانا جوزك فاهمة احترميني جوزك.
ارتدت للخلف پخوف من نبرته وملامح وجهه الغاضبة هاجمت الدموع عيناها فقالت بنبرة اشبه للبكاء طيب انا هادخل انام.
فجلس هو مرة ثانية مكانه قائلا بحدة وانا مضطر اقعد يا خديجة وابات هنا وقبل ما تتكلمي وتعارضي انا اصلا مش حابب لحظة اكون فيها في الشقة دي واتخيل حاجات انا مش عاوز اوصلها علشان مقمش واقټلك واقتل نفسي بعدها انا هنا علشان ابوكي اللي لسه تحت وممشيش ومستني لحظة ان انا امشي ويطلع يجيبك من شعرك.
بلعت اعتراضها فقالت وهي تزيل دموعها بيديها كنت هاقولك في اوضة ايلين لو عاوز تنام فيها..
هتف باقتضاب شكرا انا مش هاتحرك من مكاني تصبحي على خير.
هتفت بحزن وانت من اهله..
دلفت للغرفتها واغلقت الباب خلفها ثم تقدمت صوب النافذة تزيح الستائر بهدوء جانبا وجدت والدها يقف بعيدا ينظر للبناية نظرت للباب مرة اخرى وهمست بصدق وكأنه امامها وتوجه له حديثها شكرا انك بقيت في حياتي...
رقدت بجانب ايلين وحاولت النوم ولكن شعور ما يجذبها للتفكير بعمار وخاصة بوجده معها في مكانا واحد وبالاخص بعدما أصبحت زوجته اغلقت عيناها وصدرت عنها آه خاڤتة كم تتمنى ان تمسح ما حدث في الماضي بممحاة كم كانت تتمنى ان تسير حياتها بهدوء دون كره وحقد كم كانت تتمنى ان تصبح زوجته ويتوج عشقهم بحياة سعيدة يسودها الحب آه على تلك الامنيات التي تهاجم عقلها كل ليلة بلا رحمة وتدور بها في دوامة لا تنتهى ابدا..لم تشعر بالوقت حولها وهي شاردة في بحر من الامنيات الا على أذان الفجر نهضت ببطء وتسللت على اطراف اصابعها ثم وضعت اذنها عند الباب تحاول ان تسترق
السمع لاي شئ يدل على استيقاظه عضت على شفتيها بتوتر عندما فشلت في السمع قررت ان تخرج وتعلل استيقاظها بحاجتها للماء خرجت بالفعل لم تجده قطبت جبينها ثم جابت بعيناها تبحث عنه في ارجاء الشقة لمحت إضاءة المطبخ اقتربت منه فوجدته يتجرع الماء وظهره لها همست باسمه ولم تعرف لما همست بتلك الطريقة فخرجت منها ناعمة دافئة وكانها تشتاق لاسمه عمار..
الټفت اليها قائلا نعم..
خجلت عندما رأته قد حل أزرار قميصه فظهرت عضلات جسده تحدث بمكر عندما وجدها تتأمله في حاجة ياخديجة .
قالت بتلعثم كنت عاوزه أشرب..
همست ببلاهه هاا!.
مد اصابعه وداعب وجنيتها قائلا متوترة ليه ده انا حتى بقيت جوزك.
خديجة بتلعثم عمار انا انا..
امعن النظر بعيناها قائلا انتي ايه قوليها..قولي بحبك.
كادت ان تنطقها كالمغيبة خلفه لولا يده التي وضعها على فمها وتلك النبرة القاسېة التي ظهرت فجأة بصوته وهو يقول متنطقيهاش لانها مبقتش تهمني وانا مش هاصدقها زي زمان.
القى بحديثه الجامد والحاد بوجهها ثم غادر المطبخ بل انتفضت عندما سمعت اغلاقه لباب الشقة بقوة خلفه اطلقت العنان اخيرا لعيناها ولصوتها ودخلت في نوبة بكاء حادة تشنج جسدها بسببها لفترة ليست بهينة ...
اما عند يارا...
فلاش باك .
دلفت الى محل الصاغة مع والدتها مستمعة الى حديث والدتها بدون روح وتلك هي حالتها عندما علمت بزواجه من ياسمينا صديقته..
ماجي بنفاذ صبر بصي بقى احنا ننقي سلسلة لليله و خلاص انا تعبت من اللف... انتي يابنتي بكلمك يارا.
لم تكن تستمع لاي شئ قط بل حواسها كانت تنصب عليه عندما وجدت فارس بجانب ياسمينا ويختارون معا خواتم الزواج آه على ذلك الاحساس المرير الذي داهم قلبها وأحدث شرخا أخر..
ماجى بضيق ايه دهده فارس وياسمينا تعالي نسلم عليهم..
جذبتها والدتها بقوة رغما عنها ارادت الهروب بعيدا وان تنزوي بركن بعيدا عن الاناس لتطلق العنان لعيناها فتبكي فقط فقط لا غير ولكن لوالدتها رأي أخر.
ماجى الف مبروك يا ولاد.
وقفت تلك الشابة الجميلة ذات الشعر الكستنائي الطويل قائلة بسعادة الله يبارك فيكي يا ماما ماجي كلمت
حضرتك كتير علشان تيجي تساعديني وانا بنقي الشبكة بس انتي مردتيش.
ماجى بأسف بجد والله يابنتي مشوفتش معلش تتعوض في فستان الفرح.
وضعت ياسمينا يديها بيد فارس قائلة بغنج مش هاتقوليلي مبروك يا يارا..
لم تتفوه بأي حديث بل كانت تتعاتب مع ذلك الحبيب بلغة العيون تلك اللغة فقط وحدها كفيلة للبوح بما بجوفهم أستقبلت تلك النظرات منه التي تنم عن أسفه وحزنه وخجله منها وأرسلت هي له نظرات الخذلان والحزن .. استفاقت على هزات والدتها وعلى حديث ياسمينا فهتفت بنبرة ضعيفة الف مبروك..
القت بحديثها بسرعة ثم غادرت المحل وهي تضع يديها على عيناها تمنع رؤية المارة لبكائها وضعفها جذبتها يد والدتها اقفي يا يارا اقفي يا حبيبتي.
الټفت لوالدتها ثم عانقتها واڼهارت بالبكاء شفتي يا ماما الوقح بيعمل ايه!.
رمقتها والدتها بعتاب لا يا حبيبتي عيب ده مهما كان ابني بردوا...
ابتعدت عنها ثم حدجت النظر بوالدتها پغضب فأسرعت ماجي بالحديث اه صاحب اخوكي الوحيد وعنيا شافته وهو بيكبر مع اخوكي معزته في قلبي زي غلاوة مالك اي نعم فرحت لما عرفت انه عاوز يخطبك وكنت طايرة من الفرح علشان خلاص كنت هاطمن عليكي و وزعلت واتكسرت لما عرفت انه رجع في كلامه وهايتجوز ياسمينا بس مهما يعمل هو زي ابني اللي عاوزه اقولهولك فارس مش هايبعد عننا وهايفضل معانا وجنبنا انتي في ايدك تتخطي المرحله دي قوي قلبك ده علشان تتعودي على وجوده في حياتنا يابنتي.
باااك 
استفاقت من ذكرياتها على يد ماجى يارا حبيبتي بټعيطي ليه.
نهضت فجأة وهي تقول مفيش مخڼوقة شوية هادخل اوضتي.
تركت والدتها ودلفت غرفتها كعادتها منذ تلك الواقعة استمعت والدتها لبكائها وانفطر قلبها على ابنتها فبرغم تلك الاعوام لم تستطيع النسيان ولا التخلي عن بكائها كل ليلة وكأن بكاء الأحبة ليس له نهاية ...
صباحا بشقة مالك...
اعتدل في نومته بعدما شعر بالالام قوية تغزو جسده بسبب ذلك الوضع الذي اتخذه بنومته تذكر ليلة أمس وابتسم حينما رأها تدخل عليه باكواب العصير وتلك الابتسامة الرائعة لم تفارق وجهها نظر للتلفاز
وتذكر قرارها لمشاهدة فيلم معا وكان من سوء حظه اختيارها لفيلم حزين فقضت الليلة كلها تبكي على مشاهد فراق البطلة للبطل وكان كل مهمته بالامس اعطائها المناديل الورقية واحدا تلو الاخر وتفوه بجملة واحدة فقط معلش يا ندى ده فيلم يعني .
لم يعرف متى غفى بجانبها او متى هي
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 59 صفحات