الخميس 12 ديسمبر 2024

براثين اليزيد ندا حسن

انت في الصفحة 9 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


الجميع ولو على نهايته ولكن هي! هي تستحوذ على تفكيره ببراءة وطيبة لم يراها قد تستغيذ به في أوقات حاجتها وكأنها تتناسى حديثها معه عن أن حياتها ډمرت بسببه لا يعلم هل هي عفوية للغاية أم مثله تفكر وتفكر وتفكر به كما يفعل 
نظر إلى السماء الذي يحتل مظهرها الغروب وضع يد في جيب بنطاله والأخرى على فمه ممسكا بها سېجارة مشټعلة يدخنها ومن ثم فكر مرة أخرى وهو يحاول ترتيب أفكاره هذه المرة ليتوصل إلى شيء كان يريده من أول لقاء بينهم لم يريد غير ذلك وقد ألقاه عليه صوت أن تحدث نصر بجدية بعد أن رفع وجهه مقابلا لأخيه

عايزين نروح لمروة بإذن الله علشان أسافر أنا وميار
تحدث أخيه بجدية هو الآخر
مجيبا إياه وهو يترك الملعقة على طاولة الطعام
ما تخليكم هنا بقى يا نصر هتروحوا هناك لمين
أجابته ميار بابتسامة مصتنعه وهي تنظر إليه بهدوء
لأ معلش يا عمي إحنا حياتنا هناك والصيدلية بتاعتي بردو
تنفس بعمق ثم أجابهم بهدوء
طيب زي ما تحبوا نبقى نروح نطمن على مروة بكرة في بيت الراجحي
استمع إلى تلك الكلمات التي هبطت على مسامعه ك القنابل المتفجرة تذكر ابن الراجحي فور نطق والده لاسم العائلة تلك هو لا يبغض بحياته غيرهم ولما لا فقد دمروا سعادته وسعادة حبيبته التي من المفترض أن تكن له هو وحده سلبوا منه حب حياته في لحظة واحدة ليبقى مشتت هكذا تأكله النيران من الداخل لمجرد التذكر 
ألقى الملعقة بعصبية ثم دفع المقعد من خلفه ووقف ليذهب إلى خارج المنزل منفعل بشدة وقد علم الجميع ما يمر به نكس والده رأسه بحزن عليه بينما وقفت
ميار سريعا وخرجت خلفه 
ذهبت خلفه تناديه إلى أن وقف بجنينة المنزل الكبيرة يوليها ظهره وقفت هي خلفه أخذت نفس عميق ثم أخرجته وتحدثت بهدوء مصتنع قائلة
قمت كده ليه
وضع يديه بجيب بنطاله وزفر بضيق شديد يحتل كل خلايا جسده وهتف بضيق قائلا
عايز اشم هوا نضيف
ابتسمت بسخرية جلية ثم جذبته من ذراع يده الأيمن ليستدير إليها ويكن في مقابلتها وضعت يدها أمام صدرها وتحدثت بحزم وجدية وهي تعلم ما الذي يمر به ويجعلها تحزن لحظها العثر أيضا
لأ أنت قمت علشان اضايقت لما جت سيرة مروة وعيلة الراجحي صح أكيد صح
تغيرت ملامح وجهه من الضيق إلى الڠضب فقد كان في قمة غضبه وهو لم يفعل شيء لها لم يوقفهم لم يدافع عنها ولم يستطيع فعل شيء الڠضب بداخله من نفسه ومن الجميع 
تريثت ميار ثم عادت الحديث مرة أخرى بجدية شديدة حتى يفهم ما الذي يحدث من حوله
تامر ! مروة خلاص اتجوزت خلاص بح مفيش مروة هنا أرجوك أبعد عنها وانساها ومتعملهاش مشاكل كفاية اللي هي فيه أرجوك
ابتسم بسخرية بعدما استمع لحديثها هي تظن أنه ېؤذيها! غبية هذه الفتاة تحدث بهدوء وابتسامة تزين ثغره
أنا أقدر أؤذي مروة أنت عارفه أنت بتقولي ايه ده طبعا مستحيل إني أعمله هو خلاص زي ما قولتي ربنا يسعدها في حياتها
ابتسمت إليه ب ائتمان وقد صدقت حديثه وهناك آمل طفيف داخلها كي يشعر هو بمن حوله استدارت وعادت إلى الداخل مرة أخرى بينما تركته هو يقف مبتسم على تلك الساذجة التي صدقته على الفور إلى الآن لم يستطيع أحد أن يعلم ما فعله لم يستطيعوا أن يجدوا صاحب الرقم الغير مسجل ومن غيره فقد كان دهائه هو الذي جعله يفعل ذلك 
وقف شاردا يتذكر ذلك اليوم الذي كانت حړقة قلبه تكاد تقتله فيه عندما أخذها يزيد ليأتي بفستان زفاف لها قد وجدها الفرصة المناسبة لتنفيذ خطته التي لم تنجح بنظره فقد كان في وقت سابق ابتاع خط غير مسجل حتى لا يعلم أحد إلى من هو وقد سجل رقم الخط على هاتف مروة بإسم حبيبي وهي لم تلحظ ذلك ففي وقتها تحجج بأنه يريد رؤية شيء في إعدادات هاتفها وقد فعلها ومن ثم ذهب من عينيها لتبقى هكذا ذهبت إلى شاشة التلفاز وجلست أمامها حاولت أن تركز بما يعرض أمامها ولكن دون جدوى عقلها يذهب إلى ذلك الشخص الذي لم يأتي إلى الآن 
وقفت على قدميها فجأة ونظرت إلى ملابسها المكونة من بنطال بيتي لونه أسود يعلوه قميص من نفس اللون وبه بعض النقاط باللون الأبيض توجهت إلى دولاب الملابس وفتحت دلفتها لتأخذ وشاح كبير من اللون الأخضر كما لون عينيها الآن 
لفت الوشاح حول كتفيها فقد كان الجو بارد قليلا خرجت من الغرفة بهدوء وهبطت الدرج بحذر حتى لا تصادف أحد من الذين تبغضهم في ذلك المنزل إلى أن خرجت حيث الحديقة الكبيرة أخذت تسير بها وهي واضعة يدها أمام صدرها ربما يساعدها هذا الهدوء في التفكير بحياتها! 
إذا لتفكر 
ولكن قد استمعت إلى صوت يأتي من بعيد نسبيا ذهبت على حذر إلى مكان الصوت وهي تفكر ربما أن يكون يزيد سارت بحذر إلى هناك ولم ترى أحدا حاولت أن تبحث بعينيها ولكن لم يكن هناك أحد حقا استدارت لتعود مرة أخرى ولكن خرجت منها صړخة مدوية قد يكون استمع إليها كل من في المنزل ولكن وضع يزيد
يده سريعا على فمها ساحبا إياها من الخلف لتستند بظهرها على صدره 
تحدث في أذنها بخفوت وهو يضع يده على فمها مانعا إياها من الصړاخ
اهدي مفيش حاجه تخوف ده ليل
كان جسدها بأكمله يرتجف من هول المظهر الذي رأته فقد استدارت لتعود مرة أخرى ولكن قد رأت كائن أسود اللون لا ليس بأسود أنه حالك السواد قاتم يحمل وسامة لم تراها من قبل هو لماذا لا يضحك هكذا دوما إن ضحكته تداوي چروح ابتسم إليها بمكر ونظرة لعوب ثم تحدث قائلا
وأخر مرة ليه مش يمكن تحبيه بعد ما تجربي 
تعالى أعرفك عليه
حاولت سحب يدها منه معارضه حديثه بشدة ثم قالت بصوت غير مفهوم وكلمات غير مترابطة
لأ لأ بص يزيد أصل أنا لأ مش هعرف مش بتاعة خيول أنا أصل بص بس هقولك استنى
وقف ينظر إليها محاولا حجب تلك الضحكات التي يريد أن يترك صراحها ل تدوي في أرجاء المكان فقد كان مظهرها هذا محبب إلى قلبه بالإضافة إلى حركاتها وتلك الكلمات التي لم تستطيع إخراجها جعله يريد الضحك بشدة 
أخذت نفس عميق ثم نظرت إليه بخجل وإلى يدها الذي مازالت بين يده رفعت نظرها إلى عينيه ذات اللون الزيتوني لتقول بخفوت
أنا عمري ما ركبت أم أنها تتخيل فقط أنه تغزل بها حقا لقد قال كلمات بسيطة ولكن أثرها دائم عليها أحمرت وجنتيها بشدة لقد خجلت أكثر من السابق
استكمل حديثه قائلا بهدوء وابتسامة
وكمان ليل مش پيخوف هو بس شكله مهيب تحسيه شايل قساوه وممكن يؤذيكي لكن هو مش كده أبدا
خرجت منها كلماتها بعفوية وصدق دون دراية منها بعد أن استكمل حديثه
يعني زيك
ابتسم باتساع وهو يدير وجهه للناحية الأخرى فهي إذا تراه هكذا! عاد بنظرة إلى عينيها ومن ثم تحدث بهدوء وصوت أجش يبعث القشعريرة داخل أنحاء جسدها
هو أنت لون عينيكي ايه شويه أشوفها لون البحر وشويه تكون لون الزيتون وشويه لون الخضرة
نكست رأسها للأسفل تبتسم بخفوت وخجل ثم رفعت رأسها تنظر إليه وتحدثت قائلة بهمس يكاد أن يسمع
ودلوقتي لونها أي
لونها أخضر زي خضرة الأرض بالظبط بتخلي الواحد يتوه جواها
سعدت كثيرا بحديثه ومصارحته هذه فقد كانت تحتاج إلى ذلك وبشدة تريد شيئا يخرجها من قوقعة أفكارها ابتسمت إليه وقالت بهدوء من الخجل وما يفعله ولكنها سعيدة بقربه وحديثه سعيدة بتواجده جوارها تحدثت قائلة وهي تنظر إلى الأرض
لونها أزرق
سألها مرة أخرى وهو على وضعه قائلا
طب تفتكري ليه 
وجدت نفسها تجيبه بخفوت وصوت رقيق يحمل الأنوثة بين طياته
أنا مش ببعد يا يزيد
وتحدث قائلا بهدوء
ريحة الياسمين دي جميلة ورقيقة زيك
إذا لتبتسم هي الأخرى ولما لا ف ابن عائلة الراجحي تغير ويوم بعد يوم يقترب منها ويغازلها لتبتسم وتسعد ربما تكن هذه بداية السعادة معه 
تريث يزيد ثم عاد إلى الخلف قليلا ويده خلف ظهرها كما هي ولكن اليد الآخرى حررت ذراعيها لتستقر فوق وجنتها قال بهدوء شديد وابتسامة تزين ثغره
بالليل هتركبي الخيل زي ما اتفقنا! ولا رجعتي في كلامك
لأ مرجعتش في كلامي متوجهة إلى داخل المرحاض مغلقة بابه عليها تحتمي من نظراته وكلماته التي تزيدها خجلا لا تدري هل هكذا ستبدأ حياتها معه أم هو يريد شيء آخر سريعا محت ذلك التفكير من رأسها فهو إلى الآن لم يفعل ما يدل على ذلك ولم يطالب بأي شيء لتعيش معه هذه الأيام بسعادة وتحاول تقبل الأمور وتغيرها فهو يجذبها إليه بكل تفاصيله يجذبها إليه منذ اليوم الأول برجولته وحديثه شديدة وهو يعتدل في جلسته على مقعد مكتبه
لازم تتكلم مع أخوك يا فاروق علشان يعجل ويخلصنا إحنا مش عايزين مماطله عايزين الناهيه
أجابه ابن أخيه الأكبر وهو يومأ برأسه مؤكدا على كلماته
عندك حق يا عمي خلينا نخلص
نظرت نجية إلى شقيق زوجها الراحل وتحدثت قائلة وهي تتساءل باستغراب
بس تفتكروا يعني بت طوبار هتعملها
كده بالساهل
نظر إليها سابت ثم ابتسم بسخرية جلية وواضحة ليقول بتهكم مجيبا إياها
اومال إحنا اختارنا يزيد ليه يا نجية يزيد هو اللي يقدر عليها وهيعرف يعمل كده
تهكمت هي الأخرى في حديثها وقالت وهي تنهض من على المقعد
ده لو مضحكتش عليه يا أبو زاهر 
استغرب من حديثها عن يزيد فهو ماكر ذكي يعلم كيف يفعل ما يريد دون خسائر تحدث متسائلا
كيف يعني
عندما طال صمتها تسأل ابنها الأكبر أيضا متوجسا من حديثها القادم
ما تقولي يا حجه كيف
ضيقت ما بين حاجبيها وقد لاحت القسۏة في نبرتها وهي تقول مشيرة بيدها
البت بتتمسكن عامله مکسورة الجناح مهما عملنا فيها أنا ولا إيمان ساكته مبتردش معملتهاش غير مرة لما جبت سيرة أمها
استغرب فاروق من حديثها الذي لا يمت بصلة إلى ما يتحدثون به الآن ليقول دون صبر زافرا
وده داخله ايه فينا دلوقت
ابتسمت بسخرية إليه وإلى عمه لتقول بحدة وهي تتقدم منهم
يزيد طيب ومايجيش على مظلوم وإذا كان اللي بيعمله دلوقت علشان يرد حقنا فهو
وافق ڠصب لما ضغطنا عليه هي لما تتمسكن وتتغنج عليه هيقف مع مين وقتيها مع مراته ولا معانا إحنا وهي قدامه ضعيفة ومکسورة
ابتسم سابت على حديثها وما قالته فقد أتت بنقطة لم يراها من قبل ولم يفكر بها ليتحدث بشرود قائلا
سيبكم انتوا منها دلوقت
نظر أمامه بشرود من جديد لتخرج دموعها تجري على وجنتيها بهدوء ابتعد عنها والدها متسائلا بابتسامة
ليه الدموع دلوقتي يا بنتي
أجابته وهي تزيلهم من على وجنتيها مبتسمة بهدوء
دموع
 

10 

انت في الصفحة 9 من 56 صفحات