روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن
للمطعم لتغمض عينيها بانزعاج من أشعة الشمس القوية فوقها حيث كانت الساعة قرابة الثالثة عصرا مم دفعها للذهاب إلى إحدى الأشجار لتقف متكئة عليها تحت ظلها ثم خفضت نظرتها نحو الهاتف الذي كان لا يزال يرن بإلحاح فتلقت المكالمة بتردد حيث أن للقلب أسبابه التي لا يعرفها العقل قائلة بصوت خاڤت جدا محاولة التحكم في إيقاع قلبها السريع لكنها فشلت ايوه!!!
بدلا من رد التحية بمثلها وجدت لسانها يسأل متلهفا بدون مقدمات ستي حصلها حاجة!
أجابها أحمد مسرعا لا اطمني .. ماتتخضيش كدا .. هي كويسة .. محدش حصله حاجة
زفرت ابريل أنفاسها براحة شديدة قبل أن تتمتم بخفوت الحمدلله
عاد أحمد يسألها بلطف طمنيني .. صحتك اخبارها ايه
إستفسر أحمد بإستفهام غير مكترث له كثيرا وباباكي صحته اتحسنت
اقتصرت إبريل في الأجابة بقي كويس
سرعان ما إنعقد حاجبيها بتعجب من معرفته هذا الأمر أقرنته فى تساؤل بس انت عرفت منين انه كان تعبان ..
لم تنتظر إجابته حيث أن عقلها أضاء بها فغمغمت بتبرم خالتي صابرين اللي قالتلك
تجاهلت عمدا نبرة صوته المثقلة بالمشاعر قائلة بنبرة جافة شكرا يا احمد .. عامل ايه في الجواز
إرتفع جانب فمه بإبتسامة ثم سألها ساخرا بتسأليني كدا ببساطة .. وكأن ماكنش بينا حب سنين طويلة يا بنت خالى
أجابت ابريل ببساطة حيث لم تكذب عليه ولم تجيبه بحقيقة مشاعرها أيضا دا كان
ماضي واتقفل .. يا ابن خالي .. وصلة القرابة اللي بينا مانقدرش نتنكر منها
همس أحمد بصوت مخټنق يملأه الحنين وحشتيني يا توته .. وحشتني مكابرتك ومناكفتك فيا .. كل حاجة فيكي وحشتني
إضطرب قلبها من حديثه غير المريح ونبرته الحانية لذلك وجدت أن أفضل طريقة للدفاع هي الھجوم لتهتف بإستنكار وحشتك !! انت بأي حق بتقول الكلام دا !! وايه سبب اتصالك بيا من الاساس يا احمد!!
نبرته جعلت مشاعر متضاربة تتدفق بداخلها لم تكن ترغب في الشعور بها لكن يبدو أنها عالقة في ذاكرتها ولم تستطع التخلص منها بعد لكنها قاومت ذلك قائلة بجفاء مالوش لازمة الكلام دا يا احمد .. ماتسألش اسئلة عارف ردها هيكون شكله ايه!!
رددت ابريل كلماتها السابقة بآلية علاقتنا ببعض موضوع قديم واتقفل من سنين
سرعان ما هربت الكلمات من فمه مستغلا الفرصة التي أتيحت له من ردودها عليه انا مقفلتوش .. انتي اللي نهتيه
خرجت تنهيدة بطيئة من جوفها فمن الواضح أن الحديث معه لا جدوى منه وهي لا تعرف ما يريد منها الآن فقالت بنبرة باردة ماتقلبش في القديم .. كل واحد فينا اختار طريقه وانا هتجوز..
شعر أحمد مع كلمتها الأخيرة بمرارة تسرى في عروقه لينطق سؤالا بصوت منخفض يشوبه عدم التصديق بكل بساطة كدا هتقدري تتجوزي واحد غيري!!
اصبحت ملامحها حادة من سؤاله لتقرن أفكارها بإجابتها المستاءة اكيد مش متوقع مني اتر هبن مثلا!
رد أحمد بتريث اكيد مش هتتر هبني .. بس مين كان سبب فركشة خطوبتنا ! مش انتي !! مع ان ابسط حقوقي اننا نقرر دا مع بعض يا ابريل
ألم قليل نمى في داخلها اثناء إستماعها كلماته فابتلعت ريقها بصعوبة ثم عقبت ساخرة الكلام دا عمره أربع سنين .. والحق للي بتقول عليه انت ضيعته علي نفسك .. عشان الراجل اللي بيوافق ان علاقته مع بنت بيحبها تنتهي .. ايا كان السبب ايه كأنه بيقولها بالفم المليان .. انا موافق انك تروحي تتجوزي راجل غيري
خاطبها أحمد بصوت غاضب مكبوت يحمل بين طياته خبايا كثيرة وطبعا مش هتتجوزي اي راجل والسلام .. انا سمعت ان خطيبك مركزه كبير وعنده فلوس كتير .. يعني صبرتي ونولتي في الاخر .. مش بس كدا دا انتي كمان اتخطبتيلوا وانتي في اخر سنة في الكلية رغم ان دراستك اهم حاجة عندك بس طبعا متحبيش تضيعيه من ايدك .. وحتي لو هتتجوزيه وانتي ماتعرفيش عنه حاجة .. والاكيد مابتحبيهوش .. بس طالما عنده للي يشبعك هت....
بترت ابريل سيل كلماته المسمو مة هاتفة بنبرة رادعة محذرة ماتكملش كلامك الفارغ دا .. والزم حدودك يا احمد
صاح أحمد بصوت محتد كلامي مش فارغ .. بس انتي منا فقة يا ابريل وعمرك ماحبتيني زي ماحبيتك
بقيت ابريل صامتة تلهث بقوة وعضلات صدرها ألمتها بسبب قوة حركته من تنفسها السريع واحمر وجهها من فرط إستيائها وبدلا من إنكار اتها مه ردت بسؤال ساخر مرير بأمارة ايه حبتني ! اقولك انت