روايه بقلم ميار عبدالله
بفضول.. هبط مستواها ليجلس لأول مرة على الأرض بجوارها غير عابئا بنظرات الجميع كل ما يهمه هي ...
مد أنامله ليزيح دموعها لتنظر نحوه پحده لكنه لم يعبأ بها أكمل إزالة عبارتها وهو يتحدث بضيق
من فضلك لا تبكى
ثم ابعد أنامله وهو يتحدث بأسف
انا حقا اسف عما فعلته بك ليله امس ارجو منك ان تعذريني...انا حقا لم اعلم لما تهورت بذلك ولكن ما فعلته لم ينقص شيء بداخلي منك بل حقا زادت...ربما ذلك الامر أمر مشين عندكم ولكن انا لم اجده مشينا على الإطلاق...كنت افكر انك مجرد فتاه جديده شرقيه لم اقابل فتيات شرقيات سوى زوجه ظافر كنت اظن سوف تطفىء ڼار رغبتي بك ولكن للأسف قد زادت بدرجة غير معقولة ...منذ أول مرة التقيت بها كانت تشغل عقلي بطريقة لم اقدر ان استوعبها..حتى بعد مجيء صوفيا لم تجعلني حتي ان انساك ولو للحظة ...أتذكرين يوم كنت تجلسين في العائلة الحديقة وعندما سألك عمر هل تتزوجين برجل تركي ام مصري وانتي اجبتي بكل بساطة برجل مصري ...كانت هناك ڼار تشتعل بداخلي لا اعلم لماذا احتاجت كياني فجأه كانت فكرة وجود رجل آخر بحياتك فكره لم اتقبلها على الاطلاق..انت انسانه غالية عندي غاليه في قلبي وإن كان ذلك يسمي بالحب فأنا اعترف انني وقعت في حبك يا نور واريدك ان تبقي بجانبي لأخر العمر.
سيد أمير تعلقك بي لم يكن حبا ولكني مجرد فتاة جديدة غير تلك نوع من الفتيات اللاتى حول عالمك..تعلقك بي ليس حب
ثم إستطردت بجمود
كما إنني توجد حياه اخرى خاصة بي هناك ولست هنا..يوجد شخص آخر في حياتي
هز رأسه نافيا وهو يتحدث بصدق
كلا أنت لست في حياتي انتي بداخلي هنا
قالها مشيرا بأصبعه نحو قلبه ..ثم تابع وهو يستعيد آخر جملتها
وانت كاذبة لا يوجد احد في حياتك سواي
نظرت له پصدمة وهو يتحدث بقوة ثم ما لبث أن تابع
عيناكي تفضحانك انا اعلم ذلك جيدا..انفاسك التى تعلو عندما اقترب منك والقشعريرة التى تدب جسدك ورجفة شفتيك وصوت ضربات قلبك التي أسمعها كل ذلك خير دليل على انني اول شخص بحياتك
بللت شفتيها وهي تتلعثم قائلة
حتى ولو ولكن توجد حياه خاصه بي
تتطلع إليها پغضب هتف بقوة
حياه خاصه !! اي حياه خاصه يا نور منذ ان ډخلتي عالمي وحياتك صارت معي فقط لن اسمح لرجل غريب ان يقتحم عالمك سواى
عباراته كانت قوية غير قابلة للجدال ثم توقفت علي كلمته رجل غريب !! وماذا عنه هو ايضا رجل غريب عنها هتفت بسخرية
رجل غريب وماذا تعتبر نفسك إذا
هتف بصوت طرب قلبها بإنعاش
انا رجلك .. حبيبك أمير
نظر لها بصمت يتأمل ملامحها الشاردة تأمل رجفه شفتيها ثم عينيها التى كانت تتعلقان به بشرود
إذا ما رأيك هل تقبلين ان تكوني شريكة حياتي حتي الممات
ابعدت كفها عن كفيه بشرود ثم تطلعت للساعة في رسغها لتجدها الرابعة صباحا ساعتان مرا معه وشعرت انها مثل دقيقتين...رفعت أنظارها إليه ثم هتفت أغبى سؤال
إذا ما سبب فسخ خطبتك بصوفيا
عبس ملامحه وهتف بضيق
حقا انني لا اريد ان اتذكر ما حدث
اكتفي بالصمت لن يخبرها إذا عن سبب فسخه لكن وجدته يغمغم ببرود
لقد خانتني قبل ان تأتي الي تركيا يوم علمت أنه كان حبيبها السابق وايضا كانت ما زالت معه حتى بعد ان ارتبطنا منذ عامين ...عامان مرا كنت وانا كالابلة
هل أحببتها
نظر لها بقوة وكأنه يخبرها ما تلك الاسئلة الغبية ولكن رد على فضولها وهو يتعمق بأعينها البندقية اسرا إياها
كلا لم احبها بل واحدة فقط من اسرت قلبي
أشاحت بعينيها عن عينيه الزيتونية..اخذت تفرك يديها بتوتر وهي تستوعب شاب وسيم غني يعترف لها انه يحبها وبل وجالسا معها بالارضيه بأريحية غير عابئا بأحد...اخذت تحاول ان تفكر لكن عقلها شل عن الحركة زفرت بضيق ثم تحدثت بهدوء
سيد أمير أنا ح..
أمير فقط ثم إن كنت إن تريدين أن تناديه بحبيبي لا مشكلة يا حبيبتي نور...حبيبتي نور انا حقا احبك
نطقها ببحه مميزة جعل قلبها ينبض بقوة ...إذا هذا هو الحب الذي يطرق قلبك بدون إستئذان والذي ما إن يعترف الحبيب لحبيبته بعشقه لها تصير في سعادة لا توصف لها..شعرت بالفراشات التي تداعب بطنها..اذا ما المشكلة أن تخوض في تلك العلاقة ولكن شيء بداخلها يمنعها من أن تقول نعم شيء ينبئ أن هناك خطړا سيأتي.
كانت عيناه منتظرا اجابتها يتابعها بفضول ترددت قبل أن تتحدث لكنه حثها بعينيه على التحدث لتهتف
حسنا اتركني فتره لأفكر لأن عقلي مشتت للغايه
اومأ لها بتفهم وهتف ببعض من الاحباط
حسنا سأدعك تفكرين ولكن ليس طويلا لأنني لن اصمد طويلا
هزت راسها بنعم كل ما تريده هو أن ينصرف من هنا وجوده بجانبها يجعلها مشتته فكريا وجسديا ...نظرت إليه لتجده ما زال بجلسته بل وبكل اريحيه يحدق بنقطة في الفراغ همست بتساؤل
ألن تذهب
هز رأسه برفض وهو ما زال محدقا بالفراغ ليهتف بهدوء
سأنتظر معك حتى تغادرين حتى اطمئن عليكي
حاولت ان تهدي قلبها من زيادة ضرباته لكنها فشلت هتفت بتصميم
من فضلك ارحل الان اريد ان اظل بمفردي
حاول أن يرفض ولكنه امام اصرارها وافق على مضض ليهتف وهو يقوم من مجلسه
حسنا لن اجلس معك ولكنني سأظل على مقربة منك
حاولت الاعتراض لكنه قاطعها
لقد وافقت ان ابتعد ولكنني لن ارحل قبل ان تغادرين قومى من مجلسك واجلسي على المقعد
قامت من مجلسها وهي تنفذ اوامره كالمغيبة لتجده يرحل عدة دقائق عائدا مرة أخرى جالبا طبق به طعام ليهتف آمرا وهو يضع الطعام بجانب مقعدها
تناولي طعامك لم تتناولي شيئا أريد أن أراه فارغا والا اقسم انني سأطعمك بيدي
زفرت بضيق من كل تلك الأوامر التي تلقتها ولكن بداخلها قلبها يضطرب بفرح و بسعاده من اهتمامه تناولت طعامها بهدوء لتراه ابتعد عنها ولكنه ظل يراقبها من بعيد.
الفصل الرابع
كان مراقبا لها كالظل حتى بالرغم المسافة البعيدة التي احتفظها صعدت للطائرة المتجه لتجلس على مقعدها وهي تتذكر كل ما مر منذ شهر أخذت تتطلع إلى الصور التي التقطتها مع زينب فى جميع الاماكن التي زارتها كان شهر بالرغم من مروره ببطء لكنه كان مبهجا..اغلقت هاتفها ولم تتصل بوالدها لتخبره انها قادمه اليه بعد ساعات اصرت ان تكون مفاجأة له ...وبدون وعي اخذت تشرد فى ملامحه الوسيمة وحديثه قبل أن تصعد إلى الطائرة.
غمغمت بدهشة
لقد قلت انك ستحتفظ بالمسافة
هتف بلهفه
نعم قلت ذلك وقلتي إنكي ستفكرين لقد تركتك فتره لتفكري اريد ان اسمع ردك قبل أن تصعدي للطائرة
توردت وجنتيها ونظرت الي الارض ليهتف بسعادة
إذا هل أعتبر هذا موافقة
اومأت رأسها بإيجاب حتى همس بشوق وهو يميل نحو أذنها
هل تعلمين ماذا اود ان افعل الان
نظرت له محذرة ليضحك بخفوت وهو يتمتم
لم افكارك سيئة هكذا حقا لم أكن لأفعل ذلك إما إن كنت تريدين ذلك فلا مانع عندي
نظر إلي تدفق الډماء على وجنتيها وتابع مدققا الي شفتيها المذمومتان فتابع بهمس
سأشتاق لك صحبتك السلامة
زفرت بحرارة وابتسامه تعتلي ثغرها لتغلق جفنيها براحة.
كانت عائلة كمال الدين تجلس على مائدة الطعام هتفت زينب موجهة حديثها إلى عمر
انا نفسي اعرف هو فسخ خطوبته ليه ماما متكتمه على الموضوع ومش راضيه تقولي
التهم عمر قضمه من الخبز ليهتف بقلة حيله
علمي علمك انا برده معرفش حاجه حتي سألت ظافر برده مرضاش يقول حاجه
ثم تابع پحده مصطنعة
وبعدين ياختى ركزى المذاكرة فى جامعتك بدل ما انتي فاضيه كده
نظرت له پصدمه وتابعت
انت إتحولت كده ازاي وبعدين متنساش اني اكبر منك ياولا بأربع دقايق
تحدث بسخرية
اه فعلا اكبر مني تصرفاتك اللي زي العيال الصغيرة محدش يقول انه عندك ٢٠ سنه
نظرت لهم نازلي پحده ليتوقفوا عن الحديث ثم سلطت أنظارها نحو فريدة بنبرة قلقة
أخبرتني الخادمة منذ الصباح إن أمير ليس موجودا فى غرفته منذ الليل هذا الأمر جعلني قلقة
هتف إياد بسعادة
لا تقلقي تيته نازلي على عمي أمير لقد أخبرني أنه سيجعل نور تأتى فى اقرب وقت
تبادلت النظرات الماكرة بين فريدة وفاطمه ثم حثت فريدة إياد على المتابعه
وماذا قال لك أيضا يا روحي
تابع إياد
قال ايضا انها ستكون هنا للابد
حقا !!
لفظتها فريدة وهي تحاول التمسك من فرط السعادة فها هي امنيتها تتحقق دون ان تدخل يدها ربما الامس هو يوم حظها..اومئ إياد راسه بالايجاب لتحدثه منة
ولما لم تقل لي ذلك منذ الصباح إياد
هتف إياد
كنت سأخبرك أمي بذلك الموضوع
غمزت زينب بعينيها لعمر لتهتف بهمس
شكل كده الصنارة غمزت وفيه خبر مفرح
هتف عمر هامسا برزانة
انت هتاخدي كلامك على واحد عيل يا عم فكك
كله هيبان فى أوانه
نطقت بها زينب ..ليتحدث علي إلي نازلي
هل ما يقوله إياد صحيح !
ردت بهدوء
سنسأل أمير
صباح الخير أعتذر علي التأخير
رفعوا جميعا أنظارهم نحوه وهو يهتف بتحية الصباح ثم جلس على مقعده بكل هدوء ليجد الجميع محدقين به غمغم بغرابة
ماذا
صاحت فريدة بتساؤل
هل حقا ما قاله إياد حقيقه هل ستعود نور الي هنا وللابد
حدق أمير ل إياد نظره قويه ثم نظر إلي والدته ليتحدث
ولما لا تسأليها هي اعتقد انها ستجيبك
ثم قام من مجلسه واستأذن للصعود إلي غرفته...ارتمى على فراشه وهو يتنهد بتعب لن يجعل عائلته معلقان علي امر زواجه أرض رخوة يريد أن يسير معها بخطوات هادئة لا يصدق نفسه انه اصبح يخشى ردة فعلها عندما تتحدث معها منه في ذلك الأمر نعم يخشى ردة فعلها وهما ما زالا في بداية علاقتهم..أصبح مثل المراهق يركض خلفها الى المطار ولكن لا مشكله إن صار معها مثل المراهق...سيتزوجها ولكن بخطوات هادئة.
رنين جرس متواصل جعله يصيح بضجر
ايوه يا اللي على الباب اصبر
فتح باب الشقه لتتسع عيناه پصدمة وهو يهتف بسعادة
نور بنتي
ارتمت نور بحضن ابيها وهي تتشبث بعنقه هامسة بحنين
وحشتني جدا مقدرتش ابعد عنك اكتر من كده فقلت اجي
ابتعدت عن أحضانه ثم أخذت تجر حقيبتها لتدخلها إلى داخل الشقه واخذت تتأمل الشقة بحنين
بجد شهر مر كأنه سنة
اغلق محمد