امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
وتفكر في حيلة حتى تتخلص بها من بطشه .. عاد يهتف ولكن هذه المرة بحيرة من تصرفاتها وقال وهو يبعد خصلاتها المحيطة بوجهها
_ جلنار !!! .. تعبانة من إيه ردي عليا !
ثلاث ثواني بالضبط حتى وجدت نفسها تهتف بتلقائية لتتهرب منه وهي لا تزال ډافنة وجهها بين ثنايا الوسادة
_ظروف
استحوذ الصمت عليه للحظات قصيرة وهو يرفع حاجبه متعجبا ردها المبهم في باديء الأمر .. لكن سرعان ما ارتحت عضلات وجهه وفهم كلمتها فاخفى ابتسامة كانت ستنطلق على شفتيه والټفت برأسه للخلف إلى ابنته التي تقف أمام الفراش وتتابع والديها بنظرات بريئة كلها اهتمام وخوف على أمها ارسل لها ابتسامة عذبة فبادلته هي إياها بعفوية .. ثم عاد برأسه مرة أخرى إليها وانحنى على أذنها يهمس بمكر متمالكا ضحكته
نكزته بمرفقها في غيظ وتمتمت
_ بلاش وقاحة
لا تزال تخفي وجهها عنه لا تريده أن يراها مما جعله يدرك إن الأمر قد لا يكون كما قالت فقط انتصب في جلستها ثم نهض والتف حول
الفراش من الجهة الأخرى وهتف بلهجة صارمة
_ طيب ارفعي وشك اللي مخبياه ده .. خليني اشوف الظروف دي مالها !
انحنى وحملها على ذراعيه وخرج بها إلى خارج الحمام فاسندت رأسها هي على صدره وقالت باستسلام وألم حقيقى بعدما كشف فعلتها
_ اتصل بالدكتور ياعدنان
وصل بها إلى الفراش ووضعها عليه بحذر شديد ثم أخرج هاتفه من جيبه ورد عليها بصوت حاد ونظرة كلها سخط لا تبشر بالخير
خرج إلى شرفة الغرفة وأجرى اتصال بالطبيب وطلب منه حضوره في اسرع وقت ثم دخل مجددا لهم واقترب من ابنته لينحنى إلى مستواها ويقول بهمس لم يصل إلى أذن جلنار رغم محاولتها في سماع ما يقوله لها
_ مين اللي جاب الموز ياهنايا
ردت الصغيرة على أبيها ببراءة
_ عمو حامد
وقف على عتبة المنزل الداخلية وصاح بصوت جهوري
_ حامد !
وصلت صيحته إلى حامد حارس البوابة الرئيسية للمنزل فهب واقفا من مقعده وهرول راكضا إليه حتى وقف بمقابلته وقال
_ نعم يا عدنان بيه
_ أنا مش منبه عليك إن ممنوع الموز يدخل البيت ضمن أي طلبات تجيبها للمدام .
اجفل الآخر نظره أرضا بأسف وقال باعتذار
_ أنا آسف يابيه .. بس المدام هي اللي طلبت والله عشان بنت حضرتك وأنا موافقتش في البداية عشان وضع الهانم وتعليمات سياتك .. وقالتلي إنها مش هتاكل منه وأنا مقدرتش ارفض طلبها الصراحة
عدنان بصيحة رجولية عڼيفة
_ انا ميخصنيش كل الزفت ده .. كلامي كان واضح لما نبهت وقولت ممنوع يدخل البيت واللي حصل منك ده تجاهل لتعليماتي أنا سايبك هنا وسايب مراتي وبنتي أمانة معاك في غيابي وإنت تتصرف بالإهمال ده
حامد بحرج وضيق شديد من نفسه معتذرا بصدق حقيقي
_ حقك عليا ياعدنان بيه حضرتك عارف معزة الست هانم عندي إزاي ولا يمكن ارضى لها بالاذى أبدا والله أنا بس محبتش اكسر بطلبها.. بس اوعدك إن اللي حصل ده لا يمكن يتكرر تاني
رد عليه عدنان بزمجرة
_ وأنا مستنيك توعدني .. اعتبر دي أول غلطة ليك والغلطة التانية هتكون بحساب عسير
هو حامد رأسه بالموافقة بينما عدنان فاستدار وعاد للداخل حيث زوجته وابنته متوعدا لجلنار بعد أن تتحسن حالتها بسبب إهمالها في صحتها .
تمسك بهاتفها وتعبث به فقط دون أن تفعل أي شيء مفيد .. ملازمة غرفتها وفراشها منذ أيام ولا تخرج منها إلا قليلا وبدأت والدتها تستاء من وضعها وحاولت أكثر من مرة فهم حالتها المزاجية والتحدث معها لكن الرد لا يتغير بكل مرة أريد فقط البقاء بمفردي لبعض الوقت .. ماسبب عزلتها المفاجئة أو حتى مزاجيتها الغريبة لا تعرف لكنها تشعر أن ابنتها ليست بخير .
أما هي ففضلت الابتعاد لأيام عن الجميع وبالأخص عنه تريد جمع شتات نفسها المبعثرة واستعادة روحها المهدرة بڼار الهوى لسنوات .. هوى لم يجلب لصاحبه سوى الألم والشجن .
ستعاني وربما ستتعذب في محاولاتها التي ستجدها بائسة في بداية رحلتها