امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
كفه ثم ضمھ ممسكا بالقبلة في نوع من المشاكسة اللطيفة وقرب كفه من جيب سترته العلوية ووضع قبلتها به ثم غمز لها بخبث فارتفع صوت ضحكتها العفوية على مداعبته لها ولعبهم نزلت من على ذراع أمها وهرولت راكضة إليه ثم قفزت عليه فتلقاها هو والقى بها على الفراش وانحنى عليها بجسده يدغدغها فانطلقت منها ضحكات عالية وهي تتلوى بين ذراعيه وتهتف بصوت غير واضح من فرط ضحكها الهيستيري
توقف عن دغدغتها وأجابها ضاحكا باستغراب
_ بتتحرك إزاي !
أخذت أنفاسها بصعوبة ورفعت كفيها لأعلى تهزهم يمينا ويسارا هاتفة بثغر مبتسم في نعومة
_ كدا بق بق بق بق
انطلقت منه ضحكة رجولية مرتفعة على طريقتها اللطيفة وكذلك جلنار التي علت صوت ضحكتها بالغرفة بينما الصغيرة فاستقامت جالسة وتعلقت برقبة والدها تقول بمشاغبة في رجاء
ضحك مرة أخرى بقوة على كلمتها الأخيرة ولثم وجنتها بقوة في حب وهتف لها من بين ضحكاته
_ طيب نخليها بليل وهنلعب كتيييير أوي عشان دلوقتي أنا مستعجل ياروحي واتأخرت على الشغل
عبس وجهها وزمت شفتيها للأمام بضيق فعاد ولثم
________________________________________
_ لا مقدرش على زعلك ياهنايا .. معلش ياحبيبتي ووعد تاني مني هنلعب كتير أوي اول ما آجي بليل خلاص !
رفعت كفها وقالت بسخط طفولي وهي تلقي بأوامرها عليه
_ هنلعب خمسة لعبة .. لا عشرة كمان
_ إن شاء الله نلعب للصبح هو احنا ورانا حاجة
اتسعت ابتسامتها معبرة عن رضاها أخيرا فانحنى عليها يمد وجنته إليها هامسا
طبعت بشفتيها الصغيرة قبلة قوية على وجنته ثم اتجهت لوجنته الأخرى وفعلت المثل بقوة أشد .. بينما جلنار فكانت تتابعهم بابتسامة الصافية رغم الخلافات الذي بينهم ونقمها عليه إلا أنها تحب كثيرا حبه وتعلقه بصغيرتهم وتعشق رؤية لحظاتهم معا .. ربما لحظاته وحبه وحنوه على ابنتهم هو من جعلها تستمر معه حتى الآن على أمل أنه قد يأتي يوم وتنل من هذا الحب بعضا لكن اتضح أنها كانت تتوهم وتتبع سراب ! .
فتح الباب مضيقا عيناه من قوة الضوء وظهرت هي من خلف الباب ..
كانت امرأة فاتنة بشدة متوسطة الطول تمتلك جسد انوثي جذاب وشعر بني اللون مع عينان كلون العسل وشفاه صغيرة وردية .. كل من يراها يفتن بها .
_ ادخلي يانادين عاملة إيه
دخلت وأجابت عليه في نظرات مهتمة
_ منيحة وإنت
أغلق حاتم الباب وتوجه نحو الأريكة المتوسطة والقى بجسده جالسا ممسكا بجبهته ومرجعا رأسه للخلف متمتما پألم
_ صداع هيفرتك دماغي يانادين
تحركت نحوه ثم جلست بجواره وقالت في شيء من السخط
_ أي طبيعي بعد كل هاد الشرب يالي شربته مبارح بتحس بهيك صداع .. من متى وإنت عم تشرب ياحاتم !!
مسح على وجهه متأففا وأجابها بخنق
_ نادين ارجوكي أنا مش مستحمل تأنيبك ليا أو كلامك اللي على علطول بتسمعهوني
اتسعت عيناها بدهشة امتزجت بالاستياء ثم غمغمت تعيد عليه جملته بعدم تصديق
_ مو متحملني !! .. أي تسلم أنا عن جد غلطانة إني جيت لألك حتى اطمن عليك
ثم استقامت واقفة وهمت بالرحيل لكنه أسرع وقبض على ذراعها يوقفها هاتفا باعتذار صادق وضيق
_ أنا آسف والله مقصدش .. أنا بس الايام دي مضغوط وإنتي عارفة اقعدي يا نادين حقك عليا
نادين بنظرة قوية وهي تنتزع يدها من قبضته
_ لا نحنا الاتنين بنعرف كتير منيح إنك مانك مضغوط ولا شيء إنت .....
قاطعها مبتسما بساحرية وتمتم بهدوء
_ طيب بلاش نفتح السيرة دي دلوقتي واقعدي يلا وشوفيلي حل للصداع ده بدل ما إنتي قافشة عليا كدا
صاحت به في انفعال
_ وليش لأشوفلك حل .. حدا خبرك إني والية امرك ! كل شيء نادين تعي سوى هاد .. بتنام متأخر بليل وبتيجي تقول لا تنسي تفيقيني بالصبح مشان ما أتأخر على الشغل .. نادين بدي ياكي تساعديني لأختار شو بلبس بهاي المناسبة .. نادين شو بسوى مع جلنار .. نادين .. نادين .. نادين لك نادين طهقت أنا ماني امك
قهقه عاليا بصوته العالي ثم غمز لها في مشاكسة يجيب عليها بلهجتها اللبنانية
_ يقبرني هاد العصبي
_ احترم حالك .. أنا لحد هلأ ما حاسبتك على اللي قلته مبارح
تغيرت ملامحه وأخذت الجدية ليقول بإحراج بسيط
_ اللي قولته !! .. هو أنا خرفت في الكلام أوي !
ضيقت عيناها وسألت بعدم فهم
_ شو يعني خرفت !
حاتم بنبرة حادة وبوجه يعطي تعبيرات الاعتذار مقدما
_ يعني قولت كلام مش لطيف يانادين !
هزت