الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 41 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز

كلامه ليقول بأسى مقدر اللي انت حاسس بيه .. بس قولتلك قبل كدا رفضها ليك مكنش معناه ابدا ان النقص كان فيك انت!!
ادار باسم رأسه إلى الجانب يجول بنظراته في الفراغ وعاد ذهنه إلى تلك الذكرى السيئة كما لو كانت بالأمس ثم تنهد ساخرا وهو ينظر إلى كأسه الخالى فلم يعد شيء يجدى معه نفعا ثم همس بنفس الجمود لكنه يشعر بالندم يحتدم في أعماقه الاستخفاف بحبي ليها اللي كان باين اوي في كلامها ليا صدمني .. وخلاني غلطت كتير في حق ناس
اختتم باسم حديثه الغامض برفعه إلى الكأس مشيرا للنادل أن يضع له المزيد فيما رد خالد بخشونة ممزوجة بالاعتراض رغم نظرات الثأثر والشفقة مستوطنة عينيه الخضرواتين اللي مريت بيه يا باسم مش سهل علي اي حد .. بس اللي بتخططلو دا مش هو الحل .. و من غير ماتحس علي نفسك لسه مكمل وعايز تضيف رزان لقايمة الناس اللي غلطت في حقهم من غير ذنب
إلتوي فمه فيما يشبه الابتسامة لكنها كانت مليئة بالحسړة والألم ثم تنهد بعمق خدش حلقه وهو ينظر إليه برماديتيه المتلألئة مثل نجمة في سماء مظلمة بينما يجبر نفسه على كبح دموعه متمتما بحدة مهزوزة سهل تقول كدا .. عشان مستحيل حد يحس بالن للي في صدري غيري مابتطفيش .. وكل السنين مابتعدي بحس بالندم والذنب اكتر
زفر خالد الهواء بقوة فكل واحد منهم يعاني بداخله كثيرا ولا يفصح عنما به إلا قليلا ليعاود النظر إليه بجدية وقال بنبرة هادئة لعله يثنيه عما يفكر به صدقني والله حاسس بكل اللي جواك .. بس ذنبها ايه رزان تدخلها في مشاكلك!
شعر باسم بوخز قوي في منتصف صدره يصاحبه ألم جامح فعض شفته السفلية بشدة وامتلأت عيناه بالدموع التي سقطت على وجنتيه جراء إصرار الذكريات المؤلمة على تماوج في ذهنه فأسرع في مسحهم ولكن كيف ينجو من الڠرق في أمواج الذنب العالية ليسأله بصوت عال بغير وعي وبنبرة مشوشة وكان ذنبو ايه اشرف!!! ذنبه ايه يم بسببي..
إحتسى من الكأ س أمامه مجعدا حاجبيه من الألم ثم أردف بهمس السنين اللي فاتت الكل بيحطولي اعذار..
أضاف باسم ساخرا بكمد من ذلك الۏجع الذي يعتمر قلبه ويكاد يفتك به مثل كتاب مغلق لا غلاف له وممتلئا بالخيبات معلش دا عمره .. كانت حاډثة ومالكش ذنب فيها
الكلمة الأخيرة نطقها بمرارة ماسحا فمه بإبهامه يزيل بقايا الشراب اللا ذع الذي يضاهى إحساسه الداخلي كل ما يعلمه أنه منزوع من الشعور بالحياة وما فيها منذ تلك الحا دثة المشؤ ومة ثم اختفى صوته ولم يستطع الكلام متساقطة دموعه من مقل عينيه معلنة هزيمته وضعفه وعجزه ومدى الذنب الرهيب الذي يحمله على عاتقه سنوات عديدة من عمره ثم استطرد بصعوبة عارف انهم كانوا بيقولو كدا عشان امر من ازمتي .. بس برده مش قادر ابرر

لنفسي .. مش هعرف انسي اني كنت انا السبب في مو .. عشان كنت سايق زي المچنون وبفكر فيها .. بفكر في اللي رفضتني وراحت اتجوزت وسافرت .. بعد ما حسستني اني ماليش قيمة .. مجرد شاب مراهق وتا فه قدام عريسها الناضج والدكتور في الجامعة .. راجعة بعد السنين دي كلها تحاول تقرب مني تاني .. ازاي اغفرلها وانا مش قادر اغفر لنفسي !! كل ما بغمض عيني بشوف الحا دثة قدامي..
تلاشى صوته المبحوح تدريجيا وهو يلهث بقوة وشعر بجفاف شديد في حلقه بسبب الكتلة المستعرة فى طيات صدره من مهاجمة ذكرياته المؤلمة إليه فلا شيء أسوأ من أن يعاد شعور قديم جاهدت طويلا لتجاوزه مم جعله يشعر بالاختناق كلما تلفظ أنفاسه فتنهد خالد متأثرا بكل شيء يسمعه منه لكنه هتف مكررا نفس السؤال الذى يدور فى عقله بجدية بعد كل اللي بتحكيه دا .. لسه شايف الحل عشان تخلص منها تدبس نفسك مع وحدة تانية!
همس باسم بضعف وهذ يان وبالكاد يتحكم في أنفاسه معترفا بخزى عشان خاېف اضعف تاني قدامها .. دي الطريقة الوحيدة اللي فكرت فيها عشان ابعدها عني .. مش بعد اللي جرالي بسببها ووصلتني لحالتي دي .. هسيبها تدخل حياتي تاني تدمرها ..
غضن خالد حاجبيه بعدم رضا مما يقوله مصححا له بخشونة طفيفة ماتعلقش تصرفاتك دي علي شماعة ريهام .. مش معني ان وحدة ترفض واحد و تتجوز غيره انه يعمل اللي عملته .. ايه اللي عايز تثبته لنفسك بالظبط باللي كنت بتعمله دا!!
أنهى كلامه بنرفزة ليشعر الآخر وكأن أحدهم يطلق متف بين خلاياه في تلك اللحظة وألم مضاعف يرهق روحه رد بوهن وهو يضرب رأسه بقبضته بهستير ية مكنتش عايز اثبت اي حاجة لنفسي .. كنت عايز اخرج كلامها اللي زي الس م من دماغي .. ماخطرش علي بالي اني عشان انساها اني هعيش بالذنب
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 116 صفحات