الأحد 24 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 18 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

 

انتفضت ثم ألتفت نحوه فضحك على فزعها
معلش خضيتك قوليلي التابلوه عجبك يا ياقوت 
ابتسمت وهي تعود لمطالعه الرسمه التي تعكس هدوء وصفاء الطبيعه في لمحة فنيه 
اه جدا رسمي ميجيش حاجه مع الحاجات الحلوه ديه 
واردفت مازحة وهي تطالع اللوحات بنظرة خاطفه
بس انا كمتفرج مش اكتر مقدرش اشتري حاجه 

ضحك وهو يرى انخفاض صوتها مع تلك العباره 
وانا متفرج برضوه قوليلي بقى نظرتك وسبب انبهارك للتابلوه ده بالخصوص 
عادت تنظر للوحة بأعين لامعه 
فيها هدوء وراحه عجيبه بتاخدك لعالم مسالم 
وقف يستمع إليها ومن حين لآخر ېختلس النظرات نحوها زفر أنفاسه بهدوء وهو تارك حاله يعيش معها تلك اللحظه 
تعرف نفسي يبقى عندي كوخ زي ده اعيش في
نظر نحو الكوخ الخشبي الصغير الذي يحتل أطراف اللوحه 
نفسك تعيشي في كوخ اتمنى طيب تعيشي في قصر
ضحكت بخفوت وآلم استوطن قلبها منذ تلك الليله التي سحبت زوجة ابيها من فوق جسدها الغطاء لتدفئ ابنتها وكأن هي لا حق لها أن تشعر بالدفئ وأرتكزت عيناها نحو اللوحه
بس يبقى عندي زيه وانا راضيه
وقف بجانب سيارته يفتح لها بابها كدعوة لتوصيلها وقبل ان يهتف 
مش هقدر اركب معاك
طالعها حمزة مرتبكا واسند يده على باب السياره
ما انا مقدرش اخليكي تروحي لوحدك
ونظر لساعه يده التي وقف عقربها عند العاشرة مساء
انا فاهم وجهت نظرك بس الظروف تحكم يا ياقوت
نفت برأسها عباراته
انا زي ما جيت هعرف هروح
وكادت ان تنصرف من أمامه فأوقفه صوته
خلاص استنى اوقفلك تاكسي
حركت رأسها معتذره
صدقني انا عارفه طريقي شكرا على الدعوة
لم يجد كلمه أخرى يصر بها عليها فمن نظرت عيناها الجادة علم انها لن تقبل اي من عروضه التي تتوجب عليه شهامته
سارت في الشارع الذي أتت منه بخطوات مستقيمه تعرف هدفها 
لم تلاحظ سيره خلفها بسيارته الي ان وجدها أخيرا تقف بجانب احد الأرصفة ثم أشارت لإحدى وسائل المواصلات الماره في الطريق 
اطمئن على صعودها لسيارة ممتلئه بالركاب فأكمل قيادته ولكن تلك المره بالسرعه المعتاد عليها 
زافرا أنفاسه بقوه مخاطبا حاله
لازم أنجز في التمثليه ديه
مبقاش لايق عليا دور المراهق الحبيب 
وضحك وهو يتذكر حاله في زمن مضى آوانه
اعذريني يا ياقوت الاختيار جيه عليكي انتي بس الحياه اللي هتدخليها حلم لأي ست مهما دفعت من تمنها 
دلفت لغرفتها بالسكن بعد أن أعطت التمام لقدومها للسيده سميره الحنونه
اضاءت نور غرفتها لتنتفض فزعا من وضع سماح ليدها على كتفها صائحه دون مراعاه 
عملتي ايه 
شهقت ياقوت بشهقات فزعه ثم رفعت حقيبتها تلطمها بها 
ياشيخه حرام عليكي فزعتيني ھموت بسببك 
قهقهت سماح من هيئة ياقوت المذعورة ورفعت كفيها تقرص وجنتاها بداعبه
بتتخضي ياكميله لا اكبري كده 
دفعتها ياقوت عنها ثم ابتسمت على مشاكستها
أنتي سيبك من الصحافه ياسماح واشتغلي حراميه احسن تنفعي صدقيني 
صدحت ضحكات سماح فأتجهت ياقوت نحو فراشها تجلس عليه 
ضحكتك تجيب بوليس الاداب 
سماح تقاوم ضحكاتها من مشاكستها معها
قوليلي ومتغيريش الموضوع ايه اخبار المعرض كان حلو استفدتي ولا طلعت حجه 
هتفت سماح بعباراتها الاخيره رافعه إحدى حاجبيها منتظره الاجابه
لا متقلقيش المعرض كان هايل واتعرفت على مدام هند صاحبة المعرض وجوزها السيد مروان رائد شرطه وكان في ناس كده تحسي بيلمعوا من النضافه 
مالازم يلمعوا يابنتي ديه ناس واصله حمزة الزهدي عايزاه يروح معرض رسومات لحد عادي
يعني 
تنهدت ياقوت ونظرت لثوبها الذي لم يكن يليق بالمكان وقد نظرت لها احدي صديقات هند بنظرة ازدراء 
هي هدومي شكلها وحش يا سماح 
جلست سماح جانبها وربتت على كفها هاتفه 
خليكي ديما واثقه في نفسك انتي مختلفه عنهم لان عالم كل واحد فينا مختلف احنا عايشين على قد الموارد اللي في ايدنا ومبسوطين وسيبي اللي عايز يبص يبص 
ابتسمت وقد لمعت عيناها بالدمع 
أنتي جميله اوي ياسماح عوضتيني عن بعد اهلي 
فتذكرت سماح رغبتها في السفر لبلدتها 
صحيح هتسافري امتى 
لمعت عين ياقوت وهي تتذكر اتصال هناء
بها عند عودتها 
هناء هتتخطب لمراد ابن عمها مراد طلبها رسمي 
اتسعت عين سماح ثم قفزت تهلل 
يا اخيرا حلم صاحبتك اتحقق عقبالنا بقى مع ان انا مش هفلح في جواز انا جعفر في نفسي 
ضحكت ياقوت بقوة حتى دمعت عيناها 
أنتي مصېبه ياسماح 

اڼصدم حمزة من جلوس مريم لذلك الوقت ونظر لساعه يده 
صاحيه ليه لحد دلوقتي يامريم 
نهضت نحوه بلهفه ثم بكت وهي تتذكر حال صديقتها 
هديل صاحبتي في المدرسه مامتها تعبت وهي في المدرسه أصلها شغاله داده هناكبابا ساعدهم ارجوك المستشفى اللي رحتها وحشه اوي مش راضين يعملولها العمليه غير بفلوس وهما معهمش الفلوس ديه 
وألقت حالها بين ذراعيه متذكره والدتها 
مش عايزه داده حليمه يحصلها زي ماما وټموت 
ذبذبت العباره كيانه صغيرته مازال جرحها بفقد والدتها
لم يندمل فمجرد مرض والدة صديقتها تذكرت مصابهم الذي مر عليه عام ونصف وفاق على رجائها وصوت شهقاتها
اهدي يامريم حاضر ياحببتي بكره نروح سوا ليها المستشفى لو احتاجت نقلها لمستشفى تاني هنقلها وهتكفل بكل المصاريف المهم بطلي عياط
ابتعدت عنه وجذبت أكمام منامتها تمسح دموعها
بجد يا بابا
ابتسم بحنان ومد كفيه يمسح دموعها بأبوة وضعت بقلبه منذ اول يوم حين تزوج سوسن
بجد ياحببتي هو انا عندي كام مريم
دلف شريف المنزل تلك اللحظه ضاحكا
كده هتتغر علينا اكتر وهتشيل ذنب جوزها لما تتجوز
ضحك حمزة حين رأها تخرج لسانها لشقيقها
ملكش دعوه لو مكنتش ادلع على بابا هدلع على مين
بهتت ملامح شريف قليلا وهو يرى تعلق مريم بحمزة رغم انه أخبرها كثيرا ان حمزة ليس والدها وانه يوما سيكون له زوجه واطفالا فوالدتهم قد رحلت الا انها ترفض تلك الحقيقه
فهى عاشت عمرها لا ترى الا هو
لاحظ حمزة صمت شريف ف فهم شعوره فتعلقت عيناه بمريم
اطلعي نامي عشان مشوارنا بكره
تقافزت مريم بسعاده أمامهما ثم اتجهت نحو الدرج صاعده لغرفتها
مش عايزها تفضل رافضه الحقيقه مريم بتنسي ان ليها اب شايله اسمه 
حمزة متفهما احساسه
شريف انا فاهم شعورك كويس بس مريم في الوقت الحالي مننفعش نأذي مشاعرها ونقولها لبقي عندك اب ولا ام انت فاهمني ياشريف
لم يتمالك شريف دموعه حين تذكر مۏت والدته بأخوه ك شهاب شقيقه ف شريف مدرك وضعه بالنسبه إليهم 
ايه ياحضرة الظابط اتمالك نفسك 
ابتعد عنه شريف مغمضا عيناه ثم فتحهما بثبات
في موضوع عايز اخد رأيك في
نظر شهاب نحو ندي الغافية جانبه يرمقها بحنق 
متجوز انا عشان كل ما ارجع البيت الاقيكي نايمه 
استغفر الله العظيم 
عاد يرمقها ثم ألتقط هاتفه من جانبه يتصفح صفحته على موقع التواصل الاجتماعي رفعت جسدها قليلا كي ترى ما يفعله لتشهق بفزع وهي تجده يميل عليها بكامل جسده 
غامزا لها بعينيه هاتفا بوقاحه 
بتعملي نفسك نايمه ياندي
وفكراني اهبل انا سايبك بمزاجي 
شريف بلاش 
لم يعطيها حق لاعتراضها ولم تعترض هي الأخرى وهي تسلم له حالها ادمغها بأمتلاكه وكانت كالمرحبه فالعقل انسحب وترك القلب في هواه ومتعته 
انا لازم امشي من هنا لازم ادور على مكان تاني 
وتذكرت امر العمل الذي لم يساعدها عزيز في اجاده لم يأتي في عقلها الا حمزة ستذهب اليه مره اخرى رغم أنها عاهدت نفسها انها لن تعود له إلا عندما تصبح صفا القديمه بجمالها الاخذ وسحرها 
وقف مراد شاردا في الشرفه ينفث دخان سيجارته متذكرا توريط والده له بخطبة ابنه عمه وتحديد موعد الزواج 
لم يرحم حزنه على زوجته ولا طفله الذي عرف بوجوده عند ۏفاتها 
احتدت عيناه وهو يتذكر فرحت هناء وقد تمنى ان يرى على ملامحها الرفض والاعتراض ولكنها كانت سعيده حتي لم تعترض حين سألها والده عن موافقتها لتسريع الزواج قبل ذهابه لاستلام ادارة فرع الشركه الخاص بهم بمدينة الاسكندريه 
أنتي اللي اختارتي ياهناءومتلوميش الا نفسك حياتك هتكون چحيم معايا وهطفي السعاده المرسومه على وشك 
تعجبت ياقوت من اللفافه الموضوعه على مكتبها حملت اللفافه تتحسس ما بداخلها ولكنها لم تخمن شئ 
نظرة حولها مندهشة 
يمكن لبشمهندس شهاب
واردفت مفكره 
هسأل مين طيب بشمهندس شهاب لسا مجاش مكتبه 
اتسعت عيناها وهي تجد ظرف صغير مثبت عليها ولم تنتبه اليه فمن وضع الهديه وضعها دون وضعتها الصحيحه 
ألتقطت الظرف ثم أخرجت الورقة المطويه لتنظر للكلمات المكتوبه عليها مع امضاء صاحبها
يتبع بأذن الله
الفصل الثامن عشر 
نفس اللوحة التي كانت عيناها متعلقة بها ووصفت له شعورها نحوها
احساس جميل دغدغ كيانها وداخلها كان صوت ېصرخ بها
أصبحتي اليوم محور اهتمام أحدهم 
لمعت عيناها بدموع الفرح الهديه متمتمه
مش معقول
والخطوة حسمت لصالحه رغم أنه لم يفعلها من أجل خطته
ولكن ارتبطت النوايا ببعضها واصبح ما تعيشه ظنا منها انها تلك السعادة التي تمنتها طويلا وماهي إلا لعبه لنيل الهدف
فتح شهاب عيناه بأبتسامه واسعه وهو يراها 
داعب وجنتها بأنامله اكثر اليه هامسا 
ندي 
ردد اسمها لمرتان ثم دنى منها على خدها متمتما بأسمها ثانية 
ندي 
تمللت في رقدتها وفتحت عيناها ببطئ لتنظر لوضعتها فأنتفضت من جانبه 
هو ايه اللي حصل بينا
صدحت ضحكاته بصخب ف سؤالها لا يستحق الا ردة فعله تلك
محصلش بينا اي حاجه اطمني
مالك ياندي بتحصل في أحسن العائلات ياحببتي 
امتقع وجهها من أثر عباراته التي لا تفسر الا تهكمه 
انت بتهزر ياشهاب 
احتدت عيناه وهو يرمقها 
عايزانى اقولك ايه وانتي بتتنفضي من جانبي بالشكل ده 
غامت عيناها بالدمع فهى لم تكن تريد حدوث شئ بينهم الا اذا احبها بالفعل وليس مجرد زيجة بنية على الاحترام وحسب 
عندما رأي دموعها تنساب بضعف
بټعيطي ليه دلوقتيانتي بتعشقي تنكدي على نفسك 
دفعته عنها ولكنه لم يحررها من آسر ذراعيه 
انا مش نكديه 
ابعدها عنه قليلا ينظر لعيناها الدامعه ورفع كفيه نحو وجنتاها يمسح دموعها
بالمنظر ده مينفعش اقول غير كده 
اشاحت عيناها بعيدا عنه ولكنه عاد 
ممكن مراتي الحلوه تسيب النكد النهارده واعزمها على احلى فطار 
كان بارعا في جعلها له ومنه واليه يعرف كيف يجعلها عاشقة متيمه به حاله كان كالسخريه حين يتذكر سنوات عمره بالجامعه واول حب بحياته كان محط السخريه وسط أصدقائه 
لا فتيات يعرف يتعامل معهما ولا حتي يعرف يجذب انظار احداهن اليه ماعليه الا الاستماع لمغامرات أصدقائه 
واتي اليوم الذي أصبح هو الخبير في أمور النساء 
وفي لحظة تبدل حالها لا قرار استمرت به وفي النهايه اكمل القلب ضياعه 

مر الوقت وهي تجلس خلف مكتبها تنتظر مجيئ السيد شهاب 
لمطالعه بعض الاوراق التي طلب منها امس طباعتها فور
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 42 صفحات