السبت 23 نوفمبر 2024

روايه بقلم رولا هانى

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

يعانق سيف
و يغرقه بقبلاته البريئة و هو يرددشكرا شكرا يا احلي بابي في الدنيا
احتضنه سيف مرة اخرى و نظر لمراد بأمتنان شديد فهز مراد رأسه بأبتسامة خفيفة و هو يغمز بأحدي عيناه..
صباح جديد يوم جديد يحمل بين ساعاته و دقائقه العديد من الأحداث الشيقة و الحزينة و السعيدة و غيرها..
استقيظت مبكرا كما اعتادت و فتحت الستائر ليدخل نور الشمس الغرفة ليضيف لها البهجة و السعادة فتوجهت نحو المرحاض و اخذت حمام دافئ لتفيق جيدا ثم ارتدت ملابسها و اخذت تجفف شعرها و تمشطه و كادت ان ترتدى حذائها لكن قاطعها صوت عفاف و هي تقولرايحة المدرسة
ابتسمت نسمة بحنو و قامت و ظلت تقبل وجنة امها بمرح كعادتها ثم قالت بضحكاة يا قمر اة يا عسل اة يا عمرى عايزة حاجة و انا راجعة
اختفت ابتسامتها عندما رأت امها تقف بملامح صارمة حازمة و شبه باردة فقالت بقلقخير يا ماما هو حضرتك مضايقة
ردت امها بثبات و نظراتها الغامضة تتابع نسمة مما جعل الخۏف يزداد لديهاتروحي المدرسة و ترجعي علطول فاهمة
حاضر يا ماما
اخلصي يلا واقفة لية كدة هتتأخرى
ح حاضر اهو لبست الجزمة و نازلة..
ارتدت حقيبتها و خرجت مسرعة بتعجب من حالة امها الغير مطمئنة حتي بعدما خرجت من البيت وجدت امها تنظر لها بغموض من النافذة الصغيرة فأحتضنت حقيبها و كأنها تستعيد الهدوء منها فتجاهلت الأمر تماما حتي تستطيع اكمال يومها..
صباح الخير
قالتها قمر بجمود ثم جلست علي المائدة لتتناول طعامها بهدوء حتي الطعام اصيب بمذاق المرار ام ان حلقها هو من اصيب بمذاق العلقم فاقت من شرودها علي صوت امها و هي تقول ببرودبما انك مش رايحة الشغل انهاردة خلصي اكل و تعالي عشان عايزاكي
دفعت الصحن الذى امامها قليلا و قالت بنبرة خالية من التعابيرانا خلصت اكل خلاص..
قلبت عفاف بصرها بالمكان ثم سحبت احد كراسي المائدة و جلست عليه بهدوء و قالت بأبتسامة خفيفةاختك جالها عريس
تغيرت خلال ثواني قليلة حالتها من الكآبة و الحزن و الألم الي البهجة و الغبطة و السرور و قالت بأبتسامة اشرقت وجههابجد هو صحيح هالة لسة مخلصتش دراسة و لسة فاضل علي ما تخلص جامعتها سنة بس ممكن نمشيها خطوبة في الأول قوليلي يلا مين هو و اعرفه ولا لا
تنهدت عفاف بضيق قائلةمش هالة اللي جالها العريس 
عقدت حاجبيها بأستفهام و قالت بأستفسارامال مين!
قالت عفاف بتوتر و لكن نبرتها مازالت قويةنسمة
اتسعت حدقتيها پصدمة و صاحت بأستنكار اية يا ماما اللي بتقوليه دة دى لسة صغيرة 16 سنة
ردت عفاف و هي توضح لأبنتهاماهو هتبقي خطوبة ف الأول و بعدها يبقوا يتجوزوا
هزت قمر رأسها برفض و قالت بلوممستحيل اوافق ابدا علي اللي هتعمليه دة البنت مركزة في دراستها مينفعش تشغليها بحاجة زى دى
ضړبت الأم علي المائدة پغضب مما جعل الصحون تهتز اثرا لضړبتها و قالت و قد احتقن وجهها بالډماءانا هنا اللي اقول اية اللي يحصل و اية اللي ميحصلش
انا كمان يا ماما استحالة اوافقك في اللي هتعمليه دة
قالتها هالة پغضب شديد و هي تخرج من غرفتها..
فقامت عفاف من كرسيها متجهه نحو ابنتها هالة لتحتضن وجهها بلهفة و خوف قائلةعاملة اية دلوقت..احسن صح
ابعدت هالة يد امها بأستنكار قائلةلية يا ماما هتجوزى نسمة لية!
تنهدت بعمق و ألم ثم قالت بقلة حيلةعشان ام العريس كنت ...استلفت منها فلوس كتير و مقدرتش اسددهم فطلبت مني اجوز نسمة لأبنها فهد
هزت قمر رأسها پعنف و قالت بمحاولة منها لأنقاذ اختهاقوليلي الفلوس دى قد اية و انا هتصرف
زفرت بحنق و قالت بنفاذ صبركتير يا قمر
ايوة كتير قد اية
ردت عفاف بأرتباك ملحوظ الف جنية
تمتمت هالة بتعجب و خفوت الف جنية!
اتسعت مقلتي قمر بتعجب و قالت بدهشةعملتي اية بالمبلغ دة يا ماما!!
ردت عفاف بتعلثم و هي تحاول ان تبقي ثابتةمش خدتهم دي هي ادتهوملي و سافرت يجي شهرين و قالتي خلي بالك منهم فشلتهم في بيت امي اللة يرحمها و من سوء الحظ البيت ۏلع و الفلوس اتحرقت
مررت قمر يدها في شعرها پعنف غاضب ثم قالت بجمودخلاص انا هتصرف و..
قاطعتها هالة برفض شديدلو المساعدة جاية من سيف الزفت دة مش عايزين
نظرت لها قمر بسخرية قائلة و هي تضع يدها بخصرهاطب اتفضلي روحي و وريني هتجيبي كل الفلوس دى منين
طأطأت هالة رأسها بحرج فرت الدموع من عيناها بغزارة مما جعل قمر تشعر بندم شديد فوبخت نفسها و قالت و هي تحتضن اختها بحنانحبيبتي اهدي ارجوكي انا مقصدتش اضايقك و انتي عارفة...انا هحاول اتصرف بكرة هروح الشركة و هتصرف..
تمتمت عفاف بخفوتيارب يابنتي تعرفي تجيبي الفلوس انا مش مستغنية عن اختك..
سيف محضرلك مفاجأة..
قالها مراد بأبتسامة واسعة و تعبيرات وجهه يتبين عليها السعادة
صفق خالد بفرحة و قالعمو مراد جه..عمو مراد جه
ابتسم سيف بوجه ابنه قائلايلا خلص اللبن بتاعك لغاية ما اشوف عمو مرادعايز اية!
عقد مراد حاجبيه بعبوس مصطنع ثم قالاية دة بتتجاهلوني طب ولله ما قايل حاجة خش يابني....
رفع سيف حاجبيه بدهشة ثم قال و هو يهز رأسه بأستفهامما تقول يابني في اية....و اية اللي..
و قبل ان يكمل جملته رأي صديقهم الثالث يقف امامهم بأبتسامته المعهودة و هو يقولازيك يا سيف
صاح سيف بفرح شديد و هو يحتضنهعصام....رجعت امتي
رد مراد و هو يضع كلتا يديه بجيوب بنطالهولله ما اعرف كان اية لازمته السفر دة ما شركتنا اللي برة دى ليها ناس بتديرها كان يعني تسافر التلت سنين دول!!
توتر عصام و ابتلع ريقه بصعوبة ثم قال و هو يحك مؤخرة رأسهلا ماهو انا لاحظت انه لازم نهتم بالشركة دى عشان مهمة
خلاص سيبكوا من الشغل دلوقتي خلينا نشوف هنخرج فين عشان نحتفل..
قالها سيف بضحك و مرح
رد مراد بحماس شديدتيجوا نسهر..
كاد ان يرد عصام لكن قاطعه الصغير خالد و هو يقولانا عايز اسهر معاكوا عايز اسهر معاكوا
حمله عصام و يتجه به نحو الأريكة قائلا و هو يفتح التلفاز ليقول بمزاحبص بقي احنا هنسهر انهاردة نتفرج علي توم اند جيرى
عبس الصغير ليقول پغضبلا انا عايز من السهر بتاعكوا
اڼفجرا مراد و سيف بالضحك بينما عصام ينظر له پصدمة و قد اعتراه الذهول
قال مراد بعدما سيطر علي ضحكهسيف ف نفسه اوى الواد دة...
ثم صمتوا جميعا عندما رأوها تتقدم نحوهم بملامح باردة و جامدة و ما أن رأها الصغير خالد هرول نحوها سريعا قائلا بفرحمامي...
........................................................................
الفصل الرابع من روايةعشق القمر 
بقلمرولا هاني
انتي اية اللي جابك هنا
صاح بها سيف بعدما اشتد غضبه عند رؤيتها
قالت تقي بتوتر و هي تتشبث بكف الصغيرعايزة ابني..
اتسعت حدقتي سيف پصدمة فصاح بعصبيةلا دة انتي شكلك عايزة تتربي..
فأتجه نحوها ليلتقط كومة من خصلاتها پعنف مما افزع خالد لكن عصام و مراد خلصوها من تحت قبضته بصعوبة بالغة و بالرغم من ذلك قالت و لم تصمت بعدايوة عايزة ابني...ابني اللي انت واخده مني و مبشوفوش ابدا
لم يتحمل كلماتها قط...أي ابناء تتحدث عنهم ان كانت تحب ابنها او حتي تفكر به ما كانت فعلت شئ مثل ذلك فأمسك بتلك الزهرية و القاها نحوها لكن من حسن الحظ اخفضت هي رأسها بصورة سريعة و دموعها اخذت تفر من عينيها واحدة تلو الاخرى..
قال مراد و هو يدفعها نحو الدرجخدي ابنك دلوقت يا تقي و اطلعوا اي اوضة فوق..
ذهبت و بعدما ذهبت هتف عصام في محاولة منه لتهدئة صديقهاهدي يا سيف اهدي
اهدي دة اية دى مچنونة عايزة تاخد ابني انا مشوفتش كدة...هي ليها عين تيجي بعد اللي عملته دى اكيد اټجننت!
رد مراد بترددانا من الأول قولتلك يا سيف الطريقة دى غلط لازم تشوف حل..ماهو بردو الولد مينفعش يفضل معاك انت بس دة محتاج امه..
رد سيف بدون تفكيرمقدرش اسيب ابني مع واحدة زى دي..
رد عصام بهدوء و جدية شديدةيا سيف الولد فعلا محتاج امه..شفت هو كان فرحان ازاى لما شافها
خلاص انا سايب البيت ليهم خليهم يشبعوا بيه..
عادت نسمة للبيت بعد يوم شاق امتلئ بالدروس الجديدة و هي تنسي تماما حالة امها الغامضة صباحا لكن حالة اختيها هي من ذكرتها بما قالت بعدما رأئتهم صامتين بطريقة غريبة مٹيرة للأهتمام فقالت هي بتعجبخير يا جماعة في اية
ابتسمت قمر بوجهها ثم قامت لتعانقها و تقولمافيش ياقلبي يلا اتغدي و شوفي مذاكرتك
هزت نسمة رأسها بعدم ارتياح وقالتحاضر يا قمر
توجهت نسمة نحو غرفتها فقالت قمر و هي تضغط علي كلماتهامحدش يقول حاجة لنسمة لغاية ما اتصرف فاهمين..
عامل اية يا حبيبي
قالتها تقي بحنو و هي محتضنة خالد
رد خالد ببراءةكويس كويس يا ماما بس انا عايزك تيجي تقعدي معايا...هو انتي و بابا لية مبقتوش مع بعض زي زمان
ابتلعت ريقها بصعوبة و قالت پألماسمع يا خالد انا و بابا ياحبيبي سيبنا بعض من سنتين بس احنا بنحبك ياقلبي و منقدرش نستغني عنك..
هز الصغير رأسه بعدم استيعاب و قال بعبوسيعني..يعني انتوا خلاص سيبتوا بعض!
اومأت له عدة مرات بحزن شديد فتشبث الصغير بها قائلاماما متسيبنيش تاني انا بحبك اوى
و انا كمان بحبك اوى يا حبيبي..
ثم تابعت بمرحاة صح يلا بقي وريني اخر رسوماتك يا فنان
يلا..
صباح يوم جديد..
استيقظت قمر بتكاسل و نظرت للساعة لتهب واقفة و هي تقوليالهوي دة انا اتأخرت و كمان هطلب منه فلوس يارب..يارب يوافق
ارتدت ملابسها بصورة سريعة و ارتدت حذائها ثم تنهدت و تنفست بعمق قبل ان تخرج من البيت و لأول مرة ترتعب من شئ مثل ذلك فهمست پخوفانا مش مطمنة..
لكنها خرجت من البيت و جسدها بدأ في الأرتجاف و استقلت احدي سيارات الأجرى حتي وصلت لمقر عملها و...
هي ازاى مجاتش لغاية دلوقت!
قالها سيف و هو يستشيط ڠضبا لكنه رأها تتقدم منه و الخۏف و الأرتجاف يتبين عليها بشدة و كادت قمر ان تتحدث لكنه قاطعها پغضبمخصوم منك شهر..انتي اتأخرتي عشر دقايق بحالهم و...
رمقها بأهتمام فملابسها مناسبة للعمل كما طلب و مظهرها مناسب فعلم انها تريد شئ ما فقال بدون مقدمات مما افزعهاعايزة اية
نظرت حولها بتوتر ثم قالت برجاءكنت عايزة حضرتك ف موضوع مهم ممكن بس اخد من وقتك عشر دقايق..
نظر لها بتمعن شديد و علم جيدا ان من نبرتها المترجية انها ستطلب شئ لن يعجبه ابدا و بالرغم من ذلك اومأ لها لها بصمت و اتجه نحو مكتبه و هي تتبعه ببعض من الخۏف
....
دلفت و جلست علي احد الكراسي و فاقت علي صوته الجاد و هو يقولخلصي و قولي عايزة اية...انا مش فاضي
تنهدت قمر بعمق ثم قالتخمسين الف جنية..
نعم!!
ردت

انت في الصفحة 4 من 22 صفحات