روايه بقلم ساره حسن
جلس علي كرسي و مدد قدميه علي كرسي اخر و ارجع راسه للخلف يتذكر احداث مرت عليها سنوات لكن تأثيرها موجود للان
عدواة منتصر بعلي ليست حديثه المنشأة فهي منذ الصغر
على الملتزم الهادي الطباع المحبوب و منتصر المشاغب العڼيف المؤذي لم يسلم أحد من اذاه
سواء كان طفل او مراهق او شاب صاحب الأخلاق الفاسدة مدلل ابيه و بداخله كبر حقده من علي ..و وقف له بالمرصاد حتي في بدايه عمله بورشته
واخيرا عندما وقف له رجل في العقد السادس من عمره ليتصدي لافعاله المشينه و تطاول منتصر عليه حتي دفعه بقوة و سقط الكهل ارضا علي اثرها وقتها جاء علي و وقف له بقوه في وجهه دفاعا عن العجوز و منتصر يسبه بكلمات نابيه و لم يتواني أيضا علي عن رد السباب بأفظع منه حتي تدخل الرجال لفض الاشتباك و منتصر يتوعد لعلي ..
زفر علي بعمق و هو يحدث نفسه ماكنتش النهايه يا منتصر يا تري شيطانك هايوصلك لايه تاني
توجه لداخل بنايته في منتصف النهار لشعورة بالارهاق اخرج مفاتيحه و استرق السمع لصوت و الدته وضحكها .
ضحك علي من نفسه و تمتم تسمحلها ايه يا علي دي قاعده و كأنه بيتها و احسن
قالت هدي مرحبه تعالي يا علي خلصت شغل بدري النهارده
قال و هو يجلس علي الكرسي المقابل لل الكنبه العربي الجالسين عليها خلصت بدري ياما
قالت مبتسمه و هي تنظر الي حسنا
اصلي كلمت حسنا تيجي تقعد معايا تسليني بدل مانا قاعده لوحدي
رفع حاجبيه تسليها ! و اين هنا التي لا تغادر لشقتها في الاعلي سوي علي النوم واليوم بطوله هنا و مع ذلك اومأ براسه دون ان يجيب
اردف و عينيه علي تلك التي تعبث بطبق التسالي دون النظر اليه لا ياما بس عايز كوبايه مايه
توجهت هدي للمطبخ الصغير لجلب ما اراد
منوره
رفعت عينيا اليه و قد ظنت انه ربما سيلقي بعض من الدبش خاصته ابتسمت باهتزاز و قالت شكرا
شيفك رجلك اخدت علي المكان
اجابته مذكره اياه او ربما لتمنع دبش ما يقذفها عليها
اومأ لها براسه قائلا بعبث اه قصدك انك هاتزوري طنط خالتي ام علي
نظرت اليه و ضحكت و هزت رأسها بالإيجاب
ما تطلع حسنا السطح يا علي
ثم ووجهت هدي باقي الحديث لحسنا ده علي عامل قاعده فوق شرحه و برحه و ترود الروح
و الاخري هبت واقفه بحماس فاجئه ايوه عايزه اشوف القاعده
و نظرت اتجاه و جدت عينيه عليها لا تحيد فا جلست ببطئ و حرج لربما لا يحبذ الفكره ...
وفجاءه استقام علي و قال وهو يتجه لغرفته هاغير هدومي الاول
فتح باب السطح الخشبي علي مصراعيه و اشار اليها بالدخول .. دخلت خطوتين ووقفت تنظر للمكان نظيف به عده كراسي مصنوعه من الخوص و منضده في المنتصف خشب و قصاري الزرع باشكالها المختلفه اعطت للهواء رائحه الزهور و الياسمين الجميله
وقفت بالمنتصف و قالت باعجاب حلوة اوي ياعلي بجد
ابتسم بجانب فمه وتوجه للمقعد و جلس ..جلست هي بالمقابل تنظر اليه مبتسمه
اخفض عينيه قليلا ثم نظر اليها قائلا عملت المكان ده لهنا و اصحابها عشان يقعدو براحتهم و محدش يضايقهم ..و اوقات بطلع هنا باليل و اقعد لوحدي بتبقي الدنيا هاديه
نظرت لاسفل الي ورشته و قالت الورشه بتاعتك
اجابها بهدوء ايوه و انا صغير كنت بشتغل صبي ميكانكي وحبيت الشغلانه و عملت الورشه دي عشان ابقي حر نفسي و اصرف عليا و علي امي
تأملته محتاره تشعر بالقهر لاجله ام تشعر بالفخر لتحمله المسؤليه و الذي يوجد شباب بمثل عمره مترفين و لم يتحملوا اي مسؤليه او يواجهوا الحياه بمفردهم مثله
طال صمتها و تأملها به ..تنحنح بحرج و قال متسائلا بتبصيلي كده ليه
فخورة بيك
ابتسم بحرج من إطراءها و قال ليه في شباب كتير هنا زي انتي بس اللي ماتعرفيش
مالت بجزئها العلوي صوبه و قالت باهتمام بالغ عرفني ...عرفني عنك كتير
لم يشعر بنفسه امام عينيها الا و هو مسترسل عن طفولته و مراهقته و مامر به من