روايه حسنا كامله
حسناء عشان نعرف نتكلم ثم اعطاها كاسة عصير لترتشف منها بضع قطرات ليكمل كلامه بنفس الهدوء يعني حمزة اللي قابلناه هناك دا طليقك اللي كنتي رافضه تحكيلي عنه اي حاجه....بصي ي حسناء....فكرة انك ترجعي دبي تاني مش حل....هوا خلاص
عرف بموضوع ابنه فا مافيش
فايده من هروبك....لازم تواجهيه وتتكلموا مع بعض وتعيدوا حسابتكوا....ابنكوا ذنبه ايه يعيش من غير اب....فكري بعقل شويه ي حسناء....وبعدين انتي فاكره لما تاخدي ياسين وتمشي انتي كده هتنهي الموضوع.....لا بالعكس دا انتي بتزوديه اكتر....لان ساعتها هوا مش هيسكت وهيرفع قضيه ويقلب الدنيا....فعشان كده حاولوا تحلوا الموضوع بينكوا عشان ابنكوا والمشاكل اللي هتعيشوه فيها .
أنس بمزاح مابتحبهوش برضو....دا انتي ماشلتيش عينك من عليه ساعت ماشوفيه....دا انا كنت حاسس انك هتاخديه ...يا شيخه قولي كلام غير دا
حسناء بإحراج بجد !....كان باين عليا للدرجادي !أنس بالإبتسامه ايوه جدا....وهوا كمان شكله بيحبك اوي ي حسناء .حسناء بس انت ماتعرفوش ي أنس....حمزة مابيتفاهمش....ومش هيرضي يسيبهولي .أنس هنحاول ي ستي مش هنخسر حاجه....وبعدين انا حاسك ظلماه....لان شكله مايديش خلاص انه واحد بتاع مشاكل .
أتمني لكم قراءة ممتعة
في صباح اليوم التالي
في قصر السيوفي
وتحديدا في غرفة جواد نجد حمزة يجلس متوترا علي الاريكه قبالة أخيه الذي ينظر له بشفقه....فحالته كانت مذريه عيناه حمراوتان منتفختان يحيط بهما السواد ويفرك يديه بقلق ويهز قدميه بشده ووجهه شاحب....فهو حقا خائڤ من تلك المقابله....فالتساؤلات التي انهالت عي خاطره ليلة أمس منعته من النوم....جواد بحزن ايه ي حمزة....مالك قلقان كده ليه....وليه مانمتش
جواد اكيد هتوافق....ماتوافقيش ليه....دا حقك....حتي لو رفعت قضيه ماحدش هيلومك....فا اهدي وبلاش توترك دا .
حمزة لا ي جواد قضية ايه....انا مش عايز مشاكل....حاول توصل معاها لحل بس بلاش محاكم وقضايا .
جواد وهو يربت علي كتف أخيه حاضر....بس عشان خاطري روح نام شويه علي ما أرجع....انت مش شايف وشك عامل ازاي .
ومن ثم سار الاثنان خروجا من الغرفه إلي خارج القصر تماما....ولم تمر سوي بضع دقائق وكانت سيارة جواد تقف أمام ذلك القصر....فيفتح الحارس البوابه سريعا....ليدخل ويصف سيارته ومن ثم ينزل ليجد أحد الخدم في إنتظاره ليصطحبه للداخل....فهو بالطبع قد تواصل مع أنس ليلة أمس....وبمجرد دخوله أستقبله أنس ورافقه إلي غرفة الجلوس....دار بينهما حوار طويل بشأن ذلك الصغير وإنتهي بمعرفه أنس بوجود حمزة في الخارج ليصر علي مقابلته....حاول حمزة إختلاق الأعذار ولكنه خضع لرغبته تحت إصراره الشديد .
أنس بص ي حمزة أنا مقدر جدا اللي انت فيه....وحاسس بيك....وعارف قد ايه بعد الناس اللي بنحبهم عننا بيوجعنا....وعارف قد إيه انت بتحب حسناء....طبعا انت فاكر إنها نسيتك وعايشه حياتها عادي....إسمحلي لو مش هطول عليك اني أحكيلك عن علاقتي بيها....احنا آه متجوزين بس علاقتي بيها ماتعدتش علاقة الأخوات....يعني تقدر تقول جواز علي ورق .
حمزة طب وإتجوزتها ليه م الأول .
أنس پألم أنا طلقت زوجتي من حوالي خمس سنين وإتفقت معايا إنها هتسيبلي الولاد....وبعدها بكام شهر توفت....ووالدتها بقي الله يسامحها رفعت عليا قضيه إني مهمل ف حقهم واني علي طول مشغول ومافيش حد بياخد باله منهم....واني كمان مانعهم عنها....وقدرت تثبت بطريقة ما صحة كلامها وللأسف اتحكملها بحضانتهم وخدتهم وسافرت....وإتحكملي إني أشوفهم كل أسبوع....حاولت كتير أرجعهم بس للأسف الطريقه الوحيده اللي تخليني أطالب بحضانتهم هي إني اتجوز عشان يبقي في حد موجود ياخد باله منهم وأحاول أنفي كل اللي هي قالته....وقتها كنت عايش ف دبي فرجعت مصر عشان أطمن علي ولدتي وآخد رأيها ف الموضوع....كانت حسناء هي المسؤله عن رعايتها وماما كانت بتحبها جدا....فلما قولتلها رشحتلتهالي....فتكلمت معاها وعرفت إنها حامل....ولما عرضت عليها الجواز رفضت رفض نهائي....حاولت معاها كتير بس مافيش فايده ماكنتش راضيه تقتنع....وبعد معاناه وافقت بس بشرط إن الجواز يبقي علي ورق بس وإني أسجل الطفل علي إسمي....وكتبنا الكتاب وسافرنا علي طول وبدأنا ف إجراءات القضيه....وبعد أكتر
من سنه كسبتها....وكانت علاقتي بحسناء إتحسنت جدا وعرفت قد ايه هي انسانه طيبه واخلاقها عاليه....وضمنت ان ولادي هيتربوا كويس وهيلاقوا اللي يحافظ عليهم....وربنا يعلم اني بعامل ياسين زي ابني بالظبط وعمري مافرقت بينه وبين حد من ولادي....كنت بنزل مصر انا وولادي كل فتره عشان اطمن علي ولدتي وعلي شركتي بس حسناء كانت بترفض تيجي معانا وكانت كارهه الرجوع هنا تاني لحد ما ماما تعبت جدا وطلبت انها تشوفها....ومن وقتها وهي مش طبيعيه علي طول سرحانه ومكتئبه....ولما رجعنا حالتها ساءت وكانت عايزه تسافر....وساعتها قالتلي إنها مش عايزه أبو ياسين يشوفه لانه لو عرف هياخدها منها....اټصدمت لما عرفت إنك ماتعرفش وكنت هدور عليك بس الحمدلله اديك عرفت .
حمزة بإنكسار يعني كانت عايزه تحرمني منه طول العمر....طب ليه....المشاكل بينا احنا....ليه تعمل كده....ليه ماقالتليش....عمري ماكنت هسيبها وكنت هرجعها .
أنس مقدر إحساسك ي حمزة والله....بس دا اللي حصل....والحمدلله انك عرفت....حسناء بنت جميله وتستاهل كل خير....وأقل حاجه ممكن أقدمهلها إني أساعدها ترجع حياتها أحسن م الأول مقابل اللي عملته معايا....فعشان كده أنا هطلق حسناء وإنت عليك الباقي بقي .
حمزة حسناء مابتحبنيش انت فاهم غلط....أنا كده برضو هبوظلها حياتها .
أنس بمزح مش بتحبك إيه....إسمع مني بس دا انت اللي فاهم غلط....حسناء بتحبك بس مش
قادره تنسي اللي حصل بينكوا....قرب منها تاني وحاول تنسيها....وربنا يقدم اللي فيه الخير .
لاننكر أن هذه المقابله أثرت في نفس حمزة كثيرا وبثت فيه روحه الأمل من جديد....أحقا هي تحبه....هل ستصبح تلك الصغيره زوجته مجددا....ليعود بيته مبتهجا علي غير عادته....فيجد والديه مجتمعين في الحديقه فيجلس معهما ويتبادلا اطراف الحديث ليأتي جواد وزين وينضما هما الآخران فهذه الجلسه لم تتكرر منذ زمن....كان الجميع مندهش....فحمزة قلما مايتحدث ويمزح....وبعد وقت طويل من الأحاديث الممتعه والمزاح إنفضت تلك الجلسه ليصعد كل منهم غرفته .
في غرفة حسناء بقصر أنس مراد
حسناء يعني عايز ايه ي أنس....بقالك كتير قاعد تتكلم عن حمزة....مش فاهمه تقصد ايه .أنس عايزك ترجعي لحمزة ي حسناء....كفايه بعد لحد كده .حسناء قولت مش هرجعله تاني....انا مش عايزاه .
أنس اديله فرصه تانيه مش هتخسري حاجه....لاننا مش ملايكه....وكلنا بنغلط....مش عشان مشكله حصلت بينكوا يبقي تبعدوا عن بعض....كل اتنين متجوزين بيحصل بينهم مشاكل....بس مابيوقفوش حياتهم عندها وبيعدوها وبينسوا....انسي ي حسناء عشان تعرفي تكملي .
حسناء بحزن للأسف اللي عمله عمري ماهقدر أنساه....صدقني صعب اوي ارجعله....مش هقدر .
أنس حاولي ي حسناء....فكري ف ابنك....ذنبه ايه يتربي من غير ابوه....اديله فرصه يتكلم معاكي....واسمعيه....أكيد قلبك هيحن .
حسناء ماتضغطش عليا ي أنس....صدقني مش هقدر
أنس طب علي الأقل اتكلمي مع أخوه....لأنه كان مصمم يقابلك .
حسناء جواد!أنس أيوه....كان هنا انهارده وقالي أقولك....لو موافقه نروح نقابله بكره .حسناء مش عارفه بصراحه....إنت ايه رايك أروح ولا لأ أنس أنا من رأيي تروحي مش هتخسري حاجه .حسناء خلاص اللي تشوفه .وينقضي اليوم سريعا دون أحداث....ليأتي اليوم التالي
في إحدي الكافيهات
نجد جواد يجلس ويطالع هاتفه....وماهي الا لحظات وأتت حسناء هي وأنس....فيستقبلهما بترحاب شديد ومن ثم يستأذن أنس تاركا لهم المجال للتحدث بحريه....ظلت حسناء صامته إلي أن تحدث جواد قائلا انا جاي انهارده عشان أقولك ع اللي حصل لحمزة ف غيابك....مش عشان اقولك سامحيه وارجعيله....كل اللي عايزه منك انك تسمعيني....وانتي ليكي حرية القرار .
حسناء انا ليه حاسه من كلامك انك بتحملني ذنب اللي حصله....اخوك دمر حياتي وأي حاجه حصلت ليه ذنب اللي عمله فيا لاني عمري ماسامحته ولا هسامحه .
جواد والله انا ماقصدي حاجه....وانتي حره تسامحيه او لأ دي حاجه ترجعلك....بس حرام عليكي لما تحرميه من ابنه بعد كل اللي شافه ف حياته....اللي حمزة شافه ف الكام سنه اللي فاتوا دول....مش سهل أي حد يتحمله....حمزة عمل حاډثه بعد طلاقوا بشهر....كان بيتسابق هوا واتنين صحابه زي العاده بس للأسف المره دي ماعدتش علي خير....لان فرامل عربيته كانت بايظه....فإتخبط ف عربية نقل كبيره....المهم لما راح المستشفي الدكتور قالنا ان عنده ڼزيف ف المخ وشرخ ف الجمجمه....دا غير طبعا الكسور اللي كانت ف ايده ورجله....عدد كبير من الدكاتره حاولوا يتعاملوا مع حالته بس الامكانيات هنا ماسمحتش....فاضطرينا نسفره ألمانيا....وبعد ما اتعالج وكل حاجه بقت تمام....دخل ف غيبوبه لحوالي تلت شهور....ولما فاق منها اكتشفنا انه ماعدش بيحرك رجليه....يعني بمعني اصح اټشل....الدكتور قالنا ان دا بسبب الڼزيف اللي جاله ف المخ لأنه أثر علي المراكز العصبيه اللي ف رجله....قعد يتعالج فتره قبل العمليه لأن حالته ماكنتش تسمح بتدخل جراحي....وبعد ماعملها ورجعنا مصر....جاله إكتئاب ولا كان بيتكلم ولا حتي بيطلع من أوضته....وكان دايما بيجيله كوابيس وبيقعد ينادي عليكي....وصل بيه الحال انه ماعدتش بيعرف ينام غير بمنوم....حاولنا معاه إنه يروح لدكتور نفسي....بس كان رافض خالص لدرجة إنه ساب البيت وقعدنا اكتر من شهر مانشوفوش....لكن بابا تعب وعمل عمليه فاضطر يرجع ويسمع كلامه....فضل متابع مع الدكتور فتره طويله لحد مابقي كويس....وقرر يرجع الشغل....لكن
دا كمان ضاع منه وحياته كلها اټدمرت....وبعدها حالته رجعت زي الأول ويمكن أسوأ كمان....لأنه كان متعلق جدا بشغله....وبدأ المشوار من أوله تاني....لكن المره دي ماستجبش للعلاج زي الأول...وحالته ماتحسنتش....الدكتور قال لبابا انه لازم يفضل متابع معاه ويروحله كل فتره....وفضل علي الحال دا شهور لحد ماظهرتي انتي وعرف إنه ليه إبن....كانت حسناء تسمعه بتأثر ودموعها تنزل دون توقف فقطع جواد حديثه ليعطيها منديلا ورقيا....ثم أكمل عارف انه أذاكي كتير....بس ربنا أخدلك حقك منه....بابا كان بيقولي إنه لما كان بيروح يطمن عليه بالليل كان بيلاقيه ماسك