عروس بلاثمن
بما استطاعت من هدوء
انا جاهزة ونقدر نمشى على طول لو تحب
لم يرد عليها فورا بل وقف امامها يتابعها من
خلف زجاج نظارته قبل ان يتحدث قائلا
بهدوء
مش قبل ما تفطرى الطريق طويل
ومينفعش تمشى من غير اكل
كادت ان تعترض تفتح شفتيها قائلة انها
لاترغب باى طعام لكنها اسرعت تطبقهم مرة اخرى تعض
عليهم بشدة قبل ان تهز راسها بالموافقة
مرتبكة غافلة عن تلك البسمة الصغيرة التى
ظهرت فوق فمه قبل ان يتبعها بخطوات
بطيئة متمهلة
جلست زينة تتلاعب بطعامها بشرود افاقت
منه على همس رائف الرقيق باسمها فتظاهرت
فورا بتناولها للطعام لكنه لم يفت عليه
شرودها هذا يسألها بهدوء
خاېفة انا قلتلك متخفيش محدش يقدر
يمسك طول ماانا معاكى
ان ترفع عينيها اليه قائله بقلق وخوف
انا حاسة ان الموضوع اكبر من انهم
عوزينى علشان اعيش معاهم كل كلامهم ليا
وغلطهم اكتر من مرة فى امى يخلينى افكر
ان الموضوع مش موضوع انهم اهلى
وعوزينى معاهم
رائف وقد التمعت عينيه بشراسة يهتف بحدة
اى كان اللى حصل زمان او اللى بيفكروا
مرات رائف الحديدى يعنى لو حد فكر يحط
طرف صابعه بس عليكى هتقطع واولهم الكلب اللى
اسمه شاهين هدفعه تمن اللى عمله غالى اووى
خفضت عينيها عنه تشعر بالمرارة حتى لا يدرك كم
المها تاكيده على انها زوجته ومدى احساسها
بسخرية قدرها منها بحدوث كل تلك المصائب
بعد معرفتها حقيقة زواجهم المؤلمة
يبتسم لها بتشجيع غير واعى عن سيرافكارها
وتخبطها داخلها يسألها
مستعدة نمشى دلوقت
اخذت نفسا عميقا تهز راسها بالايجاب له
لينهض وتتبعه هى الاخرى ليغادرا باتجاه
مجهول تخشاه وتخافه اكثر من اى شيىء اخر
فى حياتها البائسة
تمت الرحلة بهم بصمت لم تحاول فيها
الحديث رغم محاولات رائف الكثيرة لاجراء حوار معها لكنها
وجهتهم بتقلص معدتها ړعبا وتعالى خفقات
قلبها حتى كادت ان تختنق بها فلجأت الى الصمت
ليستسلم رائف لصمتها فيخرج هاتفه
يجرى من خلاله العديد والعديد من المكالمات
الخاصة بالعمل جلست هى خلالها تتخبط
داخل افكارها پعنف حتى افاقت منها على
صوت رائف يهمس لها
زينة استعدى خلاص وصلنا
نظرت اليه زينة بعينين متسعة خوفا تدرك
بالموافقة ليراقبها رائف للحظة قبل ان يخرج
من السيارة يلتفت الى بابها يفتحه مادا يده
لها يساعدها على الخروج فقبلتها دون لحظة
تردد واحدة تشعر بالحاجة اليه ولدعمه فى
تلك اللحظة
وقفت تنظر حولها تلاحظ تقف سيارات
الحرس الخاص برائف هى الاخرى يخرج منها
العديد من الرجال الحاملين للاسلحة فى
انتظار اوامر رائف والذى اشار لاحدهم
بصرامة فيسرع الرجل فى اتجاه البيت الكبير
ذو الطابع القديم يدق بابه پعنف فيفتحه احد
الرجال والذى ما ان شاهد هذا الكم من الرجال
المحاصرين للمنزل حتى هرول داخله مرة
اخرى بړعب تارك الباب مفتوح ليشير رائف
براسه فيتبعه عدد من الرجال بينما ظل الباقى
يحيط بالمنزل من الخارج
دخل رائف الى المنزل يمسك بيدزينةالمرتجفة
بين يديه يقف فى وسط المنزل باثاثه الثمين
رغم قدمه ومظهره العتيق فلم تمر سوى
لحظات حتى رأوه شاهين يهرول من احدى
الغرفة الجانبية يهتف پغضب و حدة فى ذلك
الرجل الذى قام فى السابق بفتح الباب لهم
مين دول يا ولا اللى يتجرأ ويجى بيت
قطع شاهين حديثه بحدة حين وقعت عينيه
على رائف الواقف فى منتصف داره يحيط
الصارم وعينيه التى تنطق بشراسة ټرعب
اعتى الرجال واقساهم يبتلع ريقه پخوف
ورهبة يلاحظ زينة الواقفة بجواره تكاد
تنكمش ړعبا يوجه اليها الحديث مستغلا
خۏفها الظاهر قائلا بصوت حاول اضفاء
الخشونة والعڼف عليه قائلا
جايه هنا ليه يا بنت راضية مش خلاص
نهينا موضوعك واعتبرناكى موتى زاى المخفية امك
هنا لم ينتظر رائف لحظه واحدة اسرع فى
اتجاهه يطبق فوق رقبته يرفعه منها حتى
ارتفعت قدميه عن الارض عدة انشات يفح
من
بين اسنانه بشراسة عينيه تتطاير من خلالها شرارات الڠضب
لما هو انتهى كنت جاى ټخطفها من ادام
شركتى ليه يا كلب فاكرنى هعديلك حاجة زاى
دى دانا مش هيكفينى عمرك تمن اللى عملته فى مراتى
اخذت شاهين يحرك قدميه بتخبط وړعب
وجهه احمر مخټنق و عينيه جاحظه بشدة قائلا پاختناق وصعوبة
محصلش محصلش دى كدابة وڤاجرة زاى امها
ازداد ضغط رائف فوق رقبته پعنف وشاهين
يحاول التحرر من بين يديه لكن دون فائدة
يزداد وجهه اختناقا
واحمرارا تكاد ان تزهق
روحه بين يدى رائف بوجهه الخالى من
التعبير الا عينيه بوحشيتهم حتى اسرعت
زينة تمسك بيده تصرخ بړعب وهسترية
كفاية يا رائف سيبه ھيموت فى ايدك سيبه علشان خطرى سيبه
لم تهز عضلة فى وجه رائف وهو مازل يضع
يده حول رقبة شاهين حتى بعد ان خفت
قبضته من حولها يهمس پعنف مقربا وجهه
من شاهين المړتعب وجهه شاحب بشدة
هااا لسه عند كلامك ولا تحب نتفاهم من اول وجديد
اتبع حديثه بمعاودة ضغطه مرة اخرى فوق
رقبته ليهز شاهين راسه بالنفى سريعا يفتح
فمه يحاول الحديث لكن تأتى المقاطعة من امام الباب
الخارجى بصوت جهورى قوى
ايه اللى بيحصل هنا يا شاهين ومين الناس دى
ترك رائف شاهين من بين قبضته ليهبط ارضا
يسعل پعنف وخشونة يلتفت الى الباب هو
و زينة ليروا خالها همام ومعه رجلين على ما
يبدو تابعين له الا انهم لايحملون اى سلاح
وما ان راهم همام وتعرف عليهم حتى هتف بحدة
انت ! جايين هنا ليه وعاوزين من شاهين ايه
نهض شاهين يسرع فى اتجاهه بتعثر هاتفا بړعب
الحقنى ياحاج بنت اختك جاية تتبلى عليا
وتقول انى عاوز اخطڤها وجايبه معاها الجدع ده علشان يموتنى
اخذ همام ينظر اليه مقيما عدة لحظات بحدة
وصرامة ليزداد شاهين ارتباكا وشحوب تحت
وقع نظراته عليه قبل ان يلتفت الى رائف يحدثه
بهدوء يشير اليه
الكلام هنا مينفعش تعالوا معايا على الدار
بتاعتى وهناك هنتكلم
تبادل هو رائف النظرات الثاقبة تتحدث فيما
بينهم بالكثير حتى هز رائف راسه موافقا
ببطء فيزداد تشبث زينة بذراعه اكثر پخوف
فاخذ يربت فوقها بحنان يلتفت اليها مبتسما
لها يمسك بيدها ضاغطا فوقها بأطمئنان
يتوجه بها الى مكان همام ليهتف شاهين
بتذمر وحدة
كلام ايه اللى هتتكلم فيه يا حاج همام ده
جاى لينا فى ارضنا وسط ناسنا برجالته
وسلاحهم عاوزين يقتلونى وتقوله تعال نتكلم
ده لازم يدفن مكانه هو والڤاجرة اللى جيباه وجاية
فى لحظة خاطفة لم يعلم احد كيف حدث
ماجرى اخرج رائف سلاحھ يجذب شاهين اليه
من بين اسنانه پغضب اعمى
تصدق انك انت اللى هتدفن مكانك هنا
ووسط اهلك علشان تبقى تغلط مرة تانى فى
مرات رائف الحديدى
ارتعشت فرائص شاهين يغمض عينيه بړعب
وقد ادرك ان اجله قد اتى لا محالة هذة المرة
ولكن تأتى كلمات همام الراجية والتى يسمعها
منه لاول مرة تنقذه حين قال
حقك عليا انا يابنى حقك وحق بنتنا عندى انا
بس سيبه ده طول عمره لسانه سابق عقله
وتعالا هنتكلم بالعقل
اضافت زينة توسلها المختلط بدموعها
المنهمرة تهتف هى الاخرى برجاء
علشان خاطرى سيبه يا رائف لو ليه خاطر
عندك سيبه ده مستهلش
زفر رائف بحدة عنده رؤيته لدموعها وتوسلها
له تتراخى يده من حول شاهين فيستغل
الاخير الوضع يهرول مبتعدا عنه بحركة خرقاء
اسقطته ارضا اسفل قدمى زينةفرفع وجهه
اليها بغل قبل ان يسرع ف النهوض مرة اخرى
يقف مرة اخرى بجوار همام والذى تحدث
بهدوء وعقلانية
تعال يابنى احنا هنتكلم فى دارى وهنحل
كل شيئ ولو كلامك اللى بتقوله ده مظبوط
حقك هتاخده تالت ومتلت لو من مين
محصلش يا حاج يمين تلاتة ماحصل انا فى
اليوم ده كنت عند الدكتطور بتاع المرارة
وكان معاد كشفى هناك الساعة اتنين يبقى هكون
ازاى فى مصر بخطڤ المحروسة زاى ما بتقول
صړخ شاهين بكلماته تلك امام المجلس
المنعقد برئاسة همام يتوسط المجلس
يجاوره ااخويه جلال وعمران وفى الطرف
الاخر يجلس رائف وتجاوره زينة التى اخذت
تحدق بذهول وصدمة وهى تستمع الى
اختلاقه الاكاذيب قبل تنهض تصرخ هى
الاخرى باستنكار
لاا انت انا متاكدة انه انت انا عمرى ما
هنسى اللى حصل ابدا ولا يمكن اتلغبط فيك ابدا
الټفت شاهين الى همام يهتف بتهكم
جرى ايه ياحاج همام انت هتصدق كلمة
البت دى على كلمتى انا وانا اللى معاياالاثبات
وبعدين متقلوش ليه انه ملعوب منها هى
والجدع اللى معاها ده اللى مانعرفش ايه
صلته بيها غير كلمته انه مرته واحنا ولاشوفنا
ورقة ولا حضرنا كتب كتاب
لم ينهض رائف من مكانه بل ضاقت عينيه
على شاهين بشراسة قائلا بهدوء ما قبل العاصفة
تعرف كلمة تانية منك ومش هتلحق تتكلم اللى بعدها
ابتلع شاهين لعابه بصعوبة يهم بالحديث مرة
ليصمت فورا يضع راسه ارضا فيلتفت رائف
الى همام قائلا بلهجة رجل الاعمال المسيطرة
تعلمها زينةجيدا قائلا بعملية وحزم
انا جيت النهاردة وده طبعا غير ان اربى
الكلب ده على اللى عمله ملتفتا الى شاهين
ينظر اليه بشراسة لينكمش شاهين حوله
نفسه اكثر واكثر ثم يكملالفصل 12
مر بيهم يومين كما لو كانوا داخل دوامة اذا
فور نطق رائف بموافقته متجاهلا صدمة
وذهول زينة التى صړخت به فور خروج
الجميع من الغرفة لعمل الاستعدادت لاقامة
حفل زفاف كبير تتم دعوة جميع اهالى البلد
اليه قائلة بحنق ټضرب بقدميها الارض پغضب
بينما رائف يقف امامها يراقب تلك الحركة
منها بأستمتاع يظهر جلى فوق قسمات وجهه
ليزداد ڠضبها اكثر واكثر
انت ازاى توافق على حاجة زاى دى فرح ايه
اللى عوزنا نعمله هنا
رائف بهدوء ومازالت تلك البسمة مرتسمة فوق
شفتيه
مش ده كان طلبك اللى بسببه رفضتى
تيجى عندى فى الفيلا تعيشى معايا اهو
هتعملك اكبر فرح وسط اهلك كلهم وهاخدك
هتلبسى الفستان الابيض والدنيا كلها هتعرف
وبكده هتبقى مراتى ادام الكل
ابتسمت زينة بمرارة تغشى عينيها سحابة من
الدموع
قائلة بحزن
وكل ده طبعا علشان تثبت ان جوازك صح
وكل حاجة فيه طبيعية علشان الوصية
وميراثك وبعدين فرح ايه اللى وسط اهلى انا
حتى معرفش واحد فيهم علشان تقولى اهلك
فى مواجهته يهمس لها برقة وهدوء محاولا
ايصال كلماته القادمة الى عقلها
هتصدقينى لو قلتلك انى عملت كده
علشانك انتى اما بخصوص الوصية كفاية
اوووى ان جوازنا يستمر سنة تحت اى وضع علشان
اقدر اخذ ميراثى واللى هيحصل ده حماية
ليكى من اللى جاى
هتفت زينة باستنكار غير قادرة على تصديقه
حماية ليه من مين موضوع اهلى وخلاص
انتهى وكله عرف انك جوزى لما شافه العقد
يبقى ليه التمثلية دى تانى
زفر رائف بنفاذ صبر قبل ان تتحدث اليها
بصوت اصبح عڼيفا الى حد ما
زينة انتى غبية انتى فعلا مصدقة ان
موضوع اهلك خلاص انتهى نهاية سعيدة
زاى اللى بتيجى فى الافلام وفعلا هيقدروا
يوقفوا شاهين عند حده انا عملت نفسى
مصدق كلامهم وان هما هيقدروا عليه بس لااا
يا هانم شاهين عمره ما هينسى ولا هيسامح
وهيفضل طول الوقت تحت عينى وعين
رجالتى علشان لو فكر يمد ايده عليكى تانى
اقطعهاله بس كل ده هيحصل وانتى فى بيتى
ادامى ليل ونهار فاهمة ولا مش فاهمة
همت بالحديث تفتح شفتيها ردا عليه ليرفع
سبابته امام وجهها محذرا بحدة جعلتها تجفل بشدة
وقسما يا زينة لو فتحتى بوقك بكلام
اهبل من بتاعك ده لكون مسكتك بطريقتى وهنا
ادام اهلك كلهم وساعتها متلوميش غير نفسك
اغلقت فمها مرة اخرى سريعا تطبقهم فوق
بعضهم بقوة بعد تهديده الحاد هذا
تعلم بانه
بقادر على تنفيذه
لكن ابت عليها كرامتها بالاستسلام لتتنحنح
عميقابعد عدة لحظات من الصمت تحاول
اضفاء الجدية على صوتها بدلا
من رهبتها لاتريد ان تظهر بمظهر