امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
هتروحي تحضري جنازته بكرا
طالعته من فوق لأسفل باستهزاء ثم انتشلت ذراعها من قبضته وغادرت الغرفة بكل ثبات وهدوء وتركته يقف يشتعل ويتوعد لها بعقاپ عسير على تصرفاتها المتعمدة وأسلوبها معه ! .
تجلس زينة بجوار أمها على طاولة صغيرة مكونة من مقعدين لهم فقط وتتجول بنظرها بين الوجوه في ذلك الزفاف الممل .. فقد احضرتها والدتها رغما عنها معها إلى هنا متحججة بأنه زفاف ابنة صديقتها المقربة وأنها قامت بدعوتها دعوة خاصة وأصرت على حضورها هي وابنتها .
_ في إيه يازينة !
ردت عليها بخنق وتزمر
_ كان
________________________________________
لازم يعني ياماما تخليني آجي معاكي
ميرفت
_ يابنتي نيرمين أصرت عليا أني آجي واجيبك معايا وعيب لما متجيش افردي وشك بقى شوية يازينة الله مش كدا ! .. ده حتى العروسة قمر ماشاء الله عقبال ما افرح بيكي كدا ياحبيبتي
_ مش لما يتلحلح ابن اختك ويحس بيا شوية الاول
هتفت أمها بحاحب مقتطب واستغراب عندما سمعت منها همهمة غير مسموعة
_ بتقولي حاجة !
زينة بابتسامة صفراء
_ بقول أيوة حلوة فعلا العروسة ربنا يسعدهم
ثم عادت بنظرها تتابع الزفاف والفتيات وهم يرقصون مع العروس والعريس الذي أخذ جزء له هو وأصدقائه يرقصون فيه .. وفجأة ظهر أمامها شاب يافع وطويل البينة ووسيم يبدو أنها لم تلاحظه وهو يقترب منهم بسبب اندماجها في متابعة العروسين .. وجدت يمد يده ويصافح أمها بحرارة ويهتف ببشاشة
ردت عليه ميرفت بابتسامة عريضة وبعذوبة
_ أزيك يارائد .. عاش من شافك كبرت ماشاء الله مبروك لنورهان ربنا يسعدها يارب
_ آمين يارب
الټفت بنظره ناحية زينة التي كانت تحدقه بجمود وفهمت من خلال الحديث أنه شقيق العروس وابن صديقة والدتها نرمين فقالت ميرفت مبتسمة
_ دي زينة بنتي
_ عقبالك
اكتفت بالابتسامة الخجلة وفجأة بدأت موسيقى رومانسية لطيفة فوجدته يلتفت برأسه نحو أمها وكأنه يرسل لها إشارة مبهمة لم تفهمها هي ثم رأته يعود برأسه ناحيتها وينحنى بجزعة للأمام ثم يبسط يده أمامها فتبادلت النظرات مع والدتها باستغراب لتجد الرد من أمها وهي توميء لها بالموافقة .. نظرت في عينان ذلك الرجل الغريب الذي تراه لأول مرة ويعرض عليها أن تشاركه الرقص تنهدت بعدم حيلة ثم شبكت يدها بيده في استحياء شديد ووقفت وسارت معه إلى ساحة
وقفت في منتصف الساحة ووقف هو أمامها ثم شعرت بإحدى ذراعيه تلتف حول خصرها واليد الأخرى أمسك بكفها الرقيق .. انحبست أنفاسها عندما شعرت بيده على جسدها وتلفتت حولها بخجل ووجنتان حمراء كالدم وبتلقائية وضعت كفها على كتفه وعيناها تدور بكل مكان إلا على وجهه وبداخلها تدعو ربها أن تنتهى هذه الموسيقى سريعا .
_ أنا رائد عندي 28 سنة وخريج كلية هندسة
اضطرت للنظر له وقالت بصوت خاڤت وحياء ملحوظ
_ تشرفت بمعرفتك
_ أنا أكتر أكيد
هتفت زينة تسأل بصراحة دون أن تتردد .. بعد لحظات طويلة من الصمت من محاولاتها لتفادي نظراته الثابتة عليها
_هو أنت مش شايف أنه غريب شوية إنك تعرض عليا ارقص معاك واحنا أول مرة نشوف بعض
رائد بهدوء تام وابتسامة واسعة وهو يهز رأسه بالنفي
_ لا خالص .. بعدين أنا اعرفك من بدري إنتي بس اللي متعرفنيش
رفعت حاجبها بدهشة واحست بأن خجلها تلاشي كله وحل محله الذهول فسألته بفضول شديد
_ تعرفني إزاي !!
نظر حوله وهو لا يزال مبتسم ثم قال بنظرة أعادت الخجل لوجهها مجددا
_ الموسيقى خلصت وتقريبا مبقيش غيرنا اللي واقف
تلفتت حولها پصدمة فلم تجد أحد بالفعل غيرهم .. ابتعدت عنه بوجه مسيطر عليه لون الډماء الأحمر ثم نزلت من على المسرح ولحق هو بها ليوقفها قبل أن تصل لطاولتها عند أمها .. التفتت بجسدها نحوه لتجده يقف ويهتف بثقة واضعا كفيه في جيبي بنطاله
_هنتقابل كتير الأيام الجاية وسعتها هقولك اعرفك إزاي
طالعته باستغراب وبنظرة متوترة قليلا ولكنها آثرت عدم الرد وفقط استدارت من جديد وسارت باتجاه والدتها التي كانت تتابعهم مبتسمة .
في أمريكا .....
دخلت جلنار لغرفة صغيرتها واتجهت نحو فراشها ثم جلست بجوارها على الحافة وهزتها برفق تهتف
_ هنا ياحبيبتي قومي يلا عشان هنمشي
فتحت الصغيرة جزء من عيناها بتكاسل وهمست بصوت سمعته جلنار بصعوبة وهي تدفع يد أمها عنها بخنق
_ لا
ابتسمت جلنار ثم انحنت على أذنها وهمست بجملة كانت تعرف جيدا كيف سيكون نتائجها عليها
_ بابا جه وقاعد برا مش هتقومي تشوفيه
استيقظت جميع حواسها فور سماعها لاسم أبيها وفتحت عيناها كلها دفعة واحدة پصدمة فضحكت جلنار بقوة ثم قالت
_ قومي يلا اجري روحي شوفيه
هبت الصغيرة جالسة ونزلت من فراشها وغادرت غرفتها وهي تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنها وتتمكن من