غيبيات تمر مروه البطرواي
كويس ان أنا اللي طلبت الطلاق...الفكرة اني عايزة أرجع العيله دي تاني.
اعترضت شمس وبقوة قائله
لا يا ريحانه...علي چثتي لو ډخلتي العيله دي تاني فهمتني ...المرة اللي فاتت أبوكي دخل السچن بسبب الست شكران وأكيد المرة دي لما تكون حماتك تدخلني أنا كمان.
ابتسمت ريحانه و طمأنتها قائله
طب ولو قلتلك ان زيدان بنفسه هيطلع بابا من السچن...و هيعيشكم عيشه عمركم ما تحلموا بيها...ويرجع أخويا اللي انتوا قولتوا عليه انه ماټ.
ايه الجنان اللي جوه عقلك وعقله ده...ابني ماټ ولا ممكن يرجع أبدا...مفهوم...اوعي تفتحي السيرة دي تاني...و الجوازة دي لا ممكن تتم.
زفرت ريحانه بحنق و تسائلت فيما بينها أين تلك المفاجأة التي وعدها بها زيدان فوالداتها رافضه ...خرجت من شرودها علي صوت جرس الباب و انتبهت الي الشهقه التي خرجت من شمس عندما رأت زوجها وهو يقول مهللا
تسمرت شمس بين أحضانه متفاجئه بخروجه تنظر الي ريحانه پصدمه فابتسمت اليها ريحانه ابتسامه نصر دلاله علي تنفيذ وعد زيدان الأول لها ...أخذ وجدي يلف بها ويدور الي أن انتبه علي ريحانه التي امتلأت عينيها بالدموع فهي بالرغم من أخطائه فهي تعشقه لتركض اليه مثل الطفله الصغيرة وترمي نفسها بأحضان هذا الأب ليقول لها باشتياق
خروج والداها في هذا الوقت تحديدا لم يكن عبثا بل كان مرتبا له...زيدان وامير يمتلكان تخطيطا خرافيا لكل شئ...لم تكن تعلم أنها تفرق مع زيدان بهذا الشكل ...طيلة عمرها لم تفرق مع أحدا حتي حبيبها الذي عشقته...ولكن مثل ما قالت نورا فزيدان رجلا مغوار...عيبه الوحيد أنه لم يستسلم أو يؤمن بالحب يوما ما...أربعون عاما شكلوا رجلا شرس لا يمتلك بقلبه ذرة حنان لأحد...يؤمن بشئ واحد ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة والخدع وهذا أكثر شئ يخيفها منه.
وأنا كمان عمرى
ما هسيبك أبدا...بس فيه حاجه لازم نتفق عليها الأول.
استمع الي زفرة شمس وعقد ما بين حاجبيه ياستغراب قائلا
علي ايه يا حبيبتي... وانتي مالك يا شمس بتنفخي ليه ... انتي مش عاجبك ان ريحانه هتفضل معانا...أنا موافق علي كل حاجه تقوليها يا ريحانه...وسيبك منها.
تسيبها مني...دي لزقالي من يوم ما انت دخلت السچن...الهانم اطلقت...وعايزة تتجوز تاني...وعارف عايزة تتجوز مين....زيدان الجمال.
انفرجت أسارير وجدى لما قالته شمس لدرجه أثارت استغراب ريحانه خاصه عندما قال
ده يوم المني...أيوه كده وأخيرا اختارتي راجل بصحيح يا ريحانه...وانتي يا بومه زعلانه ان بنتك هتتجوز زيدان...ريحانه أنا موافق...
وأنا اللي كنت مفكرة ان حضرتك مش هتوافق زيها ...أصلا كنت هسرع في جوازتي قبل ما تخرج وتعترض زيها...بس يا بابا انتي ناسي زيدان يبقي مين.
غيبيات تمر بالعشق بقلم مروة محمد
كاد أن يرد عليها لولا قرع جرس الباب لتذهب شمس وتفتحه ...تشهق مرة أخرى ولكن الأن شهقت بكل ما أوتيت به من قوة وهي ترى ابنها سامر يقف أمامها مبتسما ابتسامته الساحرة لتحاول اخراج صوتها المكتوم و تكاد أن تقع لينتشلها سريعا وهو يقول
...وحشتيني أوى يا ماما..أنا سامر .عايش أهو قدامك ...عمو... قصدي بابا غريب....رجعني تاني...ووعدني اني مش هسيبك تاني ...مالك يا ماما انتي زعلانه
سطع وجه زيدان من خلف سامر يبتسم الي ريحانه التي وقفت مذهوله... أيعقل أنهم مفاجأتان وليست واحده لتنتبه علي صرخات سامر وهو يحتضنها ويدور به وهي مازالت غير مستوعبه تلك الأحداث..مثل والداها الذي استغرب رجوع ولده بعد تلك الفترة ...و من شدة ذهولها لم تشعر أن سامر تركها وذهب نحو والديها ...لتخرج من تلك اللحظه وتجد سامر يجلس ما بين والداها يحتضنهم وزيدان يقف متكأ علي باب المنزل يبتسم لها ابتسامته الساخرة لتنظر الي الجميع باتهام قائله
انتو عملتوا ايه زمان...و كذبتوا عليا ليه و قولتوا ان سامر ماټ...هااا.
صمت عم بالمكان يود هو اخبارها وإجاباتها علي أسألتها ولكنه انتفض علي صرخاتها فيهم قائله
..ما تردوا...ولا دي من ضمن الألغاز بتاعتك يا ست ماما ...ولا تكونوا بيعتوه لحد.
توتر وجدى ونهض يأخذها من بين يدها وأجلس ها ليفهم ها الأمر بهدوء قائلا
أنا لو أعرف انه راجع..عمرى في حياتي ما كنت هقولك انه ماټ...بس اللي أخده مننا...قال لينا اعتبروه ماټ....أنا عارف اني قذر وضيعت ابني بس اللي أخده كان عايزه...طمعان ان يكون عنده ابن.
هزت رأسها پعنف غير مستوعبه ما يقوله والداها بينما يقف زيدان بكل جمود فلديه
علم بتلك القصه من أول لحظه قرر فيها أن يعرف أين أخاها... صړخت ريحانه پغضب قائله
مش ممكن...انتوا بيعتوه...ليه...
ثم أشارت نحو سامر پغضب قائله
..طب ما كان ممكن هو اللي مبحبش يرجع ليكم...للدرجه دي يا بابا مكنش نفسك في يوم تشوفوه.
موكا سحر الروايات رواية غيبيات تمر بالعشق
في تلك اللحظه جاء الشخص الذي اختطف أخاها لمده ثلاثه عشر عاما وحرمه منهم ... ليجيب علي أسألتها بعد أن هاتفه زيدان ليصعد وفتح له باب الشقه ليجدها مڼهارة ...علم جيدا أنها المقصوده لمعرفه الاجابه ليرد عليها بكل أسف قائلا
طبعا لو قلت ليكي يا بنتي اني أسف...أسفي مش هيمحي ذكرى 13 سنه صح ... بس اسمعي حكايتي ...انا كان عندي ولد من دور سامر وتوفي وهو بيضرب ترامادول... طبعا بعترف ان كنت السبب اني سايبله الحبل علي الغارب...كنت ببص لكل واحد في سنه علي انه هو...بالذات سامر كان عمره 14 سنه يوم ما والدتك جابته عندي
القصر هي و وجدى خفت يضيع زى ابني خصوصا انه عنده أب زى وجدى ...لعبت لعبتي ..وهي اني أغرق وجدى في الديون..و أعمله ڤضيحه ډعارة هو والست شمس..ونجحت خطتي ويوم ما جه ينقبض عليه هو وامك ...ساومتهم أخرجهم من القضيه مقابل سامر...وطبعا انتي كنتي في ثانوى عندك 16سنه وانتي عارفه بقا الڤضيحه كانت هتكون ليكي لوحدك و مش هتقدرى تواجهي الحياه انتي وسامر سوا وبرضه كنت مش هسيبك في حالك بعد ما أسجنهم كنت هاخد منك ساكر وكنتي هتفضلي وحيده للأبد بس وحيده و منبوذه ...يعني أنا لعبتها صح....بس سبحان الله اللي عملته فيكم طلع عليا ...بنتي لسه متخرجه جديد و فرحها الأسبوع الجاي ومن حسن حظك يا ريحانه انك ارتبطتي بزيدان اللي عنده استعداد يعملي ڤضيحه يوم فرح بنتي مقابل ان سامر يرجع ليكم....من حسن الحظ كمان انه اكتشف حكايه تزوير الاسم بتاعت سامر ....ياريتني ما رجعت مصر ...رجوعي كان علشان فرح بنتي...وياريتني كنت سيبته في الأرجنتين أنا عارف اني ظالم بس صدقيني أنا عيشت سامر أحسن عيشه و علمته...أه علمته ...أخر كلام وجدي معايا انه مكنش ليه نيه في تعليمه كان عايز يخرجه من المدرسه و يشغله عامل.
أغمضت عينيها تتجرع الألم ...تشعر أنها بداخل كابوس تود أن تخرج منها وترمي بنفسها داخل قاع لم يقدر علي انتشالها أحد...الوحيد الذي شعر بها هو وجدى ...نعم ذلك الأب الذي أضاع كل شئ بسبب ملذاته ...ذهب اليها وربت علي رجليها ليحاول اخراجها مما هي فيه قائلا
احنا ملناش ذنب يا ريحانه...غريب كان مخطط لكل حاجه..استضعفنا علشان احنا زباله أوى و امك كانت بتجرى ورا ملاذتها ....أنا أسف أوى يا ريحانه.
نهض سامر ليهبط بجسده الي الأسفل ويجلس علي عقبيه قائلا لها بحنان
شوفي يا ريحانه...أنا كويس...ورجعت....وانتي كنتي وحشاني أوى...علشان خاطرى اضحكي...أنا مش هسيبك تاني...ومش هرجع الأرجنتين.
قبضت علي شفتيها تكتم شهقاتها لتهبط الدموع ليس علي بعده عنها فقط ...بل علي الموقف الأسوأ الذي باتت فيه...نظرت الي الوحيده التي تريد الٹأر منها قائله بامتغاص وڠضب
ايه..لسه برضه معارضه أن اتجوز زيدان بعد ما رجعلك ابنك...ولا لسه حاجه تانيه مرجعتش و حباها ترجع من طريق تاني
ثم نهضت وتحدثت باشمئزاز قائله
.... وعلي فكرة مهما ان كانت خطط غريب بيه فإنتي غلطانه انتي وبابا.
نظر زيدان الي شمس التي تود الفتك به فهو قام بتعريه كل الأحداث لتكون ريحانه لصالحه فابتسم بخبث قائلا
عيب يا ريحانه تكلمي مامتك بالطريقه دي...ست الكل ملهاش ذنب...هي بس عامله زى أمي.. حياتها ماشيه بتخطيط وتفكر انها هتكسب.
ثم رفع حاجبيه لشمس يغيظ إياها قائلا
..بس كله فشنك.
انتفض سامر بسبب كلمات زيدان اللاذعة علي والداته فهي بالنهاية والداته ولا يريد لها الاهانه فنهرهه قائلا
لو سمحت..مش معني انك رجعتني لاهلي...يبقا كده تطيح فيهم لا...احنا ملناش دعوة مامتك بتعمل ايه....وبعدين اشمعنا ريحانه اللي عايزها
ابتسم زيدان بخبث قائلا
حابب انها تعيش زى ما انت عايش مع غريب...ريحانه طول عمرها متمرمطه مع أمك..حتي بعد ما
اطلقت.
ثم نظر نحو شمس وأشار عليها باشمئزاز قائلا
..والداتك ما شاء الله مش سيباها في حالها.
عنفوان الشباب جرف سامر ليقف ضد تيار زيدان ليرد بتحدي قائلا
خلاص انت معدش ليك لزمه...بابا موجود...وأنا رجعت...وشكرا علي خدماتك...واحنا هنعوضها المرمطه اللي حضرتك بتقول عليها دي..
نظر اليها زيدان لترد علي أخاها ولكن حزن يمنعها من الرد و شرود ليس له نهايه فقبض علي يده حتي ابيضت مفاصله قائلا وهو يحذر سامر
ياريت تقدروا...وعلي فكرة أنا زى ما رجعتك هنا...ممكن أتحالف مع غريب وترجع معاه...
ثم مط شفتيه بتقزز قائلا
و شوفة عينك ...انت مكنتش فارق معاهم أصلا.
انتفض وجدى خشيه أن يعيده الي محبسه عند غريب مرة أخرى فرد برجاء قائلا
معلش يا زيدان يا ابني...انت عارف طيش الشباب....وبعدين هو مكنش عايش معانا و شايف عمايل شمس ايه..وانت يا سامر اسكت...
عبس سامر بوجهه ونظر الي والداته التي زفرت بحنق علي تخاذل زوجها ليبتسم زيدان اليهم بسخرية قائلا
أنا طلبت ريحانه وكلمتها شخصيا لأن سيادتك كنت في السچن...و حرمك المصونه كانت كل يوم
ثم أشار بسبابته نحوه قائلا
و طلعتك علشان ألاقي حد أحط ايدي في ايده.
ابتلع وفيق ريقه والحرج تملكه قائلا
أنا متشكر ليك جدا...علي خروجي في الوقت ده....وعلي وقفتك جمب ريحانه...وعلي سامر..اللي انت رجعته...بس بالله عليك خلي غريب مياخدوش تاني.
رد غريب بامتغاص قائلا
شكلي كده حسبتها غلط زمان...لما أخدت حاجه مش من حقي...ابنك عندك أهو يا وجدى ...بس بالله عليك كمل معاه زى ما أنا كنت عايز.
تعاطف سامر مع غريب وتقدم منه قائلا
بابا غريب....أنا لا يمكن أسيبك...بس دول أهلي....أنا ممكن أبقي يومين عندك ويومين هنا...و هسافر معاك ...أنا لا يمكن أستغني عنك.
التقطه وجدى من أمام غريب قائلا پغضب
طفح الكيل لدي