جواز نت بقلم منى لطفى
سيف عبد العظيم أنه في انتظار جواب منة على طلبه وقام بإعطائه ورقة بها كل البيانات الشخصية الخاصة به وبعائلته واستأذن منه أن يحضر والده معه في المرة القادمة للتعارف فرحب عبد العظيم بالزيارة واخبره انه مهما كان جواب منة فسيظل مرحب به في هذا المنزل فهو صديق أحمد وبمثابة إبن ثان له
مر يومان منذ زيارة سيف لمنزلها وكانت تتعمد اجتنابه في العمل وكأنه شعر برغبتها بالانفراد بنفسها فكان معظم وقته يقضيه بعيدا عن المكتب في مواقع البناء صلت صلاة الاستخارة وتحدثت مع والدها
ووالدتها كثيرا هي لا تنكر أن والديها موافقين بل ومرحبين بهذه الزيجة فمن الواضح أن سيف قد استطاع كسب محبتهما له والشيء الذي يدهشها أنها لم ترفض وبقوة منذ البداية ما الذي جعلها تنصاع لرغبته في التفكير والروية واعطاء أنفسهما فرصة لمحاولة انجاح هذا الارتباط كان لحديثها مع شقيقها نصيب الاسد من قرارها بالتروي قبل ان تدلي بموافقتها او رفضها فقد علمت منه أنه ابن وحيد على أربعة بنات وأن عائلته من محافظة المنيا في الصعيد من العائلات المقتدرة ماديا ولكن سيف رفض وبقوة أي مساعدة مادية من والده وكان يعمل وهو لا يزال طالبا في كلية الهندسة وان مكتبهم الحالي كان هدية والده له بمناسبة التخرج ولكن جميع المصاريف الخاصة به تكفل بها سيف وحده قبل ان يشاركه هو وعمر أخبرها أنه بما ان سيف هو الابن البكري والوحيد للشيخ عبدالهادي فكثيرا ما كان يلح عليه والده في الزواج ولكنه كان يتنصل من هذا الموضوع حتى فاجأه ذات يوم برغبته في الارتباط بشقيقته هو منة
بووووووه شهقت منة والتفتت الى صاحب الصوت لتجدها ايناس التي تنظر اليها بإستفزاز مرح تميل فوق مكتبها فقالت لها منة بغيظ
انت عارفة ان قلبي كان هيقف دلوقتي من الخضة
قالت ايناس بمرح
سلامة قلبك يا حبيبتي اعملك ايه بئالي ساعه انا وسحر عمالين ننادي عليكي مابترديش نبسبس لك مش بتتبسبسي اللي واخد عقلك يا قمر
ابتسمت منة ابتسامة خفيفة وأجابت
لا تصدقي دمك خفيف وضحكتيني انا عارفة أحمد اخويا شايف فيكي ايه رمت منة بجملتها الاخيرة وهى تراقص حاجبها الايمن بإغاظة لإيناس والتي تدرج وجهها بألوان الطيف السبعة وارتبكت وهي تقول بتلعثم بينما اعتدلت واقفة
ضحكت منة وقالت
خلاص خلاص هو انا كنت قلت ايه يعني وبعدين حبيبتي لو مش عاوزة حد يتكلم بطلي تعلقي له على كل بوست ينزله على صفحته الشخصية دا انا يا بنتي اللي اسمي أخته مش بتكلم معاه بالطريقة دي انما انت آه بتتكلمي باحترام وزوء وكل حاجه انما مش بتفوتي بوست واحد ولا
جملة حتى هو كاتبها الا والاقيكي ناطة معلقة لا وايه من قلبك
قالت ايناس باستنكار
انت اللي متخلفة عادي بوست وبعلق له عليه فيها ايه دي
قامت منة من مقعدها واستدارت حول المكتب واقفة بجوار ايناس وهى تهمس لها بينما كانت سحر في الطرف البعيد من الغرفة غير منتبهة لما يدور بينهما
احمد مش مبسوط من تعليقاتك لكل بوستاته وعلشان أكون أوضح احمد مستغرب اكتر من الوقت اللي بتقعديه ع الفيس الموضوع من الآخر مش عجبه ومش مريحه
وهو ماله انت عارفة انى عايشة مع تيتة لوحدنا بابا وماما ما بشوفهومش غير شهر في السنة ولو كمل كمان في اجازتهم السنوية اللي في الغالب مش بيكملوها ويجروا ع المستشفى اللي بيشتغلوا فيها في الخليج والفيس هو تسليتي الوحيدة وانا مش بعمل حاجه غلط
حاولت منة امتصاص ڠضبها قائلة بابتسامة حانية
عارفة حبيبتي والله بس احمد بېخاف عليكي وانت عارفة كويس انه احمد آخر واحد يتهمك بحاجه وحشة او يفهمك غلط لكن هو بردو مش عاوز حد يجرحك بكلمة او حتى بفكرة غلط عنك في دماغه ولو كان مايعرفكيش
ارتبكت ايناس قائلة وهى تشيح بنظراتها بعيدا
بس كلامه ليكي قاطعتها منة هاتفة
كلامه ليا معناه انه خاېف عليكي ومعناه بردو انه قريب اووي هيقوم بزيارة للسيد الوالد اول ما ييجي هو ومامتك مصر بالسلامة بس الاول موضوعي انا يخلص
احمرت ايناس خجلا ولكنها قطبت مستفهمة
يزور بابا وموضوعك ايه هو
تنهدت منة عميقا واجابت
بصي يزور بابا دي أظن انت عارفة ليه مش معقول يعني علشان يدوق الشاي بتاعكم ويشوفه زي بتاعنا ولا احلى خبطتها ايناس بمزاح غاضب على يدها فيما تابعت منة وقد شرد نظرها بعيدا
وموضوعي بقه واضح كدا انى محتاجه آخد رايك انت وسحر لان دماغي ورمت من كتر التفكير
قاطعت همسهما نشوى وهى تقول
بمزاح
موضوع ايه يا حلوين تأففت ايناس حنقا بينما ضحكت منة والتي غدت علاقتها بنشوى أفضل بكثير من ذي قبل فقد تيقنت منة ان سلوك نشوى ما هو الا نتاج تربية متحررة وغياب مستمر للرقيب المتمثل في الأب والأم واللذان انشغلا عنها احدهما بالركض لهثا لنجاح عمله وجعله أكبر صرح تجاري بالبلد أما الأم فمبصاحبة سيدات الطبقة الراقية التي تنتمي اليها والانشغال بالمظاهر الدنيوية الكاذبة طمعا في كتابة اسمها في الصحف والمجلات وذكر أياديها البيضاء على الفقراء والمساكين ليلمع اسمها كسيدة مجتمع راقية وتصبح أشهر من نجم على علم بينما لا يعلما أي شيء عن وحيدتهما نشوى والتي تعلم مربيتها عنها أكثر منهما بمراحل كثيرة هما لا يملكان سوى اسمهما القابع في شهادة الميلاد الرسمية كأب وأم بيولوجيين لهذه الفتاة بينما الأب والأم الحقيقيين لم تعرف عنها شيء وحاولت مربيتها سد هذه الثغرة ولكن هيهات فالحرمان منهما لا يعوضه أي انسان أخر الأمر الذي أدى الى تحرر نشوى الزائد عن حده مما جعل منة تأخذ على عاتقها أمر الاهتمام بها والوقوف بجانبها لخۏفها الشديد من نتيجة تحررها المنفلت ذاك
قالت منة بابتسامة
ابدا بنتكلم على مواصفات عريس الاحلام انضمت سحر لهن وجلسن الاربعه على جلسة خاصة موضوعه بأقصى الغرفة لمتابعة هذا الحديث الشيق
قالت منة
يا للا بقه كل واحده مننا تقول مواصفات فتى احلامها ايه
نظرت الى ايناس قائلة
ابتدي انت يا أيناس هنمشي أبجدي قالت ايناس بابتسامة يشوبها بعض الخجل
يعني زي أي بنت عاوزاه انسان كويس كريم متدين بيحبني وېخاف عليا نظرت منة الى سحر فشردت تلك الاخيرة بعينيها الى البعيد وقالت
زي مواصفات ايناس وعاوزاه مرح وطيب ويا ريت لو يكون مهندس زيي علشان يفهم ظروف شغلي و قاطعتها منة ضاحكة
وأول حرف من اسمه عمر نظرت اليها سحر بغيظ بينما تلاعبت منة بحاجبيها وانخرطت نشوى وايناس بالضحك نظرت منة الى نشوى قائلة
وانت يا شوشو عريس الغفلة عاوزة مواصفاته ايه
أجابت نشوى بحماس
عاوزاه دمه خفيف زي احمد حلمي ورياضي زي أحمد السقا ووجيه كدا زي أحمد مظهر وفي جمال أحمد عز
نظرت منة اليها بصمت لثوان ثم قالت بثقة مطلقة
حمرااا هتفت بها نشوى مقطبة بينما كتمت كلا من ايناس وسحر ضحكاتهما بصعوبة
هي ايه دي اللي
حمرا يا منة قالت منة ببراءة مزيفة
الشقة ألوان الشقة أكيد حمرا صح عبست نشوى قائلة
حد يلون شقته بالأحمر انا أي نعم بحبه بس بردو ازاي الشقة كلها تبقى حمرا يعني
قلبت منة عينيها الى الاعلى في حين انخرطت ايناس وسحر في الضحك نظرت منة الى نشوى المندهشة من ضكاتهم بخبث واضح ومالت الى ايناس بجوارها وهمست لها ببراءة زائفة
خدت بالك يا أنوس نشوى فارس احلامها كله على أحمد قطبت ايناس مستفهمة
ازاي يعني
اجابت منة بدهشة مصطنعه
انت يا بنتي مش سمعتيها بتقول دمه خفيف زي احمد حلمي وجسمه رياضي زي احمد السقا وأمور زي أحمد عز أومأت ايناس بالايجاب واعتلى وجهها علامات الريبة فتابعت منة
اممممم يبقى ناقص تقول أول حرف من إسمه أحمد عبدالعظيم قطبت ايناس متسائلة بحيرة وريبة
مين أحمد عبد العظيم فغرت منة فاها دهشة وعبست قائلة بحنق
لا ابدا دا المكوجي اللي على أول الشارع وما لبثت أن احتدت قائلة بسخرية
مش عارفة احمد عبدالعظيم يا أذكى اخواتك صمتت ايناس لوهلة ثم شهقت عاليا ونظرت اليها مصعوقة وهى تشير بعينيها الى نشوى التى انشغلت بالحديث الى سحر
أحمد اخوكي قالت منة ببراءة مزيفة
اوعي تتهوري يا ايناس انا بهدي النفوس بس
نظرت ايناس الى نشوى وقد لاح على وجهها علامات الإجرامولو كانت النظرات تملك خاصي لكانت الأخيرة وقعت صريعة في الحال واصدرت ايناس زمجرة ڠضب فقالت منة بهدوء
روستخ روستخ يا زكي يا روستخ في حين انتبهت كلا من نشوى وسحر اليهما فنظرت سحر بتساؤل بينما طالعتها نشوى بعدم فهم واضح
كان سيف كالليث المحبوس يتحرك في غرفته بالمكتب بقلة صبر وحنق واضحين لما هذه المدة كلها لتبلغه بقرارها هل الارتباط به مخيف الى هذه الدرجة ويستحق أن تفكر لمدة ثلاثة ايام كاملة لقد ترك لها الحرية كاملة في التفكير وكان يتعمد الابتعاد عنها حتى لا يشكل وسيلة ضغط عليها هو يريد موافقتها التامة من دون أي ضغوطات منه ولكن لقد أوشك صبره على النفاذوقف سيف وهمس في نفسه وقد برقت عيناه بعزم لا ينضب
مش معقولة بعد دا تقولي آسفة لا يا منة كفاية عليكي وعليا الايام اللي فاتت لو الضغط هيخليكي توافقي يبقى مافيش مانع من شوية ضغط صغيرين ولكنه لم يستطع تنفيذ وعيده حيث تلقى مكالمة تغيرت على إثرها قراراته كلية
هتف سيف مخاطبا محدثه على هاتفه المحمول
حضرتك بتقول ايه يا عمي بتتكلم بجد
تعالت ضحكات الرجل كبير السن وقال بوقار
معقولة هكدب عليك يا بني اندفع سيف قائلا بأسف
لا لا لا ما اقصدش والله بس من مفاجئتي مش قادر أصدق بصراحه أعاد الرجل على أسماعه عباراته بصوت وقور متزن
بقولك يا بني منة بلغتني بموافقتها شوف عاوز تجيب والدك امتى وتتقدم لها رسمي
هتف سيف باندفاع
انهرده انهرده هكلم بابا وأقوله ييجي ونتفق في كل حاجه قال عبد العظيم