الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه جواز ابريل بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 18 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز

تجاه أطفالها ولكن تلك العلاقة لم تكن موجودة بينها وبين والدتها قط رغم أنها ابنتها الكبرى لكنها تعاملها دائما على أنها خطئا جثيما حدث في حياتها فظلت تكافح بكل طاقتها لإبعادها عنها وقد اعتادت على ذلك الشعور لكنها لم تستطع التغلب على عقدة النبذ التي مرت بها منذ أن وعت تلك الحياة وجدت والديها منفصلين عن بعضهما البعض حيث كانت والدتها الزوجة الثانية لأبيها الذي تزوج من امرأة أخرى بدون علم زوجته وعندما كانت حاملا بها طلقها الأب حتى لا يفقد زوجته الأولى ثم تزوجت والدتها من رجل آخر وهي لا تزال طفلة لم تبلغ عامين من العمر لتترك مسؤوليتها الكاملة لأبيها ووالدتها المسنين بينما يرسل لها والدها مبلغا شهريا دون أن يكلف عناء الطريق ويأتي لرؤيتها كما الحال مع والدتها التي لا تسأل عنها إلا نادرا بعد تلقيها توبيخا من والدها لإهمالها فى ابنتها وكثيرا ما يحاولون إقناعها بتربيتها مع أخواتها الثلاث الصغار في الإسماعيلية ربما تتحسن صحتها الهزيلة لكن ما هو بعيد عن العين بعيد عن القلب ومع مرور السنين نسوا أن لديهم طفلة صغيرة مفترضا أن يسألوا عنها أما هي فقد عاشت متجنبة التفكير فيهم تصب تركيزها على الدراسة والإهتمام بصحتها الضعيفة فقط.
بقلم نورهان محسن
فى محافظة الفيوم
تحديدا داخل اسطبل الخيول
إنكمشت ملامحه بذهول مستفهما بصوت أجش يا خبر ابيض انتي لسه بټعيطي يا دكتورة لميس!
اشاحت لميس وجهها بعيدا عن ذلك الرجل الذي بدا أنه في الخمسين من عمره وازالت بمحرمة ورقية دموعها العالقة على وجنتيها المقتحنة بالډماء لتقول بصوت متحشرج لا انا تمام .. بس زي ما تقول كدا اول مرة ليها رهبة شوية
قالت لميس ذلك بضحكة صغيرة بعد أن التفتت نحوه وقد استحالت عيناها البندقية إلى اللون الأحمر فأومأ لها برأسها مقدرا ما شعرت به وقال بهدوء وقور عشان اول مرة فرس يتولد علي ايدك .. بس انتي اتعاملتي بشكل كويس جدا مع الحالة وكنتي قدها واكيد هعتمد عليكي كتير الفترة الجاية
فرحت لميس كثيرا بمدحه على أدائها لتنفرج شفتاها بابتسامة أظهرت جمال غمازة ذقنها لتهتف بامتنان ميرسي جدا يا دكتور كله بتوجيهات حضرتك
بادلها الإبتسامة متمتما ربنا يكرمك يلا هستأذن انا
ادارت لميس عينيها نحو الكوب الممتلئ فوق الطاولة القريبة منهم متسائلة بتعجب مش هتشرب شايك يا دكتور!
هز رأسه سلبا ليقول بلطف مرة تانية .. سلامو عليكو
سلام ورحمة الله وبركاته
قالت لميس بإحترم تزامنا مع خروجه من المكان ورفعت ذراعيها لضبط شعرها الذي ربطته من الخلف مثل ذيل الحصان ثم بعد لحظات قليلة وجدت رجلا عجوزا يقترب منها

من الداخل لتو بخه برفق ايه عم متولي .. كل دا كنت فين
أجاب متولى موضحا بينما يمشى ورائها بين مقصورات الأحصنة كنت لا مؤاخذة بطمن علي الفرس مرتاح في مكانه الجديد
صمتت لميس قليلا تمسد جبهتها بتفكير ثم قالت بتبرم طيب كنت عايزة اسألك عن حاجة .. بس نسيتها .. اللهم ذكرني
تبسم متولى وقال بتعاطف معلش ليكي حق تنسي من كتر التعب اللي تعبتيه جنب مهرة
حركت لميس رأسها بالإيجاب متمتمة بحبور اهم حاجة ان ولادتها عدت علي خير الحمدلله
رد متولى ماسحا حبات العرق التى تلمع على جبينه الحمدلله ربنا سلم انها ولدت قبل سفرك بيوم واحد
وافقته لميس مبتسمة بمرح وهي تنظر إلى الحصان الذي كان رأسه بارزا فوق السياج الخشبي المغلق عليه معاك حق مش متخيلة ان ولادتها كانت ممكن تفوتني لو سافرت من هنا وهي عملتها من هنا .. بعد 11 شهر قاعدة جنبها مستنية اللحظة دي
صدح صوت ضحكاته من حماسها بينما استدارت لميس متوقفة عن السير لتقول سريعا اخيرا افتكرت خليت ڠضبان يشوف الفرس المولود
تشدق صدغه قائلا بابتسامة جانبية و دا كلام يا دكتورة لميس!! شافه اومال ايه مش ابنه .. وماتتصوريش فرحته بيه قد ايه!!
ابتسمت لميس له ثم التفتت تستكمل طريقها محذرة إياه طيب المهم تخلي مهرة بعيد عنه
هتف متولى بثقة ماتقلقيش يا دكتورة هي دي اول مرة .. عمري كله قضيته معاهم وحافظ كل عوايدهم
وصلت لميس إلى مدخل الإسطبل قائلة بلطف ربنا يديك الصحة يا عم متولي .. هروح انا علي البيت محتاجة انام جدا بجد
رد متولى عليها ببشاشة مع السلامة يا بنتي
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى مدينة المنصورة درة التاج الذى يلمع فوق رؤس كل أبناء الدقهلية
تحديدا داخل حى من احيائها المتوسطة
فتح أحمد باب المنزل بمفتاحه ليدلف إلى الداخل ووضع حقائبه على الأرض ثم استدار وأغلق الباب خلفه ليدور مرة أخرى ففاجأ بقفز شخص عليه وضمھ بقوة بينما ترنح هو للوراء لكنه أحكم يديه حولها ونطق اسمها متعجبا نادية!!
صدق من قال أن العناق هو لملمة أرواح ضاق بها اتساعها وهذا هو شعورها الآن بعد غياب طويل لتهمس بلهفة احمد يا حبيبي .. وحشتيني اوي
لم تتلق أي رد منه
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 116 صفحات