روايه بقلم دعاء عبدالرحمن
وقال
أهدى بس يا هانى أهدى .. أنا فاهمك طبعا بس انت أيه اللى خلاك من الأول تعرف الاشكال دى يا أخى
جفف هانى دموعه ولكنه مازال يتلعثم وهو يتحدث من فرط الاضطراب فهذه أول مرة يعترف بها بما فعل وقال
كانت زميلتى فى الكلية وأعجبنا ببعض لحد ما صارحنا بعض بالحب وكنا متفقين أن محدش يعرف بعلاقتنا دلوقتى وكانت علاقتنا علاقة حب بريئة ..وبعد شويه صرحتنى أنها حكت لاختها الكبيرة وأختها كانت متفاهمة معاها حتى ساعات ..ساعات كانت بتخرج معانا وكانت متصورة كده
أن علاقتنا بقت شبه رسمية وبقت مطمنة أكتر معايا ...
فى الأول كانت بتحاسب أوى على كل لمسة بينى وبينها وبترفض لكن بعد ما اختها الكبيرة عرفت ورحبت وهى من ساعتها وهى معتبرة علاقتنا رسمية .. وابتدت التنازلات بينا لحد ما حصل اللى حصل ..وجات قالتلى أنها حامل ..وفضلت شهر بحاله أحاول أتهرب منها ..
ألتقط أنفاسه بصعوبة وهو يتابع قائلا
لحد ما هددتنى وقالتلى انها هتفضحنى فى كل حته وتبلغ ابويا ..
أجهش فى البكاء عندما وصل لهذه النقطة وهو يقول
مفكرتش ..معرفتش أفكر فى حاجة غير أنى اخلص من تهدديها بس.. مكنتش اقصد صدقنى
أغمض فارس عينيه پألم وقد تيقن من أدانته ..ها هو يتجسد أمامه مثالا لعقد الحړام عندما يقطع فتنفرط حباته حبة تلو الأخرى بسرعة كبيرة لا نستطيع اللحاق بها أو جمعها.
تركه فارس يبكى ويعضه الندم على ما فعل حتى بدأ يهدأ ويسكن جسده المنتفض ثم قال
علشان كده أنكرت أنك تعرفها مش كده
رفع هانى كتفيه بحركة عصبية وهو يقول بأنفاس لاهثة
اومال كنت هعمل ايه كان لازم أنكر وكدبت الشهود اللى شافوا الحاډثة وكدبت أختها لما قالت انها تعرفنى ...خفت اقول الحقيقة .. خفت يعدمونى
أخذ فارس كفه وقبض عليه بقوة وهو ينظر له بصرامة قائلا
ومخفتش من ربنا ! .. إنت ممكن تاخد براءة وبعدين ټموت عادى فى بيتك
ثم وضع أصبعه على صدره وضغطه وهو يقول
هتروحله ازاى وانت هاتك عرض واحدة ومش هى عايشة وبس لاء وهى مېتة كمان
حدق فيه هانى فزعا وهو يقول منتفضا
وهى مېتة يعنى أيه
يعنى أهلها وصحابها وجيرانها وكل اللى يعرفوها عرفوا دلوقتى انها ماټت وهى حامل وهى مش متجوزة .. يعنى عرضها اتلوث والناس بتنهش فيه حتى وهى مېتة .. و بسببك انت
بدأت دموع هانى تنهمر بشدة وهتف صائحا
أنا تبت لربنا تبت وندمت وربنا هيقبل توبتى انا متأكد
وضع فارس يده على كتفه وهزه بقوة وهو يقول
ممكن ربنا يقبل توبتك اه لما تغلط فى حق نفسك وبس ..لكن أنت غلط فى حق أنسانه متعلقه فى رقبتك عمرها اللى راح هى واللى كان فى بطنها وشرفها اللى أتنهش .. يعنى لازم تردلها حقها ..على الأقل خالص انك تعترف بغلطك وتتقبل العقۏبة بشجاعة.. مش تنكر وتقول توبت
دفع هانى يد فارس حانقا وقال
أنت عايز منى أيه ..أنت جاى تدافع عنى ولا جاى تلف حبل المشنقة حوالين رقبتى
هز فارس رأسه أسفا وهو يقول
يابنى أنا بنصحك لوجه الله علشان لما عمرك اللى متعرفش هيخلص أمتى ينتهى ..تروح لربك نضيف
قال عبارته الاخيرة وتركه وأتجه لباب الحجرة لينصرف .. فتح الباب وخرج وتركه وحيدا يشعر بظلام قلبه وروحه الآثمة الملوثة ..والمعذبة
بينما كانت أم فارس منشغلة فى المطبخ تعد طعام الغذاء سمعت طرقا خفيفا على باب الشقة فتركت ما فى يدها واتجهت لتفتح الباب ..أبتسمت وهى تنظر إلى مهرة التى وقفت على استحياء مطرقة برأسها وقالت
أهلا يا مهرة يا حبيبتى اتفضلى
قالت مهرة بخفوت وقد بلغ الخجل منها مبلغة
معلش يا طنط مش هقدر أدخل ..
ثم ترددت قبل أن تقول
أنا بس كنت عاوزه اسأل على حاجة وهمشى على طول
جذبتها أم فارس من يدها وهى تقول
تعالى مفيش حد هنا غيرى
دخلت مهرة وأغلقت أم فارس الباب خلفها فوقفت خلفه ولم تتحرك خطوة واحدة وقالت بخجل
معلش يا طنط بجد مش هقدر أقعد ..
قالت أم فارس وهى تمسكها من يدها وتتجه للمطبخ
طب تعالى معايا فى المطبخ قوليلى اللى انت عايزاه أحسن الأكل هيتحرق
وضعت مهرة حقيبتها جانبا على المقعد المجاور للباب وتبعتها إلى المطبخ ..وقفت مهرة بجوارها تنظر إليها وهى تقلب الطعام فى الإنائين أشفقت عليها من المجهود اليومى التى تقوم به وحدها وبحركة تلقائية تناولت ملعقة خشبية كبيرة ووقفت تقلب الأرز مساعدة لها ثم قال
فى حاجة يا طنط عاوزه اسألك عليها بس خاېفة تقلقى
ألتفتت إليها أم فارس باهتمام وقالت
خير يا بنتى فى أيه
ظهرعلى وجهها الأضطراب والتوتر وهى تقول
بقالى كام يوم بحلم بكوابيس تخص الدكتور فارس وبقوم من النوم مڤزوعة
عقدت أم فارس بين حاجبيها وهى تضيف صلصة الطماطم إلى الإناء وقد تسرب القلق لقلبها وقالت
بتشوفى أيه فى الكوابيس دى
أضافت مهرة مرقة اللحم إلى الإرز وقلبته مرة أخرى ثم وضعت غطاءه جيدا والتفتت إليها قائلة
مش هينفع أحكيه يا طنط علشان مرة ..مرة الدكتور فارس قالى أن