الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

من غير معاد بقلم امل مصطفى

انت في الصفحة 32 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


تحت أمرك
حملت السيده الريموت بين يدها حتي ترفع ظهر الفراش وهي تتحدث بسعاده تعالي جنبي كده 
أنتي شكلك لسه جايه جديد
إقتربت صافي وهي تتأمل الفرحه الظاهره علي وجه تلك السيده أيوه
إسمك أيه
أنا أسمي صافي صادق
رغم إبتسامتك الجميله دي بس في عيونك حزن غريب 
قدامي جسد والروح في مكان تاني

أخفضت صافي وجهها وهي تشعر بحرقه في عينها من حبس الدموع حتي لا تبكي بشده لأنها فعلا تشعر بضيق شديد في صدرها
جذبتها السيده من يدها تجلسها علي طرف السرير
ده شكل الموضوع كبير
أردفت صافي بهروب 
أبدا كل الفكره أن مش بحب الغربه وعمري مافكرت فيها بس الظروف أجبرتني وأهلي و حشوني جدااا
هتفت عليا بثقه 
اللي واضح قدامي أن شخصيتك قويه ومش سهل حد يجبرك علي حاجه الموضوع شكله قصة حب وهروب 
صافي وهي تداري صډمتها 
أكيد حضرتك مكشوف عنك الحجاب
ضحكة عاليا وهي تتألم أبداا كل مافي الأمر أن بفهم في الناس ورثه الموضوع ده من بابا الله يرحمه
أنا مدام عليا مريضة هنا و أبني صاحب المستشفي دي
أتشرفت بيكي 
بس حضرتك بتتكلمي مصري كويس
عاليا بحنين 
بابا مصري وأمي كويتيه بحب مصر جداا وكنت بستني ميعاد زياره أهل بابا بفارغ الصبر أسعد يوم في عمري هو فتره أجازه نص السنه عشان أنزل مصر 
بلغ موسي أهله في البلد بما حدث وطلب منهم تجهيز المډفن
الكل شعر بالفزع من وقع الخبر هادي من الشباب المحترم الخلوق صعب النسيان وخسارته لم تكن لأبويه فقط بل للقريه كلها تجمهر الكل و ساعدوا في تجهيز فراش كبير وكل جار يخرج شيء من لديه لأن الجميع يشتركوا في ضيق الحال
سأل عبد الله أحد الشباب عم يفعلوا أو سبب كل تلك الكراسي لكنهم نظروا له بشفقه ولم يستطع أحد منهم الرد خوفا من رد فعله وإنهياره
وقفت مهجه تتابع ما يحدث دون سؤال حتي نادتها هدي وهي تسألها هو في أيه بره
هتفت مهجه بعدم فهم مش عارفه يا خاله بس
يظهر أن في مناسبه أصل الشباب بيفرشوا كراسي كتير 
توقفت السياره التي تحمل جثمان هادي ونزل موسي منكس الرأس بجسد هزيل يسنده شاهين
شعر صادق من هيئته بيد بارده تعتصر قلبه ليستند علي إحدي الكراسي ويضع يده الأخري علي قلبه
ركض موسي إتجاهه ليلحقه وهو يبكي وهو لا يعرف أيواسيه أم يواسي نفسه
تعال الصړاخ و النواح من قبل مهجه وهدي وجميع الحريم في عدم تصديق لما يحدث حتي فقدوا الوعي
بينما إجتمعت الحريم حولهم في محاولة لإفاقتهم
بكي عبد لله وهو يهتف لله الأمر من قبل ومن بعد 
اللهم إلهمني الصبر علي مصائب الحياه
الله جاب الله خد الله عليه العوض
كان الجميع في حاله صډمه وزهول لم يصدقوا فراقه
بتلك الطريقه
أتي العزاء ملاحظ الأنفار هو وبعض العمال
جذب موسي علي جنب ثم ناوله ظرف وهو يردف
ده مبلغ من المجموعه كلها تعطيهم لأهله
أو تعملهم حاجه صغيره تساعد علي المعيشه أنا عارف إن ماكانش ليهم غيره ربنا يلهمهم الصبر
والسلوان علي مصيبتهم
تشكر يا معلم مستوره الحمد لله
ياعم دي حاجه مش تترد إحنا صعايده وكده حدانا عيبه كبيره
تناولها موسي في صمت ليكمل المعلم لو حبيت تيجي الشغل في أي وقت مكانك موجود
أردف موسي بۏجع ماعدش ينفع أسيب أهله بس متشكر علي أهتمامك
أصبح الحزن والۏجع جزء من تلك العزبه الصغيره
لأيام طويله وتبادل الجيران علي أهله أم موسي لم يتركهم لحظه كان ينام بغرفه هادي يشتم
رائحته ويبكي من ۏجع الفراق رغم وجود أشقاء شباب له
لكن كان هادي له الأخ والصديق السند والأمان يضم
ملابسه لأحضانه كل ليله و يغرقها من كثره دموعه
ووعده أنه لن يترك أهله وسوف تصبح حياته
القادمه لهم فقط حتي لا يشعروا بالوحده من غيابه 
وبعد مرور شهر طرق موسي باب مهجه ليقابله وجه زينب الذي إكتسي بالحزن والهم
تعال يا موسي البيت بيتك يا بني 
دخل موسي وجلس أمامها ثم هتف بۏجع كنت عايز أكتب علي مهجه يا خالتي
نظرة له بأعين متسعه من الصدمه
أردفت بتقطع تكتب علي مهجه بنتي بعد ده كله لا يا بني أنا مردهاش ليك أبدا
هتف بحزن أنتي أكيد عارفه و شايفه أنا بحبها قد أيه ومافيش حاجه تهمني غيرها
زينب بحزن عارفه و شايفه وكنت موافقه لكن الوقت بنتي ماعدتش تنفع حد تخدمك أزاي وهي عايزه اللي يخدمها وكلام الناس اللي كتر عليها بعد ما تشلت لما شافت نعش هادي وأهلك مش ممكن يوافقوا علي وضع زي ده
أردف موسي بتنهيده ۏجع من كلامها الأخير الذي چرح كبريائه ورجولته أهلي موافقين دي حياتي
أنا 
وأنا مش محتاج حد يخدمني أنا أخدمها بعيوني
أنتي بس هتاخدي بالك منها وأنا في الشغل ولما أرجع أنا اللي أقوم بكل طلبتها
بصي يا خالتي أنا ناوي أعمل مشروع صغير كده بالمبلغ اللي معايا من خارجه هادي والفلوس اللي المقاول عطهاني يوم الوفاه بس محتاج مساعدتك 
لأن ماعدش ينفع غربه هسيب أهل هادي لمين وفي نفس الوقت محتاجين دخل ثابت عشان علاجهم
أنا معاك يا بني
كل اللي محتاجه
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 69 صفحات