الإثنين 25 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 24 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


قلبه لوهلة وهو يري عيناها الزرقاء الصافيه كانت نقطه ضعفه قديما ولكن الآن لا مجال للضعف 
وقفت خلفه تطالعه وهو يهندم من ملابسه ثم تنتقل يداه الي خصلات شعره السوداء الغزيرة تحسده احيانا على شعره الذي لا تمتلكه هي طوت ساعديها واطالت النظر في اناقته ببطئ 
انت خارج ياشهاب 
ألتف نحوها يرمقها ثم ارتفعت احدي شفتيه مستنكرا سؤالها الذي يحمل الغباء فبالتأكيد سيخرج هل سيفعل ذلك من أجل الجلوس في المنزل 

أنتي شايفه ايه 
اقتربت منه هاتفه 
مش قولتلي هنسهر سوا النهارده 
قطب حاجبيه متذكرا وعده لها 
بكره ياندي من ساعه ما اتجوزنا وانا مسهرتش مع صحابي
زمت شفتيها عابسة ثم تداركت امرها وأخفت عبوسها 
خلاص مش مهم انا المهم انت تتبسط مع صحابك ياحبيبي 
استدار نحوها متعجبا فقد ظن انها ستبدء بسطوانات النساء وبأسطواناتها عندما كانوا في فترة خطبتهم لا تفعل شئ إلا الشكوى لحمزة 
هو الجواز بيغير ولا انا بيتهيألي 
 مام عينيها 
اهتماماتك اكبر من كده ياحبيبي مش لازم اشغلك بيا 
ضاقت أنفاسه وهو لا يصدق ان ندي التي كانت تخبره بأدق تفاصيل ما تفعله تتهاون في أمر هكذا يراه حقا من حقوقه 
حسابنا بعدين ياندي 
حمل مفاتيحه الخاصه وهاتفه وكاد ان يغادر الغرف 
هتجنني انا عارف 
واصبحت اكبر حيز يشغل تفكيره بأفعالها التي لا يفهم لها تفسير بعدما كانت هي الهامش من كل شئ 
طرقات علي باب الغرفه وصوت مها المستنجد بشقيقتها جعلهم بنتفضون عما يفعلوه 
ماجده انتي قافله الباب ليه عايزه انام جانبك 
ابتعد سالم عن ماجده يأخذ أنفاسه كما
فعلت هي وتخفي ما عراه من جسدها 
اعمل ايه دلوقتي الله يسامحك ياسالم مش صابر علي فرحنا 
رمقها سالم بنظرات ملتوية وقحه 
اختك ديه ديما قاطعه اللحظات الحلوه 
ثم ضغط على طرف شفتيه بغمزات ماكره واردف 
ومتعتنا
تعالا صوت مها وحركت يدها على مقبض الباب مع طرقاتها 
ياماجدة انتي اخدتي منوم تاني عشان تعرفي تنامي قولتلك بلاش انا عايزه انام 
انسابت دموع الواقفه خلف الباب وابتعدت عن غرفة شقيقتها تتحسس بيداها طريقها بعدما ظنت ان شقيقتها لا تجيبها لأنها تناولت الدواء كي تنام براحه وما كانت الفكره الا فكرت سالم حتى يقضوا وقتا لطيفا سويا قاد ضعفها أمام شهوتها بمكره 
زفرت ماجده أنفاسها تشعر بالضيق نحو حالهافبسبب رغبات سالم لم تعد تجعل شقيقتها تنام معها بغرفتها رغم أنها تعلم بكوابيسها وذكري الحاډثه التي ماټ فيها والدهم وبدأت رحلة ظلامها وفقدت بصرها 
روح ياسالم مش خلاص عملنا اللي انت عايزه 
طالعها
سالم بصفاقة 
والله انتي ست نكارة الجميل ده انا بمتعك ومن بعيد لبعيد 
ألقى عبارته الاخيره بقصد فأشاحت عيناها عنه 
ما انا مخسرش شرفي وانا لسا مش مراتك 
ضحكة قويه تجلجت داخل نفسه ولكن أمامها رمقها بأبتسامه 
وداخله يهتف بسباب 
ياسلام على الشرف والعفة نسوان عايزه الحړق 

اتكئ برأسه فوق ساعديه المطويان أسفله على الوساده شرد في أمور عدة الي ان أخذه عقله لصوره ياقوت وهي تطالع لوحات المعرض بشغف طفولي مرت تلك اللحظه امام عيناه كأنها شريط سينمائي ابتسم رغما عنه وهو يتذكر نظراتها اليه عندما اخذتها هند لتريها لوحاتها المعروضه 
وفجأة تجمدت ملامحه وهو يدرك خطأه في التفكير بها 
وفي الجهة الأخرى في الغرفه التي تقطنها ياقوت كانت تميل بجسدها من فوق فراشها لتلتقط اللوحة التي تخفيها أسفل الفراش حتى لا تجعل قلبها يأخذها لأحلامه الورديه 
هتف قلبها بعدما وقعت عيناها على اللوحة
مش المفروض نشكره على الهديه انتي لحد دلوقتي مشكرتهوش كل ما كنتي تيجي تشكريه تحصل حاجه ايه رأيك تشكريه وتجبيله هديه مش هو ده المفروض يحصل 
خاطبها قلبها بوداعته ليأتيها حديث عقلها بعدما دفع القلب 
بس ياغبي يعني تروح تشكره بعد الهنا بسنه ويقول انها عايزه تقرب منه وتفتح معاه مواضيع حجج فارغه 
وقف العقل بثبات وثقه ورمق خافقها الذي اخذ ينبض بدقات حالمه 
كان الصراع يدور بينهم وماهي الا مسلطه عيناها نحو اللوحة 
نظرت للوحة طويلا ثم أعادتها لاسفل الفراش 
لا خليكي هنا الأحلام ديه مش بتاعتناانا جايه هنا عشان اشتغل وبس 
ونهضت من فوق فراشها واتجهت نحو زر الانارة لتطفئ ضوء غرفتها لتطرق سماح على باب غرفتها بخفه 
افتحي يا ياقوت 
طالعتها ياقوت بعدما فتحت لها الباب لتدفعها سماح من أمامها متجها نحو الفراش تجلس عليه وهي تمضع اصبع البقسماط 
شوفتي الخيبه اللي انا فيها
اقتربت منها ياقوت تشعر بالقلق 
في ايه حصل ماهر اتعرضلك تاني 
نفت سماح برأسها فهي تعرف كيف تسد الطرق عليه ولكن مصيبتها كانت أكبر في نظرها 
سهيل نايف لاعب الكره طلع بيكره الستات 
مسح على وجهه وسار نحو غرفة مها ملتفا حوله يمينا ويسارا 
كان باب الغرفه مفتوحا والغرفه غارقة في الظلام لا يضيئها الا نور الانارة الاتيه من الفتحات الضيقه من النافذة المغلقة 
سقطت عيناه پشهوة على جسدها البض كانت غافيه بمنامه قصيرة بعض الشئ ولكن مع حركتها ارتفعت المنامه لتظهر ساقيها 
البت صحيح عاميه لكن فرسه تحل من علي حبل المشنقه الحلو مش بيكمل 
كادت ان تلامس يده فخذها ولكنها نهضت مفزوعه 
أنتي هنا ياماجده 
لتتجمد عين سالم وفي خفة يمتلكها غادر غرفتها ثم الشقه بأكملها 
فدارت عين مها في الغرفه متمتمه 
مين هنا
ظلت تهتف ونهضت من فوق فراشها تبحث عن أحدا الي ان سقطت بجانب فراشها باكية تشكو قلة حيلتها لخالقها 
يارب
شحوبها بدء يختفي حتى نحول جسدهاأصبحت تعيش في راحه نفسيه منذ أن سافر عزيز ولم يعد بينهم الا محادثات هاتفيه من حينا لآخر
ابتسمت لنفسها عبر المرآه ثم غادرت المرحاض لتعود الي مكان عملها متسائله 
هو حمزة بيه وصل 
طالعتها مروة التي تعمل معها في الاستقبال 
لسا 
تنهدت صفا بضيق من معاملة مروه لها وانشغلت في عملها الي ان رأته يدلف للشركه فتعلقت عيناها به بحب
تركت مروه مكانها بعدما ألتقطت من أمام صفا الكشف واقتربت منه سريعا تعطيه الكشف المدون به أسماء المتدربين الجدد 
ديه اسماء المتدربين يافندم ومنتظرين حضرتك 
اتسعت عيناها من فعلت زميلتها وقضمت شفتيها غيظا 
مين اللي سجل الأسماء 
نظرت مروة نحو صفا التي تهللت اساريرها عندما سأل عن هوية من ادي هذا العمل
صفا يافندم 
هتفت بها مروه وهي ترمق وجه صفا المبتسم
جالت عيناه على ابتسامتها فتمتم وهو يغادر من أمامهم 
تعالي ورايا يامروه 
وقفت مروه في مكانها ثم اتبعته مبتسمه بزهو لتهوي صفا علي مقعدها بدموع حبيسه ټحرقها 

خرجت ياقوت من مبنى الشركة التي تعمل بها بعدما اخذت الأذن من شهاب حتى تقابل صديقتها هناء وتنتقي معها ثوب الزفاف وبعض الاثواب الأخرى الخاصه بالعرائس 
اخذت تبحث عن المول التجاري الذي وصفته لها هناء وقد كان قريبا من مقر عملها فلم تأخذ وقت للوصول اليه 
وجدت هناء تنتظرها بالخارج هي والسيدة سلوى وناديه 
فور ان وقعت عين هناء عليها أشارت اليها فأتسعت أبتسامه ياقوت واقتربت منها بسعاده واحتضنتها بشوق 
مبروك ياعروسه اخيرا عرفت اباركلك وجها لوجه 
احتضنتها هناء بقوة هامسه لها 
ماما مكنتش راضيه ألبس الشبكه كلها بس على مين خبتها وجبتهالك في الشنطه عشان تشوفيها 
ابتعدت عنها ياقوت ثم عادت ټحتضنها 
طول عمرك جدعه يا نؤه 
فدفعتها هناء برفق ضاحكه 
بلاش الاسم اللي بيعصبني ده يازقزق 
ضحكت سلوى على مشاكستهم كما فعلت ناديه التي هزت رأسها لياقوت مرحبه بها 
عمركم ما هتكبروا وتعقلوا انتوا الأتنين 
هتفت ياقوت مبتسمه وقد اخذتها سلوى بين 
وحشتيني ياابله سلوى 
ضمتها سلوى إليها
بحنان 
عقبالك انتي كمان ياحببتي 
ابتلعت ياقوت الكلمه وهي تتذكر حديث زوجة ابيها صباحا عندما اجابة على هاتف شقيقتها ياسمين لتخبرها انها ستبعث ل شقيقتها ثوب عقد القران مع هناء لانها لن تستطيع المجئ ذلك اليوم 
فهو لن يوافق يوم عطلتها 
كانت عبارات سناء زوجة ابيها كما اعتادت إنما هي سهام تصيب قلبها فتدميه
عقبالك انتي كمان مع انه مش باين يابنت صباح لا جمال ولا حسب 
يلا ياقوت مالك سرحانه كده
انتبهت ياقوت على صوت هناء فنظرت لها ثم للسيده سلوى وناديه وقد ساروا أمامهم فأدركت ان شرودها قد طال 

مر الوقت وهم يخرجون من محل لأخر وهناء تقيس في اثواب الزفاف واحدا يلي الآخر 
وناديه وسلوي يجلسون يعطوها ارائهم وهي تنتقي معها الاثواب بعد ان يتناقشوا 
تعلقت عين ياقوت بأحد الاثواب دون قصد فأقتربت من الثوب تلامسه رغم انه لم يعجب صديقتها الا انه اعجبها هي 
تنهدت بحرارة ثم اغمضت عيناها وهي تتخيل هيئتها وهي ترتديه لكن الصوره كانت خاليه لا أحد تشاركه ذلك الحلم 
رمقتها ناديه وهي واقفه أمام الثوب واقتربت منها تسألها 
عجبك الفستان 
ألتفت ياقوت نحوها خجلا وقد تخضبت وجنتاها 
جميل اوي 
خرجت هناء لهم بالثوب الذي انبهروا جميعهم على شكلها به وسقطت دموع سلوى وهي تقترب من ابنتها ټحتضنها ثم ناديه التي اتبعتها متمتمه
طالع جنان عليكي ياهناء
انتهوا من شراء أصعب شئ في مهمه اليوم وكانت مهمتهم الأخرى اهون 
اقتربت ياقوت من بعض الاثواب تنظر إلى أسعارها ثم ابتعدت شاهقة من المبلغ 
شكلي مش هعرف اجيبلك من هنا فستان يا ياسمين 
ظلت تنتقل بيداها بين الفساتين 
حضرتك بتدوري على فستان معين 
ألتفت ياقوت للعامله ثم اتجهت بعيناها نحو صديقتها المنشغله في استماع بعض الاراء من السيده ناديه ووالدتها 
الفساتين هنا غاليه اوي 
ضحكت العامله وهي تنتقي بعض القطع التي وضعت عليها التخفيضات 
قوليلي اخرك
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 42 صفحات