روايه حسنا كامله
علي رأسه فتحدث بصوت هادئ من هول الصدمه قائلا طيب ماتعرفش يبقالها إيه !
مجدي لا والله ي بيه ماعرفش....وبعدين أنا مالي أنا جاي آكل عيش .
تركه حمزة وذهب صاعدا لأعلي....كان يمشي بلا وعي وكأنه فقد عقله....إلي أن أصبح أمام الباب ففتحه ودخل سريعا متجها نحو غرفتها....وفي اللحظه التي فتح بها باب الغرفه كانت حسناء تخرج من الحمام وتغطي جسدها بمنشفه كبيره....وهذه هي المره الاولي التي تنسي بها ملابسها....وبمجرد أن لمحته توترت كثيرا وتحدثت بخجل إنت بتعمل إيه هنا .
حسناء بإستفهام مين دا اللي انت لسه شايفه !
نزلت علي وجهها صفعه مدويه وقال اللي انتي يتخونيني معاه .حسناء بدموع بخونك إزاي والله ماعملت حاجه .
صفعها الآخر بقوه وقال بعصبيه لسه برضو بتكذبي ومش عايزه تعترفي....انا مش فاهم ازي وصلت بيكي الجباحه انك تجيبيه هنا....ومن ثم صمت قليلا وأكمل بوقاحه .
حسناء وهي تحاول الفرار إنت بتعمل ايه ي حمزة....وايه الكلام اللي انت بتقوله .
....كان صوت نحيبها عال لدرجة أنه يسمعه من غرفته....ظلت هكذا لفتره ليست بالقصيره لتفقد وعيها....كل هذا ولم يرمش له جفن....ألهذه الدرجه وصلت بك النذاله....ولكن عندما إختفي صوتها ذهب ليتفقدها فيجدها فاقده الوعي وسريرها مليئ بالډماء حاول إفاقتها ولكنها لا تستجيب....فسريعا ما يتصل علي طبيب رفيقه يسكن قريبا منه....لم تمر سوي بضع دقائق وأتي ليتفاجأ بمنظرها المفجع ذاك فيقول پذعر إيه دا مين اللي عمل فيها كده .
لم يرد حمزة سؤاله وإنما قال ممكن أفهم بس هي مالها .الطبيب بعصبيه تفهم إيه....
شعر حمزة بالندم كثيرا لما فعله وحاول كثيرا أن يفهم ذلك الطبيب ويقنعه بعدم الحديث إلي الشرطه....ولكنه لم يقتنع إلا عندما أعلمه أنها زوجته وليست قاصر كما يعتقد....وهنا فقط هدأت عصبيته ولكن وجه له موجه من التوبيخات القاسيه علي فعلته تلك....وبعدها رحل ليترك الآخر الذي يجلس بجانبها وهو ممسك بيدها ويقول بدموع أنا عارف إني ماستحقكيش وإني ندل وكنت فاهمك غلط وندمان والله
كانت الاخري تسمع ودموعها تنزل دون توقف فهو قد أذي روحها كثيرا....لم تكن بحاله جيده لترد ولكن عاندت وتحدثت پقهر يا سلام بتحبني وعملت فيا كل دا....أمال لو مابتحبنيش بقي كنت عملت إيه....وبعدين إنت فاكر إن اللي عملته قليل عشان أسامحك عليه....أنا هفضل طول حياتي أدعي عليك....ربنا ينتقم منك وتدور بيك الايام وتحس بالذل والانكسار اللي انا حاسه بيه دلوقتي....أنا بجد بكرهك اوي لدرجه ماتتخيلهاش....انا عمري ماهسامحك ابدا....قولي بس أسامح علي ايه ولا ايه....علي .عارف اللي انت شكيت فيا عشانه دا يبقي مين....يبقي حازم صاحبك اللي كان عايز يصلح علاقتنا ببعض....كان بيقعد ينصحني ويقولي الحاجات اللي انا ماعرفهاش عندك....كان بيحاول يخليني افهك....بس انت عملت ايه....بوظت كل حاجه....مش عارفه لإمتي هتفضل قاسې وشكاك أوي كده....بس عارف انت اديتني درس عمري ماهنساه ف حياتي....بس للأسف هيخيلني فكراك....إنت ماسيبتليش حاجه حلوه تشفعلك عندي....أأنا مستحيل أقعد معاك ثانيه بعد كده....فياريت نطلق وكل واحد يروح لحاله .
لم يتحدث حمزة وإنما خرج سريعا فهو لم يعد قادرا علي تحمل كلامها القاسې ذاك....لذلك نجده يدخل غرفته ويوصد بابها جيدا....ومن ثم يرتمي علي فراشه ويظل يبكي إلي أن ينام....يا إلهي ما هذا!...أيبكي الصخر....نعم يبكي....ولما لا فهو حقا ټأذي من كلامها كثيرا....فليتأذي بنفس القدر الذي تأذت به تلك الصغيره....فكم من ليلة باتت حزينه مقهوره علي نفسها مما يفعله بها....كم من مره بكت فيها لأجل كلماته اللازعه....الآن فقط يرد لك جزء بسيط مما فعلته بها .
في صباح اليوم التالي يستقيظ حمزة باكرا ويذهب مباشرة بإتجاه غرفة حسناء....طرق الباب عدة مرات ولكن لم ترد....لذلك يقوم بفتح الباب ويدخل....ليجدها تنام وهي منكمشه علي نفسها كما لو كانت جنينا....فيجلس بجانبها ويملس بيده علي شعرها ويدقق النظر في ملامحها وكأنه يحفرها في ذاكرته....فاليوم سيكون الاخير لهما معا ولا نعرف متي سيلتقيا ثانية....وعندما أحس أنها بدأت تستيقظ إنتفض من مقعده ووقف بجانب سريرها وأخذ ينادي بإسمها كما لو كان يوقظها....فتنتفض الاخري من نومها وتنظر له پحده وتقول بعصبيه إنت ايه اللي جابك هنا....امشي اطلع بره انا مش عايزه اشوف وشك
حمزة أنا كنت جاي اصحيكي عشان تجهزي عشان نروح عند المحامي .حسناء بإيجاز طيب امشي انت وانا هلم هدومي وهلبس وجايه .
لم ير الاخر وإنما خرج مباشرة وذهب غرفته ليبدل ملابسه....وبعد فتره ليست بالكبيره يخرج كل منهما من غرفته ويلتقيا....ليقوم حمزة بحمل حقيبتها ويفتح الباب ويخرج لتتبعه الاخري وصولا إلي السياره....فيضع تلك الحقيبه في الخلف ويركب ومن ثم تركب حسناء....وينطلق بسرعه متوسطه عازما الذهاب للمحامي ومن ثم الذهاب للمأذون....كان طيلة الطريق ېختلس النظر لها كي يشبع عينيه من رؤيتها....فهو يشعر الآن وكأنه سيفقد قطعه من روحه....وينتهي الطريق ويصلا مكتب ذلك المحامي الذي طلب منه حمزة إحضار مأذون....وبعد فتره ليست بالقصيره من صعودهما العمارة التي يقطن بها المحامي....ينتهي كل شئ ويصبحا غريبين كما كانا....وينزل الاثنان بمشاعر مختلفه....فمنهم من هو حزين حتي البكاء لأجل فقدانها....ومنهم من يشعر وكأنه أصبح حرا بعد أسر....وعندما أصبح أمام السياره تحدثت حسناء دون أن تنظر له لو سمحت هاتلي الشنطه بتاعتي .
حمزة سيبيها واركبي وأنا هوصلك المكان اللي انتي عايزاه .حسناء پحده انت علاقتك بيا انتهت لحد هنا....فإنجز كده وهاتلي الشنطه عشان امشي .حمزة بقلق طب هتروحي فين وانتي ماعندكيش بيت .حسناء بعصبيه مالكش دعوه قولت....وهاتلي الشنطه لو سمحت .لم يجادل الاخر وإنما أخرج حقيبتها ووضعها أمامها وقال وملامحه يكسوها الألم والحزن خلي بالك من نفسك .
حسناء پحده ماتخفش أنا هبقي كويسه طول ما انت بعيد عني....ثم حملت حقيبتها وذهبت....ظل الاخر يراقبها إلي أن إختفت....فيمسح تلك
الدموع التي كانت تجاهد منذ زمن كي تعلن عن وجودها ومن ثم ركب سيارته وإنطلق بها عائدا لشقته .
في شقة حمزة
يظل ينتحب هكذا إلي أن ينام....وبعد فتره ليست بالكبيره يستيقظ علي صوت رنين هاتفه....فيلتقطه ويقوم بإغلاقه ومن ثم يذهب غرفته....وبمجرد أن ډخلها حتي أخذ حقائبه وبدأ بوضع ملابسه بها....وعندما إنتهي طلب من حارس البنايه مساعدته....وبعدما وضعهم جميعا في السياره وكاد أن يذهب تذكر ماحدث أمس....فإنتابه الفضول كي يسأله عن هوية ذلك الرجل الغريب....فيستدعيه ويقول إنت امبارح قولتلي إن الراجل الغريب اللي كان نازل من العماره كان نازل من شقه ٦....وأنا اللي ساكن ف الشقه دي....فممكن تقولي إنت تقصد أنهي شقه بالظبط .
مجدي أيوه ي بيه صح....انا قولت ٦ بس كان قصدي علي الشقه ٩ اللي فيها الست هيدي....ماتآخذنيش يعني ي بيه انا علي قدي شويه ف القرايه وماليش انا ف شغل الانجليزي دا....
حمزة بفضول ومين هيدي بقي .
مجدي دي واحده ي بيه مشيها لا مؤاخذه بطال وكل يوم والتاني تيجي سكرانه....انا ماكنتش اعرف حاجه بس حمدي كان مبيت عندي إمبارح وقالي
لم يتكلم حمزة وإنما انهي معه الحديث وذهب عازما علي الذهاب للقصر....وبعد فتره ليست بالكبيره يصل القصر أخيرا....وبمجرد دخوله يجدهم جميعا يجلسوا في غرفة الاستقبال....وعندما تنبهوا لوجوده تحدثت ليلي مشيت ليه إمبارح ي حمزة....وبعدين ماجيبتش حسناء معاك ليه .
عز الدين ايوه صح....انت هتفضل حابسها كده كتير .لم يرد حمزة علي تلك التساؤلات وإنما قال بدون مقدمات أنا طلقت حسناء .صعق الجميع وتحدث عزالدين بغير إستيعاب طلقتها!....طلقتها إمتي وليه....وازاي تعمل حاجه زي دي من غير ما تقول لحد فينا
ليلي ليه عملت كده ي حمزة....كان حصل إيه يعني يوصلكم للطلاق .حمزة أنا وهي مش متافهمين ومش عارفين نتعامل ازاي مع بعض....وبعدين اللي حصل حصل بقي....ودي الاسباب اللي عندي فلو سمحتوا ماعدتوش تفتحوا الموضوع دا معايا تاني
عزالدين بعصبيه مش متافهمين ايه ومش عارف تتعامل ايه....انت فاكرني عبيط عشان اصدق الكلام الاهبل اللي انت بتقوله....دا انتوا بقالكوا أقل من اربع