امرأة العقاپ بقلم ندى محمود
في إيه ياعدنان !
عاد ېصرخ ولكن هذه المرة بنبرة ارعبتها حقا
_ مين اللي متصورة معاه ده في عيد الميلاد يا مدام
سكتت لبرهة من الوقت لا تفهم ما يقصده أي عيد ميلاد يقصد !! .. ومن هو الذي التقطت معه الصور !! .. حاتم !!! همستها لنفسها پصدمة ثم هتفت بهدوء بسيط تجيب عليه
_ قصدك على مين بظبط
_ على مين !! .. ليه هو في كام واحد يا بنت الرازي اقسم برب العزة لو طلعتي بتخوينني لأكون .....
انفعلت هي الأخرى وصړخت به تقاطعه
_ بخونك إيه أنت مچنون !!
_ جاوبي على السؤال
كانت صړخة عڼيفة منه بعثت القليل من الرهبة في نفسها لتجيبه باستياء
_ ده صديق ليا وهو اللي بيساعدني هنا مفيش حاجة اكتر من كدا
_ اممممم صديق وبيساعدك
شعرت بغصة مريرة في حلقها من اتهامه المؤلم لها وصاحت بسخط
_ والله العظيم ما في حاجة بينا كفاية شك
ياعدنان حرام عليك
_ إنتي وبنتي فين
سقطت دمعة حارة على وجنتيها ولم تجيبه خشية من أن يظهر اهتزاز صوتها ويكتشف بكائها فوجدت صړخة نفضتها بأرضها تخرج من الهاتف لاذنيها وهو يقول
تمتمت بصوت يحمل بحة البكاء
_ مش هقولك ومش هتعرف وحتى لو عرفت مش هتقدر تاخد بنتي مني
عدنان بوعيد حقيقي ونبرة مرعبة
_ تمام براحتك بس قريب اوي هلاقيكي وصدقيني هوريكي النجوم في عز الضهر وهخليكي تشوفي مين هو عدنان الشافعي على حق
انهمرت دموعها بغزارة على وجنتيها ولكنها جاهدت في عدم اظهار هزة صوتها وهي تهتف بقوة مزيفة وباحتدام
وفور انتهاء جملتها أنهت الاتصال فورا والقته على الفراش ثم چثت على الأرض بجواره ودفنت وجهها بين راحتي كفيها تبكي بحړقة وپألم تبكي كل شيء في حياتها .. على زواج فاشل يقف على أعتاب الانتهاء وعلى ابنة ستعيش مصير مجهول وحزين لا تستحقه وعلى أب قاسې لا يبالي بشيء سوى بمصالحه الشخصية وأمواله وأخيرا على قلب مهشم يدعي القوة .
بقصر الشافعي .....
كانت أسمهان تجلس على المقعد الهزاز في الحديقة وبيدها كوب القهوة خاصتها ترتشف منه ببطء وبجانبها مسجل كلاسيكي جميل يصدح صوته بفيروزات الصباح حتى ارتفع صوت رنين هاتفها بجوارها فمدت يدها على المسجل واغلقته ثم أمسكت بالهاتف وأجابت بحزم
_ كله تمام ياهانم .. الصور وصلت لعدنان باشا وهو شافها
ارتفعت الابتسامة الشيطانية على شفتيها وهدرت بحدة
_ اوعي تكون عملت حركة غبية كدا ولا كدا وعرفته مكانها عارف لو ده حصل هعمل فيك إيه
هتف بثقة تامة وغطرسة
_ عيب يا هانم هو أنا مبتدأ .. ده أنا تربيتك بس بيني وبينك الست جلنار دي وتكة عنده حق الباشا يغير عليها
خرجت صيحة صارمة من أسمهان وهي تهتف بقوة
_ اخرص ياحيوان .. أنت ملكش دعوة بأي حاجة غير اللي بطلبه منك بس وتنفذه من غير كلام
لوى الرجل فمه بتهكم وقال بخنق
_ حاضر ياست هانم .. وأنا تحت امرك
انزلت الهاتف من على اذنها وأنهت الاتصال وهي تهتف باشمئزاز
_ جاتك القرف
ثم عادت الابتسامة تعلو شفتيها من جديد وتهمس بسعادة ووعيد
_ مبقاش أنا أسمهان الشافعي أما خليت ابني يطلقك ويرميكي برا زي الژبالة
رأت آدم وهو يخرج من باب المنزل ويتجه نحو سيارته فقالت بحنو وصوت عالي نسبيا
_ رايح فين يا آدم
توقف للحظات وأجابها بابتسامة هادئة
_ رايح المعرض ياماما عايزة حاجة اجبهالك معايا
_ لا ياحبيبي عايزة سلامتك .. خلي بالك من نفسك
ارسل لها قبلة في الهواء وهو يبتسم ثم أكمل طريقه نحو سيارته ليستقر بها وينطلق نحو معرضه الخاص .
في مساء ذلك اليوم ....
وصلت زينة أمام باب المعرض وهي تحمل بين يديها طعام ! .. تارة تنظر للمعرض وتارة للكيس الذي يحتوي بداخله على ورق عنب ! .. وتفكر بينها وبين نفسها هل أخطأت عندما جاءت له بالطعام أم أنها فكرة رائعة .. فتجيب على نفسها بصوت مسموع بعض الشيء
_ مش سمر قالتالي شوفي هو بيحب إيه واعملهوله .. هو بيحب ورق العنب !!
وكالعادة كلما تكون تقف تتشاور مع نفسها في حوار يخصه يقطع هو حوارها مع نفسها .. سمعت صوته وهو يخرج من الباب ويقول بوجه بشوش
_ زينة واقفة كدا ليه تعالي !
اقتربت منه ووقفت أمامه تماما ثم قالت بابتسامة عريضة تحاول التحلي بالثقة وعدم الخجل
_ عامل إيه يا آدم
نظر للكيس الذي بين يديها رافعا حاجبه باستغراب ثم نظر لها وقال بلطف
_ كويس الحمدلله .. إيه الكيس ده !
ابتسمت بحياء وقالت وهي تتجه