السبت 16 نوفمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصرى

انت في الصفحة 31 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

اليه دون شك 
ان التفتت سيلحق بها ويلعن هذا العالم بكل مافيه سيسحق كل شىء تحت قدميه 
ولكنه وعدها ان يعيد لها زين الذى احبته فهو الاجدر بها من هذا الضعيف الذى عجز عن حمايتها 
تنهد بعمق والم وصړخت كل خلية من خلاياه وكل ذرة من كيانه وهى تختفي 
وداعا صوفيا وداعا حوريتى الجميلة 
وداعا كل شيء 
الفصل التاسع عشر 
انتهى حفل الزفاف الذى كان رائعا بمقاييس كل من دعي لحضوره الا صاحبه فلم يشعر سوى انهم يشيعونه لمثواه الاخير بعد أن صدر حكم الاعډام بحقه ورحلت صوفيا منذ ساعات 
لم يتمكن حتى من رسم أي بسمة روتينية مجاملة على شفتيه كان يشيح بنظراته الى اي شىء غيرها يخشى ان رمقها بالنظرة التى تستحقها ولم يعد لديه لها سواها أن يلحظه احدهم فحتى الان لا يعرف شخص بالقصة شىء سوى محمود وهما اما باقى العائلة فتراه زواجا موفقا وسعيدا الا ايلينا التي تحولت نظراتها الساخطة عليه الى أخرى مشفقة ففى عينيه لاحظت ضياعه وحزنه وشتات أمره 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لاحظت عدم شعوره بسمر تماما وكأنه يحملها ذنب ما حدث 
أدركت بفطرتها أن هناك خطب ما وأنه مضطر لما يفعله ولكن الجزء الاكبر من شفقتها كان على صوفيا التى لاذنب لها فى دخولها لدوامته تلك وكما اشاح زين بوجهه عن سمر اشاح به ايضا عن ابيه 
نعم ابيه الذى غير كثيرا من تفاصيل تلك الليلة التى طالما روادته فى احلامه وهي تجمعه مع حوريته التى نفاها بعيدا بعد ان اشعره ابوه بعجزه المطلق امامها 
أشعره أنه لايستحق سوى بقايا أنثى كسمر ابنة عمه ليتها لم تكن هكذا ابدا 
ليتها لم تكن شرفه وعرضه فلقد حمله أبوه مالا يطاق 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
عاد الى جناحه فى القصر مع عروسه 
لم يحتج زواجه بها سوى مجرد تعديلات بسيطة على جناحه الفخم من الأساس تركه لهم ليفعلو به ماشاءوا فقد ترك لهم حياته بأسرها من قبل 
تولت سميرة تلك المهمة وأنهتها في وقت قياسي ألهتها سعادتها بابتعاد ابنها عن الشقراء عن حزنه وصمته واستسلامه ربما أدرك مؤخرا أنها لا تصلح زوجة له وأن ابنة عمه هي الاختيار المناسب سيتناسى مع الوقت بل سينسيه عشق سمر له هوسه بتلك الخواجاية 
جلست سمر على طرف الفراش بينما هو لم ينطق بحرف 
خلع رباط عنقه والقى به فى عشوائية واتجه الى المرحاض بعد ان اخرج من الخزانة بعضا من ملابسه خرج بعد دقائق ليجدها لازالت على جلستها بثياب العرس ابتسم فى سخرية دون ان يعلق وهو يتجه الى ملحق صغير بجناحه لينام فيه 
نهضت خلفه مسرعة وهى تمسك باطراف ثوبها قائلة في حذر 
زين استنى 
توقف دون ان يلتفت اليها فمنذ أن اتخذ أبيه قراره بشأنهما لم يتبادلا حرفا قط 
تقدمت خطوتين لتقف فى مواجهته 
احنا لازم نتكلم 
عايزة تقولى ايه 
ازدردت ريقها بصعوبة وهى تنظر الى اصابعها تفركها فى شدة 
انا عارفة انك متضايق من اللى حصل ومن الل 
اوقفها بكفه في صرامة 
بلاش تتكلمى فى اللى فات احسن عشان انا مش ضامن اعصابى ولا ضامن ممكن اتهور عليكى ازاى 
واصلت وكأنها لم تسمعه 
انا عارفة انى غلطت بس ده كله كان عشانك يا زين عشان حبيتك 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ضحك فى سخرية وهو يضرب كفيه ببعضهما قائلا 
هوا انتى مفهومك عن الحب ايه حبتينى ازاى وامتى وفرضا انك حبتينى ازاى تسلمى نفسك لحد وانتى بتحبى حد تانى وترجعى تكدبى وتخدعى الكل عشان تورطيه معاكى وتلبسيه فى جريمتك حب بأنهى منطق 
صمتت للحظات أمسكت بثيابها ترفعها لتتقدم اليه خطوة اضافية هامسة بصوت مخټنق 
بمنطقي أنا !!! حب مدقتش منه غير مراره وانت بترفض مشاعري مرة ورا التانية كنت بمۏت وانا بشوفك معاها كنت عاوزة انساك باى طريقة كان شبهك يا زين او يمكن انا شفته شبهك صدقت كلامه اللي كان نفسي اسمعه منك انت سلمتله عقلى عشت معاه كل اللي اتمنيت اعيشه معاك حبيتك انت فيه 
تراجع في حدة وكأنها شيئا يثير أقصى ما في نفسه من اشمئزاز كأنه يحاول أن يحافظ على أبعد مسافة
ممكنة بينهما في هذا المكان الذي اصبح أضيق من جحر النمل 
اللى بيحب ميخونش انتى خنتى اهلك ونفسك الحب بيطهرنا بينضفنا من جوانا ولو معملش ده يبقى يتسمى اى حاجة تانية 
اقتربت محاولة ان تضع يدها على كتفه فدفعها فى عڼف يشعر انها لمسته ستندسه فقالت وهى تقبض كفها في الهواء 
انا عارفة انى غلطانة وعارفة انى اللى هطلبه صعب
وعارفة انك عمرك ما هتفكر تقربلى على الاقل دلوقتى بس انا مستعدة لكل اللى انت عاوزه كل اللى تطلبه مقابل ان احنا نعيش مع بعض حياتنا زين صدقنى انا عمرى ما تمنيت حد غيرك 
هز رأسه في أسى قائلا 
وانتى كانت مكانتك عالية اوى عندى يا سمر كانت كانت اعلى بكتير من المكانة اللى انتى حطيتى فيها نفسك دلوقتى انا لما سمعت اللى سمعته منك اټجننت مكنتش قادر اصدق انك انتى كدة ورغم كل ده لما بابا دخل علينا مكنتش ناوى اقوله كنت هكدب عليه بأى حجة وهحاول باى طريقة اخرجك من مصيبتك دى تعرفى كان ممكن فعلا اتجوزك لو وصل الموضوع لحارة سد لكن اللى عملتيه صدمنى اكتر من صډمتى الاولانية فيكى احنا مفيش ولا هيبقا بينا حياة يا سمر 
نظر الى دموعها بعدم اكتراث فمهارتها الخارقة فى التمثيل لم تعد في حاجة الى اثبات 
او ربما كان هو احوج البشر فى تلك اللحظة الى البكاء والعويل فقد خسر حبيبته لتحتل اخر من تمناها فى العالم مكانها 
حبيبته التى بدأ يضنيه الشوق اليها مع أول خطوة وطأتها قدماها بعيدا عنه 
قبضت ايلينا على هاتفها فى قوة وهى تطرق على طرف الفراش به فى ڠضب كادت به ان تحطمه الى اشلاء ولكنها تحتاجه الان 
وبعدها ليرى من نوبات ڠضبها ما يشاء فما يحمله يذهب بعقلها تماما 
انتبهت على صوت الباب ليدلف يوسف اليها بابتسامة واسعة وهو يخلع سترته قائلا 
مساء الخير 
لم ترد تحيته وظلت تتطلع اليه فى تمعن ايعقل ان يفعلها 
فتح اول زر فى قميصه والټفت ليتحدث اليها ويروى لها يومه كما تعود ولكنه توقف وهو يقطب جبينه وينظر اليها حيث بدت شاردة الذهن فقال وهو يقترب منها ويضع يده على جبينها فى قلق 
مالك ايلينا انتى تعبانة 
تصنعت ابتسامة بدت شديدة الغرابة له 
انا كويسة بس انت بقا 
قطب حاجبيه فى استنكار من طريقتها فى الحديث 
ايلينا فى ايه ايه اللهجة دى 
نهضت فى عڼف وهتفت وهى تنظر اليه فى ڠضب وبعينين حملت كثيرا من السخط وخيبة الامل 
فيه ان مهما حاولت اغير فيك مفيش فايدة فيه انى تعبت وزهقت فيه انى بحارب طواحين الهوا معاك 
هتف وعيناه تتسع في دهشة 
انتتى بتتكلمى عن ايه 
مالت اليه وهى تهمس من بين اسنانها فى حړقة 
يوم فرح اخوك روحتنى القصر وقلت انك هتكمل سهرتك مع اصحابك ده حصل فعلا 
ضړب كفيه ببعضهما فى نفاذ صبر قائلا 
يا ريت تتكلمى على طول وتقولى عايزة ايه 
هزت كتفيها بسخرية وقالت بينما تعبث بهاتفها 
حاضر هتكلم 
وصوبت الهاتف نحو عينيه مباشرة كأنها تصوب قذيفة 
نظر الى الهاتف وضيق عينيه بشدة وتركيز فواصلت 
انا فعلا ندمانة على كل لحظة عشتها معاك ندمانة على كل احساس حسيته وياك انت مصر تفضل فى الحضيض والقرف وهما فعلا لايقينلك خليك فيهم وانا هبعد وكفاية لحد كدة 
واكملت وهى تسحب الهاتف من امامه غير عابئة بملامحه التى كستها الصدمة 
ايه مكنتش عامل حسابك صح مش لاقى كلمة ولا رد ترد بيه بتفكر فى حاجة تضحك عليا بيها مش كدة مش هتقدر تضحك عليا ابدا انا مش هتنازل المرة دى ولازم نتطلق 
وضع يديه فى جيبه وعض على شفته السفلى قائلا وهو يرفع رأسه فى بطء 
فعلا معنديش رد ولا كلمة اقولها لو انتى مصدقة ان انا اللى فى الصور دى خلاص ايلينا يبقى انا 
رفعت حاجبيها في دهشة وكادت أن تتهمه بالوقاحة فتابع فى حزن 
انا زهقت وتعبت صدقى اللى تصدقيه واعملى اللى انتى عايزاه انا مش هعيش حياتى معاكى كلها فى حرب وسجن اټهامات مبتنتهيش لو عاوزة تطلقى
حالا هطلقك وكفاية عليكى عيشة مع واحد خاېن وۏسخ زيي 
اتسعت عيناها كأنها ستبتلعه بداخلهما وتمتمت فى حيرة وهى تلقى نظرة على هاتفها كأنها تتأكد من شىء ما 
انت قصدك ان مش انت اللى فى الصور 
ضحك فى مرارة وهو يتابع ما تفعله 
انتى من كتر شكك فيا مجاش فى بالك حتى ولو لمرة ان الصور متفبركة ولا حتى حاولتى تتأكدى وتتأكدى ليه انا راجل خاېن بطبعى عمرى ما حبيتك ولا بفكر اسعدك ازاى بأي طريقة 
وعاد ليلتقط سترته لينهي النقاش قائلا في هدوء 
على كل حال شوفى انتى عايزة ايه وانا اعملهولك واشار بسبابته قبل ان يذهب ليواصل في تهكم 
واه بالمناسبة انتى مش محتاجة تسألى حد اذا كانت الصور متفبركة ولا لا لان لو عندك ثقة فيا كنتى قدرتى تلاحظى ان ده حد تانى انا فى كتفى چرح واضح بقاله سنين اللى فى الصور جسمه سليم 
نظرت الى الهاتف فى يدها وهي تشهق فى صدمة لقد ذهب هذا الأمر عن بالها تماما نعم الوجه في الصورة له ولكن هذا ليس جسد يوسف مطلقا ليس الچرح فقط فلون بشړة صاحب الصورة أفتح من لون يوسف بقليل لو دققت من البداية لأدركت هذا بسهولة ولكن غيرتها تحكمت بها فشوشت نظرها كالعادة 
نظر لها من اعلى الى اسفل فأطرقت برأسها فى خجل وهى تتذكر كل الكلمات اللاذعة التى امطرته بها ظلما لقد هدمت جزءا بداخله لا يمكن اعادة بناءه من جديد حاولت ان تقول اى شىء ولكن لسانها الذى انطلق بلا هوادة فى وصفه بأشنع الصفات قد تخلى عنها الان ارتجفت نبرتها كثيرا وهي تحاول صياغة أي جملة 
يوسف انا 
اوقفها بكفه يمنعها من الحديث فقد اكتفى وفاض 
انتى ايه انا خلاص تعبت طول الوقت شك طول الوقت بتحسسينى بندمك على جوازنا اللى انا بعتبره اجمل حاجة حصلتلى طول الوقت بتحسسينى انك اتنازلتى لما قبلتى تتجوزينى انا حكتلك وعرفتك كل حاجة من البداية وانتى قبلتى ووعدتك انى مش هجرحك وانتى عمرك ما ادتينى ثقتك انتى استغليتى ماضيا عشان كل لحظة تعايرينى بيه من يوم ما اتجوزنا وانا بسعدك بكل طريقة عمرى حتى ما بصيت مجرد بصة لواحدة غيرك نظرة الاتهام اللى فى عينيكى بقت بټقتلنى انا تعبت والله تعبت 
واغلق زر قميصه وهو يحمل سترته على ذراعه وهم ان يفتح الباب فهرعت لتضع يدها على مقبض الباب تترجاه في ندم 
يوسف استنى انا اسفة ارجوك سامحنى 
تنهد في مرارة فاقتربت أكثر لتمسك بياقة قميصه هامسة في نعومة تعرف كم هي مؤثرة به 
انت عارف اني بحبك وبغير عليك 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 66 صفحات