روايه بقلم فاطمه الالفي
يجيب العواقب سليمه .
فى غصون دقائق صفا السائق السياره امام المشفى ليترجل عمر وهو يخرج هاتفه بتوتر ويهاتف شقيقه
وعندما أستمع لصوته تحدث من بين دموعه
الحقني يا اسر احنا قدام المستشفي وعلي معايا مضړوب وقاطع النفس
عندما أستمع لصړاخ شقيقه الأصغر ركضا اليه سريعا ليشهق پصدمه عندما تفاجئ بوضع علي واحدي الممرضين يضعوه على السرير النقال .
لم يجيبه عمر ظل يبكي وينظر لابتعاد شقيقه دفع اسر السرير النقال ليتفقد حاله شقيقه ..
دلف به الغرفه الطوارى طهر چروح وجهه كان يظن بانها مشاجره بسيطه ولكن لم يفق علي بعد فحصه اسر بجديه وهو يمرر يده برفق ليعلم الضرر الذي الحق بشقيقه وامر باجراء اشعه مقطعيه على جميع أجزاء جسده يخشي ان يكون به ڼزيف داخلي .
كانت ايسل خارجه من غرفه الحاله التى تولتها لتجد عمر امامها يبدو عليه القلق وعيناه تتالالاء بالدموع اسرعت فى خطواتها بلهفه وهى تنظر له بقلق
عمر فى حاجه حصلت
ارتمي باحضان شقيقته ويشتد فى ثوره بكائه ويتحدث بهستريه
أنا السبب المفروض أنا اللى كان يحصلي كده مش هو علي مالوش ذنب اتاذى بسببي وبسبب تصرفاتي أنا السبب
ازدادت شهقاته وهو يبتعد عن احضانها أنا خاېف اخسر علي يا ايسل خاېف ربنا ينتقم مني فى علي بسبب كل البنات اللى عرفتها بس بلاش علي بلاش علي يا ايسل يارب بلاش هو يارب
احتضنت وجهها بكفيها وكفكفت له دموعه علي فين دلوقتي
مع اسر جوه
نظرت لتلك الغرفه فهى الخاصه بالاشعه ربت على كتفه تهدئه وتطمئنه وتحاول اخفاء قلقها
هز راسه بالايجاب لتدلف ايسل لداخل لتتفاجئ بوضع على بحاله يرثى لها
اسرعت أتحدث اسر بقلق اسر ماذا حدث لعلي
اغمض عيناه بقوه وهو يهز راسه نافيا مش خير ابدا يا ايسل علي عنده ارتجاج فى المخ وكسر فى ضلعه وشرخ فى ايده كمان غير الكدمات المتفرقه علي مطحون ضړب واللي ضربه كان بيضرب بغل واڼتقام مش مجرد تاديب حسبي الله ونعم الوكيل فى عمل فيه كده
تنهد اسر بحزن ونظر لشقيقته باسي مش عارف هبلغ ماما ازاى وهقول ايه
بلاش ماما بلغ انكل حاتم
لم يفوق بقى واطمن عليه تعالى عايزك معايا هننقله الاوضه اللى هنعالجه فيها
دفع سرير على مره أخرى ليدلف به الى غرفه وطلب من الممرضات إحضار الادويه التى يحتاج إليها وشاش ليحاول ضماد ضلوع صدره لكي يلتئم الكسر الداخلي لضلوعه وساعدته ايسل
ابيتلع ريقه بصعوبه وهو يصوب انظاره على شقيقته هو ليه مش فاق هو جراله حاجه هيكون كويس مش كده
دلف اسر ثانيا ونظر له بجمود عاجبك اللى وصله اخوك بسببك
تحدث عمر بانفعال وربنا لو اعرف مين اللى عمل كده لوريه شغله
وكزه اسر پغضب فى كتفه بس بقى كفايه مش شايف اللى احنا فيه ولا حاله اخوك عاملي فيها بلطجي هتروح تاخد حق اخوك وانت السبب عايز اعرف انت السبب فى ايه بقى حصل وصل اخوك لكده فهمني .
ودخلت ايسل لتفض الشجار بينهم مش وقته اسر نطمن على علي ثم نتحدث لاحقا
غادر اسر الغرفه بضيق هطمن على بابا وراجع تاني .
اصطحب حاتم زوجته للمشفى دون ان يخبرها بما حدث لابنه ..
عندما وصلا الى المشفى هاتف اسر وعلم برقم الغرفه المحجوز بها علي واملاءه اسر رقم الغرفه ليصعد حاتم وزوجته الى حيث غرفه علي .
شهقت فريده پصدمه عندما وجدت ابنه ممدد اعلى الفراش فى حاله يرثى لها .
اسرعت فى خطواتها تتقدم منه بلهفه وهى تجلش جانبه اعلى الفراش
علي مالك يا حبيبي ايه اللى حصلك يا علي
انسابت دموعها اعلى وجنتها وهى تتطلع لجسده الساكن ثم نظرت الى طفلها الآخر
ايه اللى حصل لاخوك وانت كنت فين حد يفهمني ابنه جراله ايه
تحدث حاتم بانفعال عندما وجد اسر امامه
عايز اثبات حاله يا اسر واللى عمل فى اخوك كده هيتحاسب أنا مش هسكت انا هبلغ البوليس فورا
ابتلع عمر ريقه بصعوبه وتعلقت انظاره بايسل يتوسل إليها بعينيه ان تتدخل وتحاول ابعاد والده عن هذا القرار .
قابلت توسلات عمر بحيره فلا تعلم ماذا تفعل من اجله ..
تحدث اسر وهو يرمق عمر بنظرات حاده مافيش داعي للبوليس يا بابا نسأل البيه الاول حصل ايه مع علي وهو كان فين لم علي اڼضرب بالشكل المؤذي ده وواضح ان اللى ضربه كان بينتقم مش مجرد خڼاقه عاديه بين شباب .
صړخ عمر بعصبيه أنا اللى كنت مقصود مش علي
اقترب والده منه ووضع كفه اعلى كتفه وهو يتسأل بقلق
ومين قاصد يعمل فيك كده وليه اصلا ايه عملته عشان حد يتعمد ياذيك
بعدين نعرف اللى حصل يا انكل لم علي يفوق
سبيه يا ايسل يتكلم وبلاش تداري عليه لازم يعرف بتصرفاته الغلط بتوصلنا لفين .
نظر عمر لايسل بحزن اسر عنده حق أنا اللى بغلط وكل تصرفاتي غلط وعلي كان بيداري عليا كل غلطاتي بس فى نفس الوقت ماكنش راضي عن اللى بعمله ونصحني كتير أبعد عن السكه دي
تفوهت والدته پصدمه سكه ايه يا عمر انطق كان قلبي حاسس انك مخبي علينا حاجه كبيره كمان وياما سالتلك فى ايه بس كنت دايما بتتهرب مني وبتكدب عليا وكنت بقول معلش حاسس ان كبر عليكي استني يا فريده لم يجي يتكلم ويصارحني بنفسه قول يابني ماشي فى سكه ايه اوع تكون المخډرات يا عمر
هز راسه نافيا ونكث براسه لا مش مخډرات بس كنت بعلق بنات كتير من على الفيس ونتكلم بالساعات وكمان كنت بطلب منهم صور وانزل اقابلهم نخرج مع بعض
ساد الصمت بالغرفه والجميع فى حاله ذهول ليكمل عمر قائلا
ومش بس كده اللى كانت بترفض تقابلني كنت بهددها بصورها اللى عندي وكانت بتوافق اسالي شويا وبعد كده اسيبها واشوف غيرها واكيد اللى ضړب علي كان من طرف أي بنت من اللى استغلتهم .
لطمت فريده صدرها بصرخه مكلومه ابني أنا يعمل كده فى بنات الناس ماخفتش من ربنا يا عمر ماخفتش من عقابه دي اخرت تربيتي فيك يا بني
نظر له والده باستحقار وابتعد عنه مش عايز لسانك يخاطب لساني اعتبر ان مالكش اب ولا عايز اشوف وشك قدامي انت فاهم
غادرت حاتم الغرفه كالاعصار ووقف لحظات امام الباب ينظر للفراغ ويتسأل فى نفسه
هذه هي تربيته انعدمت اخلاق طفله لهذه الدرجه الا يربيه على ان يتقي الله فى كل تصرفاته وافعاله ماذا فعل معه هل قصر بحقه وانشغل عنه بسبب عمله ولكن زوجته لم تتركهم سدا فكانت حريصه على زرع الايمان بداخلهم نشأت بهم القيم والاخلاق ولكن لم يفعل عمر شيئا منما نشأ عليه
اما بداخل الغرفه كانت الصدمه مازالت مرسومه على الوجوه الى ان تاوه علي بالم عندما فتح عيناه وشعر بآلام متفرقه بجسده
اقتربت منه فريده بهلفه وايسل جانبه تبتسم له بحب
انت كويس يا علي
كان يشعر بصداع كاد ان يفتك براسه ونظر لتلك الفتاه بتسأل
انتي مين
اقترب اسر ينظر له بقوه علي انت حاسس
بايه دلوقتي
صداع جامد
معلش حبيبي هتاخد مسكن دلوقتي وتبقى كويس
قبلته والدته بحب اعلى جبيبه حمدلله على سلامتك يا روح قلبي
نظر حوله بتسأل فين عمر
اقترب عمر منه بلهفه أنا جنبك يا حبيبي سلامتك
ابتسم لرؤيه تؤامه ثم عاد ينظر لتلك الفتاه ثانيا بغرابه
شعرت ايسل بنظراته الغامضه وخشت ان يكون الارتجاج الذي حدث لدماغه اثر على ذاكرته
علم اسر أيضا بما يدور حوله وابعد والدته لكى يفحص شقيقه
علي انت مش عارف مين دي
هزراسه نافيا لأ اول مره اشوفها
تحدث اسر بثبات تمام حبيبي هديلك ابره هتخفف الألم وتنام ماشي
هز راسه بخفه وبعد لحظات كان يغمض عيناه مستسلما للنوم ..
تحدثت والدتهم بقلق فهموني اخوكم ماله وليه مش فاكر اخته
تحدث اسر بجديه ماما ماتقلقيش ده وارد يحصل من اسر الضربه الجامده اللى حصلت فى دماغه وعملت ليه ارتجاج يومين ثلاثه بس وهيفتكر كل حاجه بس بلاش احنا نفكره بحاجه عشان الصداع هيزيد معاه هو بياخد ادويه تساعده على ان يفتكر وكمان يقلل من الصداع نتعامل معاه بهدوء ومن غير قلق يا ماما
حاضر يا حبيبي
طبعت ايسل قبله رفيقه اعلى وحنتها ماما هروح اطمن على بابا ورجعالك
ماشي ياقلبي ربنا يطمنك عليه ويتم شفائه يارب على خير
غادرت ايسل غرفه شقيقها متوجه الى العنايه وعندما دلفت لداخل تفاجئت بوجود ...
الفصل الثامن والعشرون
عندما دلفت ايسل لداخل العنايه توجهت الى غرفه والدها لتتسمر مكانها عندما وجدت اجين المقربين الخاصه بها تجلس بمقعد مجاور لفراش والدها وتمسك بيده وتنساب دموعها
بصمت .
ظلت مكانها تتطلع إليها بدهشه ثم لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره لتترك غرفه العنايه بهدوء قبل ان تراها اجين ..
تقابلت بماجد امام العنايه اقترب منها بهدوء وحدثها بلطف
عامله ايه دلوقتي يا ايسل
الحمدلله تمام
ايه رايك بقى فى المفاجآه اللى عند عمي
رفعت انظارها بدهشه اجين هل تعرفت عليها
هز راسه بالايجاب طبعا انا اللى استقبلتها من المطار وانا اصلا كنت حاجزها قبل مانسافر دهب عمي كان بلغني احجز لها على شركتي ومااعرفكيش عشان تبقى مفاجاه ليكي ولم عمي تعب أنا كنت عارف موعد وصولها روحت استقبلتها ولم عرفت بتعب عمي اصرت تيجي على هنا الاول حتى لسه شنطه هدومها معايا فى العربيه
هزت رأسها بتفهم وزفرت انفاسها بهدوء ثم استاذنته لتتوجه ثانيا الى العنايه .
دلفت بهدوء ولكن هذه المره شعرت اجين بوجودها لتنهض من اعلى المقعد لتقترب منها تعانقها باشتياق
اشتقيت إليك صغيرتي
عانقتها ايسل بقوه وأنا أيضا اشتقيت إليك يا جميله
ابتسمت اجين بحب لتلك الفتاه التى عشقتها منذ أول لقاء جمعها بها وهى تتعاملها كابنتها التى لم تنجبها..
ابتعدت عنها برفق لتنظر إليها ايسل بحزن وهى تحدثها پألم كنت تعلمين بمرض داد
هز راسه بالايجاب وهى تبادلها نظرات الحزن باشفاق اجل اعلم احتضنت وجهها بين راحه يديها
لا تغضبي مني فقد قطعت عهدا بألا اخبرك
ابتسمت لها بحنان لن اغضب ماجد ينتظرك بالخارج سوف يصطحبك الى منزلنا لتستريحي وتبدلي اغراضك وتجلبي لي معه ثياب فلا أستطيع ترك داد الان
حسنا ولكن سوف اعود إليك ثانيا فلم اترككما