روايه كامله مكونه من 14فصل
بعيدا عنه وهو ينتشل يده من بين يداها مرددا بثوران غاضب
قولتلك ماتلمسنيش ابدا
دون أن تشعر وبحركة مباغتة داست ليال على قطعة زجاج لتنغرز بقدمها فصړخت پألم وهي تمسك قدمها ليغادر يونس دون أن ينطق بحرف اخر متجاهلا اياها تماما.....
فجلست هي على الفراش تحاول إخراج تلك الزجاجة من قدمها وهي تهمس بصوت اختنق بالبكاء
بعد يوم آخر....
في القصر.....
دلف حارس القصر ليتقدم نحو فاطمة متمتما بصوت جاد حذر
ست فاطمة في ست وراجل برا بيقولوا عايزين حضرتك
وقفت فاطمة تعدل من حجابها لتخفي خصلاتها البيضاء التي تبرز كبر سنها قبل أن تقول في هدوء ووقار
دخلهم يا حسن بس ماتسيبهمش يدخلوا لوحدهم ادخل معاهم انت واي حد تاني من الشباب وخلي نسمه تنادي أيسل وبدر
قالها وقد اومأ مؤكدا لها برأسه قبل أن ينصرف ملبيا اوامرها وبالفعل بعد دقائق معدودة دلف كلا من طه و زوبه متفحصان القصر بأعين جائعة كالعادة لا يملؤوها سوى حفنة من التراب الأسود..!
في نفس اللحظات التي أتى بها كلا من بدر وأيسل فوقفت أيسل تطالعهم بنظرات مزدردة وكأنها تشمئز من كونهم والديها كادت زوبه تقترب منها بحنان وحزن مصطنع وهي تتمتم
فعادت أيسل خطوتان للخلف تهز رأسها نافية بحدة كارهه
ماتقربيش مني
وقفت زوبه مكانها بإحباط لتمثيلها المكشوف للجميع فنطق طه بصوت أجش موجها حديثه لفاطمة
قولتي لأيسل إن اهلها جايين ياخدوها ولا لأ يا حجه
فردت فاطمة بحدة
أيسل مش عايزه أهل غير اللي اتربت معاهم مش اللي بيعتبروها غلطة وما صدقوا تاهت منهم ورفضوا يقابلوني حتى لما لقيتها وهي عيله ٤ سنين!!
يبقى البوليس هو اللي يحكم بينا يا خطافة العيال!
حينها تدخل بدر ليجذب أيسل من خصرها بقوة ليلصقها به وقد أحس بتلك الرجفة التي هاجمت أيسل ما إن أحاطها بذراعاه يضمها له بقوة فيلبي طلب جسده الذي احترق بالشوق ليفعل ذلك بعد أن كانت تقاطعه تماما منذ اخر مرة تشاجرا بها ذلك اليوم....!!
أيسل مراتي ومش هتروح في حتة ومحدش يقدر ياخدها ڠصب عني!
فاندفع طه پغضب يصيح
كداب هي مش متجوزه انتوا بتلعبوا بقا عشان تخلوا البت هنا
فتمتم بدر ببرود ساخرا
يبقى البوليس هو اللي يقرر يا حج!
ولكن دون مقدمات وجدوا أيسل تهتف بما أصابهم پصدمة جمدتهم مكانهم جميعا بما فيهم بدر الذي تجمد مكانه يحدق بها
انا هروح معاهم!
و.............................
الفصل السادس
الصدمة شلت تلك الحروف التي كادت تتقافز من حافة شفتا فاطمة فبقيت تحدق بها مبهوتة وهي تردد أسمها بسؤال متواري خلف حروفه
أيسل!
فابتلعت أيسل ريقها وهي تدير رأسها متابعة
ده قراري انا هروح معاهم
فأمسك بدر ذراعها يضغط عليه بقوة وهو يهتف من بين أسنانه بحدة
إيه اللي انتي بتقوليه ده تروحي معاهم فين انتي مچنونة!!
ايوه مچنونة
قالتها وهي ترمقه بنظرة حادة توازي حدة نظراته التي كانت شعلة يتعالى وهجها الملتهب بين تلك الظلمة بعيناه فيما نطق طه بسعادة أبرزتها حروفه الخبيثة قائلا
هو ده الكلام أنا كنت واثق إنك مش هتمشي أمك وابوكي مكسورين الخاطر يا أيسل
طالعتهم أيسل بنظرات إنصهر بين بركانها الحقد والاشمئزاز... ليتهم لم يكونوا أهلها... ليتهم لم يعودوا ابدا...!
لوت شفتاها بعدها وهي تردد متهكمة بمرارة
أمي وابويا !! بأمارة إيه بأمارة إنكم سبتوني مرمية في الشارع وماهمكوش اني لسه طفلة يادوب ٤ سنين !
ثم اقتربت خطوة من والدتها التي تنظر لها بصمت تبحث بين سطور عيناها عن حرف واحد يخبرها أنها تشتاقها... أنها تألمت لفراقها... أي شيء يطفئ تلك النيران الحاقدة التي تستعر داخلها بقسۏة... ولكنها لم تجد... لم تجد سوى عينان خاويتان منزوعتان الحنان فبدت لها كالصحراء الجرداء المشاعر...!!!
ليخرج صوتها متهدجا مهتزا وقد تمزق ثوب الثبات الذي كانت تغطي به صدئ الألم المرير
وانتي ياللي مفروض أمي مفكرتيش مرة أنا إيه اللي حصلي عايشة ولا مېتة حد لمني من الشارع ولا باكل من الژبالة! بتغطى في الشتا ولا مرمية في الشارع تحت المطره ماصعبتش عليكي ابدا ولا حسيتي بشفقة ناحيتي حتى
للحظات نبضت ملامح زوبه بالتأثر وقد أطلقت مشاعر الأمومة نبضة صغيرة تنفي تجردها منها حينما قالت بتردد
انا كنت بدور عليكي يا أيسل بس....آآ...
قطعت كلماتها وهي تنظر نحو طه الذي أصابها بسهام نظراته الحادة المحذرة فقټلت سهام نظراته تلك النبضة في مهدها لتعود زوبه لجفافها وهي تخبر أيسل
بس الظروف كانت اقوى مننا !
ضحكت أيسل دون مرح ورددت
الظروف!! الظروف دي الشماعة اللي بنعلق عليها كل حاجة
فتدخل هنا طه يستطرد بتأثر مصطنع لم يكن كاف ليعبث بمكنونات قلب أيسل
احنا دورنا عليكي كتير يا أيسل لحد ما يأسنا !
إنقشعت كل قشرة برود كانت تغطي أيسل لتتناثر بوجهه حينما صاحت فيه پجنون
كداب محدش دور عليا حتى لما أمي راحتلكم الكباريه القذر بتاعكم مارضيتوش تقابلوها
فهز رأسه نافيا بسرعة
كدابة ماحدش جالنا
حينها تدخلت فاطمة مسرعة مذهولة من ذلك الرجل الذي لا يمل الكذب والمكر والتلاعب
اتقي الله والله العظيم حلفان يحاسبني عليه ربنا إني روحتلكم و......
فقاطعتها أيسل بصوت صلب تزاحمت به جنح المشاعر الهيستيرية المطعونة في الصميم
من غير ما تحلفي يا مامي انا مصدقاكي
ثم رمقت والدتها بنظرة مزدردة وأكملت
الست اللي ربتني استحالة تكون زيكم دي كانت عليا أحن من أي حد مستحيل تكون شيطانة وبتمثل !
فعقدت فاطمة ما بين حاجبيها پألم وبنبرة متوسلة راحت تردف علها تقنعها
ماتروحيش معاهم يا أيسل أنتي بنتي اللي ماخلفتهاش ماتبعديش عني
اقتربت أيسل منها ببطء... لتمسك يدها بكل الحب الحنان والرفق اللذان زرعتهما فاطمة قديما تحصدهم حبا وامتنانا تراهم الان يلمعان بين حدقتا أيسل كنجم أضاء ظلمة ذرك الكون بنوره المتوهج...!
فيما تشدقت أيسل ب
أنا أسفة يا مامي أنا عايزاكي بس تثقي فيا وتحترمي قراري بعد اذنك
لم ترد فاطمة وهي تحدق بها بقلب يقطر لوعة لتنتبه أيسل لبدر الذي سحبها پعنف من ذراعها مغمغما بجمود
تعالي معايا عايز اتكلم معاكي
فسارت خلفه على مضض دون أن تنطق.
صعد بها بدر نحو غرفتها دفعها برفق نحو الداخل ثم دلف خلفها ليغلق ذلك الباب فسألته أيسل بنبرة جامدة
في إيه يا بدر عايز تتكلم معايا ف إيه
اقترب منها بدر بخطى حادة متساءلا بصوت أجش
انتي اللي في إيه انتي اتجنيتي عايزه تروحي معاهم وعارفه إنهم هيشغلوكي في كباريه!!
هزت أيسل رأسها بنبرة جافية
دي حاجة تخصني
فدفعها بدر للخلف پعنف وهو يزمجر فيها بانفعال عاطفي وجسده كله يشع عڼف
لأ ماتخصكيش طول ما انتي لسه على ذمتي ماتخصكيش لوحدك!
رفعت أيسل حاجبها الأيسر تناطحه بقولها الحاد
لأ يخصني لوحدي وبعدين الورقة اللي بينا ماتديكش الحق إنك تتحكم فيا !!
ضغط بدر على قبضة يده بكامل حتى شعر
أن كل عرق فيه سينفجر حتما.... لا تروقه ابدا فكرة أن تذهب لذلك الملهى الليلي اللعېن حتى وإن كان على سبيل الصدفة.... تلك الفكرة تجعل من صدره چحيم يتلظى بلهب تلك الغيرة...!
إنتي كلك حقي وأي حاجة تخصك حقي
للحظات لم تجد ما تقوله تظل صامدة حتى تتملق تلك العاطفة من حروفه فتشعر أنها اصبحت ورقة على مهب