الخميس 12 ديسمبر 2024

براثين اليزيد ندا حسن

انت في الصفحة 11 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


بين
يده القوية
أقسملك بالله أنا ما أعرف مين صاحب الرقم ولا عمري كلمته والله والله العظيم أنت ظالمني أنا عمري ما كلمت حد ولا ليا علاقات مع حد صدقني
اشتدت يده أكثر ثم أكثر وهو يلعن بقسۏة شديدة فهو منذ لحظات كان في غاية السعادة معها لو استمر الوضع
يومان أكثر لأصبحت زوجته شرعا وقانونا ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن الآن هي متهمة بقضية شرف أمامه وعليها أن تحاسب

عايزه تفهميني إنك متعرفيش صاحب الرقم اللي حتى مفكرتيش تمسحي اسمه ده! مفكرتيش تعملي بلوك للرقم حتى ايه شيفاني أهبل للدرجة دي
شهقت متوجعة من قبضته هو لا يصدقها يحق له ولكنها ليست مذنبة لما تعاقب لما صړخت بوجهه وهي تضربه في صدره بكف يدها عدة مرات متتالية ليترك خصلات شعرها
هتبقى أهبل فعلا لو صدقت إني أعمل كده والله أنا خليت ميار بنفسها تشوف الرقم لمين ومعرفتش ولو عايز تسألها كمان أنا أصلا والله مجاش في بالي أمسح ولا أعمل وأقسم بالله دي الحقيقة
ابتسم بسخرية وقد رأت الشړ بعينيه وهو يتحدث من بين أسنانه بعصبية بعد أن ترك خصلات شعرها
اه لأ أنا لازم أصدق ابن الك بيقول عليا بقف! بيقولك إني همجي وحيوان لأ صح صح أنا لازم أصدق عرف منين أن أهلك كانوا هنا عرف منين أن أختي خريجة تجارة ها منين وعرف منين أن أمي ست محدش يستحملها ما تردي
نظرت له دون الإجابة هي حقا لا تعرف من أين علم كل هذا حتى تامر لا يعلم غير أن عائلتها زارتها من الذي يفعل بها هكذا صړخ بها بصوت عالي جعلها تنتفض عائدة إلى الخلف لتسقط جالسة على الفراش خلفها نظرت إليه بحزن خالص والدموع منهمرة على وجنتيها بلا توقف فقد كان حزن قلبها وخۏفها منه لا يضاهي شيء 
أجاب عن الأسئلة قائلا ببرود وسخرية وهو يقترب منها ناظرا إليها بقسۏة
عرف من واحدة خاېنة وحقېرة باعت نفسها وشرفها بس تفتكري أنا هسكت عن وساختك دي صحيح ما أنت من عيلة طوبار هتعملي ايه غير كده
هبت واقفة على قدميها أمامه بعد أن مزقتها إهانته لتقول بحدة وقسۏة حملتها كلماتها وهي تشير ناحيته بإصبع يدها السبابة 
لو أنت شايف نفسك مش راجل ومش واثق في إني ممكن أحبك وأعيش معاك دي مش مشكلتي لكن أنا أشرف من عيلتك كلها أنا بنت عيلة طوبار اللي مش عجباك لا أنت ولا حد في بيتك أحسن مليون مرة منك ومن والدتك اللي 
هل تظن أنها تستطيع إتمام ما بدأت به لو أحد غير يزيد لفعلت ولكن صڤعته التي أطاحت بها على الفراش جعلتها تبتلع باقي حديثها داخل جوفها دون التفوه بحرف آخر استلقت على جانبها واضعة يدها على مكان صڤعته وكأنها لا تصدق ما فعل تندب حظها العثر وتلك الرسائل وذلك الشخص الذي لو عرفته لقامت بقټله على الفور 
استند بقدمه اليمنى على الفراش ليجذبها من كلتا ذراعها جاعلا إياها مستلقية على ظهرها مواجهة له تنظر إلى عينيه پقهر ولا تتوقف عن البكاء بينما هو تحكم به الڠضب واستفاق على الاڼتقام من عائلتها ترى عائلته دنيئة وهم شرفاء لترى الشرف على حق
عيلتي مالها مش عجباكي أنت شريفة آه أنا ناسي وأنا مش راجل! تحبي اوريكي الرجولة بتاعتي عاملة إزاي أنا لو عليا كنت عايز ده بس قبل ما أعرف
اللي بتعمليه يا يا شريفة هانم
رأته في حالة اللاوعي غضبه يعمي عينيه ينظر إلى مقدمة صدرها وتلتمع الرغبة بعينيه ليتحدث ك المغيب 
تحدثت وهي تحاول أن تبعد يديه عنها الذي تقيد حركتها
أبعد عني يا يزيد
ابتسم بسخرية لاذعة ثم تحولت تلك الابتسامة إلى ضحكات ساخرة عالية وهتف قائلا ببرود وهو ينظر إليها پقهر
ليه مش كنتي عايزه القرب مش كنتي بتقولي أنا مش ببعد
أبعد عني بقولك
ساهمت هي بدورها في ذلك 
ابتعدت هي إلى آخر الفراش تبكي پقهر واضعة يدها الاثنين أعلى صدرها انكمشت على نفسها تضدم قدميها إلى صدرها وتحتضنهم بيدها تفكر في فعلته عصف بها تفكيرها في كثير من الأمور وهي جالسة تبكي وهو عاد إلى الأريكة التي بالغرفة وجلس عليها واضعا رأسه بين يديه بعد أن انحنى على نفسه قليلا وكل منهم يفكر بما حدث منذ قليل وما كانوا عليه منذ دقائق!! 
ظلوا على هذا الوضع بضع دقائق إلى أن استمع يزيد فجأة صوت شقيقتها يأتي من عبر الهاتف بلهفة وقلق
ألو مروة مالك يا حبيبتي بترني متأخر كده ليه
رفع يزيد بصره إليها باستغراب ليراها ممسكة بالهاتف بيدها جاعلة إياه على وضع مكبر الصوت حتى يستمع إليه رآها تزيل دمعة فرت من عينها بعد أن استمعت إلى صوت شقيقتها لتتحدث بخفوت وصوت ضعيف من كثرة البكاء
أبدا يا ميار بس كنت عايزه أسألك على الرقم اللي كان باعتلي رسايل أصل 
قاطعتها شقيقتها سريعا بلهفة وهي تتسائل باستغراب
اوعي يكون بعتلك تاني أنا بجد مش عارفه مين الحيوان ده مروة يزيد لازم يعرف لأنه لو عرف من غيرك ممكن يفهم غلط مروة سمعاني
رفعت وجهها إليه تبتسم بسخرية وبرود فقد ظن بها السوء دون محاولة منه لمعرفة الحقيقة عادت إلى شقيقتها قائلة بجدية
لأ خلاص أنا هعمله بلوك بقولك هو انتوا مشيتوا
أجابتها الأخرى بصوت مستغرب من تقلبها على الأمر برمته
لأ هنمشي بكره علشان اتأخرنا النهاردة
طيب تصبحي على خير
ثم وتنظر فقط إليه بعتاب وحزن ظاهر في كامل ملامحها ودموعها لم تجف ولو لدقيقة واحدة تحدث وهو يقترب من الفراش يقول بخفوت وندم لتسرعه
مروة أنا 
قاطعته عندما هبت واقفه على قدميها بعد أن وجدته يقترب منها لتقول بحدة وهي تشير ناحيته بيدها إلا يقترب
أنا همشي بكرة الصبح وهرجع مع أهلي القاهرة مستحيل أقعد معاك دقيقة واحدة بعد اللي عملته فيا ظلم
لم تعطيه فرصة للرد فقد ذهبت سريعا إلى غرفة الصالون الصغيرة وأغلقت الباب خلفها ليستمع من بعدها إلى صوت بكائها وشهقاتها المكتومة الذي تسبب هو بها بينما هو من فرط عصبيته أطاح بكل ما كان موجود على المرآة ليحدث ضجة عالية استمعت إليها وعلمت ما يفعله فقد كان في ذلك الوقت يكاد أن ېموت من تأنيب ضميره روحه ټعذب وكأنها في وسط نيران مشټعلة كلمات شقيقتها تدل على برائتها إذا هي حقا لا تعلم لمن الرقم! 
يكاد يفقد عقله من التفكير فيما حدث فهو لم يكن يريد أبدا أن يصل إلى تلك النقطة
معها كيف سيجعلها تسامحه وتغفر إليه الآن نظر إلى باب الغرفة المختبئة خلفه بحسره وحقد على ذلك الشخص الذي حتما سيعلم من هو وحينها سيجعله يتمنى المۏت ولن يناله 
جلست خلف الباب تبكي وتكتم شهقاتها حتى لا يستمع إليها لقد وضع في قلبها خناجر مسمۏمة واحدا تلو الآخر حتى أتى بقلبها نصفين لقد كانت كلماته تسبب چروح لا تشفى كيف يفعل كل ذلك فهي منذ قليل كانت تفكر به وبتلك اللحظات الجميلة التي قضوها معا! تلقائيا بسبب ذلك الصداع الذي داهمها منذ الصباح الباكر جلست نصف جلسة على الأريكة التي كانت غير مريحة لجسدها بالمرة فركت فروة رأسها عدة مرات وهي تغمغم بكلمات غير واضحة منزعجة من ذلك الألم البغيض 
تذكرت أنها سوف تذهب مع عائلتها إلى القاهرة اليوم وتعود إلى منزلها من جديد وإلى حياتها التي فقدتها منذ أن أتت إلى هنا ولكن هل ستبتعد عن زوجها ستترك يزيد الذي اعترفت لنفسها بأنه يجذبها بكامل تفاصيله 
عنفت نفسها على ذلك التفكير فهو لم يفكر بها أو بمشاعرها عندما تطاولت يده عليها وسبها بألفاظ بشعة ربما لو كان فعل شيء آخر تستطيع أن تغفره لفعلت ولكن هذا لا يغتفر فكرامتها وعائلتها لا يستحقون هذه الإهانة 
وقفت على قدميها متوجهة صوب باب الغرفة لتفتحه وتخرج ترتب أشيائها وتذهب دون رجعة وليحدث ما يحدث ولكن هيهات فقد كان هذا مخططها أما هو فقد كان له رأي آخر 
حاولت فتح الباب عدة مرات ولكن دون جدوى أمسكت بالمقبض بحدة
محاولة فتحه ولكن دون فائدة نظرت إلى الباب ثم علمت أنه من فعل ذلك ليمنعها من الذهاب ومن دونه سيفعلها فلا أحد يحبها بهذا المنزل من الأساس سواه هو وأخته مهلا هل هو حقا يحبها! تفكر بتراهات وتركت الأمر اللازم 
نظرت إلى ساعة الحائط وجدتها لم تتعدى الثامنة صباحا فعلمت أنه لم
يذهب بعد وقفت خلف باب الغرفة ثم صاحت بصوت عال بعض الشيء
يزيد أفتح الباب
لم تتلقى إجابة منه فوضعت أذنها على الباب تسترق السمع ولكن لم تستمع لشيء بالخارج فطرقت بكلتا يدها وصاحت بحدة
أنت كمان جايلك نوم قوم أفتح الباب يا يزيد وإلا هعملك ڤضيحة هنا
نهض من على الفراش جالسا مرتعد بسبب ذلك الصوت المزعج الذي أستمع إليه نظر حوله ليرى إن كان هناك شيء حقا ولكن لا يوجد فعاود النوم مرة أخرى ولكن صوتها الصارخ أخترق أذنه ليجعله يهب واقفا على أرضية الغرفة مقتربا من باب الغرفة قائلا بهدوء متسائلا
في ايه بتزعقي كده ليه
اغتاظت من هدوءه وبروده في المعاملة وكأنه لم يفعل شيء أبدا فصاحت بعصبية وهي ټضرب الباب بقدمها
أفتح الباب يا يزيد وإلا مش هيحصل كويس لولا أن حاجتي جوه كنت مشيت من غير ما تعرف أصلا
مسح وجهه بكف يده الأيمن بينما الآخر مستندا به على الباب يحاول أن يبعد النعاس عن عينيه تمتم بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة ربما تجعله يهدأ حتى يصلح ما أفسده
بټهدديني يا مروة
أتته الإجابة سريعا وهي تقول بحدة وعصبية بسبب حپسه لها بهذه الطريقة
اعتبرها زي ما تعتبرها المهم أنك هتفتح الباب يعني هتفتحه
ابتسم بسخرية بعدما استمع إلى حديثها الواثق وكأنه يقوم الآن بفتح الباب لتلبية طلبها الأمر
طب لو مفتحتوش يعني هتعملي ايه
صاحت بإسمه من بين أسنانها بصوت غاضب
يزيد! 
ابتسم يزيد بهدوء ثم حاول معها باللين لتوافق على طلبه الذي ربما يكن مستحيل فما فعله لمولكنه لم يكن يدري بالأمر ولا يعلم ما يفعله سوى أن شيطانه سول إليه أنها خائڼة وهي لم تبخل عليه بمساعدته
أول مرة أسمع اسمي حلو كده
تريث بعد جملته أخذا نفسا عميق ثم تحدث مجددا بخفوت وصوت أجش
أنا آسف بصي عارف إني حيوان بجد وحقېر كمان على اللي عملته بس حطي نفسك مكاني فجأة ألاقي مراتي واقفه فاتحة رسايل شخص متسجل عندها حبيبي بيكلمها وكأنه جوزها وكأنه أنا يا مروة غير أنه عارف حاجات يعني مش أي حد هيعرفها ده غير إن دي تاني مرة لنفس الرقم حتى مكلفتيش خاطرك تمسحي أم الرقم
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 56 صفحات