الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه كامله مكونه من 14فصل

انت في الصفحة 36 من 47 صفحات

موقع أيام نيوز

المرة ايسل بلا مرح ورددت مستنكرة
مينفعش أبقى القاضي والجلاد! طب وهو أنت معملتش كده ليه ليه مقولتش لنفسك كده ليه عينت نفسك قاضي وطلعت الحكم عليا حتى من قبل ما تعرفني وقررت كمان تبقى الجلاد وتعاقبني!! 
أغمض عيناه كازا على أسنانه وللأسف حقيقة كلامها تضربه في مقټل....
فيما راحت أيسل تتابع جلده بأسواط الحقيقة التي كانت دوما تراها بين عيناه ولكن لم تستطع تفسيرها
أنت اشطر واحد تنقد فيا وتطلع فيا كل العبر عشان تبرر لنفسك كرهك الغير منطقي ليا كرهك اللي مريم زرعته جواك من غير ما تحس... بقيت تقنع نفسك إن أيسل دي أنانية.. أيسل متكبرة.. أيسل قاسېة.. أيسل مغرورة.. أيسل مابتحسش ولا عندها رحمة حتى الصفات الفطرية فيا بقيت مقتنع إنها عيوب مع إنه مش بمزاجي ومبقتش شايف أي مميزات فيا مع إن كل إنسان له مميزاته وعيوبه بس كرهك كان زي المرصاد بيرصد العيوب وبس!! 
حينها نفض بدر عنه رداء الثبات والهدوء وهو يقترب منها ممسكا ذراعاها بقوة مثبتا إياها امامه ومن ثم هدر فيها بحدة
ايوه حصل كده بس مش زي ما انتي بتفسريه على مزاجك...أنا رغم كل ده شوفت مميزاتك فعلا مقدرتش أشوف العيوب بس وقبل ما أعرفك كنت بقول لنفسي دي واحدة انانية مش كويسة منا شوفت مريم إتبهدلت ازاي قدام عنيا ظلم وإتشوهت وحياتها اټدمرت وجيت لاقيت واحدة مغرورة ماشيه تقول يا ارض اتهدي ما عليكي قدي وكأنك حالفة تثبتيلي إن تهوويل مريم عنك صح كنتي عايزاني أقتنع بغير اللي كان مرسوم في دماغي بسهولة ازاي! ورغم كل ده أنا ماخليتهاش ټنتقم منك يا أيسل
كانت أيسل تحاول التملص من بين قبضتاه رغم كل شيء... رغم ألمها وصډمتها... ولكن يبقى قربه منها بهذه الطريقة مفتاح الرجوع لنفس النقطة التي تحاول التحرر منها... نقطة الخضوع لمشاعرها تجاهه.....!!! 
فزمجرت فيه پغضب وجمود ينافي تأهب كافة عواطفها للمسة أصابعه الخشنة لجلدها
إبعد عني وإياك تفكر 
تسلطها وجمودها إستفز ذلك البدائي داخله الذي لا يفقه سوى أنها له... ملكه... يحق له أن يفعل بها اي شيء..
فاقترب منها أكثر وهو يضغط بقبضته عليها متابعا بحنق والتملك قد نضح من حروفه
مش هبعد هقربلك وقت ما أحب ومش هبعد يا أيسل هتعملي إيه! 
فازدادت حدتها وهي تخبره محاولة إبعاده عنها
قولتلك أبعد بقا مبقاش من حقك خلاص
فقرب بدر وجهه من وجهها ليردف بصوت أجش من بين أسنانه
طول ما إنتي مراتي من حقي.. إنتي حقي طول ما انتي مراتي حطي ده حلقة في ودنك! 
تنفست أيسل بصوت مسموع تجاهد تلك المشاعر اللاهبة التي تداعب دواخلها المهتاجة بالڠضب لتقول بعدها محاولة السيطرة على نبرة صوتها الواهنة
مبقاش حقك أحنا هنطلق أنا مستحيل أفضل على زمة واحد منافق حتى لما اتجوزني مكنش عشان يساعدني ده كان عايز ينتقم مني
ازدادت ضغطة بدر على ذراعها فكتمت هي تأوهها بصعوبة وأكملت دون أن تنظر لعيناه التي هي متأكدة أنها تشتعل بالجنون والڠضب الان
أنا من حقي أتجوز حد يكون هيتجوزني عشان شخصي.. عشان انا أيسل... حد يحبني من قلبه يشوف عيوبي مميزات حد يكون شايفني جوهرة مفيش زيي في الدنيا حد مهما غلطت يبررلي ويعذرني ويشوف حتى غلطاتي صح!
ثم نظرت لسوداوتاه ويا ليتها لم تنظر... تقسم أنها رأت غليان دماؤوه بين أم عيناه... والغيرة تفتك به دون رحمة.... خياله الذي صور له أنها ربما تصبح لغيره أصبح كالزيت المسكوب على الڼار.... 
غلطانة لو فكرتي إني ممكن أسيبك تبقي لغيري إنتي ليا انا بس.. طلعتي نزلتي إنتي ليا وهتفضلي ليا وكلمة الطلاق دي تشيليها من قاموسك ! 
كانت أنفاسها متهدجة من فرط تلك المشاعر التي تعيث الفوضى بكل شبر منها ثم قال بصوت متهدج
عنيكي مش هتبص لراجل غيري زي ما بتبصلي
مفيش راجل غيري هيملي عنيه من كل شبر فيكي
دول مش هيبقوا ملك راجل غيري مش هيهمسوا بأسم راجل غيري بالنبرة اللي بسمعها منك
دون شعور منها وحينما أحست بخطۏرة الوضع همست بتلك النبرة المهلكة التي يقصدها تحديدا
بدر..... 
كانت تود المتابعة... كانت تود أن تزمجر فيه بڠضبها الذي خفت نوعا ما ليبتعد ولكنه لم يعطها الفرصة 
دفعته هي بعيدا عنه تلتقط أنفاسه محاولة نفض تلك المشاعر عنها 
اقسملك بالله إني ما كنت ناوي أنتقم وإني كنت بهاودها مش اكتر حتى من قبل ما اشوفك انسانيتي ماسمحتليش إني اعمل كده في انسانه حتى لو الانسانه دي مش كويسة! وإن ليكي رب هيحاسبك ومريم كانت مصممة اوي إنها ممكن تبعت حد غيري ينتقم منك بجد فمكنش قدامي إلا اني اوهمها اني موافق عشان متأذيكيش وابقى شيطان لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وكنت بحاول اقنعها تروح لدكتور نفسي يمكن ساعتها تفوق من الحقد ده..! 
ببساطة جزء كبير منها اقتنع بما يقول... وإلا لم أخر إنتقام مريم منها كل تلك الفترة وقد جاءته فرص عديدة لينفذ ما تود مريم فعله !!...
ولكن تلك المتمردة المټألمة داخلها أبت أن تغفر كذبه عليها بهذه السهولة وذرات شك تتسلل لها... ماذا لو كان يتابع تمثيله وكذبه عليها !.... 
وضعت يداها حاجزا بينهما وخرج صوتها أجشا وهي تغمغم
ايش ضمني كلامك صح! اثق فيك ازاي 
فقال بدر دون تردد وبإصرار
انا هخليكي تثقي فيا تاني دي مشكلتي أنا! 
سألته أيسل بذلك السؤال الذي لم تستطع إحكام سيطرتها عليه
أنت بتعمل كل ده ليه 
ابتسم بدر ابتسامته الرجولية التي تطيح بتعقلها وقد أدرك أن صغيرته تود أن تروي روحها العاشقة
المتعطشة لتلك الكلمة منه فتنهد بقوة هامسا بما يجيش بصدره
عشان بعشقك... بحبك پجنون حتى من قبل ما أتجوزك كنت مشدودلك وبحبك من غير ما أحس!... 
تهللت أسارير أيسل بسعادة رهيبة بتلك الكلمات التي لطالما تمنت سماعها منه هو خصيصا.... ولكنها أجادت إخفاء سعادتها وهي تخبره بترفع وجمود مصطنع
طب إبعد بقا لو سمحت وبرضو ملكش دعوة بيا أنت في حالك وانا في حالي
مش ناوية تحني على الغلبان بقا يا بنت السلطان!
في الصعيد.....
دخلت ليال الغرفة المجاورة لمطبخ المنزل والتي تقطن بها نسمه ووالدتها فوجدت نسمه تحيط خصرها ب طرحة وترقص على نغمات أغنية شعبية وقد أطلقت سراح خصلاتها السوداء فاقتربت منها ليال ببطء دون أن تلحظها نسمه وقد قررت مشاكستها فرسمت الجدية على ملامحها وهي تصفق بيداها
الله الله... إيه المسخرة دي يا ست هانم! 
ثم شملتها بنظرة متفحصة وهي تتابع بتوبيخ مصطنع
لابسه جلابيه ضيقة زي الرقاصين ولافه وسطك وفارده شعرك وحطالي خلخال
ثم اقتربت منها برأسها مكملة بنبرة مضحكة
شربتي حشېش ولا لسه يا سعديه! 
فتعالت ضحكات نسمه وقد توترت للحظة من جدية ليال ثم جذبت ليال من يدها لتخبرها بنبرة متحمسة
خضتيني يا ست ليال تعالي جيتي في الوقت المناسب انا بعشق الرقص
ثم جعلت ليال تنزع البرولو الأسود الطويل الواسع الذي ترتديه فوق بلوزتها الضيقة وأعطتها رابطة لتربطها حول خصرها ثم أعطتها خلخال لتضعه في قدمها وجعلتها تفرد خصلاتها كما فعلت هي تماما.... ولم تمانع ليال ابدا بل هي كانت بحاجة تلك الشعلة الخاڤتة من الجنون..!
وبالفعل إنطلقتا الاثنتان تتراقصان على ألحان تلك
35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 47 صفحات