روايه بقلم رولا هانى
سمعت ذلك الحوار الذي دار بين عدة طالبات..
شوفتي ياختي البت جايبها للمدرسة كدة عادي و هي بردو دة انا مشوفتش كدة قبل كدة..
اجابتها الأخري بأشمئزازبصي يا بسملة هو انا صحيح مبحبش اتكلم علي حد بس هو اصلا نسمة دي شكلها كان باين من الأول انها مش مظبوطة..
ردت بسملة و هو ترفع احد حاجبيها بخبثدة انتوا متعرفوش الباقي دة انا ساكنة معاها في نفس المنطقة و بيقولوا امها ضړبتها و بهدلتها عشان خاطر كان بيروحلها بليل..
تراجعت عدة خطوات للخلف و الدموع تسقط من عينيها بلا توقف تشعر بأنها لا تسطيع التنفس بصورة طبيعيةتشعر بأن الرؤية مشوشةتشعر بحالة من الأختناقتوجهت لتلك المعلمة لتهمس بصوت يكاد يكون مسموعمس حياة معلش انا تعبانة جدا و محتاجة اروح حالا لو ينفع تخرجيني و انا هروح..
بتفحص و دقة فأومأت لها بقلق فهيئتها تكفي لبث الذعر للمرء و خاصا وجهها الشاحب كالمۏتي من شدة التوتر و الخۏف..
دلف للبيت فصاح بأعلي صوتهخالد
ظن الصغير بأنه افتعل مصېبة ما من نبرة ابيه التي لا تبشر بالخير فركض نحوه بالأضافة الي ارتجاف جسده الملحوظلم يفعل شئ سوى انه سحبه من يده خلفه متجهها به الي السيارة و هو يتجه لمكان ما..
انتفض الصغير فزعا عندما صړخ سيف بوجهه قائلاانا مش عايز اسمع صوتك لغاية ما نوصل انت فاهم..
اومأ الصغير و قد بدأ في بكاء مرير لينظر له سيف بندم و حزناوقف السيارة ليجذبه نحوه بقوة و هو يضمه له فهمس بنبرة لطيفةخالد يا حبيبي بابي متعصب شوية في عنده مشاكل معصباهمتزعلش منه تمام
بعدما خرجت من المدرسة ظلت تسير علي قدميها لطريق لا تعلمه لا تعلم الي اين تذهب لكنها توقفت عن السير فاجأة و هي تقول من وسط دموعهاانا الصح اني اروح بيتي و انا اروح بيته لية كفاية اللي حصلي بسببه
كادت أن تكمل سيرها لكن اوقفها صياحه العالي بأسمها فنظرت للخلف لتجده يتقدم نحوها و علامات الڠضب ترتسم علي وجهه..
صمت عندما وجدها تنتحب بقوة و جسدها يرتجف من فرط الإرتباك فما حدث بالمدرسة لم يكن بالسهل عليها نظرت له بسخرية عندما تسائلبټعيطي لية حصل اية!
جحظت عينان فهد بأنفعال فأمسك بكتفيها و هو يجعلها تقف قبالته ليقول و قد اشټعل لهيب الڠضب بصدرهما تخلصي و تقولي في اية!
حاولت دفعه بعيدا عنها لكن لم تستطع لتصرخ و قد ازداد بكائهافي اني عايزة اروح و ارجع لأمي و ملكش دعوة بيا نهائي و سيبني بقي في حالي انا انهاردة قضيت اصعب يوم في حياتي بسببك سيبني بقي..
احاط وجهها بكفيه ليصيح و هو يرمقها بنظرات ڼارية و هو يهزها پعنفحصل اية قولي حصل اية
ضړبت صدره بقبضتيها و هي تصرخ قائلةمش هتفرق لما تعرف مش هتفرق..خلاص بقي سيبني في حالي اوعي سيبني امشي..
هز رأسه رافضا ما تقوله ليهمس بأصرارمش سيبك..تعالي نقعد في مكان و تحكيلي اللي حصل..
تعجب من رفضها الهستيري و كأنه سيفعل شئ بها ليزداد ذهوله عندما صړخت من وسط بكائها بصوت متقطعل..لا م..مش عا..عايزة..سيبني اروح..ل..لا
حاولت الذهاب لكن قبضته الحديدية مازالت ممسكة بمعصمها بأصرار غريب علي عدم تركها و هي مازالت تضربه بكلتا قبضتيها و هو يرمقها ببرود حتي توقفت عن ضربه ليتسائل هو بقنوطخلصتي!
همست بتوسلسيبني امشي يا فهد عايزة افضل لوحدي عشان اهدي ارجوك..
هز رأسه رافضا ليقولهنروح مكان تحكيلي اللي حصل و بعدها انا اللي اقرر تروحي ولا لا..
اومأت له بقلة حيلة ليأخذها معه...
اخرج انت يا حبيبي اقعد برة لغاية ما اطلع ماشي..
قالها سيف ليومئ له خالد ببراءة و هو يخرج من غرفة مكتب الطبيب بينما قال الطبيب حسن بأستفهاماية يا سيف في اية!
تنهد سيف بتردد شديد الأمر ليس بالسهل
ليعرفه احد اخر لكنه تنهد بقلة حيلة ليقول بصرامةانا جيتلك انت بذات عشان صاحبي و واثق فيك لكن اسمع لو اللي قولته دلوقت خرج برة مش هيحصل كويس يا حسن فاهم
اومأ له حسن پخوف ليقول بقلقطبعا يا سيف طبعا بس انت قلقتني في اية ل دة كله!
اجابه بثبات مزيفعايز اعمل تحليل DNA..
كاد فضول حسن أن يأخذه ليتسائل عن السبب لكنه صمت عندما لاحظ نظرات سيف القاتمة و قال بهدوءتمام ماشي
ابتلع سيف ريقه بصعوبة ليقولهقدر اعرف نتيجة التحليل امتي..
اجابه حسن بتلقائيةاسبوع..
رد عليه سيف بصرامة لا تتحمل النقاشهما يومين..قدامك يومين بالظبط..
اومأ له حسن و هو لا يستطيع حتي الأعتراض..
بعدما تمت اجراءات التحليل ذهب لغرفتها ليتنهد بخيبة امل عندما وجدها نائمة فأخرج من جيبه تلك الحلقة التي مازالت معه و قال بمكريلا نخليها مفاجأة..
تقدم و اقترب منها ليمسك بكفها برقة شديدة و بخفة حتي لا تستيقظ و وضع الحلقة بأصبعها و هو يتأملها بشوق و حب يشعان من عيناه ليجد خالد خلفه ليهمس بخفوتهي قمر نايمة!
اومأ لها سيف ليهمس بنبرة منخفضةيلا بوسها من خدها قبل ما نمشي..
اقترب خالد ليقبلها بطفولية و قبل أن يذهبوا همس خالد ببراءةبابي مش هتبوس قمر انت كمان!
ارتسمت علي شفتي سيف ابتسامة خبيثة ليقول بمرحلا طبعا هبوسها..
اقترب سيف هو الأخر ليقبل وجنتها برقة شديد ثم تنهد براحة ليشير لخالد بعينيه ليذهبا..
صاح بأعلي صوته قبل أن تذهب قائلادكتورة وعد دكتورة وعد
توقفت عن السير و استدارت له لتقول بأبتسامة خفيفةخير يا دكتور ياسر!
حرك يديه بتوتر و إرتباك شديد ليقول بتعلثمبصي..ا انا...م مش عارف ابدأ منين بس ا...تتجوزيني
............................................................................ الفصل العشرون من روايةعشق القمر
بقلمرولا هاني
ممكن بقي تفهميني حصل اية!
قالها فهد بنفاذ صبر عندما توقفت عن البكاء..
ردت عليه من بين شهقاتها المؤلمةال..الناس ابتدت تتكلم عليا في المدرسة بسببك و..
قاطعها بنفورخلاص فهمت
ردت عليه بصوت مخټنقانا مش عايزة اروح المدرسة ت..
قاطعها صارخا پغضب لفت نظر من حولهممسمعش الكلمة دي منك ابدا انتي فاهمة...هتكملي تعليمك ڠصب عنك..
نظر حوله و هو يرمق نظرات الناس الفضولية بأشمئزاز ليقول و هو يترك النقود اسفل كوب العصيريلا بينا الناس بتتفرج علينا..
لم تنهض بل قالت بحذرمش هروح معاك انا عايزة ارجع بيتي..
ابتسم بأستفزاز ليقول بخبثطيب يلا بينا هروحك
اومأت له و هي ترتدي حقيبة مدرستها بقلق من موافقته السريعة تلك..
نظرت حولها لتعلم أن صوته العالي التقطه اذن جميع الأطباء و الممرضين من حولها نظرت له مجددا بحيرة و تردد لكن مر علي ذهنها صورة فهد مع نسمة لذا و بدون تردد بتلك المرة صاحت بأبتسامة واسعةموافقة
تحولت تعابير وجهه القلقة الي تعابير ستنفجر من شدة الفرح حتي انه اخذ يقفز اكثر من مرة من فرط السعادة لتصرخ هي بفزع عندما جذبها بصورة مفاجأة الي احضانه و هو يصيح بسرورانا مش مصدق نفسي..يعني انتي خلاص وافقتي صح!
ردت عليه بعدما تركها و هي تومئ برأسهاايوة موافقة
عدة ممرضات اطلقا الزغاريد و عدة اطباء كان يلقون عليهم التهنئة و هم يتمنون لهم السعادة..
بينما وعد علمت كم يحبها ذلك الياسر عندما لاحظت سعادته التي لا توصف من شدتها..
نظرت للشارع بأستنكار لتهتف بأستغراباية دة!...دة مش شارع بيتنا!
لتكمل بأستنكاردة شارع بيتكوا!
اومأ لها بتهكم ليقول بسخريةاية لحقتي تنسيه!
كادت نسمة أن ټنفجر من شدة الغيظ لذا صاحت پغضبهو انا مش قولتلك روحني!
اومأ لها و هو يعقد حاجبيه بتعجب مصطنع ليقول ببراءة مزيفةاة قولتيلي و بعدين ما احنا اهو ياقلبي قربنا علي بيتنا...اية
دة صح انا مقولتلكيش!
هزت رأسها نافية ليقترب منها هو ليهمس و هو ينظر حوله و كأنه سيبوح بأحدي الأسراربيتي هو بيتك..
و بثانية كان يخطف تلك القبلة السريعة من وجنتها ليتقدمها بينما هي تسير خلفه بقلة حيلة و هي تهمس بصوت لم يستمعهيعني يوم ما يحبني حد يحبني واحد مچنون!
بعدما دلفا للبيت وجه فهد حديثه لنسمة قائلا بصرامةانا هرجع المستشفي عشان ورايا شغل ياريت معرفش انك حاولتي تمشي و الا هعملك بطاطس محمرة..
عقدت حاجبيها بعبوس لتهتف بتذمرحاضر
داعب وجنتيها بأستفزاز ليتركها بعدها و هو يحاول السيطرة علي ضحكاته فقد احمرت وجنتيها من شدة الغيظ بطريقة مضحكة..
ظلت شاردة بعدما ذهب لتجد صوت مليكة يقولتعالي يابنتي انا لقيت حل حلو اوي ليكي
ردت بتعجبحل!...حل اية!
اجابتها مليكة ببشاشة و هي تبتسم بحنانبصي يا ستي الشقة اللي فوقينا دي كان فيها حد مأجرها بس دلوقتي هو مشي و صاحب البيت محتاج حد يأجر الشقة..انا بقي كلمته يأجرها عشان تعيشي فيها و اهو بردو تبقي جمبي و تبقي معايا و لما تيجي تنامي ابقي نامي فيها عشان زي ما انتي عارفة ميصحش يابنتي تنامي انتي و ابني في مكان واحد..
طأطأت نسمة رأسها بخجل لتهمس بحرج واضح في نبرتهاانا بجد مكسوفة منكم اوي و كدة كتير صدقيني..
اجابتها مليكة بعبوس شديدكدة بردو يا نسمة اية اللي بتقوليه دة!...دة انتي هتبقي مرات ابني يابت..
احمرت وجنتيها لتقول بصوت متقطعمراته!
اومأت لها مليكة بمكر لتقول بدهاءايوة ياختي مراته بس بعد ما تخلصي تعليمك..
ظلت تهز قدميها بتوتر و ارتباك لتنقذها مليكة من ذلك بقولهااطلعي بقي غيري هدوم المدرسة انا طلعت هدومك في الشقة اللي فوق و انزلي نشوف هنعمل اكل اية..
اومأت لها نسمة موافقة اياها و قبل أن تصعد للأعلي قبلت رأس مليكة و هي تقول بأمتنانشكرا اوي...شكرا علي كل اللي بتعمليه معايا..
ابتسمت لها مليكة لتوبخها قائلةيابت انتي زي بنتي و بعدين يلا اطلعي من عايزين دلع..
ركضت نسمة للأعلي وسط ضحكاتها و كأنها نست تماما ما حدث بالمدرسة..
يعني انت عايزني اسيب كل حاجة و انسي كل حاجة و اقعد معاك اتفرج علي فيلم!
قالتها هاله بذهول ليشدد عصام من ضمھا له و اجابها ببعض من البروداة..
ازداد عبوسها و هي تريد أن ټتشاجر لأي سبب ولا تعلم السبب فأخذت تقلب النظر بالغرفة حتي وقعت عيناها علي يده الموضوعة علي كتفها فأقتربت بخبث منها و هي تعضها بكل